• لا بد من موقف يعالج الواقع الخطير
• طابور خامس يريد ان يلعب لعبة التفرقة المذهبية
• استقبل وفودا شعبية وسياسية من مناطق قصقص - حمد والطريق الجديدة
• تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الدولة لشؤون الجنوب نبيه بري
• استقبل وفدا من حركة امل

اكد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد، انه " لا يمكن السكوت على القصف العشوائي الخطير الذي حصل، ولا بد من أخذ موقف ما تتحقق فيه معالجة هذا الواقع الخطير"، مناشدا الجميع "المبادرة الى انهاء هذا الواقع الاليم والتعاون مع الحكومة لمباشرة مسيرة الانقاذ".

كان المفتي خالد، قد تابع صباح امس، التطورات الراهنة، وخاصة الجانب الامني منها، واطلع على ما سببه القصف من اضرار في الارواح والممتلكات، واستقبل لهذه الغاية وفودا شعبية وسياسية عدة جاءت من مناطق قصقص، حمد، والطريق الجديدة.

وتلقى خالد اتصالا هاتفيا من رئيس حركة امل وزير الدولة لشؤون الجنوب والاعمار، وزير الموارد المائية والكهربائية والعدل نبيه بري، جرى خلاله التشاور في التطورات ولا سيما على الصعيد الامني.

واستقبل وفدا من حركة امل ضم اعضاء المكتب السياسي هيثم جمعة ومحمد ابو حمدان وفرحات قدوح.

بعد اللقاء قال جمعة: وضعنا المفتي خالد في اجواء الاحداث التي تمت امس من قبل الفريق الاخر، الذي يستمر في المراهنة على اسرائيل، وعلى خراب البلد وتدمير البلد، نحن اتخذنا قرارنا بوحدة لبنان وببقاء لبنان عربيا كما وضعناه بصورة ما جرى امس بالضبط، لجهة القصف على الاحياء السكنية وعلى المدنيين والمقدسات والجوامع، والمستشفيات والمدارس.

ونتوقع ان يستمر التصعيد من الطرف الاخر، لغاية في نفس يعقوب، لتمرير المشروع الاسرائيلي من قبلهم، نحن، وكما قلنا بالامس، سنبقى ملتزمين بوقف اطلاق النار وسوف ندافع عن شعبنا. لكن توجهنا للحفاظ على وقف اطلاق النار سيكون اكبر بتوجيه من المفتي ان شاء الله.

وسئل عما اذا كان يقصد ان التصعيد غير مرتبط بجلسة الثقة فأجاب: انه مرتبط حتما، لأن البيان الوزاري، الذي اذيع يحمل توجها عربيا وهم لا يريدون توجها عربيا وانما يريدون توجها اسرائيليا، ولهذا السبب يريدون منع التوجه العربي بالقصف والتدمير.

ثم استقبل المفتي خالد رئيس اللجنة السياسية في المجلس الاسلامي محمد امين الداعوق الذي قال اثر اللقاء: يكفي ما اصيب به الوطن من جراح وآلام ودمار.

ثم استقبل رئيس اوقاف البقاع الغربي الشيخ حسن شكر والقاضي الشيخ حمزة شكر، وتم البحث باوضاع المحكمة الشرعية في البقاع وضرورة تأمين ما يلزم من دعم لانباء المنطقة في مواجهتهم لتسلط الاحتلال الاسرائيلي.

وعند الظهر ترأس اجتماعا لعلماء بيروت والمناطق وائمة المساجد حيث وضعهم في اجواء التطورات السياسية والامنية وتم البحث بسبل توحيد خطب الجمعة والعمل بالدعوة الاسلامية والالتزام بقرارات وتوجيهات مفتي الجمهورية.

اتصال قليلات

وتلقى المفتي خالد اتصالا هاتفيا من رئيس حركة الناصريين المستقلين – "المرابطون"  ابراهيم قليلات، الموجود في الخارج.

وقال قليلات: ابلغت المفتي ان ما ينفذ من مخطط بحق اهلنا في بيروت الغربية، انما يذكر بالمجازر الجماعية التي كانوا يتعرضون لها من قبل العدو الصهيوني في حرب وحصار العام 82 وان ما يحصل اليوم يعتبر استمرارا لذلك المخطط، فالعقلية الفاشية العنصرية عينها.

واضاف: وقد نقلت له ان قوات "المرابطون" و"اللجنة الثورية العسكرية في الحركة تضع كامل قدراتها الميدانية التنفيذية بتصرف قراره والقيادة الاسلامية الوطنية. وقد اكد لي المفتي على خطورة الوضع وعلى دور المرابطون في مواجهة المخططات التي يتعرض لها المواطن. كما كانت مناسبة وضعني في اجواء الاجتماع الاسلامي المقرر عقده غدا (اليوم) في دار الافتاء.

وكانت الهيئة السياسية المركزية لـ"المرابطون" عقدت اجتماعا استثنائيا ودرست الاوضاع السياسية والامنية الراهنة وما تتعرض له بيروت الغربية. وبحثت في الاتصال الذي جرى بين مفتي الجمهورية وبين قليلات "في الوسائل التنفيذية لمهام المرابطون في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها شعبنا خصوصا مخطط القتل الجماعي الذي ينفذ ضد اهل بيروت الغربية والضاحية الجنوبية والوسائل الموْدية الى تحقيق الامن الاجتماعي والحياتي له والدفاع عن ذلك بكافة الوسائل والخيارات المطلوبة".

وفي ختام نشاطه قال المفتي خالد: ان ما حصل امس من قصف عشوائي خطير على كل مناطق بيروت شيء لم يعد محتملا، ولا يمكن السكوت عليه، ولا بد من اخذ موقف ما تتحق فيه معالجة هذا الواقع الخطير، فان سقوط الجرحى والقتلى الابرياء وسقوط المؤسسات والبنايات واشعال الحرائق في كل مكان يزيد من ذعر الناس وترويعهم والتدمير لكل المرافق العامة والخاصة، الذي سينتج عنه حتما تدمير نهائي لاقتصاد الوطن.

اضاف ان كل هذا يهدف الى تخريب لا نرضى به ابدا، ونعلي الصوت مستنكرين ليعلم القاصي والداني اننا نريد وطنا آمنا مستقرا يتعايش فيه ابناؤه في ظل العدالة والمساواة، ويتعاونون لبناء مرافقه ولابراز دوره الحضاري والانساني واننا نناشد جميع المقاتلين في المناطق الشرقية والغربية، ومن كل الاطراف، ان يتقوا الله في مواطنيهم وان يسحبوا سلاحهم من الشوارع ومن الاماكن السكنية وان يوقفوا القصف نهائيا، وان يستبدلوه بالحوار البناء والعقلاني الذي يهدف الى تحقيق التفاهم وتعزيز البيئة الاجتماعية اللبنانية المتعاونة ونناشد جميع المسؤولين وبخاصة النواب ممثلي هذا الوطن ان يبادروا الى انهاء هذا الواقع الاليم والتعاون مع الحكومة لمباشرة مسيرة الانقاذ رحمة بمصير الوطن وارواح المواطنين.

من جهة ثانية، ادلى مصدر مسؤول في دار الفتوى بتصريح ردا على ما اذاعته احدى الاذاعات الخاصة (اذاعة صوت لبنان الكتائبية) من ان المفتي خالد "استنكر هدر دماء السنة وضرب الراجمات من بين منازلهم"...

وقال المصدر: "ان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد ساءه هذا التحريف المغرض لتصريحه الذي اقتصر استنكاره فيه على ضرب المواطنين الآمنين جميعا، وتعريضهم للقصف العشوائي بصرف النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم الدينية. واشار سماحته الى ان هناك طابورا خامسا يريد ان يلعب لعبة التفرقة المذهبية بين المسلمين في الوقت الذي يعي المسلمون فيه تمام الوعي ان وحدتهم هي سلاحهم الوحيد ضد العدو الاسرائيلي المحتل وعملائه في الداخل".