إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 29
الاثنين 20 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : إنشاء صندوق للزكاة
التاريخ : 1984-05-16
المرجع : جريدة اللواء

• صندوق الزكاة تشرف عليه لجنة تكرس جهودها لجمع الزكاة من أغنياء المسلمين
• الزكاة تنفق على المسلمين في إطار مصارفها الشرعية التي وردت في القرآن الكريم
• المؤتمر الصحفي تحول الى ندوة قيمة عن الزكاة
• إن معاناة المجتمعات البشرية اليوم من الفساد والوهن والطغيان وتسلط الغرائز لا مكان فيها إلا للقوى الفاجرة التي اساءت الى انسانيتها بعدما ادارت ظهرها لشرعية الله...

اعتبر سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد ان معاناة المجتمعات البشرية اليوم من الفساد والوهن والطغيان وتسلط الغرائز لا مكان فيه الا للقوى الفاجرة التي اساءت الى انسانيتها بعدما ادارت ظهرها لشريعة الله.

واعلن سماحته في المؤتمر الصحافي الحاشد الذي عقده في دار الفتوى عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر امس عن انشاء صندوق للزكاة تشرف عليه لجنة تكرس جهودها لجمع الزكاة من اغنياء المسلمين لانفاقها في مصارفها الشرعية التي وردت في القرآن الكريم، ووضع هذا العمل ضمن أطر تتناسب وأهمية الحاجة اليه.

وحضر المؤتمر الصحافي الذي تحول الى ندوة قيمة عن الزكاة جمع من العلماء وأئمة المساجد وممثلي الهيئات الاجتماعية الاسلامية، وفي مقدمتهم الشيخ الدكتور صبحي الصالح نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، ومفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو ومدير عام شؤون الافتاء الدكتور حسين القوتلي، ومدير عام الاوقاف الاسلامية بالوكالة الدكتور مروان قباني، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي وامين عام رابطة المساجد عمر غندور، وحشد غفير من الهيئات الاسلامية، ورئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ القاضي محمد المغربل، وأعضاء لجنة صندوق الزكاة ورجال الاعمال المسلمين.

وقد استهل المؤتمر بتلاوة مباركة من آيات الله البينات تلاها المقرئ الحاج محمد زكريا الطقوش، ثم تحدث نقيب الصحافة محمد البعلبكي الذي جاء في كلمته:

كلمة النقيب البعلبكي

يشرفني كل التشريف ان اشهد هذا المؤتمر الصحافي الذي دعا اليه حضرة صاحب السماحة في الموضوع الجليل الذي هو موضوعه، موضوع تنظيم الزكاة. واننا نأتي الى هذه الدار في هذا اليوم وفي كل مناسبة فانما نؤم دارا اسست على التقوى وخشية الله وابتغاء الخير. نؤم دارا ما كانت يوما من الأيام الا ساحة لكل دعوة خيرة يؤمها الناس اجمعين دون تمييز بين فئاتهم او طوائفهم او مناطقهم او طبقاتهم لأن الاسلام كما نعلمه جميعا لا يميز بين الناس الا بقدر ما هم عليه من التقوى "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذك وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم". ولذلك ما كانت هذه الدار الا معقلا من المعاقل الوطنية الكبرى في هذا البلد على تعاقب مراحل النضال في الساحة الوطنية، وقد كان لها ولا يزال في الفترة الاخيرة اليد المشهودة في توجيه الناس الى ما فيه خيرهم الكبير وتوجيه المسلمين بخاصة الى ما فيه خيرهم وعزتهم ومناعتهم التي منها خير لبنان ومنعة لبنان وعزته.

ان كل نهضة تتحقق في فئة من الشعب اللبناني تعم بخيرها جميع فئات الشعب اللبناني وحين ينعقد هذا المؤتمر الصحافي في موضوع الزكاة ليكون منه خير عميم للمسلمين. فانه ايضا خير عميم لجميع اللبنانيين ولكل لبنان، فما كانت دعوة الى التوحيد الا وفيها كل الخير لجميع الناس "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتتم اعداء فألف بين قلوبكم". ونحن نتابع باكبار وبتقدير كل الجهد الذي يبذل في هذه الدار وبقيادة من صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية وبعون من السادة العلماء الافاضل الاجلاء لتدعيم الوحدة الاسلامية التي بها يمكن ان تتدعم الوحدة الوطنية في لبنان في سبيل مستقبل افضل للمسلمين ولجميع اللبنانيين.

لعل من اسباب الويلات التي يعاني منها الناس عندنا وفي كل مكان ابتعادهم عن روح الدين وعن جوهر الدين سواء كان هذا الدين الاسلام او ايا من الاديان السماوية الاخرى، وحين نتحدث عن انفسنا، حين نتحدث عن المسلمين ليسمح لنا ان نقول ان الكثير من الولايات التي يعانيها المسلمون كما يعانيها غيرهم ابتعادهم عن جوهر الدين، ولا اشك للحظة في ان هذا اللقاء انما يهدف الى العودة بقدر المستطاع الى جوهر الدين، وهو اذن لقاء مبروك ولقاء محمود يجب ان تتظافر الجهود كلها لانجاحه. وفي هذا الصدد اتيت اليوم الى هنا لكي اكون الى جانبكم في هذا العمل الكبير، وقد سمعنا قبل قليل الدعوة الربانية التي وجهها الله سبحانه وتعالى الى عباده حيث قال لهم:

"يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". ارجو الله تعالى ان يوفقنا جميعا واكرر تحيتي لحضرة صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية راجيا التوفيق لكل جهوده الخيرة في سبيل خير المسلمين وخير جميع اللبنانيين.

بعد ذلك القى سماحته الكلمة الآتية:

كلمة  المفتي

اخواني اصحاب الفضيلة، حضرات السادة جميعا، اكرر تحيتي لكم وترحيبي بكم وشكري لكم على تلبيتكم الدعوة الى هذا المؤتمر الذي قلت لكم من اول كلمة اني ارجو الله سبحانه وتعالى ان يجعله مؤتمرا مباركا، اسمحوا لي ان ابدأ كلمتي اولا بشكر سعادة النقيب اخي الاستاذ محمد وزميلي من ايام الدراسة، اشكره على كلمته التي قدم بها هذا المؤتمر، بهذا الاسلوب الرضي الكريم الذي يصور الحقيقة ويساعد على تحقيق المعنى النبيل الذي من اجله التقينا في هذا الصباح المبارك ان شاء الله ولا يسعني ايضا الا ان اشكر دولة الرئيس الاستاذ رشيد كرامي الذي اتصل بي الآن ولكنني لم استطع ان ارد على اتصاله فترك لي كلمة يثني بها على هذه الخطوة ويتمنى لها التوفيق، اسمحوا لي ايضا ان اشكره على هذا التمني وان اهنئه بخطوته المباركة ايضا التي خطاها في تأليف الحكومة بالصورة التي تحقق آمال جميع اللبنانيين في العدالة والمساواة والاستقرار والطمأنينة والسلام للجميع.

يا اخوتي، احب ان ابدأ حديثي من حديث انطلق اخي الاستاذ محمد البعلبكي عندما قال: اننا عندما نعزز وحدتنا الاسلامية ونشدها ونقويها انما نعمل لتعزيز الوحدة الوطنية وشدها وتقويتها ومن هذا المبدأ نحن سرنا ونسير ونحن نخطو وسنخطو باستمرار نحو الهدف الاعلى الذي هو وحدة المسلمين في هذا البلد وبالتالي وحدة الوطن والمواطنين.

ولا اخالني اتجاوز هذه الحقيقة عندما ارى ان ابدأ مؤتمري هذا بتلاوة قوله تعالى، ندائه القديم الازلي الرائع الذي سجله كتابه العظيم عندما قال بعد ان اهبط آدم وزوجه الى الارض قال: "اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيام اعمى، قال ربي لم حشرتني اعلى وقد كنت بصيرا، قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى".

يا اخوتي، من اول يوم شاءت مشيئة الله ان يعيش الانسان على وجه الارض هبطت معه عناية الله ورحمة الله وبركة الله ورعاية الله فالانسان، اي انسان، هو مشمول برحمة الله وبأفضال الله منذ ان اهبطه الله الارض حتى يرث الله الارض ومن عليها، والله سبحانه وتعالى عندما بعث الهداية فأنه لم يخص بها انسانا ولا قوما ولا طائفة ولا فئة وانما انزل هدايته للناس اجمعين وحض الناس اجمعين على ان يتبعوا هذه الهداية ويستفيدوا منها ويغرفوا من بحرها ولكن منهم من ضل ومنهم من اهتدى فمن آمن بالله واهتدى فله رضا الله وله جنات النعيم ومن ضل وانحرف فعليه سخط الله وغضبه والنار بئس المأوى وبئس المصير.

يا اخوتي، الله سبحانه وتعالى الذي هدى الناس وواكبهم من تاريخ حياتهم برعايته انزل اليهم كتبه تحملها اليهم رسل كرام وكان هؤلاء الرسل دعاة الأمن والسلام دعاة التفاهم والحوار الصحيح بين الانسان واخيه الانسان، دعوه ليعيش على  وجه الارض بسعادة وحرية وكرمة وعزة وقد بدأ هؤلاء الرسل بآدم عليه السلام وختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم والذي اكد ذلك رب العالمين فقال "ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما".

ايها الاخوة، هؤلاء الرسل حملوا كما قلت لكم كتب الله وفي هذه الكتب شرائع الله، انها تحمل دينه وتحمل شرائعه، ودينه هو الاسلام لانه سبحانه وتعالى قال: "ورضيت لكم الاسلام دينا"

وعندما ختم آيات الكتاب بالآية التي انزلها بحجة الوداع قال: "اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" وهذا الاسلام الذي ارتضاه الله تعالى للناس من يوم ان خلق الله آدم وأرسله الى الارض والى الناس من ابنائه واتباعه حتى تقوم الساعة، هو الذي ارتضاه الله تعالى للناس ابى ان يكون غيره دينا لهم فقال عز وجل: "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين" وهكذا كان فجميع الذين عاشوا على وجه الارض من عباد الله الصالحين من رسل الله الكرام، حتى الاولياء والاصفياء والصالحين والدعاة وكبار المفكرين كانوا من المسلمين، لم يحيدوا عن هذا، ولم ينحرفوا عن هذا الخط فالاسلام هو دين الله قديما وآدم بدأ به رسالاته وختم به رسالاته، ولذلك فان الانبياء جميعا، كانوا يفتخرون عندما كانوا يقولون عن انفسهم بانهم مسلمون. ولذلك فانتم سمعتم القارئ يقول في كلمات الله الكريمة "يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده هو سماكم المسلمين هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل" اي ان ابراهيم سماكم المسلمين فاذن ابراهيم عليه السلام كان حنيفا مسلما، وأبناؤه اسحاق واسماعيل ويعقوب ثم يوسف ثم من بعده حتى داود وسليمان وموسى وعيسى كلهم كانوا مسلمين والدليل على ذلك في كتاب الله الكريم.

اقول، ان الله سبحانه وتعالى يقول "ووصى بها ابراهيم نبيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون" كلام ابراهيم ثم كلام يعقوب من بعده وعيسى عليه السلام، كان حواريوه ايضا يشهدون بأنهم مسلمون وكتاب الله فائض بهذه الآيات الرائعة التي لا يسعني الان ان اتلوها بكاملها. ولكنني احب ان اثبت لكم ان الاسلام كان دين الله وبقي دين الله وسيبقى دين الله حتى يرث الله الارض ومن عليها.

يا اخوتي فمحمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم النبيين لم يأت بجديد فقد جاء بدين الله الذي سبقه اليه من قبل ابراهيم وموسى وعيسى ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "قل ما كنت بدعا من الرسل، وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما يوحي الي وما انا الا نذير مبين".

محمد صلى الله عليه وسلم عندما حمل كتاب الله حمل شريعة الله، ومن شريعة الله ان يقيم العدالة على الارض وان يساوي بين البشر وان يساعدهم ليعيشوا على هذه الارض اخوة متعاونين متفاهمين متحابين يحب بعضهم بعضا ويدعو بعضهم لبعض ويساعد بعضهم بعضا. من اجل هذا، كانت شريعة الاسلام التي جاءت لتساعد الانسان ليعيش على وجه الارض في سلام وامان مع اخيه الانسان. ومن شريعة الله شريعة الزكاة التي فرضها الله تعالى على كل مسلم، نموذج من شرائع الله وليس لها مثيل في شرائع الارض كلها، رغم ان شرائع الارض اخذت على نفسها وعلى عاتقها ان تبني مجتمع الانسان بناء افضل وان تحمل لهذا الانسان كل رخاء ويمن وبركة، ولكن مع الاسف ما زادته الا قلقا ومنافسة مادية مقيتة. حملت من ورائها الانسانية الاما وقلقا ليس بعدهما آلام وقلق.

فهذه الاشتراكية من كل صنف تجتهد ولا تألو لتخدم الانسان، ولكن الى ماذا وصلت؟ فهل استطاعت الشيوعية ان تخدم الانسان وتوفر الرفاهية والامن له؟ انظروا في كل المجتمعات الشيوعية لتروا كيف يفقد الانسان حقوقه البسيطة وكيف يعيش وما هو واقعه ان الاسلام لم يسم نفسه اشتراكيا وانما سمي نفسه اسلاما ومع ذلك فقد كان في شريعته ما يضمن للانسان ان يعيش على اساس من التعاون والتضامن والتفاهم والعطاء والبذل والجود، فالمسلم اخ المسلم، هكذا في شرع الله والمؤمن الذي هو اخ المسلم مسؤول عن اخيه المسلم، مسؤول عنه "فلا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه" فأن كان اخوك فقيرا وجائعا وعاريا ومهجرا وغير قادر ان يوفر لنفسه ما يجعله مطمئنا في حياته كان واجبا عليه ايها الاخ المسلم ان يسعى ليوفر لاخيه كل ذلك مما يسد جوعه ويكسو عورته ويساعده على ان يحقق طمأنينته وأمنه وسلامه. فالزكاة جاءت لتعالج مشاكل الانسان ومعاناته التي لا تزال ماثلة للأعين.
وكما قلت ان النظام الشيوعي لم يؤمن للانسان رخاء وعدالة وما ينشده من سعادة، ولكن يا ترى هل استطاع النظام الرأسمالي ان يؤمن للانسان ما عجزت عنه الشيوعية؟ فبالرغم من كل ما حاوله النظام الرأسمالي لابتداع خدمات عديدة للانسان، فانه ما زال يخرج من حفرة ليقع في حفرة اخرى، تحت وطأة عقليته المادية.

النظام الشيوعي لم يؤمن للانسان رخاء وعدالة وسعادة، ولكن يا ترى هل استطاع النظام الرأسمالي ان يحقق للانسان هذا الذي عجزت عنه الشيوعية، لا ايها الاخوة فحتى النظام الرأسمالي ما زال بالرغم من كل ما ابتدعه من تشريعات يحاول فيها ان يأخذ بيد الفقير والجائع والمسكين والمريض والمتخلف وغير هؤلاء، ولكنه ما زال يحط في هذه الارض ويرتفع من حفرة ليقع في حفرة اخرى لانه لم يستطع حتى الان ان يحقق للانسان ما ينشده من عدالة وسعادة وطمأنينة.

يا اخوتي ما اجمل شرع الاسلام فشريعة الاسلام فرضت على كل مسلم في ماله لاخيه المسلم الفقير فريضة وحقا معلوما كما امر الله سبحانه وتعالى وقال: "وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" وشريعة الاسلام هي الشريعة الفضلى، وهي الشريعة التي اكتملت واكملتها يد الله ووضعتها بين يدي الانسان فنبذها الانسان في يوم من الايام ولا يزال حتى اليوم ينبذها الكثيرون من بني الانسان، ولا رأوا اشراقتها ولا لامسوا ما فيها مر حق وخير وعدالة، وعليكم انتم وعلينا نحن ان نوضح هذه الحقيقة وان نضعها بين يدي الناس كما امر الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، بالدعوة الصالحة وبالحوار الجيد الكريم الرقيق النظيف لنفسح للناس مجال معرفتها والاستفادة منها، ووضعها موضع التنفيذ قد تسألون عن الزكاة هل هي واجب مفروض وما هو الدليل على ذلك؟ الجواب ان الله سبحانه وتعالى فرض الزكاة على كل مسلم غني، وهي واجبة بنص الكتاب والحديث وباجماع المسلمين وبعمل الصحابة. ان لهذه الزكاة فوائد عديدة اهمها انها تعود المسلم  ان يكون مطيعا والزكاة ليست ضريبة تقع على نفس المسلم، وانما هي منفعة للمسلم، فهي تطهر نفس من يدفعها، من البخل والاثرة والطبيعة البشرية خاصة في العصر المادي، كما انها تطهر نفس من تدفع اليه من انعكاسات الكراهية والحسد والحقد اتلي قد تولدها رؤيته لاسراف الغني، والتي قد تدفعه الى الثورة. ان الله حدد مصارف الزكاة في ثمانية اضعاف تدفع لهم، وهم: الفقراء والمساكين والعاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.

اخوتي انها في يومنا الحاضر تأخذ شكل بناء المؤسسات الاجتماعية والمستشفيات للدفاع عن المجتمع في وجه عدو جائر كالعدو الذي نواجهه اليوم اي اسرائيل، ونحن الان نعلن انشاء صندوق الزكاة في دار الفتوى، وهذا الصندوق ليس صندوق دار الفتوى بل هو صندوق كل المسلمين في لبنان، ونحن نعمل في خدمة المسلمين وغير المسلمين لاننا حينما نعزز الوجود الاسلامي في لبنان نخفف عن كاهل الدولة ونأمل بالا تكون هناك اية مشاعر لا تتفق مع تعزيز هذا الصندوق وتقويته وعلى جميع المسلمين ان يتجهوا لتنمية هذا الصندوق والمساهمة فيه.

قد يقول البعض لماذا لم تعلن ايها المفتي انشاء هذا الصندوق قب اليوم؟ والجواب اننا انشأنا هذا الصندوق قبل خمس سنوات وبقينا سنتين ندرس كيفية اخراج نظام هذا الصندوق ومع الاسف فان ذلك كان في وقت عصيب وهو الذي عذر علينا الاعلان عنه الى اليوم. وقد الفت لجنة لهذا الصندوق من عدد من العلماء من كل لبنان، ومن عدد من اخواننا العاملين في حقل المال والادارة والقانون والاجتماع وكلهم متبرعون لوجه الله ولخدمة الانسان المعذب.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة