إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 29
الاثنين 20 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : جولة مع المفتي خالد في بولندا وبلاد البلغار
التاريخ : 1989-03-30
المرجع : جريدة الأنوار

في بولندا، الزيارة كانت بمبادرة ذاتية لتفقد المشاريع التي تعهد المفتي إنجازها للمسلمين هناك
إنشاء مسجد في غدانسك وشراء أرض للمركز الاسلامي في بياوستوك
في بلغاريا، الزيارة اقترنت بمناقشات واسعة النطاق حول أوضاع المسلمين البلغار
قضية الأسماء الإسلامية كانت إحدى الحوارات مع رجال الدين المسلمين البلغار
منح سماحته الوسام الأكبر للإنسانية ويطلق عليه تسمية "جيردانوف"

كتب منصور شعبان:

خلال الفترة من السادس من آذار إلى 15 منه، قام سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد بزيارة إلى كل من بولندا وبلغاريا في نطاق اهتماماته الإسلامية.

في بولندا كانت الزيارة بمبادرة ذاتية لتفقد المشاريع التي كان المفتي خالد تعهد انجازها للمسلمين البولنديين البالغ تعدادهم أربعة آلاف ومئة فرد تقريباً وذلك بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامي، وتشمل هذه المشاريع إنشاء مسجد في غدانسك وشراء أرض للمركز الاسلامي في بياوستوك وكذلك الأمر في العاصمة وارسو.

أما في بلغاريا فقد تمت الزيارة بدعوة رسمية واقترنت بمناقشات واسعة النطاق حول أوضاع المسلمين البلغار البالغ تعدادهم حوالى سبعماية ألف نسمة، وحول المشاكل الناتجة عن الموقف البلغاري الرسمي من قضية الأسماء غير البلغارية للمسلمين البلغار، وهي قضية تأخذ اهتماما إسلاميا واسعا خصوصا في تركيا.

المفتي خالد أبدى ارتياحا خاصا لجهود لجنة السفراء العرب والمسلمين التي كلفها متابعة عملية إنشاء المؤسسات الإسلامية في بولندا. كما أشاد بالاهتمام الذي قوبلت به زيارته إلى بلغاريا.

في هذه الرحلة المزدوجة لاحظ المفتي خالد والوفد المرافق، متابعة من التقاهم في هذين البلدين الأوروبيين الشرقيين للوضع العربي واللبناني إذ على الرغم من الإطار الديني للزيارة فقد تسنى له الاستماع إلى وجهة النظر البلغارية حيال الموقف في الشرق الأوسط ومن المشكلة اللبنانية التي لاحظ في خلال لقائه الرئيس البلغاري جيكوف إحاطته التامة بها.

الرحلة بدأت في بولندا وهي ثالث زيارة للمفتي خالد إلى هذا البلد. الأولى كانت عام 1984 والثانية عام 1986.

وفي كل مرة كان مكلفا من رابطة العالم الاسلامي بالاتصال بمسلمي بولندا ومتابعة أوضاعهم الروحية. وفور وصوله تفقد الأشغال في مسجد غدانسك المنتظر افتتاحه في الخريف المقبل وزار مدينة بياوستوك التي يقطنها ألفا مسلم من أصل أربعة آلاف ومائة هم مجموع مسلمي بولندا، وعاين أرض المركز الاسلامي في المنطقة الواقعة في حي "سكوربا" والتي تبلغ مساحتها 12الف متر مربع ثمنها 12 ألف دولار أميركي وتبرع المفتي خالد بستة آلاف دولار، أي بنصف ثمن الأرض للاتحاد الاسلامي في المدينة الذي يرأسه السيد موخاريسكي، ويضم أمام المدينة علي خالدبيسك والدكتورة حليمة شاهدفيتش وهي رئيسة الجمعية في المدينة ونائب الرئيس يعقوب ابراموفيتش، وأمينة السر عائشة روفونيسكا، ونائب رئيس الهيئة العامة في البلدة أمير يابونيسكي ونائب رئيس الاتحاد دافيد كابيديسكي.

وخلال اجتماع استغرق أربع ساعات لخص رئيس الاتحاد موخاريسكي مطالب مسلمي بياوستوك بالآتي:
1- ضرورة الإسراع في تشييد المركز الاسلامي في بياوستوك.
2- الحاجة إلى تعليم أطفال مسلمي بولندا عموما دينهم عن طريق استضافة هؤلاء في الدول العربية والإسلامية.
3- ضرورة ترجمة القرآن الكريم بدقة إلى اللغة البولندية.
4-  ضرورة مساعدة العائلات البولندية بمبادئ الثقافة والتربية الإسلامية عن طريق وجود أئمة دائمين ودعاة.
5- تسهيل قيام المسلمين البولنديين بمناسك الحج والعمرة.

وأبدى المفتي خالد تعاطفه مع هذه المطالب واستعداده لمناقشتها مع رابطة العالم الإسلامي ومع المسؤولين العرب والمسلمين.. ودعاهم إلى الاتحاد والألفة فيما بينهم، ووعد بالمراجعة في موضوع الحج والعمرة.

رئيس الاتحاد موخارسكي عقب على ذلك شاكرا هذا العطف، وقال: إننا نحسد الشعب اللبناني عامة والمسلمين بصفة خاصة، على أنك دائما بينهم ولست بيننا كما أنت في لبنان. وندعو الله ان يطيل عمرك وأن يديمك للبنان وللمسلمين فيه ولكل المسلمين في العالمين العربي والإسلامي. ونحن مطمئنون على مستقبلنا بأنك معنا، وسنبقى كذلك ما دمت معنا، وما دامت أمورنا بيدك.

إمام تركي لا يعرف البولندية!

في غدانسك، التقى المفتي خالد، الجمعية الإسلامية التابعة للاتحاد الإسلامي البولندي وبحث أمور المسلمين الدكتورة جميلة سمايكيفيتش، وإمام المدينة والمسؤول عن مجلة "الحياة الإسلامية" سليم حزبيفيتش.

وعرضت الدكتورة سمايكيفيتش المشكلات التي تواجه الجمعية، والتي حالت دون استكمال منشآت المسجد، إضافة إلى مشكلتهم الطارئة المتمثلة، بالإمام الذي أوفدته رابطة العام الإسلامي منذ تشرين الثاني 1988، والذي استحال التفاهم معه، كونه لا يجيد إلا لغته التركية. ويحصل التفاهم معه عبر عجوز لها من العمر 80 سنة تبين أنها الوحيدة في هذه المنطقة تتكلم اللغة التركية.

وقد تغيب الإمام التركي عن لقاءات المفتي خالد مع الاتحاد الإسلامي في المدينة. واقترح الاتحاد تعيين أحد الطلبة العرب المسلمين الذي يدرس في غدانسك، إماماً، كونه يجيد اللغة البولندية، ولديه إلمام بالشؤون الدينية، وهو يساعدهم في ذلك فوافق المفتي خالد، وطلب من الطالب المذكور وهو يدعى علي مصطفى الراعوش حفظ هذه الأمانة، ومتابعة هذه الرسالة حسب مبادئ الدين الحنيف، وقدم له مبلغا من المال لتسوية أموره المادية.

ولفت السيد حزبيفيتش إلى معاناة مجلة "الحياة الإسلامية" وطلب بتزويد المجلة بالأبحاث والدراسات الإسلامية، وأبدى سماحته الاستعداد لتلبية هذه المطالب وتبرع بمبلغ من المال.

وبالنسبة لمشروع بناء مئذنة المسجد واستكمال إنشاءاته قدر مسؤولو الاتحاد الاكلاف بثمانية آلاف دولار. وبادر المفتي خالد الى وضع المبلغ عبر لجنة السفراء العرب والمسلمين. واقترح على الاتحاد ان توجه الدعوات لافتتاح هذا المسجد في الخريف القادم باسم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله ناصيف وباسم الاتحاد الإسلامي البولندي. وقد وافق مسؤولو الاتحاد.

في وارسو، زار سماحته منطقة مسجد ومركز الثقافة الإسلامية في العاصمة البولندية التي ينوي الاتحاد إقامته في حي "ساسكا كمبا" الراقي الواقع عند مفترق الطريق المؤدية إلى العاصمة، وتبلغ مساحتها 6500 متر مربع، وقيمتها حوالى 35 ألف دولار.

كان ينوي شراء هذه الأرض، إلا أنه بعد اجتماع المفتي بنائب وزير الخارجية البولندي، أعلن هذا الأخير موافقة الحكومة البولندية، على تقديم هذه الأرض هبة للاتحاد الإسلامي البولندي كي يقيم عليها مشروعه.

لجنة السفراء

والتقى سماحته بلجنة السفراء العرب والمسلمين بحضور السفير المصري رئيس اللجنة، والسفير الليبي والسفير الاندونيسي وأمين صندوق اللجنة، وسفير بنغلادش وممثل عن السفير التونسي. وقد وضع سماحته السفراء في أجواء هذه الزيارة التفقدية وأطلعهم على مطالب المسلمين.

وأشار سماحته إلى ان المبلغ المتبقي من 58 ألف دولار. هو 43100 دولار أميركي بالإضافة إلى حوالى تسعة آلاف دولار بحوزة اللجنة تحول جميعها للمباشرة في بناء المركز الإسلامي في بياوستوك، بعد انجاز مسجد غدانسك، تمهيدا للشروع ببناء مشروع وارسو. وكشف أن رابطة العالم الإسلامي وافقت على هذا التوجه.

وسام جيردانوف

وأقام ليشك غومولكا رئيس المجلس الأعلى لرعاية الطفولة في بولندا مأدبة غداء على شرف سماحته في مركز إعاقة الأطفال البولنديين، حيث منح سماحته الوسام الأكبر للإنسانية ويطلق عليه تسمية "جيردانوف".

واقترح المسؤولون في هذا المركز على المفتي خالد توأمة مركزهم، مع مؤسسة الخدمات الاجتماعية في لبنان على أن يوضع تصور مستقبلي بذلك.

كما زار المفتي خالد في وارسو رئيس لجنة الحوار المسيحي الإسلامي السيد مورافسكي.

من وارسو انتقل المفتي خالد يوم 12 آذار إلى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية خاصة من لجنة الشؤون الدينية في وزارة الخارجية البلغارية ودار الإفتاء العام للمسلمين البلغار.

وأعد للمفتي خالد استقبال رسمي في مطار صوفيا، وكان في استقباله مدير الشؤون العربية في وزارة الخارجية السيد غريفور كريتش وبعض المسؤولين في وزارة الخارجية ومفتي بلغاريا العام الشيخ نيديو غاندجيف وسفير لبنان في بلغاريا السيد حسين الموسوي وعقيلته، وقد أنزل في أحد قصور الضيافة الحكومية قرب صوفيا، ويعرف باسمه "فيللا المياه البيضاء..

واستهل المفتي خالد جولته بزيارة ضريح محرر بلغاريا جورج ديمتروف.

تفقد دار الإفتاء المحلي في منطقة بلوفديف وعقد اجتماعا في دار الإفتاء المحلي بحضور مفتي بلغاريا العام، والسفير اللبناني والمفتي المحلي دوخوفنيكوف، الذي قال انه يشرف على منطقة سكنية إسلامية، يضم كل منها مسجد وإمام وتؤدي فيها الشعائر الدينية. أما الإشراف فتقوم به لجنة تسمى لجنة الإشراف الإسلامي التي تهتم بواردات الأوقاف وبترميم المساجد. وأشار إلى أن المسلمين البلغار هم بشكل عام من الطبقة الوسطى، وكلهم يعملون ولا توجد بطالة فيما بينهم. وقال ان كل مسلم في بلغاريا يؤدي شعائر دينية دون قيود ويختار زوجته، وأسماء أولاده، حسب الأنظمة المرعية.

قضية الأسماء تثير مشكلة في بلغاريا، حيث حظر على المسلم اتخاذ اسم غير بلغاري.. وقد رد المفتي خالد بقوله: كون المسلم يملك بيتا وسيارة، فهذا مهم. لكن الأهم ان يؤدي شعائر دينية دون مضايقات وأن يختار لأولاده ما يريد من أسماء!

وأجاب المفتي المحلي بقوله أن المسلمين البلغار يؤدون شعائرهم الدينية دون قيود يصلون ويؤدون الزكاة والفطرة ويختارون أسماء أولادهم بحرية وأسماءهم بصفة عامة هي بلغارية قومية.

الإمام أندريه والشيخ نقولا..

وهنا نقل الدكتور يحيى الكعكي عضو الوفد المرافق للمفتي "للأنوار" وقائع حوار دار بين المفتي خالد وبين رجال الدين المسلمين البلغار حول قضية الأسماء الإسلامية على الشكل التالي:

تساءل المفتي خالد: في صوفيا علمت ان الإمام الثاني في مسجد صوفيا اسمه اندريه، واسم الإمام الثالث نقولا؟

فأجاب مفتي بلغاريا العام نيديو غاندجيف: هذه أسماء بلغارية وهذا أمر طبيعي..

وتوجه المفتي خالد إلى مفتي بلغاريا بالسؤال: غاندجيف ما اسم أبيك؟

فأجابه: إبرام، أي إبراهيم. واستطرد قائلاً: وجدي يدعى كانتو، أي العبقري واسم زوجتي مريانا، أي مريم وأسمي أنا نيديو أي كريم..

ورد المفتي خالد: نحن مسلمون والإسلام شجعنا على اتخاذ الأسماء التي لا تسيء إلى العقيدة الإسلامية فأبو بكر الصديق، كان اسمه "عبد الكعبة". وقد حوّل اسمه بعد إسلامه. وحوّلت أسماء عديدة مثل عبد العزة وعبد مناف. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: خير الأسماء ما حُمِّد وعبِّد، وما أخذ من الحمد أو العبادة.

المفتي دوخوفينكوف: أنا أسمي سيفتوسلا. أي "دوبرا" أي حسن.. وأضاف بعد تحرير بلغاريا من العثمانيين الذين كانوا أتراكاً هاجروا إلى تركيا والذين تمسكوا بأرضهم بقوا هنا واستعادوا أسماءهم القومية واضعين في عين الاعتبار الحفاظ على دينهم وعقيدتهم الإسلامية. فمن يريد ان يسترد اسمه القديم يقدم دعوى بذلك للبلدية ويرفقها بالأسباب الموجبة، ثم تنظر البلدية في طلبه ولها الحق بالرفض أو الموافقة.

حوار ديني بخلفية سياسية

- مفتي بلغاريا العام: هو يحب أن تكون لنا أسماء غير بلغارية لنكون مسلمين؟

المفتي خالد: نحن مسلمون والإسلام شجعنا على اتخاذ أسماء إسلامية لا تتعارض مع القوميات لأنها ترمز إلى معاني، ولا تسيء الى هذه القوميات فعليكم باتخاذ هذه الأسماء مع أسماء لا تسيء إلى العقيدة الإسلامية.

- مفتي بلغاريا العام: حسب كتاب "الفتاوى" للهندي "إن المسلم يجب أن يكون عنده اسم جيد، وليس واجبا أن يكون له اسم مأخوذ من الأسماء التي كانت تطلق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم...

- المفتي خالد: أوصيكم أن لا تسموا أبناءكم بأسماء تتعارض والعقيدة الإسلامية، ورجائي لكم أن تلاحظوا هذه القضية الهامة.

مفتي بلغاريا العام: نحن حريصون على أن نحمل الإسلامي في قلوبنا عقولنا وأن نؤمن بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم واختيارنا الأسماء البلغارية لا يتعارض مع العقيدة ولا يضر إسلامنا بشيء. ولا يوجد في بلغاريا كلها مثلا اسم عبد مناف أو أبي لهب ولا أي اسم معارض لعقيدتنا الإسلامية..

وأثار مفتي بلغاريا والمفتي المحلي موضوع فريضة الحج، وأشار إلى أن التأشيرات ليست سهلة، ومع ذلك فقد توقعا زيادة عدد الحجاج البلغار إلى بيت الله الحرام سنة بعد سنة..

530 مسجدا لـ700 ألف مسلم

وطرح المفتي خالد قضية أخرى وهي عدم نشوء مساجد جديدة في بلغاريا. ورد مفتي بلغاريا العام قائلاً:

عدد المساجد عندنا الآن حوالى 530 مسجدا تؤدي فيها الشعائر الدينية بحرية، ونحن نعمل لتشييد مساجد جديدة، وفي العام المقبل سوف نفتتح مسجدا جديدا في مدينة "بورغاس".

كما أثار المفتي خالد قضية عدم ارسال أبناء المسلمين في بلغاريا الى الدول العربية لتعلم اللغة العربية، وأشار إلى أن دار الفتوى في لبنان على استعداد لاستضافة من يريد متابعة دراسته العليا من المسلمين البلغار في كلية الدعوة الإسلامية.

وأوضح المفتي دوخوفينيكوف بأن خطبة صلاة الجمعة تتم باللغة البلغارية أما تلاوة القرآن فباللغة العربية.

في اللقاء مع نائب وزير الخارجية السيد بوبوف، الذي هو أيضاً رئيس لجنة الشؤون الدينية في وزارة الخارجية، أثار المفتي خالد القضايا المتعلقة بأوضاع المسلمين البلغار، وقال: إننا مسرورون وسعداء بما سمعناه من المسلمين البلغار الذين التقيناهم وأدينا الصلاة معهم في مساجدهم وقد لبينا هذه الدعوة لنتحقق ونتعرف على أوضاع هؤلاء عن قرب.

ورد بوبوف: إننا متشكرون لكم لأنكم تستمعون إلينا.. نحن كنا نتكلم ولكن لا احد يسمعنا. كنا في حيرة من أمرنا، نحن نشكو ما نعاني منه، فشكرا لكم.

ثم أشار إلى أن الدين الإسلامي هو الدين الثاني في بلغاريا بعد الأرثوذكسية، والأديان كافة هنا، فنفصله عن الدولة. والمؤمنون يقودون أنفسهم بأنفسهم والحكومة لا تتدخل في حياة المؤمنين.

... وخمسماية أمام

وقال: في كل منطقة إسلامية، يوجد مكتب يدعى مكتب الاشراف المسلمي، يضم ثلاثة أو أكثر من المسلمين وهذا ما يسمى "القيادة الإسلامية المحلية" التي تهتم بأوقاف المسلمين في هذه المنطقة وبترميم المساجد من عائدات هذه الأوقاف ومساعدة بعض أفراد الأسر الإسلامية وأشار إلى أن بلغاريا تقسم الى سبع مناطق لكل منطقة مفتي محلي، يضاف إليها مفتي بلغاريا العام المقيم في صوفيا، وهؤلاء يؤلفون جميعا المجلس الاسلامي الاعلى الذي يدير شؤون المسلمين في بلغاريا الدينية والمادية.

المفتون المحليون ينتخبون لمدة خمس سنوات. وهؤلاء ينتخبون المفتي العام لمدة أربع سنوات. وأشار إلى وجود 500 إمام منتشرين في المدن والقرى البلغارية. وشدد على الرغبة في التعاون مع جميع الدول العربية والإسلامية ضمن اطار القانون الدولي.

وأجاب المفتي خالد، مستهلا بإبداء الرغبة في استمرار العلاقة اللبنانية – البلغارية ممتازة، وأن تكون حالة المسلمين البلغار ممتازة أيضاً بحيث يؤدون شعائرهم الدينية كاملة وغير منقوصة.

ووعد بتقديم 120 نسخة، من القرآن الكريم هبة من دار الفتوى في لبنان الى مسلمي بلغاريا. وأبلغه وضع ثلاث منح دراسية لثلاثة مسلمين بلغار لمتابعة دراستهم العليا، في الشريعة الإسلامية في كلية الدعوة في بيروت.

الشؤون الداخلية

وعقد المفتي خالد اجتماعا مع رئيس المجلس الوطني للجبهة الوطنية البلغارية التي تضم أحزابا وهيئات مختلفة، منها الحزب الشيوعي وحزب الفلاحين والجمعيات الدينية السيد كوبا دينسكي الذي لاحظ تشابه الظروف بين الشعبين البلغاري واللبناني. وأضاف: نحن في بلغاريا نحترم جميع الأديان، وحرية ممارستها في إطار الدستور البلغاري. وكما لا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية. نقف إلى جانبكم في منع تدخل إسرائيل المحتلة في شؤونكم.

وأشار إلى أن تعداد المسلمين في بلغاريا حسب إحصاء 1985 هو سبعماية ألف مواطن يتمتعون بكامل حقوقهم الدينية والمدنية كأي بلغاري آخر.

ورد المفتي خالد بقوله: إنها لفرصة جيدة لنا لنتعرف من خلال شخصكم الكريم على الحقيقة عن قرب ليكون ذلك الضمانة ومدخلا لتعزيز الاسلام والمسلمين في بلغاريا، علما ان التعزيز لا يكون في ترميم المساجد أو بنائها، بل في تمتع المسلم بحقوقه المدنية والدينية ليساعد من جانبه في تعزيز الشخصية الوطنية البلغارية، وبدأنا والحمد لله، نكون أفكاراً جديداً عن وضع المسلمين في بلغاريا من خلال ما رأيناه وما سمعناه ممن التقيناهم من المسلمين البلغار في صوفيا وبلوفديف وبزرجيك..

واختتمت الزيارة الرسمية بلقاء مع رئيس مجلس الدولة البلغاري السيد تيودور جيفكوف، الذي شرح للمفتي خالد بعض الإصلاحات التي حصلت في بلاده مؤخرا على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية. وأكد موقف بلغاريا المبدئي لحل المشاكل الإقليمية بالطرق السلمية من أجل الوصول إلى السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط. وعبر عن تضامن ودعم بلده لمعركة الشعب اللبناني من أجل الحفاظ على وحدة واستقلال الجمهورية اللبنانية أرضاً وشعباً.

المفتي خالد أعرب عن تقديره لموقف بلغاريا من قضية الشرق الأوسط والقضية اللبنانية، وشكر له حسن ضيافته، ولإعطائه إمكانية التعرف على النجاح الذي حققه الشعب البلغاري والمسلمين البلغار معربا عن أمل في تطور وتنمية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.

وضمن المآدب التي أقيمت على شرف المفتي خالد، كانت مأدبة السفير اللبناني حسين الموسوي الذي قال: عندما نكرم سماحة المفتي خالد إنما نكرم قائداً روحيا يتمتع بالحكمة والاعتدال ويحرص على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ويعمل من أجل الوفاق بين جميع اللبنانيين.

المفتي خالد قيم نتائج رحلته إلى كل من بولونيا وبلغاريا مشيراً إلى أن الزيارة التفقدية إلى المناطق الإسلامية البولونية كانت بتوصية من رابطة العالم الإسلامي تلاقت مع رغبته في الوقوف على ما تم من المنجزات الإسلامية التي يرعاها منذ العام 1986، وخصوصا مشروع بناء مسجد غدانسك المنوي افتتاحه في الخريف المقبل. مع المباشرة بتنفيذ المركز الإسلامي في بياوستوك وتأمين أرض لمركز الثقافة الإسلامية ومسجد وارسو.

أما بالنسبة لبلغاريا، فقد أمدتني لقاءاتي مع بعض المسلمين البلغار بأفكار جديدة عن أوضاعهم. وعلى القادة البلغار الذين قابلتهم ان يساعدوا هؤلاء المسلمين ليعيشوا بأمن وسلام وكرامة ضمن مجموعتهم البلغارية كما أكد لنا هؤلاء القادة.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة