إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 29
الاثنين 20 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : اللجنة العليا للقرن الخامس عشر هجري - المؤتمر المهرجان في عيد المولد النبوي الشريف
التاريخ : 1982-12-27
المرجع : جريدة السفير

احتفال دار الفتوى: إرادة إسلامية جديدة تقوم على تنظيم الوحدة

• المهرجان تحول الى مناسبة وطنية شددت على المقولات التي تكفل انقاذ الوطن وصون وحدته وسيادته في مواجهة المحتل الاسرائيلي
• الاحتفال إرادة اسلامية جديدة تقوم على تنظيم الوحدة
• الوزان أعلن ان ورقة لبنان الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل في شأن الانسحاب هي حقنا بوطن حرٍ سيد
• المفتي خالد: إن ما ينبغي على اللبنانيين فعله هو وقف موجة الاقتتال الدائرة بينهم وتسليم كل ما لديهم من اسلحة فتاكة الى الدولة
• المفتي خالد: إن لم يلتق المسيحيون والمسلمون كشعب في ظل دولة واحدة وإرادة واحدة ورؤية مستقبلة واحدة فسيبقى لبنان ملكاً للأعداء
• الإمام شمس الدين: إن الجبل هو للبنانيين جميعاً مسلمين ومسيحيين وحذر من أن يجعل أحد نفسه دولة في الدولة او بديل عن الدولة
• الشيخ محمد أبو شقرا: إن أهل الجبل ثابتون محافظون على كرامتهم يردون العدوان ولا يعتدون

اجتمعت القيادات الروحية الإسلامية في لبنان، إن لبنان الواحد لا يمكن أن يقوم على مفهوم الغالب والمغلوب ولأن المساواة هي التي تحقق معنى الوطن وأن المطلب الملح والمركزي هو وقف موجة الاقتتال والتفرغ لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي يشكل نقيض الصيغة التكاملية في لبنان.

فلقد شهد دار الفتوى قبل ظهر أمس مؤتمرا حاشدا تقدمه مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا وبدأ المؤتمر على شكل مهرجان دعت إليه اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف وما لبث أن تحول إلى مناسبة وطنية شددت على المقولات التي تكفل إنقاذ الوطن وصون وحدته وسيادته واستمرار شرعيته قوية في معركة المواجهة مع المحتل الاسرائيلي.

وتحدث في المهرجان رئيس الحكومة شفيق الوزان الذي أعلن أن ورقة لبنان إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في شأن الانسحاب من أراضيه هي حقنا بوطن حر سيد لا أحد فوق أرضه إلا أبناءه اللبنانيون وهي تلك التي تجسدت في إرادة دولية أطلقها مجلس الأمن الدولي في قراريه 508 و 509.

وأكد الوزان أن لبنان لن يتهاون فله حدود وله حقوق وأنه يريد وحدة لأن الاحتلال سيستمر إن نحن لم نتوقف عما يجري في الداخل.

واعتبر المفتي خالد من جهته أن أول ما ينبغي على اللبنانيين فعله هو وقف موجة الاقتتال الدائرة بينهم وتسليم كل ما لديهم من أسلحة فتاكة إلى الدولة ومؤكدا أنه ما لم يلتق المسيحيون والمسلمون كشعب في ظل دولة واحدة وإرادة واحدة وؤءية مستقبلية واحدة فيسيبقى لبنان ملكا للأعداء.

وأكد شمس الدين إن الجبل هو للبنانيين جميعا للمسلمين بكل فئاتهم وللمسيحيين بكل فئاتهم وحذر من أن يجعل أحد من نفسه دولة في الدول أو بديلا عن الدولة وشدد أن لا منتصر في لبنان ولا يمكن لأحد أن يلغي أحد.

وأعلن أبو شقرا أن أهل الجبل ثابتون محافظون على كرامتهم يردون العدوان ولا يعتدون وأشار إلى أن الأمور تتفاقم وتتصاعد رغم كل النصائح وأن التصميم على الهيمنة والتسلط  والإيذاء لم يعد يحتاج إلى دليل.

وشدد خالد وأبو شقرا وشمس الدين على توافق عيد المولد النبوي الشريف مع عيد الميلاد المجيد فتمنوا أن يكون التوافق في القلوب كما في الذكرين.

حضر المهرجان الذي أطلق عليه الوحدة والجبل بالإضافة إلى الوزان وخالد وشمس الدين وأبو شقرا، رؤساء الحكومات السابقون تقي الدين الصلح ورشيد الصلح ناظم عكاري والوزراء بهاء الدين البساط عادل حمية إبراهيم حلاوي والنواب زكي مزبودي فؤاد لحود فؤاد نفاع، عبد اللطيف بيضون أمين عام مجلس الوزراء الدكتور عمر مسيكة مدير المراسم في القصر الحكومي عبد الرحمن الشيخة السفير عبد الرحمن الصلح.

كما حضر المهرجان سفير الكويت عبد الرحمن البعيجان أمين عام مكتب الأخوة العربي الليبي صالح الدروقي وعضو المكتب عبد القادر غوقة القاءم بأعمال السفارة العراقية في بيروت سفيرا المانيا الديمقراطية كوريا الشمالية وممثلوا بعض السفارات الأجنبية في لبنان رئيس بعثة الأزهر في لبنان الشيخ فهيم أبي عبي نقيب الصحافة محمد البعلبكي الوزير السابق عبد الرحمن اللبان تمام سلام مال شاتيلا الدكتور أسامة فاخوري مصطفى عز الدين طارق شهاب نور الدين نور الدين محمد قباني خليل نعوس ولفيف من العلماء ورجال الدين والشخصيات السياسية والاجتماعية.

جرى المهرجان وسط تدابير أمنية مشددة قام بها رجال الفرقة رجال الفرقة 160 وبعض عناصر من الجيش.

وقد اصطفت على الطريق أمام مدخل دار الفتوى ثلة من الفرقة "16" وفرقة موسيقى كشافة الجراح التي راحت تؤدي التحية للواصلين من الشخصيات الرسمية والدينية.

استهل الاحتفال بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ صلاح الدين كبارة وكان عريف الحفل امين عام اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري الدكتور حسين القوتلي.

كلمة الصالح

ثم ألقى رئيس اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري الشيخ الدكتور  صبحي الصالح الكلمة التالية:

في مستهل هذا القاء الإسلامي الشامل أحياء لذكرى مولد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيدا للحضور الاسلامي الآخذ اليوم بالتكامل والتنامي في كل مكان. ولا سيما وفي وطننا الغالي لبنان.

أرجو أن يأذن لي أصحاب السماحة رؤساء المذاهب الاسلامية بأن أرحب بكم أجمل الترحيب أولا بإسمهم وهم قلب رجل واحد وثانيا باسم إخواني أعضاء اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري الذين عملوا بتوجيه من أصحاب السماحة متعاونين مع جميع المؤسسات الاسلامية اجتماعية وتربوية وم جميع وسائل الاعلام شعبية ورسمية لنتحول بمواسمنا وذكرياتنا الدينية من الشكل إلى الجوهر ومن القول إلى الفعل ومن الارتجال غلى النظام ومن التيه والضياع إلى الأصالة والإبدع متمسكين بكتاب الله مستلهمين الخير كله من سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ورضي عن صحابته الأبرار.

أيها الحفل الكريم لقد كتب الله لعبده المصطفى محمد بن عبد الله من معاني العظمة البشرية ما لم يكتبه لأي عبقري من عباقرة التاريخ في أي ميدان من ميادين الحياة ولقد شاءت حكمته تبارك وتعالى أن يجعل إشراقة النور الأولى في لحظة مولده لكي تستنير العوالم كلها وبعد ذلك بكل لحظة من لحظات حياته وكل كلمة من كلماته ولكي تستيقن الخلائق كلها بأن سيرته هي أكمل السير وأسماها وأن احضارة التي أنشأتها أمته في ضوء تعاليمه هي أخلد الحضارات وابقاها فهي حضارة القيم ومكارم الأخلاق كما أن مولده كان مولد الهدى والنور وسبه كرما وشرفا عند مولاه إنه خاطبه وناجاه وأنك لعلي خلق عظيم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

هذه القيمة الدينية الحضارية الجديدة التي جعل الله مولد نبيه إيذانا لمولدها التمهيدي وجعل حياة نبيه تطبيقا لتكاملها التدريجي. إنطلقت أول ما انطلقت من معاني التراحم والتعاون والتكافل التي عبر عنها أمام الأنبياء بمثل قبوله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وقوله "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وقوله "المسلم من سلم الناس من لسامه ويده".. والتقت كلها في قوله العظيم الشامل "إنما يعثت لأتمم مكارم الأخلاق" لكن هذه القيم الدينية الحضارية بعد نشأة المجتمع الاسلامي الأول في المدينة المنورة ما لبثت أن تفردت تفردا أساسيا بالواقعية الإيجابية وظهرت مزيتها الحقيقية في تنسيقها بين قيمة الشخص وقيمة حياته وبين قيمة خلقه وقيمة كرامته وبين قيمة علمه وقيمة عمله. وبين عنايته بقضيته العدل واهتمامه بقضية السلام وبين حرصه على حريته الفردية واعترافه بحريات الآخرين وبين صونه للملكية الفردية وتوظيفها للخدمة الاجتماعية وبين استعداده النفسي لطاعة الله واستعداده الاجتماعي للمشاركة في الانتاج الحضاري وبين رعايته مصالح دنياه وتأهبه لدار الخلود كما قال صاحب الذكرى في إحدى خطبه المشهورة أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فلا تنتهوا إلى نهايتكم إن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخد العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته.

ومن الشباب قبل الكبر ومن الحياة قبل الموت والذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار.

وإنما يرتد تنسيق هذه القيم كلها إلى حقيقة التصور الاسلامي لقيمة الضخص الانساني لأن كل القيم التي دعا خاتم النبيين إلى تعزيزها بوحي من ربه وبأمر من لدنه وجدت على لسانه الطهور وفي حنايا قلبه الكبير صياغتها العليا وترجمتها التطبيقية في كل ما يرتقي بالانسان إلى أسمى مكان ولقد كرنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا.

من هنا كان الناس في نظر الإسلام يتفاضلون بالعلم والعرفان يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات كما يتفاضلون بكل إنتاج يسعد الإنسان خير الناس أنفعهم للناس مثلما يتفاضلون بالتقوى والأعمال الصالحات الناس سواسية كاسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى.

أيها الحفل الكريم،

إذا عالجنا قضية التتابع الحضاري من خلال مفهوم القيم في الكون والحياة واكتشفنا العلاقة الواقعية الموضوعية بين القوانين الداخلية لعملية الانجاز الفكري وبين القوانين العامة لحركة الواقع الاجتماعي. وإذا اقتنعنا فوق هذا بأن الحضارة المعاصرة قامت في كثير من جوانبها الجيدة على تراق الفكر الاسلامي الثوري المتحرك الأصيل وعلى القيم التي أذن الله أن تولد في لحظة المولد النبوي ثم اقتنعنا مع ذلك بأن حضارة عصرنا ليست حركة لقارة دون أخرى ولا لأقليم دون آخر ولا للون دون آخر ولا لعرق دون آخر بل هي من إبداع جميع بني الإنسان إذا اقتنعنا بهذا كله آلمنا أن نشهد حتى الآن استمرارا لمظاهر التنازع والصراع بين أبناء البلد الواحد الذي كان ونريده أن يبقى بلد القيم والحضارة والإنسان.

إن جميع يعلمون بلا ريب أن العدو الاسرائيلي الذي ما يزال يماطل في الانسحاب من ديارنا هو الذي يغري الأشقاء بالتصادم والشقيق بما يثيره من فتن ويحيكه من مؤامرات وإذا كنا لا نستغرب هذا من دوة العدوان القائمة على أبشع عنصرية رجعية عرفها التاريخ والتي طعنت كل القيم والمعايير وداست المقدسات ومزقت الحرمات منذ اجتياحها الهمجي العدوان للبنان. فإن الذي نستغربه هو تحقيق أماني العدو الشامت بنا باستمرار مظاهر الصراع في بلد القيم والأخلاق ولا سيما في هذا المناخ الروحي المشرق بأماني الإيمان والذي ازداد بهاء وجمالا بتزامن ذكرى المولد الشريف وعيد الميلاد.

منذ يومين فقط حرص علماؤنا وخطباءنا بمناسبة الميلاد على تذكير المواطنين جميعا بما خص الله في قرآنه عيسى وأمه البتول الصديقة من التبديل والإكرام فحسب عيسى بن مريم مقاما عليا تلك الأنغام العذاب تجري على لسانه رخاء وهي تنساب والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويم أبعث حيا.

واليوم في ذكرى مولد النور المحمدي ما ألى نغمة الكلمات التي يبادلنا بها أبناء الطوائف المسيحية من المدنيين ورجال الدين تعظيما وتكريما لإمام المرسلين وتمجيدا للقيم الدينية الحضارية التي بدأت ولادتها يوم مولده الشريف.

ولئن اجتمع اليوم أصحاب السماحة رؤساء المذاهب الاسلامية لإحياء هذه الذكرى النبوية المجيدة إنهم في الوقت نفسه يؤكدون وحدة الصف الاسلامي تعزيزا لوحدة الاحساس المشترك بالخطر الواح الذي يتهددنا أجمعين وإنهم ليؤكدون تمسكهم بوحدة لبنان وتعاونهم مع ذوي الارادات الخيرة لتمكين الدولة من استعادة هيمنتها على الجميع باسم العدل والقانون ويؤكدون أولا ,ىخرا أن الوجود الحضاري الاسلامي هو الدعامة الكبرى لاستمرار لبنان في أداء دوره الحضاري، ويأملون أن يولد لبنان الجديد مع مولد القيم والحضارة في ذكرى مولد النور نور محمد المثل الأعلى للكمال الإنساني.

كلمة القوتلي

ثم ألقى الأمين العام للجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري والمدير العام لشؤون الافتاء الدكتور حسين القوتلي الكلمة الآتية:

اللجنة العليا للقرن الخامس عشر للهجرة التي أصدر صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية قراره بتأليفها. الاتفاق مع صاحبي السماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى هذه اللجنة تطمح اليوم إلى أن تصبح مؤسسة اسلامية كبرى لأنها اكتشفت بالممارسة اليومية والعمل المشترك جمال التوحيد في الاسلام، وصلابة الوحدة بين المسلمين.

في اللقاء الاسلامي الشامل الذي أقامته اللجنة في قاعة وزارة التربية الوطنية وفي مؤتمر التربية الاسلامية الذي نظمته اللجنة في بيت المهندس. بالتعاون مع جميعة المقاصد الخيرية الاسلامية وفي المواق الاسلامية الوطنية التي صدرت عن اللجنة منذ تأليفها وحتى اليوم كانت شهادة التوحيد في الاسلام عند اللجنة عنوانا لصلابة الوحدة بين المسلمين عنوانا يتعالى فوق جراحات الحرب ويتسامى فوق مؤامرات التفريق ويتنامى مع كل ارادات الخير والتضحية والعطاء.

واليوم في ذكرى المولد النبوي الشريف تبقى الشهادة هي الشهادة والعنوان هو العنوان والإرادة هي الإرادة في الوقفة الاسلامية الكبرى من أجل كلمة التوحيد تعلو ومن أجل توحيد الكلمة يصان إن اليوم هو مولد إرادة اسلامية جديدة تقوم على عقيدة التوحيد لوجه الخالق وعلى تنظيم الوحدة لمنفعة الخلق فصاحب الذكرى الأكر الرسوم الأعظم صلى الله عليه وسلم هو أول من علمنا إقامة مؤسسة الوحدة على عقيدة التوحيد وهو أول من وضع القاعدة والكيفية لهذه الوحدة حينما قال بصيغة التنبيه توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا او من قلة نحن يومئذ يا رسول الله فقال: لا بل إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت.

صدقت يا رسول الله لقد علمتنا في هذا الحديث أن الوحدة بين المسلمين إنما تقوم على ثلاثة مبادئ أولها تقديم العمل الجماعي على العمل الفردي وثانيها الاهتمام بكيفية العمل في الاسلام قبل الاهتمام بعدد العاملين. وثالثها حصر الغاية من العمل في مرضاة الله حتى الموت في سبيله وإسقاط الغاية في حب الدنيا خوف الانجراف في مغرياتها.

لقد كنت في حديثك هذا يا رسول الله أول من حدثنا بأصول التخطيط في الاسلام موضحا المنطلق والمنهج والغاية وكنت يا رسول الله أول من طبق مبادئ هذا التخطيط الاسلامي الرائد في بناء المؤسسة الاسلامية الأولى في مدينتك المقدسة بعد الهجرة ذلك عندما دعوت يا رسول الله إلى اسقاط الاقليمية والقبلية والعشائرية والاستغلالية والطبقية بدعوتك إلى التآخي في الله بين المهاجرين والأنصار فإذا بالزمر والأحزاب والقبائل تصبح مجتمعا واحدا في لحظة ربانية اعازية تخرج عن قوانين التطور الاجتماعي وتسبقها وإذا المجتمع الاسلامي الرائد القائم على التوحد في الله تولد فيه قيم مشرقة جديدة لم يشرق على الدنيا مثلها من قبل ويضيح الناس في مدينتك يا رسول الله سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.

وإذا بروح الجماعة تسود وإذا بشهوة التفرد تبيد وإذا بقيمة العدل تنتشر وإذا بنزعة الظلم تندثر وإذا بالتراحم الانساني والتعاون البشري والتضامن الحياتي والتكافل الاجتماعي والعمل اليومي في خدمة الفرد والمجتمع فيما جديدة تتوهج في سماء المدينة بضياء العبودية لله الذي قال وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون وإذا بالضمائر تستيقظ على حقيقة مضيئة هي أن العبادة ها هنا. في العمل على وحدة المسلمين في المساواة بين افرادهم في تحقيق التكافل في ما بينهم.

العبادة ها هنا في نصرة المستضعفين في رعاية الأيتام في تعليم الناشئة في مساعدة الفقراء في اسعاف المرضى في قتال الأعداء في صون كرامة الأسرى في الدفاع عن الحريات في الارتقاء بقيمة الانسان في التأمل العلمي في الأرض والكون والنفس لغاية علمية أرادها الله من قوله وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون آيات هي قوانين في منتهى الدقة والجلال وهي نظم في منتهى التناسق والجمال لا يدركها إلا من كان في نفسه عطش لمبادئ العلم وفي ساعده همة لمواصلة العمل لأنه عن هذا الطريق وحده يدرك عظمة الله إنما يخشى الله من عبادة العلماء.

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين".. وكنت يا رسول الله المعلم والقدوة في العلم والعمل. حين جعلت من المدينة الفضلى تضع أسس التحول الكبير في مسار العمل الاسلامي فتحدد وأنت تبني هذه المؤسسة الاسلامية الرائدة بناء سياسي وتربويا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا أن العمل المؤسسا في الاسلام إنما يقوم على مبدأ هو العبادة لله بدلا من مبدأ تحقيق المصلحة للفرد وعلى منهج هو الانتصال لحق المجتمع الانساني الانساني بدلا من منهج الانتصال لحق العصب أو القبيلة وعلى غاية هي تحقيق الخير وإشاعة العدل ونشر التراحم من أجل سعادة وخلاص الانسانية كلها بدلا من حصر ذلك بسعادة الفرد وخلاصه أو حصر ذلك بامتياز يعطي لشعب من الشعوب أو أمة من الأمم.

وتطورت مؤسسة الرسول القائد بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى حتى أصبحت المؤسسة دولة نمت في ظل من طاعة الله برعاية خلقه فكانت الدولة في الاسلام مؤسسة المؤسسات تنسق في ما بينها وترفد مواردها وتنظم وظائفها وترعى خدماتها وتحقق الخير والعدل والرحمة للناس جميعاً. "وفي ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيب لنا في اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري أن نتذكر هذا التحول الرائد في مسيرة الاسلام والمسلمين التي قادها يوحي من الله تبارك وتعالى رسوله الأمين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه هذا التحول الذي نقل البنية المجتمعية من نظام القبيلة البدائية إلى نظام المؤسسة الحضارية لنتساءل أين نحن في لبنن الوم من مسيرة هذا التحول الريادي التاريخي الحضاري الكبير.

نحن في لبنان ما زلنا أيها السادة نعيش نظام القبائل نظام الأسر اللبنانية نظام قبائل ونظام الجمعيات اللبنانية نظام قبائل ونظام الأحزاب اللبنانية نظام قبائل ونظام الطائفية اللبنانية نظام قبائل وفي مرتع هذه التعددية البدائية وبسببها تصارعت كل الأنظمة في لبنان على مدى من أجل الدفاع عن أنظمة كل القبائل، أغلى ما يمكن أن يقدم انسان من الحياة والحرية والكرامة.

وإنه لمن المؤسف حقا أن لا يكون هناك من مؤشر حتى الساعة على الرغم من كل التضحيات يبشر بهذا التحول الإلهي الانساني الحضاري من نظام القبيلة إلى نظام المؤسسة وأننا على يقين من أن احتلال العدو الاسرائيلي للأراضي اللبنانية هو في طليعة الأسباب التي تبقي على نظام القبائل في اليومية للحياة والحرية والكرامة عند اللبنانيين وشهادة نسجلها للتاريخ.

إن وضوح التصور والاحترام لوظيفة المؤسسة في المجتمع عند السملين هو الذي جعل المسلمين في لبنان منذ بداية الاستقلال وحتى اليوم يبدون كل الاستعداد للارتباط بمؤسساتهم اللبنانية وبالدولة مؤسسة المؤسسات إلا أن الدولة كانت تنشء خارج بنيتها مؤسسات بديلة أو رديفة للوزارات والمصالح مما كان يفقد الوزارات وظائفها والمجتمع توازنه. والدولة سيطرتها ووحدتها وشهادة أخرى للتاريخ نسجلها اليوم إن المسلمين في لبنان كانوا بعد العدوان الاسرائيلي أول من سارع إلى الالتفاف حول الدولة ورموزها حرصا منهم على سلامة المؤسسة وتماسك بنيتها إلا أن الدولة ما زالت دون مستوى القدرة على استيعاب هذه الإيجابية باحتواء إيجابي يتخطى كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وإنها فرصة تاريخية لمؤسسة الدولة نحن على يقين معها إن المسؤولين سوف لن يسمحوا أن تفلت هذه الفرصة من بين أصابعهم على الرغم ن دقة الظروف وصعوبتها فتنتظر الدولة في البنية المؤسسية ارسمية منها والخاصة لتستنبط من واقعها نظاما حضاريا يربط بين المؤسسات اللبنانية جميعا ربطا تكامليا على جميع الصعد بشكل تسقط فيه كل التناقضات مع مؤسسة الدولة. وتوظف فيه كل الطاقات لتدعيم قواعد الدولة وتحرير الوطن والإنسان من كل أسباب القهر والتخلف على قاعدة من المساواة الوطنية ولعدالة الانسانيةوإرادة الخير للجميع.

وبعد فإن اللجنة العليا للقرن الخامس عشر للهجرة إذا كانت تطمح إلى أن تصبح مؤسسة اسلامية كبرى فإن هذا الطموح يتوجه إلى طموح أكبر قوامه وحدة لبنان كله وتحرير لبنان كله وكرامة اللبنانيين جميعا في منهج متكامل لبناء الوطن والإنسان وقدم القوتلي لشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ محمد أبو شقرا فوصفه برمز الجبل المجلل بالبياض رمز الشيوخ وكلمة الجبل التي يتوق الجميع لسماعها.

كلمة أبو شقرا

فألقى أبو شقرا كلمة الجيل الآتية:

بسم الله الرحمن الرحيم

"الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له أحد".

والصلاة والسلام على سيدنا الرسول الأمين وعلى آله وصحبه الأكرمين. والتحيات الطيبات إلى إخوتي السادة المحترمين،

وبعد فإن أنوار هذه الذكرى المباركة تحجبها ليالي لبنان الحوالك وما يقاسيه شعبه من مصائب ومهالك ويغيب اشراقها تفرق الأمة الاسلامية الذي ما زال يتفاقم ويتزايد ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أيها السادة الفضلاء،

كنا نتمى لو تنعكس الذكريان السعيدتان المولد والميلاد سعادة على لبنان بزوال بؤسه وشقاءه والوفاق بين أبنائه وفئاته ولكن عبثا نادينا من تعلمون لأنهم على تنفيذ مخططهم مصرون فلا النصح وحسن التوجيه ينفع ولا القول السديد يفيد وأكننا ننفخ في رماد

لماذا نكثر الكلام ونخادع أنفسنا ما دام ليس للكلام ولا للمنطق تأثير وإننما الفعل للبندقية والمدفع وما دام التصميم على الهيمنة والتسلط والإيذاء لم يعد يحتاج إلى دليل.

لقد دعمنا الحكم وأيدناه ونادينا بالشرعية نادينا بشرعية الدولة والحق والعدل والمساواة لا شرعية الأحزاب ولاعدوان والخطف والقتل، وطالبنا بإزالة المظاهر المسلحة في مؤتمري عاليه وبيروت وطالبنا بإزالة الثكن غيب الشرعية التي يسبب وجودها إثارة الفتن وطالبنا بإطلاق المخطوفين واقترحنا إعادة المهجرين بعد مصالحة وتفاهم.
ولكن للأسف زادت الأمور تفاقما وتعقيدا وما تزال.

وإخوانكم في الجبل ثابتون في موطنهم محافظون على كرامتهم يردون العدوان ولا يعتدون كلهم في الدفاع عن عرينهم أبطال صيد صفهم واحد ورأيهم جمع ما ذلوا ولن يذلوا بعون الله ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.

أيها السادة لقد صبنا طولا صبرنا على كثير كثير من الاعتداءات والجرائم النكراء فماذا ينتظر منا الآخرون، نحن نقول أن البلاد لنا جميعا للمسلمين وللميحيين ونقول بالعيش المشترك والتجاور الكريم وبالمحبة والتفاهم والصفح والتسامح فمن شاء محاورتنا على هذه الأسس فعلى الرحب والسعة وبكل غبطة وسرور وإلا فنحن في لبنان باقون.

كان الله بعون لبنان ووحدة لبنن وشرعية الحكم في لبنن ولا أزيد، والسلام عليكم..

كلمة شمس الدين

وألقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين الكلمة الآتية بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا خاتم النبيين محمد بن عبد الله وعلى أخوته من الأنبياء جميعا.

السلام عليك يا رسول الله وعلى ألك وأصحابك الأبرار الأخيار في عيد مولدك المجيد المبارك الذي يقترن فيه ومعه في هذه السنة ذكرى مولد أخيك وسلفك عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه فتجتمع بهاتين الذكريين القلوب على معان واحدة وعلى مثل واحدة إن شاء الله.

أخوي صاحبي السماحة دولة رئيس مجلس الوزراء أصحاب الدولة والمعالي إخواني اصحاب الفضيلة أيها الإخوة الكرام،

نحتفل في هذا العام بذكرى مولد رسول الله كما نحتفل أيضا بذكرى مولد عيسى نبي الله في بلد ولد هذين القلبين وولد من هذين الكتابينن  ومن هذين المنهجين اللذين يشكل المنهج النبوي فيهما استمرارا وتكملة للنهج الثابت عند الله الذي عبر عنه الأنبياء جميعا والذي سار عليه الناس جميعا.

إذا التهنئة والتبريك من هذا الحفل الكريم ليس للمسلمين وحدهم إنما هو للمسلمين والمسيحيين معا وللبنان بأسره التحية للبنانيين جميعا بمولد عيسى ومحمد ومن قبل مدينة بيروت التحية لبيروت ولضاحيتها التي سجلت في صمودها وفي بطولتها في أسوأ أيام مرت عليها أنصع أيام في تارخيها وأشد الغزوات وحشية وأشد حالات الحصار الذي عشناه جميعا في هذه المدينة العظيمة التي حفظت لمحمد وعيسى أروع مثلهما في أن تقول للظالم لا. وفي أن تبقى مرفوعة الرأس.

التحية والسلام لكل طفل وامرأة ورجل ثبت في تلك الايام الصعبة التحية لهم جميعا من الله لأن الله حيا المجاهدين والصابرين، والتحية والسلام لهم جميعا من رسول الله لأنه في سنته الشريفة وفي نهجه المجيد حيا هؤلاء حيث كانوا وأينما كانوا في كل زمان ومكان.

نعود إلى ما تعنيه ذكرى مولد الرسول الكريم فسنذكر حديثا شريفا له يروى أنه قاله عن نفسه وعن بعثه وكان مولده بطبيعة الحال مقدمة لبعثه إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض.

يعني بذلك أن عهدا في تاريخ الانسان وفي معنى الحضارة وفي علاقات البشر قد بدأ به ولن يتوقف إلا يوم القيامة لأنه خاتم النبيين.

هذا العهد الذي يقوم على علاقات بين البشر تنبع من القلب ومن الفكر لا تنبع من روابط الدم ولا تنبع من روابط الجغرافيا وإنما تتسم وترحب لتشمل بقيمها وبمثلها الناس جميعا في كل زمان كانوا وفي كل مكان.

وكان إيذانا ببدء هذه الحضارة التي لم يشهد لها العالم مثيلا في انسانيتها وفي شموليتها وفي عقلانيتها عقلانية في مقابل الخرافة وانسانية في مقابل الطغيان وشمولية في مقابل جميع دعوات العرقية والعنصرية واللون هو رحمة للعالمين ليس رحمة للمسلمين وحدهم وإنما كان قال الله رحمة للعالمين في هذه الحضارة حضارة القيم التي نعم في ظلها جميع الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين والتي أرست لأول مرة في تاريخ البشر المجتمع الذي يحتضن معنى التنوع.

ونستذك هنا كما نستذكر دمج العروق ببعضها والغاء الروح القبلية في مثال المهاجرين والأنصار وفي ما اتسع له المجتمع الاسلامي في ذلك الحين من جميع الأعراق نستذكر أيضا كيف اتسع صدر هذه الحضارة التي ولدت في المدينة وفي عهد رسول الله وليس في القرن الرابع الهجري ولدت في الأيام وشعت أنوارها من تلك الآيات الممارسات التي كان يقوم بها رسول الله وصحبه في المدينة حينما نستذكر كيف أن هذه الحضارة استعت للأديان كلها وللثقافات كلها واستطاعت أن تحول إلى المعنى الانساني الشامل ما كان محصورا في أطر مجتمعية خاصة يزعم أصحابها أنها ملكهم وحدهم.

هذه المعاني التي نحتاج إليها الآن أكثر ما نحتاجه في لبنان كلبنانيين وكمسلمين في المعنى الاسلامي نحتاج إليها نستذكر أن المسلمين أمة واحدة وأن المسلمين إخوة وأنهم ينتمون إلى عالم ثقافي واحد وأن مصيرهم مرتبط بودتهم وبتصميمهم على هذه الوحدة وبإرادتهم في ان يصونوها باستمرار.

نحتاجها كلبنانيين في هذا الوطن الذي يعتبر فريدا بين الأوطان في أغلب أوطان الدنيا أو لعله في جميع أوطان الدنيا، الناس هم نتاج للطبيعة وللجغرافيا في لبنان النفس هم أوجدوا عقولهم هم إنجاز إنساني إذا كانت الأوطان الأخرى إنجازا للطبيعة بدون اختيار فلبنان انجاز للإنسان باختياره إنجاز للمسلمين جميعا وللمسيحيين جميعا.

في كل وطن ربما يستمر الوطن رغما عن إرادة بنيه أو بعض بنيه في لبنان لا يمكن أن يستمر لبنان رغما عن إرادة بنيه أو بعض بنيه لبنان هذا الوطن الغالي إنما يستمر بأن يستمر دفق الحياة فيه من كل بنيه ويستمر وفق العنفوان فيه من كل بنيه وتستمر إرادة التوحيد فيه من كل بنيه.

نتعلم من ذكرى مولد رسول الله أبسط الدروس وأولها "واذكروا نعمة الله عليككم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها"

نتعلم من مولد رسول الله امثوللة القرآن الكريم الذي ينص على أن الله جعل النفس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ليتكامل الإنسان من خلال إرادته الحرة المختارة  ولا يتكامل أو يتوقف عن التكامل لأنه مقهور على وضع خص ومجبور على صيغة خاصة أن يسعى إلى التكامل مع أخيه الإنسان الذي هو من ملة أخرى أو من قبيلة أخرى أو من شعب آخر فيتم التكامل بهذا السعي المختار الحر.

في لبنان يواجهنا جميعا باستمرار هذا التحدي البسيط أن نتامل وأن نتحد كمواطنين مواطنين لا يمكن أن نتصور معنى للمواطنة خارج المفهوم النبوي الذي يمثله الحديث الشريف الناس سواسية كأسنان المشط، الناس، ليس المسلمون وحدهم الناس سواسية كأسنان المشط الناس في الوطن رسول الله لم يتحدث عن أوطان وتجمعات تجمعات سياسية يتحدث عن المجتمع السياسي بهذا المثل المشط هو يؤدي وظيفته الجمالية والتجميلية حينما تكون أسنانه متساوية تماما أما حين تكون بعض أسنان أطول من بعض وأقصر من بعض ربما يصبح أداة جارحة في هذه الحال لا يفقد وظيفته فقط وإنما يتحول إلى أداة ضارة ربما.

في المجتمع السياسي ي الوطن المساواة هي المنقذ والعدالة هي المنقذ هي التي تحقق معنى الوطن وتحقق تكامل المواطنين في لبنان مفهوم الدولة الادلة للمواطنين الأحرار إنما يتحقق من خلال هذا المفهوم مفهوم المساواة كأسنان المشط وحينئذ تكون كل سن ذات وظيفة في أداء المجموع للوظيفة الكبرى والوظيفة العامة.

نستفيد من ذكرى مولد رسول الله هذه الأمثولات ونحن أحوج ما نكون إليها الآن ي لبنان لأننا نواجه في لبنان وضعا شاذا وخطيبرا ينبغي بل يجب أن يكون همنا المركزي الأساسي.

نحن نواجه الآن الاحتلال الاسرائيلي بكل ما يعنيه هذا الاحتلال من مشاريع قد لا يدركها البعض تتجاوز الاستيطان والجغرافيا إلى الدخول في نسيج الحياة اليومية للناس إلى الدخول في تركيب المجتمع نفسه إلى ربط كل شيء يمكن ربطه بدورة الحياة الاسرائيلية الاقتصاد الثقافة والسياحة وكل ما يمكن أن يربط بدوره الحياة للاسرائيليين.

هذا الطموح ثقوا بأن اسرائيل تسعى إليه وتعمل من أجله نواجه جميعا في لبنان ليس المسلمين وحدهم وليس المسييين وحدهم نواجه هذا التحدي الكبير ليس تحديا لمصالح وإنما هو تحد للوجود نفسه كما قلب لبنان وجد من قلوبنا ومن عقولنا بإرادتنا الحرة المختارة وبإرادة من سبقنا من آبائنا وأجدادنا وجود هذا الوطن إنما يستمر من خلال استمرار هذه الإرادة التي تريد أن تحطموها اسرائيل إلى إرادات متنوعية متعددة متضاربة متناحرة تحقق من خلالها حلمها التوراتي حلمها العدواني في أن تمتد وتتسع ليس في الجغرافيا وحدها وإنما في الحياة اليومية للبنانيين.

فكيف نواجه هذا من وحي المولد نستذكر مصلا من أمثاله الشريفة في معنى الوطن ومثلا من أمثاله الشريفة في معنى الخطر على الوطن.

أما الأول تعرفونه وقد سمعتموه مرارا مثل المؤمنين في توادهم  وتراحمهم وتعاونهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى هؤلاء المؤمنون هم أيضا المجتمع السياسي حيث كان مسلما كان أم مسيحيا أم متنوعا كما هو الحال في لبنان.

الوطن هو صيغة تكاملية كالجسد الذي ينبغي أن يتفاعل ويتكامل هذا المعنى هو ما نسعى إليه ونطمح إليه بعد السنين السود التي مرت والتي حاول كل إنسان حاولت كل فئة من فئات الشر التي كانت تريد الخير أم تريد الشر ولكن كل ما حصل كان شرا على هذا البلد وعلى أهله بعد هذه السنين التي استهدفت أن تعزل هذا الجسد عن بعضه البعض وأن تجعله مزقا متفرقة متناحرة لا نزال نواجه هذا التحدي بعدو أكثر خطورة وأكثر شراسة وأكثر إمكانات ألا وهو الاسرائيليون الذين يريدون أن يحاولوا هذا الجسد الواحد إلى فرق إذا اشتكى منه عضو لا تحس به الأعضاء الأخرى، أو لا يسمح لها بأن تحس به وأن تتألم من أجله وأن تهب لنجدته ومعاونته.

أما الأمثولة الأخرى وهي عظيمة أمثولة القوم والسفينة التي يقول فيها رسول الله أو كما قال أن مثل الناس حينما يسكتون عن الشر أو عن السوء كمثل قوم يف سفينة قوم قسم منهم في أعلاها وقسم في أسفلها فقال الذين في أسفلها ما لنا نشق على أنفسنا ونشق على إخواننا فلو ثقبنا لأنفسنا ثقبا نستقي منه الماء حيث نحن لارتحنا وأرحناكم يثول رسول الله أو كما قال فإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا وإن تركوهم هلكوا وهلكوا.

هذا المجتمع التكاملي لا يمكن أبدا ولا يوجه من الوجوه ولا بحالة من الحالات أن يدعي فريق واحد فيه أنه وصى عليه ولا يمكن بوجه من الوجوه ولا بحالة من الحالات أن يدعي فريق فيه أن له حصة من أرضه تخصه وحده ولا تعني غيره.

الوطن يعني التكامل والمجتمع الوطني يعني المجتمع التكاملي بهذه الروحية نعيش الآن ذكريات حبيبة من التاريخ الذي يمتد إلى الحاضر عن مولد رسول الله محم ورسول الله عيسى سلام الله ليهما ولكن لوبنا جريحة واجفة وخائفة وأقول لكم أن هناك مبررا كبيرا وخطيرا للخوف مما يجري في الجبل.

في الجبل مواطنونا وإخواننا واحبتنا اللبنانييون في الجب الذين عاشوا قرونا وسنين ويلة متآخين متعاونين والذين مرت سنين الفتنة كلها والجبل ملاذ لمن يريد اللوذ وأمان لمن يريد الأمن ومفر لمن يخاف من مكانه يشهد الآن هذه الحرب بين الاخوة نقول لهم جميعا الجبل ليس لكم وحدكم الجبل لنا جميعا الجبل للبنانيين جميعا للمسلمين بكل فئاتهم وللمسيحيين لكل فئاتهم.

هذه الحرب تحدث والعدو الاسرائيلي يجثم على صدر بلدنا وعلى ذراعه وعلى جميع أجزائه يريد ان يتغلغل في كل جزء منه كما قلت يريد أن يختلق جميع الذرائع وجميع الوسال لأجل أن يطيل أمد بقائه في هذه الأرض اللبنانية ولأجل أن يكثف من آثار احتلاله في النفس اللبنانية وفي الشعب اللبناني وفي نسيج الحياة اللبنانية.

نواجه الآن المساعي التي تبذلها الدولة من جميع الجهات وعلى جميع الأصعدة من اجل الانسحاب من لبنان. المصلحة الوطنية العليا للمسلمين والمسيحيين جميعا أينما كانوا في لبنان تقضي بأن يتكاتف الجميع نحو هذا الهدف وحده نحو انسحاب الاسرائيليين من لبنان وإنهاء حالة الاحتلال من أجل أن تتمكن الدولة من بسط سلطتها.

لا يوجد أحد يستطيع وهذا كلام قلناه جميعا قلناه جميعا طيلة السنوات الماضية من قلوبنا وعقولنا وبكل اخلاص لا يستطيع أحد أن يجعل من نفسه دولة في الدولة، ولا يستطيع أحد ولا يجوز أن يمكن من أن يخلق الظروف والملابسات التي تؤدي إلى ذرة من إمكانيات استمرار اسرائيل ولو يوما واحدا إذا استطعنا أن نخرجها قبل يوم فلن يجوز لنا شرعا وعرفا وأخلاقا أن نمكنها من البقاء يوما زائدا في هذا الوطن.

حينما قلبنا في الماضي ونغتنم فرصة هذا الحفل الكريم في هذه الذكرى الكريمة لنكرر الآن أن التعامل بجميع وجوهه وأشكاله مع إسرائيل حرام حرام، أعظم حرمة يمكن أن تدخل في العقل هذا الحرام، لماذا؟ لماذا كان التعامل حراما؟ لأنه يمكن لهؤلاء أن يستمروا ومن أن يجدوا لأنفسهم ظروفا مناسبة للباقء إذا كان ظرف وكل فعل وكل شيء يمكن أن يكن للاسرائيليين في البقاء يمكن أن يطيل أمد احتلالهم ويضع العراقيل أمام المساعي المبذولة لإخراجهم هو يكون أيضا حراما ويكون مساعدة ويكون مضرا بمصلحة لبنان.

الطرح الأساسي الذي يجب أن ينطلق في هذه المسألة كل الأيدي وكل القلوب وكل الارادات من أجل خدمة هذا الهدف هدف إخراج الاسرائيليين من لبنان الالتفاف حول الدولة بكل صراحة وبكل وضوح من أجل هذا الهدف.

حينما اجتمع المسلمون وقرروا مساندة الدولة ومساعدتها قرروا تأييها كانوا ينطلقون من هذه المعاني ولا يزالون ينطلقون منها وسيستمرون على الانطلاق منها لأن العدو الذي يواجه الجميع هو نقيض الجميع نقيض المسلمين والمسيحيين نقيض الصيغة التكاملية في لبنان ونقيض مستقبل لبنان نقيض كامل شره مطلق هذا الشر لا بد أن يواجه بالإرادة الواحدة، حينما يواجه والإرادات منقسمة والآراء متضاربة تكون مواجهته ضعيفة ويكون الوضع أشد صعوبة في هذه المواجهة.

إذا القضية المركزية التي ينبغي أن تعقد حولها الخناصر في هذه القضية قضية الاحتلال الاسرائيلي وتسريع انسحابه بكل وجه وبكل طريق طريقة أن يتعاون اللبنانيون أن يتعالوا على خلافاتهم أن يفهموا حقيقة معنى الوطن الذي هو المساواة والتكامل أن يفهموا حقيقة أن السنين السود التي مرت أثبتت للجميع أنه لا يوجد منتصر على الاطلاق.

قلب قبل مدة من الزمان لا يوجد منتصر في لبنان ولن يوجد منتصر في لبنان الذي يمكن أن ينتصر هو إما لبنان الذي يمكن أن ينتصر هو أما لبنان. الانسان اللبناني في الوطن الحر القوي السيد في ظل الدولة العادلة التي تمارس سلطتها الكاملة على جميع أراضيها والبديل ليس انتصار أحد البديل هو التمزق التفتيت أو الانتصار الاسرائيلي وكلاهما انتصار لاسرائيل.

نحن الآن أمام مشروعين أمام مشروع لبناني توحيدي وأمام مشروع اسرائيلي تقسيمي وتفتيتي وهو المشروع الذي تعمل له اسرائيل ويجب أن نواجهه بمشروع توحيدي إزاء المشروع التوحيدي الذي تؤيده الإرادة الدولية والذي يؤيده اللبنانيون أولا ويخلقون له ظروفه المناسبة أولا لأجل أن تتأمن الأرضية المناسبة لتحرير لبنان ولخلاصه من هذا الاحتلال.

ذكرى رسول الله تعيدنا إلى واقع الأشياء تعيدنا إلى رؤية الأشياء ببساطتها وعفويتها تخلصنا من الوهم نرى كيف أن قبائل وفئات وعشائر كانت تحترب وحدتها فكرة الإيمان بالله فكرة الحضارة فكرة أن الانسان يبني نفسه بإرادة الله وبتوفيق الله.

هذا الدرس البسيط الذي حق من خلاله رسول الله أعظم إنجاز في تاريخ البشرية هذا الانجاز التوحيدي الذي لا يزال يعمل حتى الآن هو أعظم درس يمكن أن نتلقاه في لبنان.

في هذه الذكرى ونحن خرجنا من ذكرى مولد عيسى ندخل في ذكرى مولد رسول الله محمد بن عبد الله لم يكن اقتران هذين اليومين اختياريا لنا ولكن رب صدفة رب قرآن في الزمان يعبر ويكون مناسبة لإيجاد مناخ يعود فيه الناس إلى أنفسهم وإلى قيمهم وإلى مصالحهم الحقيقية وإلى مستقبلهم.

نستلهم في هاتين الذكريين المتكاملتين المتزامنتين الآن والمتكاملتين على مدى التاريخ إننا في لبنان لا غنى لنا أن نتكامل لا يمكن لأحد أن يلغي أحدا المسلمون في لبان يمثلون تياره التاريخي العريق الذي وجد فيه منذ وجد المسلمون فيه هذا لا يعني أن المسلمين وحدهم في لبنان ولكنه أيضا لا يعني أنه لا يوجد مسلمون في لبنان.

أمثولة أسنان المشط في الحديث النبوي الشريف هي التي يمكن أن يوجد من خلالها هذا الوطن ويتكامل وينمو ويحقق انجازه في نفسه وفي محيطه وفي العالم.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى أن ننطلق من هذه الدعوى الآن بإرادة واحدة جامعة لأجل توحيد قلوب اللبنانيين وغرادات اللبنانيين على معنى صيانة لبنان وحفظه حفظه في وحدة الأرض ووحدة الشعب ووحدة السلطة والمؤسسات في مقابل عملية التفتيت التي تعمل لها اسرائيل ونسأل الله أن يعيد هذه الذكرى على اللبنانيين جميعا وعلى المسلمين جميعا بالخير والبركة والعزة وأن يحفظكم جميعا.

بقي على شيء أذكركم به في الاحتفالات الماضية في هذه الذكرى ذكرتكم وناشدتكم في قضية أخيكم جميعا الإمام السيد موسى الصدر الذي مضى على إخفائه ما يزيد على الأربع سنوات والذي ناشدنا فيه العرب والمسلمين جميعا والذي ناشدنا فيه الدولة اللبنانية وفي هذا العهد أيضا ناشدنا الدولة اللبنانية في أن تحزم أمرها ف يقضية الإمام الصدر وأن تكشف المخبأ ونحن نعلم جميعا في هذه الدار الكريمة العريقة من دور الاسلام التي شهدت أول اجتماع إسلامي في قضية الإمام موسى الصدر إن هذه القضية يجب أن يعمل لها بجد وبواقعية وموضوعية تتجاوز المعادلات وتتجاوز المساومات والعواطف والمجاملات لأجل أن تواجه الواقع ولأجل أن تظهر الحقيقة أسأل الله أن يجمع شملنا به بحق محمد وأهله الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة المفتي خالد

ثم ألقى المفتي خالد الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم،

"إخواني المسلمين في مشارق الأرض ورحمة الله، يتوافق احتفال المسلمين هذا العام بذكرى مولد الرسول محد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مع احتفال المسيحيين بذكرى ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من بهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.

وإذا كان للموافقات الزمنية أحيانا من الدلالات والتعابير ما يعجز الإنسان عن كشف أسرارها ومعانيها فلها في أحيان أخرى منها ما يكون واضح المعاني جلي المدلول . وتوافق الذكرى في مولد هذين الرسولين العظيمين له معنى عميق وعبرة راسخة في نفوسنا لأنه يرجعنا برفق لنذكر وحدة الحقيقة الإلهية ووحدة الرسالة السامية التي جاء بها إلى الناس هذه الرسالة التي تهيب بنا للعمل يجد وإخلاص لتحقيق وحدة القلوب والنفوس في ظل المبادئ السماوية الداعية إلى خير الانسان وخير الأوطان.

وما لم يكن في الاحتفال بذكرى المولدين توعية لنا ولماطنينا بتلازم رسالة محمد ورسالة عيسى فسنبى في غربة وضلال.

ذلك لأن جوهر رسالة عيسى عليه السلام هو تثبيت لأخوة الإنسان مع أخيه الانسان على أسس من المحبة والرضا وفي مظلة من الإيمان بالله الواحد الديان، وجوهر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هو ترسيخ هذه الأخوة وتعميقها على أسس من الرحمن والعدل والمساواة وتحت مظلة الإيمان بوحدانية الله الواحد القهار.

ولبنان الذي يحيا بنا ويعيش إذا لم تتجل فيه مظاهر الأخوة هذه في إطار تلك الماني الجليلة العدل والرحمن والمحبة ففي أي موطن آخر يمكن أن تتجلى؟ وأي مبرر يبقى لوجوده ما لم يتفيأ أبناؤه ظلال الأخوة وفيوضها الوارفة من المحبة والعدل والمساواة في السراء والضراء؟

إننا نحتفل اليوم بذكرى مولد الرسول محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه الذي عاش وانتقل إلى الرفيق الأعلى ولم يكن بين صحابته ولا التابعين له سنة أو شيعة أو دروز بل كانوا جميعا مسلمين يميزهم التوحيد ويعلى مقامهم فلماذا نجد جموعنا اليوم يقوم فيها هذا التفريق والتمايز اذي لم يعرفه الرسول صاحب الذكرى ولا صحابته بل حذر منه عندما قال ما معناه لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولماذا لا يكون هذا الاحتفال فرصة تشدنا إلى وحدتنا الأصيلة التي كانت تمثل جانبا من معجزة جهاد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه؟

ونحن نحتفل اليوم بذكرى مولد هذا السرسول الذي بعه الله مكملا لرسالة من سبقه من الرسل رسالة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام كما نحتفل بذكرى مولد عيسى عليه السلام الذي بعثه الله مصدقا لما بين يديه ومبشرا برسول ياتي من بعده اسمه أحمد فلماذا نختلف ولماذا لا نعود جميعا إلى كلمة سواء بيننا ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله إلى كلمة توحد ما بيننا لنثبت أكثر من أي وقت مضى بأفعالنا وأخلاقنا أكثر من أقوالنا أننا أهل التوحيد. توحيد الله وتوحيد الموقف الوطني وتوحيد كلمة اللبنانيين تجاه العدو المشترك التوحيد على الصعيد القيادي الشعبي.

إنه إذا كان التوحيد أساس عقيدتنا فإنه في الواقع مستلزم لبقائنا واستمرارنا فحقيقتنا هنا كانت وستبقى في وحدتنا ووتنا هي في وحدتنا وخلاصنا من عدونا وواقعنا المرير، وما أجمل قول الله تعالى متجليا في أمره ونهيه الخطيرين وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط.

إن احتفالنا بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأخيه عيسى عليه السلام ليس مهرجانا تظاهريا يهدف إلى استقطاب ماهير من المؤيدين والأنصار بل إنه استعادة واعية لما حلاه إلينا من هدى وحكمة ومعرفة.

وليس من هذا الهدى أن يبغض أحدنا الآخر وينقلب بين ساعة وأخرى عدوا لدودا له يبيت له الأذى ويحضر له الخراب والدمار والموت بل فيه أن نكون عباد الله إخوانا يحب أحدنا لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه.
وليس من هذا الهدى أن نتدابر ونتقاتل فيه دعوة بلقاء مشهودة تقول لنا "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وتقول يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم  شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.

وليس من هذا الهدى أن يتسلط بعضنا على البعض الآخر ويطغى عليه بل فيه تعليم لنا جميعا أن الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله. فإذا كان بالفعل نعني ما نقوم به في هذه الاحتفالات فإن أول ما ينبغي علينا فعله هو إيقاف موجة الاقتتال والحرابة الدائرة بيننا فورا وتسليم كل ما في أيدينا من أسلحة سفاكة ومدمرة للسلطة الشرعية وحدها لتكون السيادة المطلقة في لبنان كله للحوار والتفاهم وحدهما لا للسلاح والقوة وللأخاء والتعاون ولا للبغي والعدوان.

إن هذا هو الهدف الإلهي الحقيقي الذي جاء يعمل له كل من محمد وعيسى عليهما السلام فهل نبادر إلى تحقيقه لنولد معهما اليوم من جديد بشرا سويا يسودنا السلام وترفرف في أجوائنا مشاعر المحبة والأخاء والوحدة؟

إن التباغض والتنازع والتقاتل شرعة الغاب وشرعة الشعوب المتخلفة والمتحضرة وبخاصة الشعوب المتقدمة والمتحضرة وبخاصة الشعوب التي تعتز بأنها تنتمي إلى شرعة السماء وهديها... وقد اختارت لنا هذه الشرعة المنهج الذي ينبغي أن نبني عليه سلوكنا فقالت بصوت أزلي جليل وخيم "من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسنا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكاأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم أن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون".

أيها اللبنانيون،

في هذه الذكرى المجيدة وباسم الله الرحمن الرحيم ندعوكم إلى نبذ التقاتل والبغي والعدوان ولنعد إلى حكم العقل ندعوكم إلى المساك عن النقص والخطف والنهب والسلب. ولنعد إلى أصالتنا الدينية إلى ما علمنا إياه كتابنا من الحق وما سلطه على قلوبنا من نور الهدى وضيائه عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.

لنصح من سكرة الاستكبار وغفلة الغرور والطيش ولنعد إلى ذواتنا إلى إلى أخلاقنا الحميدة نسترشد بها لننقذ ما تبقى فقد كفانا استغراقا في الخصومة الحمقاء التي لا تفيد إلا العدو الطامع بالاقتصاد والأرض والذي يكاد يجعل من لبنان كله في حال الاستمرار في هذا الواقع ابتداء من الجنوب والشوف مستوطنة خصبة فلبنان ما زال يعاني المأساة منذ عام 1975 مأساة المئة الف قتيل مأساة مئات الألوف من الأيتام والثكالى والمهجرين مأساة الأحياء المحروقة والمنازل المدمرة أو المخربة مأساة النفوس المعذبة التي يغشاها الحزن ويراودها اليأس القاتل مأساة الأجساد المشوهة أو التي أصابها المرض أو الوهن والضعف مأساة الجيل الجديد الذي أخذ ينشأ في جو العنف والتباغض والاختلال والقتل وسفك الدماء وتدمير المنازل والمؤسسات.

فماذا لم نستهد يهدي هذين الرسولين الكريمين عيسى ومحمد عليهما السلام وبما حملاه لنا من دعوة والتضامن فسيفلت منا الزمام ويتجاوزنا الركب وننتهي إلى خسران مبين.

إن مجتمعنا لنا وليس لعدونا وطننا لنا وليس للشيطان وشعبنا منا وبنا وليس مجموعة من الحصى والتراب وإذا لم نرأف نحسن بأنفسنا ونرحم أجيالنا وفي هذه الأيام بالذات فنحن نسير بخطى سريعة إلى الهاوية ثم إلى الجحيم فالراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أيها الناس من في الأرض يرحمكم من في السماء.

إننا بوعينا لهذه المأساة وضخامة حجمها بقلوبنا المحبة العادلة المتاخية المتوادة المتراحمة نملك ورقة وقف اقتتالنا على أرضنا وقفا نهائيا وتعبئة طاقاتنا تعبئة شاملة نسخرها في سبيل التحرر والتوحيد والأعمار والإنماء والتطور الحضاري وفي سبيل المعالجة الروحية والعقلية لكل ما هو قائم بيننا من مشكلات فمهما تعقدت أو استعصت الخلافات فإن فكرنا النبيل وإرادتنا السامية يبقيان أقوى وأقدر ولن تنفعنا مساعدة من صديق أو شقيق أو حليف أو من أي جهة تكون ما لم يكن من أنفسنا وذواتنا مبادرات في هذا السبيل، يساعد بها بعضنا بعضا ويعين القوي منا الضعيف إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرون ما بأنفسهم.

وينبغي أن ييأس كل منا بأن لبنان لن يكون للمسلمين أبدا كما أنه لن يكون للمسيحيين أبدا وأن نوقن بأن لبنان سيكون حتما للمسلمين والمسيحيين على السواء لا غالب فيهم ولا مغلوب ولا مستغل ولا مستغل ولا غابن ولا مغبون.

وما لم يلتق المسيحيون والمسلمون كشعب واحد في ظل دولة واحدة وإرادة واحدة ورؤية مستقبلية واحدة فسيقى لبنان ملكا للاعتداء ومسرحا لنشاط شياطين الأن والجن.

أيها السادة،

إن مهتنا كقادة دينيين هي أن نصون هذه التعاليم في ضمير الأمة الحي وأن نتعهدها في وجدان المجتمع الحر ونحن بهذه المهمة نعمل للسياسة العامة في أسمى معانيها وأرفع قيمها لا في صغائرها ومكاسبها، ونحن لسياسة محمد وعيسى عليهما السلام العلوية في المحبة والعدل والرحمة والأخاء والإحسان هذه السياسة التي نريدها ملزمة لجميع اللبنانيين مهيمنة على الجميع وفي صالح الجميع. يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته اتطلب الربح مما فيه خسران.

إقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان بعد كلمة المفتي التي كان من المقرر أن تختتم المهرجان طلب الحضور من رئيس الحكومة شفيق الوزان القاء كلمة للمناسبة فنزل عند رغبتهم.

كلمة الوزان

قال الوزان: ما كان بي في هذه المناسبة إلا أن البي الدعوة من خارج المنخج وإنما المناسبة كريمة والظرف دقيق والأفكار قلقة ومن حق الجميع علينا أن نكون في اتصال وهذه مناسبة كريمة للاتصال.

بعد الذي سمعناه ماذا نقول إلا وإننا وإياكم في المعاني الواحدة وفي الدعوة الواحدة وفي الدعوة الواحدة التي استمعنا إليها والتي نعمل على أساسها ساعين لوحدة كاملة في كل الميلاد وفوق كل حبة من أرض هذا الوطن الحبيب.

نريد وحدة بعد كل الذي مر وبعد كل الذي عرفناه وبعد أن مللنا القول هذا البلد للمسلمين أو للمسيحيين أو للإثنين معا بعد أن جاء الغريب بعد أن جاء الاسرائيلي ليكون هنا بيننا ليطردنا وليطرد غيرنا وليقول أنا ههنا وأريد أن أفرض الرأي وهذا ما نرفضه وهذا ما رفضناه في كل الساعات الماضية التي قضيناها في أشد معاناة وهو يسعى ليفرض وليطرد ونحن عند الكرامة وعند المبادئ واقفون ومتشبثون.

جئتكم تاركا اجتماعا وقد لا يكون من حقي في هذه المرحلة أن أسترسل وإنما من حقكم أن تعلموا وأن تعرفوا أننا لا نتهاون لنا حدود ولنا حقوق حاولوا أن يفرضوا علينا منطلقا لمفاوضات ونحن في أشد ساعات الألم مما نعيشه من احتلال بغيض يستمر أن نحن لم نتوقف عما يجري في الداخل يحاولون أن يفرضوا علينا منطلقات في مفاوضات للخروج من أرضنا بالانسحاب وهذا حق من أسمى حقوقنا نتشبث به دون قيد أو شرط حين سألوا أو فرضوا ورقة عمل قلنا لا ورقة عمل بالنسبة إلينا ورقتنا الوحيدة هي حقنا في وطن حر سيد لا أحد فوق أرضه إلا أبناؤه اللبنانيون.

وورقتنا الوحيدة هي تلك التي تجسدت بإرادة دولية أطلقها مجلس الأمن الدولي في قراريه 508 و 509 التي تفرض على الاسرائيلي أن يخرج من البلاد وأن ينسحب دون قيد أو شرط هذا هو منطلنا وهذه هي مبادئنا وبها سنواجه كل ما نواجه به مما سمعتم أو لم تسمعوا به بعد.

مفروض علينا أن نناقض مفروض علينا أن نطالب مفروض علينا أن نستمع ومفروض علينا أن نرفض كل ما يهين أو كل ما يتناول سيادة الوطن وكرامته.

الأنباء ليست مؤكدة ولا أستطيع أن أؤكد شيءا لبدء عملية المفاوضات قبل أن نبلغ رسميا عن هذا الأمر فقد تعودنا ألا نركن إلا للأفعال الحقيقية ولبدء عمل فعلي.

اغتنم هذه الفرصة لأناشدكم جميعا أن تبقوا في وحدة الصف وأن تدركوا معنا أننا نخضوض معركة صعبة لقد خضناها في بيروت وعرفتم كم ضحيتم وكم ضحت هذه المدينة البطلة هي والضاحية الجنوبية من أجل أن تبقى كلمة الوطن هي العليا ومن أجل أن تبقى الحرية والكرامة هي العليا.

واليوم تواجه مرحلة مماثلة لن نتراخى ولن نتهاون خصوصا إذا ما بقيتم معنا صامدون مساعدون ملتفون من حول الشرعية متفهمون لكل مصاعبها ولكل مصاعب الوطن.

وضعنا أصعب من أي وضع أقولها بصراحة وإن لم أقلها ها هنا فأين أقول لقد بقيت سيناء في يد الاسرائيليين لفترى طويلة فما سقطت مصر والجولان بيد الاسرائيليين وما سقطت سوريا وإنما الاسرائيليون في صميم الوطن في الجبل في ضاحية بيروت في بعبدا في الشوف وفي المتن في كل مكان إنهم ها هنا في الصميم يهددونا بالتفتيت ونحن في معركة مع الزمن وفي سباق مع الزمن.

أنتم اليوم في هذه القاعة تمثلون من تمثلون وأنتم القادة وأنتم أهل الوطن أناشدكم أن تبقوا معنا لأننا نحن معكم نعمل في سبيلكم ومن هدى مولد الرسول ومولد عيسى نستوحي كل المعاني وكل الأفكار وكل القيم والسلام عليكم.

بعد كلمته غادر الوزان القاعة بعد أن صافح المفتي شمسد الدين أبو شقرا والوزراء ثم انتقل المقتي وشمس الدين وأبو شقرا بناء على رغبة الحضور إلى المنبر حيث جلسوا سوية لأخذ صورة تذكارية هي دليل على وحدة الصف الإسلامي.

مهرجان الوحدة والجبل

أطلق بعض الحضور على الاحتفال تسمية مهرجان الوحدة والجبل، استقبل خطاب شيخ عقل الطائفة الدرزية بتصفيق حاد وقوطع مرات عدة بالتصفيق ورددت أقوال  بعده وبصوت عال وأهلاها لا يحيق المكر السيء إلا بأهله.

غطيمي يشيد بمهابة الاحتفال:

عقدت حركة الضمير الوطني اجتماعا أمس أذاع بعده أمينها العلم النائب السسابق عبدالله الغطيمي بيانا جاء فيه:
أن حركة الضمير الوطني انطلاقا من مهابة الاحتفال بذكرى مولد الرسول (ص) الذي جرى في دار الافتاء ومن روعة الكلمات التي ألقيت فيه مستلهمة من هذه الذكرى أبهى معاني الانسانية وأرسخ المفاهيم التوحيدية وأصلب المواقف الوطنية رفضا للاحتلال الاسرائيلي وللتقسيم في ظل شعارين "كلنا للوطن" و "الوطن لنا كلنا".

وتمنى غطيمي باسم حركة الضمير الوطني على أصحاب السماحة تكثيف اجتماعاتهم في سبيل صهر قناعاتهم الدينية والمنهجية في بوتقة واحدة تنتفي معها تعددية الطوائف الاسلامية فلا يبقى درزي وشيعي وسني بل مسلم ومسلم فحسب فيزداد بذلك الاسلام قوة وتزداد بقوته قوة لبنان.

وقال: إن حركة الضمير الوطني إذ تدعو إلى تحقيق هذا المطلب الذي يتطلع إليه المسلمون تأمل من تحقيقه أن تهب رياح هذا التوحيد على المسيحية أيضا لكي تسير هاتان الحضارتان جنبا إلى جنب ومن دون ثغرات في سبيل تحرير الانسان والمجتمعات تحريرا عجزت عنه المذاهب الوضعية حتى الآن.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة