إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : مستقبل بيروت بيد أبنائها
التاريخ : 1984-08-27
المرجع : جريدة الشرق

• على الشرعية إنهاء تجاوزات المسلحين
• التفجيرات المجرمة قد تجر إلى تفجير النفوس مجدداً
• نخرج من هذه الظروف عندما نلتزم بما حبانا الله من رسالات سماوية
• أتابع وضع الجنوب في جميع أجزائه من إقليم الخروب وحتى الناقورة والبقاع الغربي وراشيا
• إسرائيل تمارس الضغوط على أبناءنا ولا ترحم الناس ولا تعاملهم معاملة البشر
• ستذكر هذه الفترة بأن الدول العربية لن تستطع أن تقف بوجه إسرائيل

مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد ما زال يقود مسيرة توحيد الموقف الاسلامي ليكون منطلقاً لتوحيد الموقف الوطني تجاه التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان، وهي من موقعه القيادي بتحرك بحكمة بين الالغام الكثيرة المزروعة حوله تجنيباً للوطن والمواطن من المزيد من الويلات والالام والدمار.

وفي حديث لـ "الشرق" حذر المفتي خالد من استمرار الاوضاع الشاذة في بيروت وممارسات بعض المسلين الذين يستهينون بالكرامات وحرمات المواطنين، داعياً إلى أن تبادر الشرعية الى ترسيخ امنها وفرضه على الجميع بالتساوي الحق، ولفت إلى أن استمرار عمليات التفجير الاجرامية قد تقود إلى ردات فعل تؤدي إلى تفجير النفوس من جديد.

وأكد المفتي خالد أن غد بيروت هو في يد ابنائها وعليهم أن يتحدوا في الخير والمحبة ليضعوا غد عاصمتهم.

واكد مسؤولية الدول العربية والاسلامية التقاعس عن ردع العدوانية الاسرائيلية وتحرير الاراضي المحتلة ابتداء من لبنان، معلناً حقنا في مطالبة هذه الدول بتوحيد الموقف وحشد الامكانيات في معركة التحرير.

وأبدى استغرابه من عجز الحكومة في تنفيذ الخطة الأمنية في الجبل مع أن جميع قادة الميليشيات هم داخلها، ودعا إلى الصدق مع النفس ومع الآخرين لاستعادة الثقة والقدرة على تنفيذ ما يطمح إليه الشعب من امن وسلام وكرامة عيش، ولفت إلى وجوب اعتماد التوازن في خطة الجبل فتنفذ في كسروان والمتن كما في الشوف وعاليه. وفي ما يلي نص حديث المفتي حسن خالد:

العودة إلى القيم تنجينا

 سماحة المفتي، من موقعكم القيادي، هل لنا ان تعطونا صورة عما هو عليه اليوم الوضع الحالي.

- عندما نسمع هذا السؤال لا نستطيع ان نجيب الا بالاقرار بأن الوضع بالفعل هو وضع ليس بالسهل، وضع صعب، ظروف هذا الوضع معقدة، متداخلة، واحتمالات التغيرات سواء كانت جزئية صغيرة او كبيرة كلها واردة، وخصوصاً نحن في لبنان عشنا في الفترة السابقة ولا نزال نعيش اليوم صعوبة هذا الوضع وخطورته، ونرى ونشهد في كل حظة وفي كل آن مشكلة وقضية خطيرة وتصر سيء وواقعة معبرة عن استهانة الكثيرين من ابناء هذه المنطقة بمصالح الانسان وبحرمة الإنسان.

لا أحب أن اخصص الكلام بأبناء هذه المنطقة لأن في هذه الحالة اكون متجنياً عليهم ولكن ينبغي أن اقول ان بعض البناء هذه المنطقة الذين يخضعون لمؤثرات خارجية تخلون، في خضوعهم لهذه المؤثرات، عن كثير من المفاهيم الطيبة والقيم الدينية الصحيحة.

فنحن عندما ندرك هذا الواقع ونراه ونحسه لا يسعنا إلا أن نقول بأن الظرف خطير وأن الافتراض واحتمال وقوع اشياء مؤلمة واقعة.

كيف يمكن ان نخرج من هذه الظروف؟ يكون ذلك بأن يلتزم الجميع بما حبانا الله من رسالات سماوية، وما تبشر به من فضائل وقيم. على كل واحد ان يتذكر احترام الانسان لأخيه الإنسان، حبه لاخيه الإنسان وتفانيه في سبيل خدمة الإنسان، يجب أن يتذكر ما تطلبه منه رسالة السماء من الصدق مع اخيه الإنسان، من عدم الغش، من عدم قتل النفس إلا بالسجن وإلا بما امر الله به، عليه أن يتفكر كل هذه المفاهيم ويعود إلى الحظيرة الصحيحة لأنه بذلك وحده يستطيع ان ينجو من هذا الواقع الاليم وليس بغير هذا أبداً.

أنا متفائل، لأني مؤمن

 أين نضع التشاؤم والتفاؤل في المستقبل؟

- انا اتابع وضع الجنوب في جميع اجزائه من الاولي من إقليم الخروب حتى الناقورة، وكذلك البقاع الغربي راشيا، اتابع ما تمارسه اسرائيل من ضغوط على ابنائنا، وارى أن اسرائيل لا ترحم هؤلاء الناس ولا تعاملهم معاملة البشر، انها تعاملهم معاملة كلها تعسف وظلم وطغيان، ولعلها تفكر بأن هؤلاء حجارة او انهم كما يتصورون ليسو بشر ولا يستحقون منها احتراماً ولا تقديراً ولا رعاية مصالح.

هذه المعاملة التي يعامل بها ابناؤنا في الجنوب خبرنا بعضاً منها نحن في الفترات الاخيرة او قبيل انسحاب الإسرائيليين من اطراف العاصمة. كنا نرى ممارسة القهر وكل وسائل الاهانة كيف توجه إلى اللبنانين وكيف تعامل بها اللبناني. لا شك أن أبناء الجنوب اليوم يعانون أياماً من أصعب الايام  التي تمر على المنطقة في الشرق الأوسط.

اين التفاؤل؟... الجواب على ذلك أنني ما كنت يوماً إلا وأنا المؤمن بالله سبحانه وتعالى، مؤمن بقدرته على تغيير الامور وعلى أن له في كل ساعة شاناً، وان له في كل لحظة امراً هو مقلب القلوب، ومغير الامور، أنا المؤمن في هذا لا يسعني إلا أن اكون متفائلاً، بأن الله على كل شيء قدير. وأنه قادر على أن يمكن أبناء هذه المنطقة المظلومين من ان يسترجعوا كيانهم ووجودهم وارضهم وبكل كرامة وعزة. وأنا الذي يكرر دوماً ان الله تعالى قد منح الإنسان العزة ووصفه بأنه عزيز وبشكل جازم، فنحن المؤمنين اعتقد اننا بإذن الله من خلال إيماننا بالله سنبقى متفائلين ومن خلال ايماننا سنبقى قادرين او ستصبح قادرين بإذن الله على أن نسترجع ارضنا وأن نسترجع كذلك حريتنا وان نثار لكرامتنا التي هي كرامة إنسانية لا يجوز أبداً التفريط فيها في أي لحظة من اللحظات نحن لا نريد ان نعتدي على أحد ولا نريد أن نظلم احداً. الله سبحانه تعالى كره الظالمين وقال أنه لا يحب الظالمين، نحن نعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة.

كل لبناني اليوم يرفع كفه إلى السماء ويسأل الله سبحانه وتعالى ان يثأر له وأن يرد عنه كيد الظالمين، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، فعشرات المئات من الآلاف الموجودين على ارض لبنان لا بد من ان يكون بينهم واحد صالح يدعو الله تعالى، ثم يستجيب الله تعالى له فيكشف امه هؤلاء الظالمين وينجي لبنان من هذا الظلم.

لا أعفي الدول العربية

 سماحتك لك دور مميز في معالجة الازمة اللبنانية كيف ترى تعاطي الدول العربية والإسلامية حيال ما يحصل في الشمال والجنوب والبقاع؟

- طبعاً لا أستطيع أن انفي على الدول العربية اهتمامهم بلبنان سواء كان في جنوبه أو في عاصمته او في شماله او في بقاعه، الدول العربية تهتم وتتفاعل مع هذا الواقع وتتعاطف مع الحكم اللبناني وتحاول وبالذات سوريا التي تقوم بدور طليعي وبجهد كبير ولا يمكن أن ننسى هذا الدور.

ولكني أنا لست من الذين يعفون الدول العربية بعض التقصير، لأنه هذا هو الواقع الذي تمر به هذه المنطقة حيال هيمنة اسرائيل، سيبقى واقعاً مدموغاً بشيء من التقصير.

ستذكر هذه الفترة بأن الدول العربية لم تستطع أن تقف في وجه اسرائيل وهذا شيء اظن انهم هم ليسوا أقل منا تفكير به، يعني أن الدول العربية كلها اظن أنها لا تنسى هذه الحقيقة او تغفو عن هذه الحقيقة.

نحن نعد حوالي مئة وخمسة وسبعين مليوناً من السكان، وإسرائيل لا تتجاوز اربعة ملايين ومع ذلك حتى الآن ما زلنا نتلهى بصراعات جانبية وخلافات حول القشور، حتى الآن لم نتمكن من أن نرى اجتماع الكلمة، نستطيع أن نقول كلمة حاسمة، او نقف موقفاً حاسماً أو نتخذ قراراً يستطيع أن يردع اسرائيل من ان تمارس مثل هذا الظلم الذي يقع سواء كان على منطقة باتر أو على منطقة الاولى أو على منطقة البقاع الغربي، في منطقة غزة او مناطق اخرى وكلها تتعرض لممارسات قاهرة وظالمة.
هذا ما أراه بالنسبة لهذا الدور، نحن نتطلع إلى ان يكون للعالم العربي دور أعظم ونتصور أن من حقنا ان نتطلع إلى هذا الدور الاعظم ومن واجب الدول العربية أن تفكر بشيء من الجدية ومن الحسم السريع، ولن يكون ذلك إلا بإتحاد صفوفهم، واتحاد كلمتهم، وأن تكون لهم جامعة بعيدة عن اي خلاف، يمكنهم من خلال هذه الجامعة المانعة من خلال هذه الجامعة المانعة ان يقفوا الموقف العزيز والموقف الذي يتواءم ويتلاءم مع مصالحنا وحقنا وكرامتنا.

وحدة الموقف ندعم الشكوى

 قامت الحكومة مؤخراً بخطوة هامة عندما تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن ضد الممارسات الاسرائيلية في الجنوب، ولكن الا ترى انه يجب دعم هذه الخطوة بتحقيق وحدة المواقف الوطني؟

- لا شك أن الخطوة التي قامت بها الحكومة اخيراً جيدة ولا شك أنه يمكن أن تلحق بها خطوات اخرى، طبعاً في ضوء ما سيترتب على هذه الخطوة في مجلس الامن وما سيكون لها من آثار، ولكن انا معك بأن وحدة الصف الوطني ركيزة اساسية. كل عمل لا يكون مندفعاً ومنطلقاً من قاعدة ملمومة ومجتمعة، يكون متلاشياً يضيع كالقنبلة عندما تطلق من فوهة المدفع تنطلق وهي مركزة بشكل متجمع ويكون انطلاقها من قاعدة واسعة فإن إنطلاقها لا يكون قوياً ولا مركزاً. ولذلك فلا من أن تتجمع كلمة المواطنين وان تكون لنا وحدة في الموقف الوطني وان تكون لنا وحدة قوية جداً حتى نستطيع أن نتقدم بشكاوى ونستطيع أن تكون لنا وقفات صارمة وحازمة في وجه العدو، نحقق من خلالها ما نتطلع إليه من انحسار او من تحرير...

الصدق مع النفس ومع الآخرين

 لقد نفذت الخطة الأمنية في بيروت على الشكل الذي نعلم، ولكن خطة الجبل ما زالت تعثر، بالرغم من ان منطقة اقليم الخروب ما زالت تعاني عزلة نتيجة الحصار المضروب عليها. ما هو تقييمكم للوضع؟

- دائماً الصدق مع النفس بداية الصدق مع الآخرين وهو مبعث الثقة ويعكس الثقة ويحقق كثيراً من المطلوب، لانه عندما تكون هناك الثقة يكون هناك التجاوب، نحن الان نشهد حكومة وطنية تجمع شتات قادة الميليشيات هم يقررون وهم يقفون. موقف الحيرة مها يقررون فهذا محير حقاً.

إذا كنتم قررتم فتح الجبل وتحقيق الخطة الامنية فيه، إذا انتم اردتم هذا فلماذا لا تستطيعون ان تنفذوا قراراتكم؟ هذا شيء مؤلم انا لا أقول عجيب لأني اعرف جواب هذا التساؤل ولكني اقول هذا مؤلم يعني ان الصدق مع النفس ليس متحققاً ولم يتحقق ايضاً كالتالي الصدق مع الآخرين ولم تتكون بعد الثقة لذلك لا يوجد تجاوب مع المطالب.

عندما تريد ان نطرح هذه الخطة الامنية ينبغي أن نكون صادقين مع النفس، وبالتالي ينبغي ان نكون صادقين مع الآخرين وبالتالي يتطلب طرح هذه الخطة العمل على تطبيقها بكل معنى الكلمة، في كل منطقة من لبنان، في الجبل، في الشوف، في كسروان، في المتن، في أي منطقة دون تمييز، اما الحديث عن البدء هنا ثم الانتقال إلى هناك تحت ستار حجج لا تنفع احداً، هذا كلام من قبيل المراوغة، الذي لا يجوز أن تكون موجودة في حكم سمى نفسه اتحاداً وطنياً، ويرغب من خلال الاتحاد الوطني ان يحقق ما ينشده من إصلاحات سياسية وأمن.

المهم توازن خطة الجبل

 هذه المماطلة اليست نوعاً من الهروب من مسؤولية فتح ملف الاصلاح السياسي؟

- كأنك تريد أن تقول ان هذا التطبيق للخطة الامنية هو هروب من الاصلاح السياسي. يجوز أن يكون هذا السؤال صحيحاً، ولكني أنا ارباً بأركان هذه الحكومة ان يكون هدفهم تطويل الفترة التي ستسبق الدخول في طروحات الاصلاح السياسي.

الهم كبير والمصيبة أكبر والتطويل لا نعرف ماذا سينتج عنه من مشاكل، والحس موجود وفي كل لحظة قنبلة قد يترتب عليها قنابل، وقد يخرج من هذه القنابل قنابل نفسية، ثم تفجيرات، لذلك أرى أن هذا ان كان صحيحاً ان كان هذا موجوداً في النفس فهو شيء لا يجوز، ينبغي أن يجد الجميع وأنا ارباً بهؤلاء القادة أن يكون هكذا تدبيرهم او ان يخطر في بالهم مثل هذا، وامنيتي ان لا يكون شيئاً من هذا وارداً في نفوسهم وان يكون العامل في هذا التأخير هو اشياء اخرى.

المهم أن كل رجائنا ان يعمل الجميع لترسيخ قواعد الخطة الامنية في بيروت وتوسيع نطاقها وان يبدأوا في خطوتهم في الجبل وبشكل متواز ومتساو بحيث يرضى الجميع وتنفتح الآفاق امام الجميع وتتحقق الخطة الامنية، بالشكل الذي نرجوه جميعاً.

غد بيروت بيد أبنائها

 عودة الى بيروت، ما هي رؤيتكم لمستقبل الوضع في بيروت؟

- غد بيروت يمكن أن يكون صناعة أيدي ابناء بيروت الموجودين في بيروت، فإذا تكاملت لدى ابناء بيروت كل معاني الوحدة والتفاهم والتعاون والعطاء اتصور أن الرؤية ستكون جيدة جداً، اما إذا لا سمح الله تخلى هؤلاء عن هذه النقاط التي أشرت إليها فإن بيروت ستتعرض لهزات.

التفجير الذي يقع هنا بين حين واخر ينتقل من مكن إلى مكان ومن موضع إلى موضع هذا امر لن ينتهي بيسر وخصوصاً أن الهيمنة الشرعية لم تأخذ بعد مداها، نحن لا نجد هيمنة شرعية كاملة القدرة، حتى الان لا يزال المسلح قادراً على أن يقف في وجه جيش بكامله في وجه اللواء بكامله ويستطيع ان يوقفه ويقول له أن أن لا اقبل فيضطر هذا اللواء للوقوف مكتوف اليدين.

هذه نقطة ينبغي أن تكون بارزة امام اعين المسؤولين يجب أن تطلق أمامهم ليروها على حقيقتها ويتخذوا الإجراءات الصارمة التي تحقق بالفعل السلطة الشرعية على الجميع في بيروت، كيف يمكن أن يكون هناك آمال بإستقرار، بتطلع هنيء لا من وهدوء ونعومة حال وحياة والمسلح يسرح ويمرح ويدخل البيوت ويهدد ويتوعد ويفرض الخوات والضرائب على الناس هذا وضع لا يجوز استمراره، ولا بد من ان تأخذ الشرعية بالأزمة وتهيمن هيمنة صحيحة في بيروت، لان بيروت هي عاصمة لبنان وهي كل لبنان باعتبار أنها تحوي من كل لبنان ومن فيها من السكان يعادلون ثلث لبنان على الاقل، فمفروض أن تكون الهيمنة الشرعية العادلة المتساوية المتوازنة، موجودة على الارض اللبنانية، على ارض بيروت وإذا كانت هذه موجودة بهذا الشكل عند ذلك يمكن أن لا نعود نسمع بوجود بعبوات.

الوفاق السياسي يرسخ الأمن

 ما هو برأيك الأمر الذي حققته الحكومة حتى الآن وما هو الذي كان بامكانها تحقيقه ولم تحققه؟

- استطاعت الحكومة أن تخفف من حدة التقاتل والتراشق بالاسلحة النارية، لم يعد هناك قصف مدفعي، ولم يعد هناك قنص كما كنا نرى ونشاهد، خفت وسائل التهديدات وفتحت المعابر واتصل طرفاً المدينة بعضهما بالبعض الآخر ونشطت الحياة الاجتماعية وحركة الناس، ولكن بقي التهديد القائم وهو ما اشتر إليه بالنسبة لبعض المسلحين الذين لا يتقيدون بالانظمة والذين لا يزالون يرغبون بتحقيق بعض المكاسب لهم ولمن يعملون تحت امرتهم. هذا لا يمكن ان يزول إلا باعطاء السلطة الشرعية هيبتها والسلطة الشرعية حتى الآن غير قادرة على تحقيق خطوة من هذا النوع لا بد من وفاق سياي، فهذا الجيش الذي يريد أن يدخل لا بد له قبل ان يفرض وجوده ويهيمن من الوفاق السياسي، والوفاق السياسي لا يزال مفقوداً، لذلك لا من الضغط في هذه المنطقة بالذات لمنطقة بيروت الأمن وبالتالي بعد ذلك تأتي الخطوات التالية في الجبل وفي الشمال.

القيادات الروحية غير مقصرة

 سيادة البطريرك هزيم في حديثه الاخير للشرق اتهم القادة الروحيين بمن فيهم البطريرك هزيم نفسه بانهم تخلوا عن دورهم لرجال السياسة مما حول الطوائف إلى أحزاب سياسية، ما هو رأيك بذلك؟

- هذه نظرة سيادة البطريرك  وأنا احترم هذا الرجل واقدر افكاره إلى حد بعيد، ولكن طبعاً لي رأي آخر، فنحن من موقعنا الروحي لا اظن اننا وفرنا جهداً ولا منعنا امكانية يمكن ان ترصد في خدمة المعايير الروحية والقيم الروحية وما زلنا، سواء كان ذلك عن طريق المواقف من على المنابر في المساجد، ومن أي مكان نطلق الصرخة تلو الصرخة ونأخذ الموقف بعد الموقف لنعزز الانطلاقة الروحية ولنثبت فاعلية الدين والمنطلقات في نفسو الناس واظن ان الوضع العام الديني في نفوس الناس اليوم هو خير من قبل واحد تحركاً جيداً من الناحية الدينية وان كان هذا التحرك غير مضبوط، ولكن هناك عودة جيدة تحتاج إلى قيادة تستطيع أن توازن وتنسق وتموسق كما يقول رجال الفن بين هؤلاء جميعاً وتجعلهم في تفاهم وتناغم.

هذا في رأيي دور الرؤساء الروحيين، اما دور السياسيين المستغل للدين فهذا دور قديم وليس بجديد السياسيون شأنهم انهم يتسلقون كل وسيلة وكل شيء في سبيل الوصول إلى اهدافهم التي يتطلعون إليها. مع الاسف حتى بعض الذين ليسوا سياسيين بدأو يلعبون هذه الادوار ويتسلقون  للوصول إلى أهدافهم واخطر ما في السياسة هي نتيجة هذه الانتهازية لانها تكون بعد ذلك اداة لالعاب خطيرة مؤذية، كنت اسمع بعض النواب يقول هذه اللعبة البرلمانية اضحك واقول إذا كان هذه التي بيدها مصائر الشعوب تسمى لعبة فماذا سيكون من آثار هسذه اللعبة؟ هذه التزامات، هذه معاهدات امام الله يجب أن يلتزمها مع الله ويلتزمها الشعب من خلال ضميره ومن خلال ما يؤمن به.

لذلك أؤمن بأن القيادات الروحية الصالحة لم تتخل عن ادوارها وعن مهامها لغيرها أبداً والبطريرك هزيم الذي سمعنا له من تصريحاته آراء جيدة والكلمات الحكيمة، لا اظنه يقل عن غيره قدرة على ان يأخذ المواقف وان لا يتخلى عن الدور السياسي، انا لم اطلع على رأيه هذا بعد، ولكن ربما أراد سيادته ان يحذر السياسيين من استغلال الدين من خلال دعوات طائفية وما شابه ذلك لتحقيق اهداف يضرون بها الناس. ويؤذون فيها المصلحة العامة. أظن هذا ما يمكن ان يرمي إليه ولا شك ان في هذا الشيء كثير من الحق، ولكن دور سيادته ودور الآخرين بات في وضع حد لهؤلاء، ومنعهم من ان يتطاولوا وارجوا أن يوفقنا جميعاً رب العالمين.

 أين أصبح البحث في عقد القمة الروحية؟

- الظروف الصعبة التي مرت في بيروت وفي لبنان اخيراً اشغلت هؤلاء القادة الروحيين، اضافة إلى سفر البعض منهم مثل سيادة البطريرك هزيم الذي سافر إلى سوريا والبطريرك حكيم سافر إلى ايطاليا واظن سيادة البطريرك خريش سافر إلى روما.  ولذلك كان من المتعذر أن تنعقد هذه القمة، ولكن ان شاء اله الجميع حريصون على تثبيت دعائم الامن وتثبيت مفاهيم العدالة والتوازن في لبنان.
اتصور ان لقاءهم ليس متعذراً وممكن أن يكون في أي لحظة.

علينا إهمال الصغائر

 صاحب السماحة، تعرضتم مؤخراً لهجوم وانتقادات، من قبل بعض الجمعيات الاسلامية، ما هو ردكم على ذلك؟

- نحن كنا قد قلنا رداً على ذلك لاخواننا الذين اتصلوا لتأكيد دعمهم والتفافهم حول مقام الافتاء واستنكارهم لهذه الظاهرة الغريبة التي اطلقوها، قلنا أننا نرجو من الصغيرة ان يعززوا التفافهم حول مقام دار الفتاء وان يؤكدوا اتحاد صفهم لانه لا سبيل لنا في هذه الظروف إلا اعتماد الوحدة، وحدة الصف، لانه هو قوتنا وهو دعامتنا لتحقيق ما نتطلع إليه وما نصبوا إليه.

أي شرذمة واي عمل من هذا القبيل هو من عمل الشيطان، وعمل الشيطان مستنكر ولا يجوز ابداً الوقوف عنده إلا برده وابعاد الناس عنه ويكفي الناس ان يطلعوا على حقيقة الامر ليقرروا إذا كان يستحق الاهتمام أو لا يستحق اظن أنه ما من عاقل وما من حكيم وما من حريص وما من مفكر يغار على مصلحة الوحدة الاسلامية والوحدة اللبنانية يعير هذا الامر اهتماماً او يرى فيه شيء مما يستحق التوقف عنده.

تقبل الله

 بالنسبة لكل ما يحدث في لبنان والبلاد العربية والديار الاسلامية، لمن تقول سماحتكم "تقبل الله"؟

- أقول كلمة تقبل الله للذين استشهدوا على ارض المعارك الذين اوذوا في ديارهم للذين اوذوا في اقتصادهم للذين اوذوا في خطف اولادهم، للذين عانوا من الالام وباتوا بعض الليالي واكثر الليالي لا ينامون من الخوف، خوف الدمار، هؤلاء اقول لهم تقبل اله لأنهم بالفعل جاهدوا ولانهم بالفعل تحملوا وصبروا ولانهم بالفعل عاشوا مع الله فترات طويلة فهؤلاء يستحقون ان يقال لهم تقبل الله وارجو ان يتقبل الله جهادهم ونضالهم وان يحقق لهم آمالهم.

ومع ذلك لا يسعني أبداً أن انسى وقفات الرجال الكبار الذين عاشوا معنا بعض هذه الفترات، وفي مقدمتهم الرئيس حافظ الاسد والملك فهد بن عبد العزيز وغير هؤلاء ممن لهم ايد جيدة وخطوات مباركة، خصوصاً الخطوة الاخيرة التي قام بها الرئيس الاسد في تعزيز الوضع الامني وتحقيق الارادة بعودة لبنان إلى استقراره.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة