إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 28
الاحد 19 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : استقبل قوى الاسلامية ووطنية
التاريخ : 1984-06-15
المرجع : اللواء

• العدو يسعى لتفريغ بيروت ولفتنة مذهبية
•  العدو يريد جعل لبنان فئتين واحدة مهيمنة وأخرى يهيمن عليها

حذر سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد من مخطط لتفريغ الشطر الغربي من العاصمة واكد على وحدة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، ورأى ان الله لم يختر المسلمين شيعة وسنة ودروزا.

وقال ان "المسلمين رعوا المسيحيين في الشطر الغربي من العاصمة طيلة العشر سنوات، وان منارات الكنائس ما زالت مرتفعة فلا يجوز ان نسمح لانفسنا بالتفكير مذهبيا ونهيب بالمسلمين عدم الانجرار في مخطط الفتنة".

وكان المفتي خالد يتحدث امام حشود شعبية واجتماعية ونسائية وطالبية امت دار الفتوى عند العاشرة والنصف من قبل ظهر امس بدعوة من المؤتمر الشعبي للقوى الاسلامية والوطنية، وذلك استنكارا للقصف العشوائي الذي حصل الاثنين الماضي وأودى بحياة العشرات وأوقع مئات الجرحى ودمارا وخرابا في بيروت والضاحية.

وفي ما يأتي نص كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله على كل حال، نحمده هو الذي يحمد في البأساء والضراء والسراء. يحمد في الصحة والمرض والعافية والضعف ويحمد في حال الاعتزاز وحال الذل والقهر. هو هالك الذل هو الغالب والقاهر فوق عباده. احمده واستعينه واستغفره لسيئات اعمالنا وسرور انفسنا ونسأله الهداية في قولنا وفي عملنا والتوفيق في كل حال.

يا اخوتي، اني في هذا الصباح المبارك ان شاء الله، الذي اصبحنا فيه جميعا نمارس عبادة الله العلي القدير، صائمين طائعين ذاكرين معظمين مجلين، التقيكم في هذه الدار التي كانت دوما موئل لقاءات المسلمين ولقاءات كل اللبنانيين ولقاءات الوطنيين الأحرار على مدى الأزمان التي كانت تلعب فيها هذه الأدوار.

اني وانا اجتمع بكم اليوم، واستمع الى ممثليكم ممن تكلموا الآن أحس في أعماقي اعتزازا عظيما جدا بكل ما يمثله وجودكم اليوم في هذه الدار. فأنتم جئتم اليوم لتعبروا عن وجودكم، عن اعتزازكم بقيمكم ومفاهيمكم وتعاليمكم، جئتم لتترجموا رفضكم لكل وسيلة من وسائل القهر ولكل تعبير من تعابير الإذلال والأضرار، جئتم لتقولوا للقاصي والداني نحن هنا، ونحن بفضل الله ورعاية الله لنا وجودنا ولنا مفاهيمنا ولنا مبادئنا ولا نسمح إلا بأن تبقى مبادئنا ومفاهيمنا هي التي تهيمن على مجتمعاتنا وفي مناطقنا.

يا اخوتي، نحن ما زلنا نعاني منذ عشر سنوات معاناة لا يقدر على مثلها الا الجبال، وبفضل ايمانكم بالله اولا واعتزازكم بهذا الايمان استطعتم ان تصمدوا وان تتجاوزوا كل المراحل الصعبة التي مرت في هذه السنوات العشر، وما اكثرها صعوبة وما اشدها إيلاما.

يا اخوتي، لقد اراد العدو ان يثيرها في هذه المنطقة كما اثارها من قبل في مناطق اخرى في لبنان وهو ما زال يراهن كما فعل في الماضي على اثارة النعرات واثارة حروب باثارة هذه النعرات واثارة مزيد من التصدع والانقسام والانهدام في البنية الاجتماعية والبنية الاقتصادية والبنية الاخلاقية. ما زال هذا العدو يراهن ويلعب دوره الخطير، ولكنكم بفضل الله صمدتم ولا تزالون تصمدون وما لعبة قبل امس او الأيام التي سبقت هذه اللعبة الخطيرة بدماء الناس واجساد الناس وارواح الناس واقتصاد الناس وأمن الناس وبيوت الناس، ما هذه اللعبة الا ظاهرة لئيمة من ظواهر اللؤم الذي كان ولا يزال يظهر بها هذا العدو على مشارف لبنان وكل منطقة من مناطق هذه المنطقة العربية.

يا اخوتي، لقد قلنا كلمتنا في الماضي ووضعنا اصبعنا بشكل واضح على لعبة هذا العدو الإسرائيلي الذي فعل فعلته الخطيرة وكبد هذه المنطقة مزيدا من الضحايا ومزيد من الهموم والأحداث، هذا العدو يريد ان يقسم لبنان وقد رفضنا التقسيم وما زلنا نرفض هذا التقسيم، وكل تحركاتنا وتصريحاتنا وكل ما نعانيه من جلد وصبر انما هو في وجه هذا الهدف الاخير، هدف تقسيم لبنان الى كانتونات او الى ما شابه ذلك، العدو يريد ان يجعل من لبنان فئتين، فئة مهيمنة، وفئة يهيمن عليها، وقد كنا ولا نزال نقول بملء افواهنا وبكل صراحة ووضوح وبكل اعتزاز واباء، لا نقبل بشكل من الأشكال ان نعيش في لبنان الا كما ينبغي علينا ان نعيش اعزاء على ارضنا احرارا على ارضنا كرماء في بيوتنا وفي ارضنا، نحن نرفض الهيمنة، بأي شكل من الأشكال نرفض ان يهيمن علينا الاغيار كما نرفض نحن ان نهيمن على الاغيار، نريد ان نعيش في لبنان اخوة متعاونين ومتفاهمين في ظل من العدالة والمساواة وفي ظل من الحق الذي يرضي الجميع ويجعل الجميع في عيش لائق وكريم.

تفريغ المنطقة

يا اخوتي، العدو يريد ان يفرغ هذه المنطقة ويجعلها ضيعة او قرية صغيرة كالقرى التي هي موجودة في مناطق لبنان، كما يريد ان يفرغها من المؤسسات التربوية ويريد ان يفرغها من المؤسسات الأجنبية ويريد ان يفرغها من النصارى والمسيحيين ويريد ان يجعلها منطقة محصورة في المسلمين فحسب، نحن قد رفضنا ان يقال عنا بأننا نرفض ان يعيش في ربوعنا كل الناس من كل الفئات ومن كل الأديان في ظل المحبة والاخاء والتفاهم والتعاون.

لقد مضت العشر سنوات ونحن نرعى اخواننا المسيحيين رعايتنا لأنفسنا، ونأبى ونرفض ولا نسمح لأي كان ان يمس مؤسسة مسيحية بأي أذى أو بأي ضرر يمكن ان يوجه اليها حمينا هذه المؤسسات فهذه الكنائس قائمة ترتفع مناراتها في منطقتنا الغربية، وهذه المؤسسات الأجنبية قائمة منذ عشرات السنين تفتح أبوابها ان كانت مستشفيات او ان كانت غير ذلك تستقبل كل من يفد إليها ويلجأ إليها بكل حرية وسلام وأمان، ولم تلق هذه المؤسسات أي عمل يمكن ان يسيء الى كرامتها او الى مفاهيمها او الى مبادئها او الى سلوكها. حافظنا على كل ذلك وأثبتنا اننا اولئك الذين يليقون بأجدادهم الذين حموا المسيحية في هذه المناطق وحافظوا عليها وعلى اخوة لها وعلى رعايتهم لها بكل ما يملكون من مال ووسائل رعاية وحماية وانتم تعلمون ان المنطقة الشرقية قد هدمت ما لا يقل عن ثلاثة عشر مسجدا وبالرغم من ذلك فقد بقيت الكنائس قائمة ولم تمس بأي ضرر، وان بيوت المسلمين في المنطقة الشرقية قد فرغت من اهلها، وقد هدم بعضها وهجر ابناؤها، ولكننا نحن لم نتلق ذلك الا بصدر رحب ونفسية متعالية كريمة وبقينا على صداقتنا واخوتنا وتعاوننا مع اخواننا المسيحيين في هذه المنطقة.

يا اخوتي، نحن سنبقى ولن نتزحزح عن هذه الفكرة وعن هذه الخطوة وعن هذا النهج، نحن اخوة، نحن هنا في بلد اردنا ان نعيش فيه في مظلة من التفاهم والتعاون والتواد والتحاب مع الجميع نريد ان تنفتح هذه المنطقة للجميع ونريد الجميع ان يتعايشوا في مدارسهم ومستشفياتهم واداراتهم وفي كل مرافقهم التي يبحثون فيها عن رزقهم وعن معاشهم الكريم.

العدو... والمذهبية

اراد العدو ان يثير بيننا نزعة مذهبية طمع من ورائها ان يثير خلافات وان يؤجج حروبا بين مسلمين شيعة أو دروزا او سنة، وحاول الكثير بأن يثير هذه النعرات، وان يراهن عليها ولكننا بفضل الله وبفضل ايمانكم ووعيكم استطعنا ان نتجاوز هذه الأزمة بكل قوة واعتزاز، استطعنا ان ندفن امنية هذا العدو وان نثبت له ان اخوتنا الاسلامية لا يمكن ان تطال بأي وسيلة من الوسائل وبأي شكل من الأشكال، وان الاسلام سيبقى هنا شامخا بكل مذاهبه، اخوة في هذه المذاهب، تعاون في هذه المذاهب، تفاهم وتحاب في هذه المذاهب، واذا كنا نحن نرعى المسيحية ونحافظ على كنائسها ومعابدها، فكيف يليق بنا نحن وكيف يجوز لعدونا ان يسمح بأن يفكر بأننا نسمح لأنفسنا بأن نثيرها بين شيعة وسنة، او بين دروز وسنة، او بين دروز وشيعة، نحن هنا نرفض أي صراع من هذا النوع ونطلب من الذين يحملون السلاح ان يبقوا شاعرين بهذا المفهوم مدركين لهذا المعنى قبل ان يدركه المفكر والمدرس والأديب والصحافي والسياسي، على الذي يحمل السلاح ان يدركه حق أدراك لأنه في زناده يستطيع ان يفكر بكل شيء ويخرب كل شيء، على هذا الذي يحمل السلاح ان يدرك هذه الحقيقة ويكون معنا في إدراك هذا المفهوم ويعمل بكل وسائله ووعيه لوضع حد للمراهنة التي يراهن عليها هذا العدو الإسرائيلي.

يا إخوتي، يا مسلمين. عليكم ان تبقوا على وحدتكم، الله تعالى اختاركم مسلمين ولم يختركم شيعة وسنة ودروزا، ان الله تعالى يقول: "ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم بشيء" فنحن لسنا من الذين يريدون ان يفرقوا بين المسلمين، ونحن نشهد ان لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله، ونشهد ان القرآن كتابنا، وان السنة التي أورثنا إياها رسول الله هي سنتنا، وعلينا ان نعض بالنواجز وان نتمسك بها لنعيش اخوة متحابين ومتعاونين.

أراد العدو ان يثيرها بيننا طائفية ففشل، واراد ان يثيرها مذهبية ففشل، واراد ان يثيرها بكل وسائل الاثارة ولكننا والحمد لله فشلنا له مساعيه وعلينا ان نصبر ونستمر في هذا الطريق حتى نضع له حدا في كل ما يسعى إليه من وسائل التخريب.

يا اخوتي، هذا الذي حصلنا عليه منذ يومين من المآسي الخطيرة ومن الاحزان والمصائب والقتلى التي ستستمر آلامها في قلوبنا حتى يعافى الذين جرحوا وحتى نتيقن بأن الذين قتلوا انما كانوا شهداء في سبيل الله، لا في سبيل شيء آخر، فهم عند ربهم يرزقون باذن الله.

أراد العدو ان يثيرها بكل معنى الكلمة ففشل والحمد لله، وعلينا جميعا ان لا نمكن له ابدا مهما طال الزمن بأن يحقق ما يسعى اليه ويحقق له في التفريق والتقسيم وغير ذلك.

يا اخوتي، بالأمس اجتمعنا وفكرنا وشعرنا بالأحزان التي يشعر بها كل منكم، وبادرنا الى اتخاذ القرار الذي اصدرناه واطلعتم عليه، ومن ذلك القرار اننا اليوم سنجتمع ايضا وسيكون لنا لقاء مع بعض أعضاء الحكومة لنتداول معهم في هذا الواقع وفي المخرج الذي يجب ان نتوصل اليه لنحقق من خلاله بعض الانفراجات في الوضع الامني الخطير الذي يظلل هذه المنطقة، نحن نرعى وسنبقى نرعى خواطركم ومشاعركم وافكاركم ونحن معكم واليكم وفيكم يؤلمنا ما يؤلمكم ويحز في قلوبنا ما يحز في قلوبكم، وعندما تدمي بعض الجراح نحس وكأنها تدمي من أجسادنا لأن كل جريح يقع في لبنان انما هو اخ لنا، فنحن نتألم له ونحزن لهذا الذي وقع فيه ونتمنى ان ينجي الله لبنان وان يعيد له صفة الاخوة والتعاون والتفاهم والتحاب التي ما زلنا وسنبقى ننشدها حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.

يا اخوتي، اتمنى ان يدرك العدو ان امة فيها أمثالكم اطفالا ونساء ورجالا يصمدون في وجه مآربه واهدافه الشيطانية بأجسامهم وبدمائهم وبلحومهم، دون تكافؤ بالقوى وبوسائل القهر والإذلال، ان أمة فيها أمثالكم لن تموت بأذن الله ولن تضعف وتذل امام ذلك العدو الخطير وان امامنا معه ميادين سنخوضها باعتزاز بايماننا وثقتنا بالله سبحانه وتعالى، وسنخوضها بقوة وثبات وصبر حتى يقضي الله أمره بينه وبيننا، وحتى يكتب لنا بأذنه النصر عليه. ونحن واثقون بأن الله سيكتب لنا النصر على العدو ان عاجلا ام آجلا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبينا الذي آمنا به وصدقناه بأنه رسول الله ونبي الله قد أخبرنا بأنه في آخر هذا الزمان ستقع الحرب بيننا وبين اليهود وستكون هذه الحرب ضروسا وسيشترك معنا في قتال العدو كل شيء على الارض حتى الشجر والحجر، ويقول يا مسلم ورائي يهودي تعال واقتله، وان ما يلقاه عدونا اليوم في بيروت من صمودكم وما يلقاه منا في الجنوب بدءا من اقليم الخروب مرورا بصيدا وصور والنبطية وكل قرية من قرى الجنوب وفي البقاع الغربي وراشيا لأكبر تعبير عن صدق ما ادليت به بين أيديكم.

يا اخوتي، ويا ابنائي ويا بناتي، اني اسأل الله تعالى ان يحفظكم جميعا وان يثبتكم على ايمانكم وان يساعدكم وان يفرج الكرب عنا وعنكم وان يكون الى جانب اولئك المحزونين الذين اصيبوا بأولادهم وازواجهم واخوانهم او بيوتهم فيخفف عنهم ويواسيهم ويكرمهم بعطائه وبرحماته سبحانه وتعالى.

اسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم وان يثبتنا وان يصبرنا وينصرنا على اعدائنا وعلى القوم الظالمين.

المهرجان

وكان المهرجان افتتح بكلمة لعضو لجنة المؤتمر الشعبي رئيس هيئة الاسعاف الشعبي عماد عكاوي اكد فيها على ان "بيروت الصمود ستبقى على عهدها قاعدة توحيدية ودورا حضاريا عربيا واسلاميا، وانفتاحا انسانيا، وعملا تحريريا من اسرائيل وعملائها ولأن بيروت الغربية وضاحيتها الجنوبية هما هدف المؤامرة لذلك نناشد كل المعنيين للعمل ووقف ما يجري، لأنه اذا كان المطلوب تهجير اهالي بيروت فنحن متمسكون بأرضنا وبيوتنا ودورنا ولا نرضى بسياسة التهجير، كما نناشد دولة رئيس الحكومة لأخذ موقف حازم من العابثين والمارقين من منفذي اوامر اسرائع في اقتلاع الوجود الاسلامي والوطني ونناشد ايضاً المسؤولين العرب وجامعة الدول العربية وكل الهيئات الصديقة الا يبخلوا بجهد من اجل انقاذ لبنان من مخططات الصهينة والتقسيم بعد التدمير والتهجير".

بعد ذلك ألقى عادل عكاوي كلمة الفاعليات الشعبية البيروتية، اعتبر فيها ان الدفاع عن بيروت والحفاظ على بيروت وضاحيتها الجنوبية مهمة يجب ان يتجند لها الجميع وألا يدخروا جهدا من اجلها، مناشدا اهل الحكم بالتحرك ووضع حد للمجازر والدمار بعدما بلغت الامور حدا لا يطاق.

ثم تحدثت بسمة طرابلسي باسم الاتحاد النسائي الوطني والهيئات النسائية والاجتماعية فاستصرخت باسم الامهات ضمائر الجميع وقف الدمار وقتل المدنيين والعزل والأبرياء، وناشدت المسؤولين الاسراع بالحل والانقاذ.

ورفع المحتشدون يافطات تدين المجازر والذين يقفون وراءها، وتدعو الى ثتبيت وقف اطلاق النار، واطلقوا هتافات بهذا المعنى.

وقد جاء في بعض اليافطات المرفوعة ما يلي:

"تجمع النساء الأرامل والثكالى في بيروت والضاحية الجنوبية يستصرخ الضمير الإنساني لوقف المجازر الوحشية. اسرائيل وعملاؤها حولوا رمضان الى جحيم ونار. القتال ضد اسرائيل وعملائها شرف.. وقتل الابرياء عار. انقاذ بيروت انقاذ للبنان. يا امة العرب شيء من الغضب. الشيوخ والنساء والاطفال الصغار يطالبون بعودة الضمير للكبار. حضارة الفاشيين قتل المدنيين والابرياء. من لا يوقف اطلاق النار مجرم غدار. قتل الأبرياء تنفيذ لسياسة شامير ضد لبنان وشعبه. لا للهجرة والتهجير لا للتشرد والتشريد. إذا وقت بيروت لن ينهض لبنان".

وحملت طفلة لا يزيد عمرها على الثلاثة أعوام يافطة تقول: "ارحموا طفولتي".

وقد حملت هذه اليافطات تواقيع:

الاتحاد النسائي الوطني، هيئة الإسعاف الشعبي، اتحاد الشباب الوطني، ولجنة المتابعة الشعبية لأهالي رأس النبع، فيما تولت عناصر من الدفاع المدني الشعبي الإشراف على تنظيم صفوف المعتصمين وحفظ مداخل دار الفتوى بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي.

وشاركت في الاعتصام الهيئات والجمعيات التالية: الهلال الوطني اللبناني، تجمع الشباب المستقل، اتحاد روابط المزرعة، جمعية ابن خلدون، الجبهة الموحدة لرأس بيروت، اتحاد الشبيبة الإسلامية، اتحاد الجامعيات اللبنانيات، رابطة سيدات بيروت، التجمع النسائي العربي، تجمع النهضة النسائية، جمعية الزهراء، لجنة الأمهات، تجمع سيدات إقليم الخروب، ولجان المساجد في بيروت، الى جانب عدد من أعضاء لجنة المؤتمر الشعبي للقوى الإسلامية والوطنية اللبنانية ومؤسساته ومدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ خلدون عريمط، وأمين سر دار الفتوى الشيخ عبد اللطيف دريان.
 

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة