كرر اللقاء الاسلامي دعوته الى جميع الفرقاء لوقف النار فورا مع تحميل من لا يلتزم به المسؤولية التاريخية عن كل ما يلحق بالشعب من أذى وضرر بفعل ذلك. وناشد العرب الإسراع باتخاذ المواقف التاريخية لوقف العاصفة الدموية في لبنان.
ورحب اللقاء ببيان بكركي الأخير الذي وجد فيه تعبيرا صادقا وشجاعا عن إرادة وموقف الكثرة الساحقة من النواب ومن اللبنانيين.
عقد اللقاء الاسلامي اجتماعه الأسبوعي في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد وحضور الأعضاء الرئيس رشيد الصلح والنواب زكي مزبودي، جميل كبي، طلال مرعبي. والوزراء السابقين: نسيب البربير، محمد كنيعو، فؤاد البزري وأمين البزري.
فجرى التداول في الوضع الأمني المأساوي وفي سائر الطوارئ والمستجدات على الساحة اللبنانية، واتخذ بشأن ذلك القرارات الآتية:
أولاً: في إدانة القصف العشوائي:
تباحث المجتمعون في ما آل إليه الوضع الأمني من تدهور مريع منذ الرابع عشر من آذار الماضي وخاصة في جولة العنف الدموي الرهيب التي عصفت بالبلاد وحولتها الى جحيم لا يطاق تتطاير في أثنائها القذائف والصواريخ فوق رؤوس الناس وتتساقط عليهم وعلى مبانيهم فتقتل المدنيين الأبرياء وتدمر مساكنهم ومتاجرهم وتأتي على كل ما جنوه من مال ومتاع وتزرع الرعب والذعر في النقوس مخافة الخراب والدمار والحزن والأسى في كل مكان وكأن المقصود هو تدمير لبنان الحضاري بشرا وحجرا ودك معالم الحياة فيه وخاصة في العاصمة بيروت. وعلى ذلك فإن اللقاء: أ- يدين بكل شدة ذلك القصف العشوائي المجنون ويرى فيه جريمة بحق الشعب لم يعد يستطيع إلا صبرا ولا تحملا.
ب- يدعو كل الفرقاء الى وقف النار فورا مع تحميل من لا يلتزم به المسؤولية التاريخية عن كل ما يلحق بالشعب من أذى وضرر بفعل ذلك.
ج- يطالب إخراج السلاح الثقيل أيا كان نوعه وعياره من المدن وسائر المناطق الآهلة بالسكان. ثانياً: في إطلاق صرخة استغاثة:
تداول المجتمعون في موجة التعاطف العربي والعالمي التي يلقاها لبنان في مختلف الأندية وأوساط الرأي العام مع أعراب عن الاستعداد للدعم المعنوي والمؤازرة الانسانية.
واللقاء يطلقها صرخة استغاثة مدوية في أجواء العالم العربي وباتجاه الملوك والرؤساء العرب بصورة خاصة مستنجدا بهم وطالبا اليهم التدخل بأقصى سرعة من أجل وقف المجازر المتمادية والتي لم يشهد التاريخ لها مثيل وكذلك من أجل لجم ما يجري تنفيذا لما هو مخطط ومسبب للبنان.
والشعب اللبناني قد دفع الثمن غاليا عن كل الأشقاء ولم يعد قادرا على تحمل المزيد وقد سئم من عبارات الأسف والحسرة والعزاء التي تتردد من كل مكان دون أن ينسى مردودها، دعوة اللبنانيين الى التعقل وضبط النفس وتحقيق الوفاق في ما بينهم مع أنهم كلهم يعلمون بأن الأمر قد أفلت من يدهم منذ زمن بعيد. و"اللقاء" إذ يناشد الملوك والرؤساء العرب باسم الإخوة العربية وموجباتها القومية يطالبهم بالإسراع في اتخاذ المواقف التاريخية والعمل على تنفيذها بحزم وقوة فالعاصفة الدموية التدميرية تتمادى وتكاد تقضي على كل شيء. ثالثا: في توجيه نداء للفاعليات العربية واللبنانية: استعرض المجتمعون المسار الذي تجري فيه الجهود والمساعي اللبنانية والعربية الهادفة الى تلمس سبل الانقاذ وسلوك طريق الحلول وتذليل كل ما يعترض هذه المساعي والجهود، فإن "اللقاء" يتوجه بنداءات حارة الى كل من: أ- اللجنة العربية للاتصال والمساعي الحميدة، مؤكدا لها بأن الأوساط اللبنانية كافة تؤيدها وتدعم خطاها آملا منها، في انجاز مهماتها التاريخية، التحلي بمزيد من الصبر والجرأة والإقدام، مكثفة الجهود مسرعة الخطى وصولا الى ما تبغيه ونبغيه من انقاذ ووفاق.
ب- حملة السلاح من قوى الأمر الواقع، طالبا اليهم مزيدا من وعي ظروف الأزمة ومزيدا من الحكمة والانضباط رحمة بالشعب الذي سحقته المصائب والكوارث وبالوطن الذي يوشك أن يصبح أثراً بعد عين.
ج- نواب الشعب الذين اثبتوا في كل المناسبات التاريخية أنهم على مستوى المسؤولية، هم مطالبون اليوم كما بالأمس بأن يعملوا بكل الوسائل الممكنة على تذليل الصعاب والعراقيل التي تحول دون تلاقيهم وتحاورهم توصلا الى تحقيق أماني الشعب بالإصلاح والاستقرار والسلام. رابعاً: في الإطفاء والإسعاف إبان العاصفة: توقف المجتمعون بألم أمام ما لمسه المواطنون في غمرة العاصفة الدموية والتفجير الظالم من تعثر عمل رجال الإطفاء والإسعاف بفعل ما صادفهم من عوائق أثناء قيامهم بواجبهم وكاد يحول دون إطفاء الحرائق وإسعاف المنكوبين وخاصة لجهة عدم توافر المياه اللازمة للإطفاء ولمد المحتاجين إليها على الشكل المطلوب. ولا يسع اللقاء بالمناسبة إلا أن يتوجه بالشكر والتحية الى جميع هيئات الاسعاف المتطوعة من لبنانية ودولية على حد سواء والى سائر رجال الإطفاء والدفاع المدني من رسميين ومتطوعين على ما بذلوا من جهود مبرورة وخدمات مخلصة. خامساً: في المساعدة الفرنسية:
أعرب "اللقاء" عن شكره للدولة الفرنسية على اهتمامها بالشأن اللبناني وما قدمته حتى الان من دعم معنوي ومؤازرة إنسانية كما يقدر للوزير الفرنسي كوشنر الموجود بيننا اليوم مساعيه وجهوده الحميدة في سبيل تذليل الصعاب وإزالة العوائق من وجه تنفيذ المساعدة ونقل الجرحى الى الباخرة "لارانس". سادساً: في بيان النواب المجتمعين في بكركي:
اطلع "اللقاء" على وقائع اجتماع بكركي وعلى البيان الذي صدر عنه فوجد فيه تعبيراً صادقاً عن ارادة وموقف الكثرة الساحقة من النواب ومن اللبنانيين كافة ازاء ما يتعرضون له من مصادرة للحرية والرأي وما يصب فوق رؤوسهم من اساليب القهر والعذاب وما يتطلعون اليه من مواقف. واللقاء اذ يوجه التحية الى صاحب الغبطة وسائر النواب وسائر المجتمعين الذين اصدروا هذا البيان، بتمنى ان يكون قريبا ذلك اليوم الذي يلتقي فيه النواب في ندوتهم فيجسدوا بذلك وحدة لبنان من خلال وحدة مؤسساته البرلمانية ويقوموا بدورهم الوطني الفاعل. وكان المفتي خالد قد التقى صباحا في مكتبه النائب السابق عبد المجيد الزين وعرض معه الأوضاع في البلاد وتطوراتها. | 
