إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 28
الاحد 19 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : لجنة القرن الخامس عشر الهجري - تحتفل بعيد المولد النبوي الشريف
التاريخ : 1981-01-19
المرجع : جريدة السفير

• ناشد خالد، وشمس الدين وأبو شقرا وشفيق الوزان الملوك والرؤساء الذين سيجتمعون في مكة المكرمة الاهتمام بالقضية اللبنانية وقضية الجنوب خاصة وعلى توحيد الصف العربي
• المفتي خالد: إن المعيار الذي يعتمد المفاضلة بين الناس على أساس العنصر أو اللون أو العرق ليس قيمة من قيم الإنسانية على الإطلاق، ولا يمكن أن تبنى عليه الأوطان ولا مؤسساتها كما لا يمكن أن تتلاقى في ضوئه الشعوب
• الشيخ أبو شقرا: اللبنانيون ما زالوا في غيهم، يعبثون في مصير الوطن وكيانه ويهدمون ويخربون ويقتتلون، متاصمين عن سماع كلمة النصح والحق
• الشيخ أبو شقرا: المسلمون والعرب بأسهم وشدتهم بينهم، لا ضد أعداءهم
• الامام شمس الدين: لبنان صنعته إرادة المسيحي والمسلم معا، ولا يمكن ان يستمر الا من خلال إرادتهما معا
• الامام شمس الدين: من نافلة القول ان نقول كم يشكل الجنوب من خطر على لبنان وعلى العالم العربي كله، وكم هو مرشحٌ لأن يكون أرضاً محتلة جديدة الى جانب الأراضي المحتلة القديمة وأن يكون رهينة جديدة في يد إسرائيل
• الوزان: ما يجري كل يوم في الجنوب على يد العدو الاسرائيلي وما ترتكبه الميليشيات المسامة بقوات الأمر الواقع وهي قوات عميلة اسرائيلية ندينها

ناشد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشيخ عقل الطائفة الدرزية محمد أبو شقرا ورئيس الحكومة شفيق الوزان الملوك والرؤساء الذين سيجتمعون في مكة المكرمة في 24 الجاري الاهتمام بالقضية اللبنانية عامة وقضية الجنوب خاصة، والعمل على توحيد الصف العربي ونبذ الخلافات.

ودعا المفتي خالد المؤتمرين في مكة المكرمة إلى مزيد من الاهتمام بقضية لبنان وجنوبه والمبادرة إلى معالجة الخلافات العربية بانتهاج سياسة التضامن لمواجهة كل التحديات التي تواجه المنطقة وأعلن وقوف المسلم اللبناني إلى جانب الشرعية ورفض هذا المسلم لأن تكون الشرعية مستضعفة وسلاحا ماضيا بيد البعض دون البعض من أبناء لبنان.

وناشد الشيخ أبو شقرا الملوك والرؤساء العرب الكف عن المهاترات والمنازعات لأن فلسطين لن تعود بالكلام بل بالتضحية والإقدام بعيدا عن المساومات والمزايدات.

ودعا الشيخ محمد مهدي شمس الدين المسلمين إلى العمل للتحرر من حالة المطاردة والحصار التي يعانون منها وقال أن استمرار لبنان لن يكون إلا من خلال إرادة المسلمين والمسيحيين معا وأن قضية الجنوب إما أن تدخل في نطاق استراتيجية عربية في مواجهة إسرائيل أو يبحث لها عن حل.

ودعا رئيس الحكومة شفيق الوزان إلى بناء الوطن الواحد على أسس من الوضوح والثبوت والعدالة والإنصاف. وأذان الميليشيات  العرب إلى الاهتمام بقضية الجنوب لأنها ليست قضيتنا وحسب وإنما هي قضيتهم أيضا.

وكان خالد، شمس الدين، أبو شقرا والوزان يتحدثون أمس في الاحتفال الذي أقامته اللجنة العليا لإحتفالات القرن الخامس عشر الهجري في قاعة الأنيسكو لمناسبة عيد المولد النبوي.

حضر الاحتفال بالإضافة إلى الرئيس الوزان ومفتي الجمهورية ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وشيخ عقل الطائفة الدرزية. الرؤساء : صائب سلام سلي الحص رشيد كرامي تقي الدين الصلح ناظم عكاري والوزراءؤ علي الخليل محمد يوسف يبيضون مروان حمادة أنور الصباح خالد جنبلاط عبد الرحمن اللبان سامي يونس وميشال إده وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية ورجال الدين والقضاة والعلماء وحشد من المواطنين.

بدأ الاحتفال بتلاوة عشر من القرآن الكريم للشيخ محمد صلاح الدين كبارة ثم عزف النشيد الوطني اللبناني وقدم عريف الاحتفال مدير مؤسسات الرعاية الاجتماعية محمد بركات الشيخ محمد فرحات الذي ألقى كلمة اللجنة العليا لإحتفالات القرن الخامس عشر هجري.

تحدث فرحات في كلمته عن معاني الذكرى وعن صفات الرسول بالرسالة الإسلامية وقال: أملنا كبير في هذه الذكرى أن يوفق المسلمون في لقاءاتهم الدائمة وفي تلاقيهم المستمر لإعادة صوغ النوعية الحقيقية للإنسان المسلم والكثير النماذج الصحيحة له.

وأكد فرحات أن المسلمين استقروا في مسيرتهم على خط الصمود الحضاري والإنساني ودليل على ذلك الانتفاضات المباركة التي ابتدأت هنا وهناك في إيران وفلسطين المحتلة وفي أفغانستان وكلها مفاصل تحرك اسلامي حديد نحو استعادة الشخصية الاسلامية بروحيتها الأصلية وملامحها الحقيقة، النمقاة من جميع التشويشات والتشويهات التي كاد أن يفسدها بها أعداؤها وبعيدا عن كل التعقيدات والتزمتات التي كاد أن يخنقها بها أهلها.

ثم تكلم مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد عن معاني الرسالة المحمدية وذكرى المولد النبوي. قال: "إذا كان في المولد ذكرى فهذا يعني أنه أصالة بارزة من الماضي المجيد تطل بها على أفق الزمن المقبل وتتعزز به التواصلية الحقيقية الجادة التي تمنح وجودنا المعنى الكريم وإنسانيتنا القيمة الفاضلة ومشيرة حياتنا العطاء البناء.

وإذا كان مولد الرسول صلوات الله وسلامه عليه ماثلا اليوم في حاضرنا يحفزنا لمستقبل أفضل فإنه يتطلب هنا تجديد مفهوم الإسلام في قلوبنا والإلتزام به في حياتنا عقيدة ونظاما وآدابا وقيما حضارية تسير بها على خطى الرسول العظيم في اقتداء واع وحريص نجدد به العهد مع الله باعتزاز لا يخشى إلا إياه.

وأضاف: "إن رسالة الإسلام التي اكتملت بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلوات الله عليه جددت رسالة السماء بعدما خلقت معالمها وأصولها ودعت اتباعها إلى تجديد فهم الحياة وأصولها وأهدافها، وإلى تطوير مناهد العقل ووسائل التعامل مع الأشياء والكائنات والناس وهي تدعونا اليوم لتجعل من ذكرى المولد النبوي المجيد مناسبة تحول وانبعاث وتوليد نرى فيها إمكان استخراج المعاني وتجديدها من المدركات الثابتة الخالدة وإمكان استنباط القيم الأزلية وإمكان التطوير المتحرك المفيد في حدود المبادئ الثابتة، سواء كان ذلك يف إطار المفاهيم أو كان في إطار العمل اليومي والكيان الوجودي الخاص أو العام وبالتالي إمكان وحدة الصف الإسلامي في لبنان لتكون خطوة مباركة بإذن الله في انطلاق الوفاق اللبناني.

وأضاف: "الكون من حولنا يتغير ويتطور والفكر البشري جزء هذه يتفاعل معه فهو إذن لا مناص له ضرورة من أن يقع عليه التحول والتغير والتطور بحيث يكون له نظرة جديدة إلى الحياة ونهج جديد، ثم انبعاث جديد ومن أهم المتمغيرات التي يشهدها الكون في عصرنا هي المتغيرات العلمية والتقنية والمتغيرات السياسية والاقتصادية ولكن المؤسف حقا أنها كلها لم تحدث على رغم ذلك في أفكارنا التطور والتغير إلى الأفضل والأحسن بل اتبعتها بكثير من أمراض الذات والهوى فانعكست على مجتمعاتنا تأخرا وتخلفا وتبعية لهذه السياسة أو تلك ولم يعد أحد منا يرتاب بأن ثمة غزوا سياسي قهريا وغزوا علميا وصناعيا استنزافيا أصبحت مجتمعاتنا بقصد أو بغير قصد تخضع لها خضوعا بارزا بل وتتفاعل معها إلى حد بعيد يؤثر في حياتنا وسياستنا وأهدافنا القومية فإذا لم تغير في أساليب فكرنا في إطار الثوابت المسلمة لدينا بما يتفق مع مصالحنا وكرامتنا وطموحنا فإن واقعنا فضلا عن أنه ينذر بمزيد من التمزق والتدهور على كل المستويات فإننا لن نستطيع أن نمتلك أية درجة من القدرة على التقدم فضلا عن التأثير في العالم والله تعالى يقول إن الله لا يغر ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". فهل كتب على الأمة العربية والإسلامية أن تبقى في هذا العصر ممزقة تخضع دولها إلى سياسة المحاور فتنتمي إلى هذا المحور أو ذلك وتستغل من هنا أو هنالك تخدم أهدافا وأنظمة وسياسات لا تتفق مع أنظمتننا وأهدافنا وسياساتنا إما أن الزمن لينبغي أن نستفيد من منجزات العصر وأفكاره ونحقق أمر الله تبارك وتعالى: فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.

وقال: إننا بمناسبة انعقاد مؤتمر قمة مكة الإسلامي نتوجه بكل تقديرنا ومحبتنا إلى إخواننا أصحاب الجلادة والفخامة والسمو الملوك والرؤساء والأمراء آملين منهم مزيدا من الاهتمام الجدي بلبنان عامة وجنوبه خاصة كما نتوجه إليهم بالمبادرة المباركة إلى معالجة الخلافات الناشئة بين بعضهم البعض ووضع التضامن لمواجهة كل التحديات التي تواجه المنطقة بكاملها قبل أن تستفحل خطورتها فوفاقهم ووحدتهم وقوتهم وتلاحمهم عزة ومتعة لنا وللمنطقة. وأن يضعوا كل رصيدهم لايقاف حرب الاستنزاف المشتعلة بين العراق وإيران التي لا تجني منها الأمة إلا مزيدا من التمزق والضعف وأن أتعس الناس حظا أولئك المستسلمون للأمر الواقع المتقاعسون عن تقليب الأمور الذين يقنعون أنفسهم بأنهم عاجزون  ثم يتخلفون مع الحوالف لا يملكون حياة ليخرجوا مما هم فيه إلى ما هو خير وأحسن ونحن اليوم في لبنان أحوج ما نكون إلى منطلق التحول والتغيير لنبني الوطن الذي نريد والمجتمع الذي نحب في ظل النظام الذي نرتضي وفي ضوء قيم إنسانية مسترشدة من الأخاء الوطني والمتعاون والحرية والكرامة والمساواة.

وقال خالد: أن المعيار الذي يعتمد المفاضلة بين الناس على أساس العنصر واللون او العرق ليس قيمة من قيم الإنسانية على الإطلاق وإلا يمكن أن تبنى عليه الأوطان وإلا مؤسساتها. كما لا يمكن أن تتلاقي في ضوئه الشعوب، وإن الحرية والعدالة والمساواة والتعاون هي من أهم المبادئ الإنسانية التي تلتقي عندما الأديان وهي وحدها المبادئ التي يمكنها أن تمارس في ظلها مناسكها وتؤدي رسالتها وتحقق تعايشها المثمر المعطاء.

وأضاف: أما الأمل بمولد الوطن فهو فيها نتطلع اليه اليوم بلهفة بعد هذه السنوات الست السود من البلاء والعنف الشديدين، وبما ينبغي أن نبذل كل جهد وحيلة ونقدم له كل تضحية فالشعب الذي لا وطن له لا وجود له ولا عززة ولا كيان. ومن أجل ذلك يرى الإسلام حب الوطن من الإيمان ويدعو أتباعه للجهاد والمرابطة دفاعا عنه تعظيما له فيقول تعالى: "انفروا خفاها وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله" ويقول صلى الله عليه وسلم: "لفدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا ومن فيها ويقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وفي رواية خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل "ويقول "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله، ولهذا كان ولاء المسلم لوطنه ولاء لا لبس فيه ولا غموض، لأنه شأن ديني تعبدي يندرج ضمن ولائه لله ورسوله ويتفاعل معه بانسجام كامل واتساق تام، ولا يمكن للمسلم ألا أن يكون في لبنان مع الشرعية وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها. ويرفض أن تكون الشرعية واهنة مستضعفة وأن تكون سلاحا ماضيا بيد البعض دون البعض الآخر من أبناء لبنان، إنه يريد لبنان الواحد أرضا وشعبا ومؤسسات لبنان المتماسك القوي العربي السيد الحر المستقل ويبذل بذلك كل ما لديه من جهود وتضحيات.

وختم المفتي خالد قائلا: إن العالم يتحرك بسرعة ويتغير بمهارة والشعوب تمور بإرادة التطور والتجدد نمسي ولنا عنها صورة ونصبح وقد تبلدت أو تعدلت فإن لم يكن لنا مع هذه الذكرى الكريمة إرادة حازمة هي التغيير باتجاه ترسيخ دعائم الإيمان بالله في النفوس وتثبيت ركائز الوطن وتعزيز القيم الإنسانية في الضمائر بحيث نرجع لوطننا البسمة النبيلة المشرقة وتعود للقلوب الطمأنينة والسكينة ويتحقق للشعب ما ينشده من وحدة ورغد وكرامة فلن نكون جديرين بالحياة والوطن.

كلمة أبو شقرا

ثم تكلم شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا، فقال: من شرقنا العربي أشرق نور الإسلام ومع مولد صاحب هذه الذكرى الجليلة تلألأت مصابيح التوحيد والهدى، وأنارت أرجاء المعمور وعلا سلطان الإسلام وسطع نوره وتحول تشتت العرب إلى تجمع وضعفهم إلى قوة وقدرة واستبسال وانطلقوا فاتحين ودانت لهم الممالك وملأت جيوشهم فجاج الأرض واليوم ويا للأسف خبا نور المسلمين وانطفأ وتسلط عليهم اليهود وغير اليهود سلطهم الله على المسلمين والعرب بذنوبهم وسوء أعمالهم، وانحرافهم عن طاعة الله إلى معاصيه، وأحجامهم عن التضحية والجهاد في سبيل الله، إلى حب حياة الترف الهينة الرخيضة ومالت بهم المطامع وأهواء النفوس فتنازعوا وتفرق شملهم وتصدع صفهم وتضافرت ضدهم قوى الباطل فأذلتهم بعد عزة ومتعة.

وأضاف ما عساني أقول بعد الذي قلت في اللقاء المماثل منذ عام مضى في هذا المكان بالذات حين تكلم الأخوة أصحاب السماحة والدولة وكنت أحدهم وتضمنت الأقوال يومذاك، كل ما كان يجب أن يقال وبدلا من أن تتحسن الأوضاع اللبنانية وأوضاع المسلمين والعرب، سارت الأمور إلى الوراء والجميع اليوم في حالة لا يحسدون عليها فاللبنانييون ما زالوا في غيبهم يعيشون بمصير الموطن وكيانه ويهدمون ويخربون ويقتتلون متضامنين عن سماع كلمة النصح والحق وإنا لله وإنا إليه راجعون، والمسلمون والعرب، بأسهم وشدتهم بينهم لا ضد أعدائهم وليس من بصيص نور لإصلاح الأمور فماذا بعد هذا التبعثر غير الفشل والهوان والضياع؟ أين الوعي؟ أين اتحاد الكلمة؟ أبالحرب بين العراق وإيران أم بالتقاطع بين ليبيا وتونس أبالتباعد بين الأردن والعراق وسوريا واختلاف الجزائر والمغرب أم بالنهج المصري المنحرف؟

وقال: آسفاه على تعاليم الإسلام وما تحمله من معاني الخير والكرامة آسفاه على القوى التي يملكها العرب ويحلونها بتصرفاتهم إلى أعداء الله وأعدائهم فيضعون أنفسهم ويعزون خصمهم ماذا ينتظر والقدس حسب قول إسرائيل باتت عاصمتها الى الأبد وأعلنت على مسامع العالم أجمع، أنها ستواصل احتلالها لأرض العرب منتهكة حقوق الشعب العربي بعناد وإصرار وعطرسة ولنا في لبنان وفي جنوده على الأخص وفي كل يوم أكثر من شاهد ودليل.

وقال التباكي على الأطلال لا يجدي والعود بالذاكرة إلى يوم افتتح العرب أوروبا وازدهر الأندلس لا يفيد فالجدير بحكام الدول العربية اليوم والخطر بتهددهم جميعا أن يتهادنوا وأن يجمدوا خلافاتهم إلى ما بعد اجتياز الخطر الذي يتهددهم وبما أن للنصر على الأعداء عوامل وأسبابا أهمها الإيمان بالله تعالى ثم الاتحاد والإعداد المادي والمعنوي لذلك أناشد المؤتمرين في الديار المقدسة قبل بحث أي موضوع أن يتوجوا عملهم بتحقيق هدنة بين المسؤولين العرب هدنة شهامة وآباء وتضحية وشرف تجمد خلالها المنازعات وتجمد القضايا الجانبية والخاصة.

وأضاف لو اننا ضحينا سنة 1984 لما حصل الذي حصل سنة 1967 ولو أننا ضحينا سنة 1967 لما كنا اضطرينا لدفع الثمن غاليا بهذا المقدار وما دام لا بد من دفع الثمن فلم لا ندفعه دفعة واحدة بدلا من أن ندفعه أقساطا مضاعفة مع فوائد المركبة؟ فلسطين لن تعود بالكلام بل بالتضحية والإخلاص والأقدام بالابتعاد عن اللف والدوران وعن المساومات والمزايدات.

وختم أبو شقرا كلمته بالدعوة إلى الجهاد المقدس وقال فليتفضل الملوك والرؤساء وليتجاوبوا ونحن معهم نؤيدهم مرخصين الأرواح في مرضاة الله وإذ لا سمح الله وحد بين المؤتمرين في الطائف متخاذل متردد ممن هان الهوان عليهم فشعبه لن يهون بل يثور، وبرغمه على الاقدام إرغاما.

كلمة شمس الدين

وتحدث نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين، فقل: المولد هو بداية مستقبل إنسان ليس له ماض ولا حاضر وإنما ينسج ماضيه من خلال صنعه للمستقبل، والدخول في قرن جديد هو أيضا تطلع نحو المستقبل والهجرة في الفكر الاسلامي ليست حدثا في الزمان والمكان مرده مجموعة من الناس وإنما هي حدث صميم الإنسان تبدأ في داخل الإنسان، من هنا المضمون الرمزي التغييري العظيم للهجرة النبوية الذي أهلها في أن تكون عنصرا حيويا هي الفكر الاسلامي فقد تحققت الهجرة حين ذاك في عقل المسلم وقلبه قبل أن يماررسها كحدث تاريخي في الزمان والمكان حققها في نفسه وأنجزها واستمر في الاندفاع في الهجرة التي تجاوزت به المدينة إلى جميع شبه الجزيرة العربية ثم تجاوزت به شبه الجزيرة العربية إلى آفاق الأرض كلها تنشر فكرة كرامة الإنسان وتطبقه وتبدع حضارة لم يعرف التاريخ أغنى منها بالنزعة الانسانيبة التي تجاوزت جميع الحواجز بين بني الإنسان.

وقال اليوم نستقبل معنى الهجرة ومعنى المولد ونعيش بدايات قرن هجري جديد من هذا المنظور وفي هذه الروحية نرى في العالم الاسلامي وفي العالم العربي وفي لبنان أين نحن؟ وإلى ما نحن سائرون؟

وأضاف اليوم ماذا نجد على الصعيد العالمي الاسلامي من طنجا إلى جاكرتا من أقصى العالم الاسلامي إلى أقصاه نجد أن الانسان المسلم مطارد على كل صعيد لا باعتباره مسلما متدينا بالأسلوب الذي يجعل من الدين حالة شخصية وذاتية وإنما باعتباره يمثل نمطا في الحياة ويمثل حضارة وأسلوبا ثقافيا وحضارة باعتباره مشروعا سياسيا في كل وطن اسلامي وفي كل مجموعة إقليمية اسلامية وعلى مستوى العالم الاسلامي كله المسلم مطارد، مطارد من قبل القوى العظمى ومن قبل القوى التي ترفضها وتعاونها في نموه الحضاري المسلم مطارد ممنوع من أن يصوغ حضارته وفقا لفكره وقيمه هو وفي نموه الاقتصادي هو مطارد ممنوع من أن يبني اقتصاده الخاص الذي يؤمن له استقلال القرار الاقتصادي وعلى الصعيد السياسي هو مطارد أيضا بما يغل قراره السياسي على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، هو هذا المسلم أسير للقوى العظمى ولتوازنات سياسة الوفاق الدولي نجد شواهد هذه المطاردة نجد شواهد هذا الغل في كل قضية من قضايانا الاسلامية ابتداء من قضيتنا أية جماعة اسلامية في كل مكان من العالم.

وتابع بوادر النهضة التي تؤرخ بكل أسف بالاحتلال الفرنسي لمصر والاحتلال الانكليزي لشبه القارة الهندية هذه البوادر جعلت مصير المسلم منذ بدايات العصر الحديث رهنا بإرادة لا يصنعها هو ولا يشارك فيها هو أيضا.

وأضاف أما على صعيد العالم الاسلامي وعلاقاته الداخلية بسبب من هذا الارتهان وبسبب آخر داخلي موجود في أنفسنا في عقولنا وفي تركيبتنا الثقافية والاجتماعية والسياسة نجد أن الفرقة والخصومة وروح التربص على صعيد العالم الاسلامي كله هي التي تسود، نعالج مشالنا في مؤتمراتنا بالكلامات وبالصيغ التي لا تتضمن أية فاعلية على الاطلاق لماذا؟ لأن الارتهان الاختياري أو القسري هو الذي يحكم هذه القرارات ولأن التخلف التخلف لا بالمقياس الغربي مقياس الانتتاج والاستهلاك وإنما بالمقياس الحقيقي المقياس الاسلامي مقياس نمو الذات من الداخل والضنى الداخلي بالإيمان والإرادة والشعور بالانتهاء هذا الفقر هو الذي يجعل من القرار الاسلامي داخل العالم الاسلامي قرارا رخوا أو مشلولا وفي جميع الحالات قرارا عديم الفعالية ويمكن أن نشخص هذه الحالة قياسا على أية قضية من قضايانا ابتداء بقضية فلسطين وانتهاء بقضية الجنوب اللبناني أو أية قضية أخرى.

وقال: على صعيد العالم العربي الذي يمثل الثقل الأكبر ثروة وعددا في العالم الاسلامي ماذا نجد؟ نجد ما تعلمون.

وتابع شمس الدين: نحن لسنا مسؤولين أبدا عن ما يمكن أن يحدث للعالم الغربي أو للعالم الشرقي إذا أخطأت سياساته لسنا مسؤولين أبدا عن أن نقدم نفطنا ومواقعنا الاستراتيجية ومستقبلنا السياسي ثمنا لأن توازن دولي على الاطلاق، لسنا مسؤولين أبدا حتى عن السلام العالمي سلام الأقوياء وسلام المترفين وسلام الطغاة بأي ثمن من الأثمان لا نجرؤ على استخدام سلاح النفط ولا نجرؤ على استخدام سلاح الودائع أو لا نجرؤ على استخدام سلاحنا الذي اشتريناه بأموالنا لماذا؟ لكي نضمن أن يكون السلام العالمي مستقرا وهل نحن في سلام، هل نحن داخل كل وطن عربي وداخل كل وطن اسلامي هل نحن في سلام؟ ماذا يضيرنا بأي وجه من الوجوه أن يحترب الآخرون لعلنا نتحرر لعل قرارنا يتحرر ولعل مصيرنا يضيء.

وأضاف ماذا نستقبل هل سيكون القرن الخامس عشر خيرا من القرن الرابع عشر قرن أوروبا الغربية في عالمنا الاسلامي ثم غدا منذ الخمسينات من هذا القرن القرن الميلادي العشرين غدا قرن أميركا والاتحاد السوفياتي من طنجا إلى جاكرتا مرورا بكل وطن إسلامي القرار يصنع في موسكو أو في واشنطن والآن يمكن أن يكون قرننا الجديد هو القرن الاسرائيلي هذه حقيقة علينا أن نواجهها ولا نغمض عيننا عنها مهما بنينا من مساجد كثيرة ومهما طبعنا من مصاحف كثيرة ومهما أقمنا من احتفالات.

وقال في لبنان منذ العام الماضي ماذا حققنا وماذا فعلنا ماذا حققنا وما هي درجة فشلنا على الصعيد الاسلامي نتوجه بالشكر الى الله تعالى أننا حققنا الكثير حققنا الكثير وتأمل أن نحقق الأكثر وهذه مسؤوليتنا أمم الله سبحانه وتعالى وأما على الصعيد الوطني السياسي والأمني فلم نحقق شيئا على الاطلاق بل ازددنا تأخرا وواجهتنا صعوبات جديدة لم تكن أن لم نكن على حالنا التي كنا عليها في السنة الماضية لماذا ما هو صميم العلة في لبنان طبعا نحن في لبنان مهما جادل بعضنا من اللبنانيين في ذلك نحن جزء من محيطنا وجميع علل هذا المحيط وجميع وجوه الضعف في هذا المحيط تنعكس علينا ولكننا كلبنانيين كان موقفنا دائما موقف المنفعل ولم يكن أبدا موقف الفاعل ولما لم يغدو موقفنا بالنسبة لمشكلتنا اللبنانية وقضيتنا اللبنانية بجميع وجوهها موقفا فاعلا وموقفا مبادرا فستطول هذه المحنة التي نعاني منها وسنظل نعالجها بالكلمات الأساس هو الوفاق والوفاق لمصلحة الدولة المركزية القوية، هذا الوفاق كما قلنا مرارا لن نكون نتيجة نظرة أحادية الجانب فقد كانت الفتنة كلها نتيجة النظريات الأحادية الجانب ومن هنا فإننا حينما نتحدث عن الاسلام في لبنان ولا نقول أبدا أن عمر الاسلام في لبنان كذا من السنين لنفعل عن أن عمر المسيحية في لبنان كذا من السنين ولنعيش ولنتحدث ولنتعامل من خلال أن في لبنان مسيحية وإسلاما وإسلاما ومسيحية ولنكف عن الحضارة ذات الستة آلاف عام.

وأضاف لبنان صنعته إرادة المسيحي والمسلم معا ولا يمكن أن يستمر إلا من خلال إرادتهما معا لا يمكن أن يستمر لبنان من خلال إرادة واحدة سياسية أو ثقافية أبدا الذي يتحدث في لبنان عن إرادة واحدة سياسية يكون مخطئا في دعواه أنه يعمل من أجل الوفاق ومن أجل إعادة يناء الوطن لا توجد إرادة عليا وإرادة دنيا ولا توجد إرادة ذات نسبة مئوية أعلى وإرادة ذات نسبة مئوية أدنى. أبدا، هذه الإرادات التي صنعت لبنان هي التي تعيد صنع لبنن وفقا لشعار بسيط وإنساني وعادل مسيحي وإسلامي العدالة والمسااة وتكافؤ الفرص وألا يتخذ بعضا بعضا أربابا  ألا يعتبر بعضنا بالنسبة إلى بعض نفسه أن لا يعتبر نفسه أولى بلبنان من الآخرين والصق بلبنان من الآخرين من خلال المسيحية والاسلام معا، ومن خلال الإرادة الوطنية التي تلتقي حيث توجد المسيحية والإسلام معا وحيث يوجد المسلمون والمسيحيون معا وهي الدولة القوية والقادرة وسيدة نفسها التي تختار لنفسها دائما ولا تختار غيرها في بعض الحالات هذه الدولة هي التي يمكن أن تكون ولا يمكن غيرها أن يكون مدخلا لإعادة بناء لبنان.

وتابع شمس الدين :من خلال هذه الرؤية في تقييمنا في السنة الماضية تحدثنا عن الجنوب وفي السنة التي قبلها تحدثنا عن الجنوب وها نحن نشهد الآن أن محنة الجنوب ومحنة لبنان المضاعفة في الجنوب لا تزال حية ولا تزال خطيرة منذ مؤتمر تونس وانتهاء بمؤتمر عماني وعبر المؤتمرات الاسلامية كلها لا تزال محنة الجنوب اللبناني محنة لبنان المضاعفة في الجنوب لا تزال حية.

وقال من نافلة القول أن نقول كم يشكل الجنوب من خطر على لبنان وعلى العالم العربي كله وكم هو مرشح لأن يكون أرضا محتلة جديدة إلى جانب الأراضي المحتلة القديمة وأن يكون رهينة جديدة في يد إسرائيل إلى جانب الرهائن الأخرى في الأراضي العربية الأخرى طرحنا الذي كررناه مرارا ولا يزال قائما حتى الآن هو أن الجنوب جزء من لبنان الذي هو جزء من العالم العربي، هذا الجزء يحمل واجبات يحملها الجميع ويقتضي حقوقها من الجميع أما أن يدخل الجنوب في نطاق استراتيجية عربية في مواجهة اسرائيل أو يبحث لقضيته عن حل إما طريقة التعامل مع القضية الجنوبية التي تعكس نوعية القرارات العربية نوعية القرارات الاسلامية هذا أمر أرجو أن لا يكون في مستوى الخيانة ولكنه من حيث النتائج بالتأكيد يكون في مستوى الخيانة الأراضي العربية المحتلة ربما تكون قد احتلت في الماضي نتيجة للعجز ولكن كفانا دروسا في الاحتلال منذ سنة ثمانية وأربعين إلى سنة ثلاثة وسبعين، ينبغي على الأقل أن نتعلم درسا واحدا في الاحتلال أما أن تكون هناك استراتيجية عربية أو اسلامية واحدة أو يبحث عن حل وألا نكون نخلق الظروف الملائمة لأرض محتلة جديدة وشعب مهجر جديد وموضوع جديد للنوح والبكاء.

في لبنان القيادات الاسلامية مسؤولة أمام الله سبحانه وتعالى من أجل المسلمين جميعا في كل مكان من العالم العربي والعالم الاسلامي ومن أجل لبنان بالذات مسؤولة عن وحدة المسلمين ليس الكلامية والخطابية والعاطفية وإنما العملية الحقيقية التي تترجم عن نفسها في حقائق السلوك والمواقف واللبنانيون القيادات اللبنانية جميعا مسيحية وإسلامية مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى قد جعل هذه المسؤولية وجعل الحساب عليها إيماننا حساب عسير.

في الختام أراني مضطرا إلى أن أقول أني من على هذا المنبر وفي مثل هذه المناسبة الجليلة من العام الماضي وجهت سؤالا إلى القلوب وإلى الضمائرعند المسلمين والعرب وهو لا يزال دون جواب أبن الإمام موسى الصدر ورفيقاه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين؟ لقد كان يجب أن يكون الامام موسى الصدر بيننا الآن فما حاله وما مصيره؟ الله وحده يعلم وهل من الاسلام في شيء وهل من العروبة في شيء وهل من الأخلاقية الانسانية في شيء أن ينزل بالإمام الصدر ورفيقه ما نزل من إخفاء وغموض مصير؟ أنني أدعوكم ومن يسمعني ومن يبلغه كلامي إلى وقفة تأمل ومواجهة الضمير ومع المسؤولية الانسانية والأخلاقية في قضية الإمام الصدر ورفيقيه.

كلمة الوزان

ثم ألقى رئيس الحكومة شفيق الوزان كلمة فقال:
وعلى عتبة ذكرى ميلاد إنسان من هذا المستوى أقف وإياكم في هذا القاء الخير وقفة تأمل واستلهام واسترشاد تأمل في صفحة الذكرى ومغازيها واستلهام للذات ومكنونان الخير فيها واسترشاد للسبيل نحو المستقبل وإلا فإن الذكرى العظيمة تمر كحكاية حلوة وليس من سامع تنشر وتروي كل عام وتذهب كما جاءت فيما يغير أثر.

وقال: إننا نحتاج إلى قراءة لبنانية لصفحة المولد النبوي لأن فيها من الرؤى ما نحن اليه مفتقرون وفيها من البشائر ما نحن إليه مختاجون وفيها من العلاجات ما هو كفيل بإزالة ألامنا وبلسمة جراحنا فتعالوا تعالوا نبدأ في وطنيتنا من حيث بدأ صاحب الذكرى في عقيدته لقد دعا إلى الوحدانية البسيطة الواضحة التي تنكر الواقع ولا تتنكر له الوحدانية العادلة المنصفة التي لا تحتمل التفرقة ولا التمييز ولا تقبل التعالي والتفرد الوحدانية السهلة المرنة التي لا تؤمن بالمشاكسة ولا بالمناكفة، ولتكون لنا هذه المناسبة منيرا للدعوة إلى بناء الوطن الواحد على أسس من الوضوح والثبوت والعدالة والمساواة والإنصاف فتعالوا أيها اللبنانييون يا كل اللبنانيين إلى أجواء هذه المناسبة الخيرة وإلى دعوة هذا المنبر وإلى تجاوز ما كان من رهيب الأيام وجسيم الأحداث لنتلاقى على بناء هذا الوطن موحدا في أرضه وشعبه ومؤسساته وموحدا في تطلعاته ومصالحه وطموحاته، وتعالوا نمارس مواطنيتنا يمثل ما كان يمارس به صاحب الذكرى مبادئه الاسلامية لقد حقق بالفعل المساواة بين أتباعه وساوى بين الشريك القرشي والعبد الحبشي والغى فوارق الجنس وأبطل مميزات العرق والنوع.

وأضاف لتكن لنا هذه المناسبة منبرا للدعوة إلى بناء الوطن على هذه الأسس الانسانية السامية تلك الأسس التي تعتبر اليوم مرتكزات رئيسية في الأنظمة الخلفية والتشريعية والاجتماعية الحالية والتي استلهمتها شريعة حقوق الانسان المعتمدة من قبل المجتمع الدولي الحديث وتعالوا تعالوا نطبق في ديمقراطيتنا البرلمانية ما كان يطبقه في رسالته الاسلامية لقد التزم صلى الله عليه وسلم قواعد الشورى في وقت كانت فيه تلك القواعد أبعد ما تكون عن مستوى الأنظمة واجتنب الشخصانية وتحاشى أن يوهم بالتفرد والتسلط واتباع الهوى فما أحوجنا اليوم وقد تعرض وطننا إلى هذه الهزة العنيفة التي مادت بها الأرض واهتز لها الوطن الى أن ننتهز فرصة البناء الوطني المقبل قريبا بإذن الله ليأخذ هذا البناء طابعا ديمقراطيا حقيقيا كمثل قواعد الشورى الاسلامية في أصالته خاليا من الترف والتزيف وممثلا لحقيقة الإرادة الوطنية من أسفل قاعدة الهرمية حتى أعلى الرأس وتعالوا ننسج في أحزابنا على منواله في تكوين حزبه الخاص أمته لقد استطاع أن يحقق تأسيس أمته على الوسطية وكذلك جعلناكم أمة وسطا تتوازن عبادتها مع أعباء حياتها ولا يطغى فيها جانب على جانب وتتوازن طرائق عيشها فهي تعمل لدنياها كأنها تعيش أبدا وتعمل لأخرتها كأنها تموت غدا هي وسطية في نظرتها إلى الكون والحياة والإنسانية وليست مادية وترفض تقديس المادة وليست وجودية طبيعية وترفض تأليه الطبيعة هي وسطية في نظامها السياسي الفريد ومدار وسطيتها تأمين السعادة للإنسان حتى الحرية فيها ذات مفهوم وسطي فهي مطلقة من جهة ومقيدة من جهة أخرى ومدار إطلاقها وتقيدها مبدأ الحلال والحرام.

وتابع الوزان: حتى الاقتصاد فيها له مفهوم وسطى لأن الكنز والتكديس فيها ممنوع والامتلاك فيها مباح فما أحوجنا اليوم إلى هذا المفهوم الوسطي في وقت قادنا فيه التطرف في كل الميادين وكل الاتجاهات إلى هذه الأوضاع السلبية المأساوية التي تعاني منها اليوم وتكابد الأمرين ولتكون هذه مناسبة ندعو فيها اللبنانيين إلى ووقفة اعتدال وتعقل وإلى نبذ التطرف من كل حدب وصوب ذلك أننا إذ نتطلع وتنو إلى الوفاق وإلى وجوب تحقيقه لا يمكن أن نسير في دورية إلا بروح التسامح والاعتدال وإلا بمنطلق النظرة الواعية العاقدة الموضوعية وتعالوا نمشي في قضائنا على هدى قضاء محمد أنه هو الذي وضع قاعدة السيادة للمشرع ونفذها بدقة متباهية ولم يسمح بخرق هذه القاعدة ولا بالاستثناء منها وتعامل فيها مع القريب والبعيد والضعيف والشرير على حد سواء.

وقال الوزان: في الليلة الظلماء في غياهب الماساة في أيام قسى الدهر فيها واكفهرت ملامح الزمان نتلطى اليوم في أفياء ذكراك الوارقة يا رسول الله ونحن أبناء هذا البلد الجريح نحن العابرون الصامدون أمام هول المحنة وألم المعاناة نحن الذين طالت ليالينا وطالت مآسينا نحن الذين انهالت علينا المظالم وتكاثرت أنياب الناهشين أمام كبوة الوطن وغيبوبة مواطنيه نحن أبناء هذا الوطن الجريح تحاول أن نقتدي في عنادك بالنضال وصمودك تجاه النوائب وصبرك على ظلم القريب والبعيد، نحن اللبنانيون جميع اللبنانيين نحتفل بذكرى مولدك الخالدة أيها الرائد العظيم ولنا في العظام أمثل قدوة للإنسان كل إنسان أنت رائدا من رواد الخير والمحبة والتسامح نحن في هذا البلد الجريح أحوج ما نكون إلى ما عملت من أصول الخير والمحبة والتسامح أفياء روحانيتك صفاؤها ونقاؤها نسلتهمها اليوم ونستضئ بضيائها فلبنان اليوم جريح في وحدة أرضه جريح في وحدة أبنائه جريح في وحدة مؤسساته لبنان الواحد مثخن بالجراح وليس له بديل عن الشفاء إلا الموت ولبنان الوطن لن يموت.

وختم الوزان كلمته بالتوجه إلى شعبنا بالتحية وأخص أهلنا في الجنوب بتحية الاستكبار والتقدير لصمودهم وتضحياتهم لقد عاش اللبنانيون ويعيشون المأساة في كل مناطقهم إلا أنها في الجنوب مستمرة ومع الويلات والفواجع وكل الأخطار التي تهدد الناس والكيان والمصير.

وقال: إن ما يجري كل يوم في الجنوب على يد العدو الاسرائيلي وما ترتكبه الميليشيات المسماة بقوات الأمر الواقع وهي قوات عملية اسرائيلية ندينها حري أن تشد أنظار أشقائنا العرب إلى الحقائق والمسؤوليات فالقضية ليست قضيتنا فحسب وإنما هي قضيتهم أيضا شئنا أم أبينا شاءوا أم أبوا.

إننا نتوجه بعد أيام إلى مؤتمر في مكة تلتقي فيه الدول الاسلامية وضمنها الدول العربية حاملين صورة المأساة يواقعها وأخطارها وكل أبعادها ومحملين أهل المسؤولية مسؤولياتهم التاريخية، قبل هذا وبعد قول لا ننسى مسؤوليتنا جميعا لا ننسى وحدتنا لا ننسى وفاقنا فلقاء شامل مثل هذا اللقاء في مناسبة المولد الشريف لا بد أن يستمر ليكون لقاء في العمق بين المسلمين وخطة نحو اللقاء المرتجى بين جميع اللبنانيين والسلام عليكم.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة