|
انطلاقاً من الفكر المؤسساتي الذي نؤمن به والذي كان المفتي الشهيد حريصاً عليه، وانطلاقاً من تداعيات الحرب اللبنانية البالغة التي انعكست على مجتمعنا اللبناني اجتماعياً واقتصادياً، والتي أدت إلى تراجعٍ كبير في مواكبة التقدم الثقافي والعلمي، كان لا بد لمعالجة هذا الواقع من أن تقوم المؤسسات الأهلية اللبنانية بدورها في معالجة أوضاع المجتمع والمساهمة في التخفيف من الأعباء المثقلة على كاهل المواطن اللبناني لتمكينه من الالتحاق بالركب الثقافي والعلمي والاقتصادي، وإحياءً ووفاءً لذكرى المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد تأسست مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد للتربية والثقافة لتكون صرحاً ثقافياً وتربوياً واجتماعياً يساهم في بناء الوطن والمجتمع إلى جانب المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتربوية في لبنان. في العام 1992 وفي اجتماع مهيب وخلال مؤتمر صحفي في دارة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وبحضور ممثلين عن الرؤساء الروحيين ونقيب الصحافة وعدد كبير من رجال العلم والاجتماع والسياسة والعمل وممثلي المؤسسات الإعلامية أعلن عن انطلاقة مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد للتربية والثقافة. وقد تألفت الهيئة التأسيسية من: المحامي الأستاذ منيح رمضان، الدكتورة زاهية قدورة، الدكتور روحي بعلبكي، الدكتور خالد قباني، الأستاذ محمد السماك، المهندس سعد الدين حسن خالد، الشيخ الدكتور مروان قباني، الدكتور عبد الله عجوز، المحامي الأستاذ محمد أمين الداعوق، الشيخ خلدون عريمط، الدكتور المهندس يحي عباس والأستاذ عصام حوري. تقدمت الهيئة التأسيسية بطلب رسمي من وزارة الداخلية اللبنانية للحصول على العلم والخبر الذي نالته تحت (رقم 400/أد) في هذه الأثناء وضعت الهيئة التأسيسية النظامين الداخلي والأساسي كما وضعت الأهداف الرئيسية للمؤسسة التي حصرتها بهدفين رئيسين، الأول ثقافي والثاني اجتماعي، وتفرع من الهدف الثقافي هدفان، الأول جمع وتوثيق كل ما قاله أو كتبه أو قيل عن المفتي الشهيد، وإعادة طبع مؤلفاته، والعمل على نشر كل هذه الوثائق ليصار الاستفادة منها، بالإضافة إلى إقامة محاضرات ثقافية تعالج وتثير مواضيع تهم المواطن اللبناني. أما في الهدف الثاني الاجتماعي، فهو يهدف إلى مساعدة المواطنين اجتماعياً من خلال التصدي لكل ما يواجه الإنسان اللبناني من صعاب في حياته اليومية في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية. من هنا انطلقت المؤسسة، ومن فعل الإيمان بأنه على كل فرد واجب يؤديه ليترك أثراً إيجابياً في مجتمعه وقد كان هذا الفكر هو التحدي الذي واجهناه لإيجاد السبل لتحويل الخير من قناعة نظرية إلى ممارسة حياتية فعالة ومستمرة. بعد سنوات من العمل كأسرة متماسكة لعناصر ثلاث مساهم ومتطوع ومستفيد يجمع بينهم فعل الإيمان بالله وبالعمل والتكافل والتضامن دخلت المؤسسة مرحلة جديدة من مراحل النمو الذي هو تتويج لكل ما سبق هذه المرحلة من الأعمال والخبرات والمعلومات والنشاطات والتواصل مع كافة شرائح المجتمع ومؤسساته التي شكلت لنا ركيزة متينة للاستمرار نحو الأفضل. وبعد ممارسة أعمالنا المتنوعة وجدنا أن الواقع الاجتماعي يتطلب المزيد من المجالات الخدماتية، لذلك كان لا بد لنا من توسيع مجال النشاط ليشمل الصحي والإنساني والاجتماعي مع المحافظة على دورنا في المجال الثقافي والتربوي التي يبقى الهدف الأول والأساسي. وتماشياً مع هذا التطور كان لا بد من التعريف عنه من خلال إعطاء صورة واضحة عن هذا التطور من خلال إعادة تسمية المؤسسة وإطلاق اسم مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد. وقد قامت لجنة متخصصة بإعداد دراسة واقعية لمراحل العمل المستقبلية التي ستعمل بإذن الله على تحقيقها من خلال دعم الخيرين والمتطلعين إلى غد مشرق خدمة لمجتمعنا ووطننا، لقد وفقنا الله تعالى في السير في هذه الأهداف بالرغم من ضآلة الدعم المادي، الذي هو بمجمله دعم داخلي، لكنه كان وسيبقى حافزاً لنا على الاستمرار في تقديم كل ما لدينا في اتجاه نصرة قضايانا ودعم مجتمعنا.
| |