إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في العاصمة البرازيلية - في إذاعة الشرق
التاريخ : 1982-02-11
المرجع : مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد


 سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد مر في باريس منذ أسابيع في طريقه على برازيليا للمشاركة في أعمال المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في العاصمة البرازيلية والذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي ومركزها مكة المكرمة. وكانت إذاعة الشرق قد قدمت سماحته في لقاء سابق وهو في طريقه على برازيليا واليوم وبعد انتهاء أعمال المؤتمر في باريس عائداً إلى بيروت ومرة أخرى تستوقف إذاعة الشرق سماحته للاضطلاع منه على أجواء المؤتمر وقراراته وطرح جملة من ا لموضوعات الأمنية.

س:  سماحة المفتي نرحب بكم في إذاعة الشرق مرة أخرى ونحن إذ نهنئكم بسلامة العودة من العاصمة البرازيلية بعد أن شاركتم بالمؤتمر الإسلامي الذي اختتم منذ القريب أعماله هناك نحب أن نتطلع من سماحتكم على أجواء المؤتمر وبالتحديد ما هي أهداف المؤتمر الدينية والسياسية واستطراداً هل استطاع هذا المؤتمر أن يحقق هذه الأهداف ولماذا في الواقع انعقد المؤتمر في البرازيليا وليس في مكان آخر؟

ج: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا الأنبياء والمرسلين. وبعد،

 فإنني يسعدني قبل أن أدخل في الإجابة على مجموعة الأسئلة التي تفضلتم وطرحتموها علينّ أولاً أشكركم واشكر إذاعة الشرق على ترحيبها بشخصي وعلى اهتمامكم في المرة الأولى والثانية وإتاحتها هذه الفرصة اتلي تساعدني لأن أطل مرة أخرى على إخواني وأبنائي المسلمين في هذه المنطقة.

 لقد انعقد بالفعل مؤتمر المسلمين في البرازيليا عاصمة البرازيل وكان لهذا المؤتمر أهداف دينية وأهداف دينية سياسية وقد كان اللقاء رائعاً لأنه ضم لفيف متنوعاً وجيداً جداً في مستوى آفاقه من مختلف الدول الموجودة في أميركا الجنوبية وقد كانت المشاركة منهم فعالة وقد كان المؤتمر موفقاً كل التوفيق.

في ما يتعلق بالأهداف الدينية فإنني أستطيع أن أشير إلى أن من أهم هذه الأهداف. عقد الصلة والترابط أولاً بين جميع القوى والمراكز الإسلامية الموجودة في دول أميركا الجنوبية وبالتالي ربط أيضاً بين هذه القوى الموجودة في حال اتحادها في أميركا الجنوبية وبين القوى الأخرى الموجودة في العالم الإسلامي في الشرق وغير الشرق وأنتم تعلمون أن في الإتحاد قوة وان في تجميع القوى ما يساعد على تحقيق الكثير من الأهداف التي ترسمها وتخطط لها القوى العاملة من وراءها.هذه من أهم الأهداف التي من اجلها عقد هذا المؤتمر بالإضافة إلى أن العلاقة بين مختلف المسلمين في أميركا الجنوبية هي علاقة قائمة على أساس الصداقة والأعمال ولكنها ليست علاقة قائمة على أساس من الدين وعلى أساس من الفكر الإسلامي والفكر الديني ومثل هذا لمؤتمر كانت من أوائل مهماته أن تركز على تعميق الناحية الدينية وترسيخ الفكر الديني في نفوس المسلمين في مناطق أميركا الجنوبية وذلك عن طريق درس الوسائل والإمكانات التي تساعد هؤلاء للوصول لهذا الهدف ، فهذه أيضاً من الأمور التي سعت إليها ركائز المؤتمر عندما فكرت في عقدة وعندما باشرت في تنفيذ مهمته.

 طبعاً هناك أهداف سياسية هذه الأهداف الدينية التي تكلمنا عنها ليست فقط لذاتها وإنما لما وراءها وما وراءها هو هدف سياسي عندما نستطيع أن نعمق الظاهرة الدينية في نفس المسلمين في أميركا الجنوبية ونوجد من خلال هذا التعميق ترابط بين المسلمين بعضهم مع بعض ثم ترابطاً بين المسلمين في أميركا الجنوبية والمسلمين في العالم الشرقي وكل العامل لا شك أننا نكون قد خطونا خطوة واسعة نحو تعزيز الوجود الإسلامي ككل في إنحاء العالم وهذه الخطوة سياسية أظن أنها هامة جداً وللعمل ولتنشيط العمل وإنجاحه وإنجاح مقاصده بالإضافة إلى ذلك فإن مهمة الإسلام ليست فقط أن يعزز نفسه في المناطق التي يوجد فيها وإنما مهمته أيضاً أن يفتح آفاقاً واسعة ليدخل من خلالها إلى كل الناس الذين هم في العالم لأنه يعلم لأن وجوده ينبغي ان يكون موصولاً بهذا العالم ليحقق من خلال هذا التواصل نفاهماً وتعاونناً وحواراً بناء يكون في صالح الإنسانية ككل.

س: سماحة المفتي الشيخ حسن خالد من هي أطراف المشاركة في المؤتمر...
 (يقاطعه الشيخ حسن وخالد ويقول : بقي هناك نقاط لم أستطيع أم أجيب عليها بالسؤال. سألتموني عن نقطة تتعلق لماذا انعقد المؤتمر في برازيليا ولم ينعقد في مكان آخر)

ج: تعلمون أن برازيليا هي عاصمة البرازيل من أكبر دول أميركا الجنوبية وفي ا لبرازيل وجود واسع جداً من المسلمين وكذلك في الأرجنتين والبلدان التي هي موجودة حول هاتين الدولتين الكبيرتين فهناك الوجود الإسلامي عظيم وضخم لدرجة أنه يكاد يكون بحدود مليون ونصف من المسلمين فهذا المليون والنصف من المسلمين المنتشر في هذا البحر وهذا الخضم الواسع من أميركا الجنوبية كان لا بد من أن يزار وان يعقد المؤتمر في تلك المنطقة ليمكن لملمته وإيجاد الترابط فيه ولا يمكن أن يكون ذلك وان يعقد في مكان آخر في غير البرازيل. كان هذا من أهم الأهداف في عقده في هذه المنطقة بالإضافة إلى أن في هذه المنطقة أيضاً مسلمون وغير مسلمين عرب وهؤلاء العرب أيضاً متعاطفون مع القضايا الإسلامية ومتعاطفون مع القضايا السياسية في الشرق فلذلك كان لا بد من أن يوجد هذا المؤتمر في هذه المنطقة ليثير بعض الأجواء التي قد تساعد إلى حد ما في خدمة الأهداف التي عرضنا لها في أول الحديث.

س: سماحة المفتي من هي الأطراف المشاركة في المؤتمر مع الإشارة بأن علمنا بأن سماحتكم كنتم تمثلون لبنان ولم يدعي أحد من البلاد العربية والإسلامية غيركم فلماذا؟

ج: طبعاً في مقدمة الأطراف الموجودة والمدعوة في هذا المؤتمر هي رابطة العالم الإسلامي وأركان رابطة العامل الإسلامي،   تعلمون أن رابطة العالم الإسلامي اليوم تأخذ على عاتقها تنشيط الدعوة الإسلامية وتحريكها ودعمها بكل الوسائل  حتى تأخذ طريقها للتنامي وخدمة العالم الإسلامي والصالح الإنساني ككل، وكذلك هناك الأطراف التي أشرت إليها في الإجابة على السؤال الأول، الأطراف الموجودة في أميركا الجنوبية من المسلمين الذين قد مضى عليهم زمن طويل وهم موجودون في هذه الدول أيضاً فهؤلاء جميعاً من المسلمين في البرازيل والأرجنتين وشيلي ,أورغواي وغيرها وفنزويلا وكل المناطق الأخرى يعني هؤلاء قد دعوا فاشتركوا في دراسة الأمور المطروحة في المؤتمر الذي انعقد في البرازيليا.

س: سماحة المفتي إذا كانت الجالية الإسلامية في البرازيل هي من بين اللبنانيين العاملين هناك وهم يتعايشون فيما بينهم وفي ما بين المسيحيين كما أشرتم إلى ذلك لكن هل لاحظتم أن المسلمين اللبنانيين لهم مشاكلهم الخاصة كما هو الأمر بالنسبة لكل المسلمين في بلاد الاغتراب ، وما هي مرئياتكم وحلولكم لهذه المشاكل وما هو شعوركم نحو هذه المشاكل الإسلامية من المغترب؟

ج: الحقيقة ان للمسلمين في المغترب الأميركي هموماً كبيرة جداً من الهموم ما يمس حياتهم الأسرية وفكرهم الديني ومأكلهم ومن الهموم ما يمس وضعهم السياسي  ووضعهم الاجتماعي ومن الهموم ما يمس أيضاً علاقتهم ببلادهم الأم وبوطنهم الأساسي ولا شك أن فرصة تتاح لنا لنلتقي مع أبنائنا وإخواننا المسلمين في مثل هذا المكان في المغترب الأميركي الجنوبي هي فرصة رائعة جداً لأنها تسيير لنا اللقاء معهم والمداولة في هذه الأمور وهذه الهموم والبحث عن المعالجات التي يمكن أن تكون أحياناً سريعة ويمكن أن تكون مؤجلة ولا شك أننا بالفعل عرضنا لأسئلة كثيرة وكانت لنا إجابات على الأسئلة التي كانت تطرح علينا وكانت لنا سهرات ولقاءات كثيرة جداً خارج المؤتمر ثنائية وجماعية وكنا نعالج  من خلالها بعض هذه الهموم التي هي مكدسة على قلوب هؤلاء اللبنانيين في هذا المغترب، ولكن من الهموم التي يمكن أن لا نمر عليها أبداً هي الهم السياسي الذي يعيشه أبناؤنا في المغترب لأنهم صحيح يعلمون وينشطون وأنهم يبنون حياتهم بناء عزيزاً وقوياً ومحترماً جداً إلا أنهم يبقون دائماً على ذكريات  من بلدهم الأم على ألمٍ وهم من ما يعانيه هذا البلد من هموم ومشاكل، فمثلاً الاضطرابات الجارية في لبنان الحوادث التي ألمت في بيروت وطرابلس والجنوب والفوضى الأمنية المتمادية في كل هذه المناطق وبالذات بيروت الغربية أحداث المخيمات التي تعلمون مداها وأخطارها وما نتج عنها من مصائب وكوارث مشاكل صيدا وجزين، المقاومة الفلسطينية والوطنية للعدو الإسرائيلي الوضع الاقتصادي المنهار في لبنان كل هذه وغيرها تشكل هماً سياسياً كبيراً لإخواننا وأبنائنا في المنطقة كانت دائماً مدار الحديث ومدار التساؤل من إخواننا والضغط علينا للإجابة على ما يمكن أن يكون في ما يرضيه ويخفف معاناتهم هناك.

س: سماحة المفتي نريد أن نتوقف عند هذا الهم الأول والأساسي وهو الهم السياسي والذي هو في رأس كل الهموم، ما هي رؤيتكم للحول التي من شأنها أزاحت هذا الهم عن صدور اللبنانيين في لبنان وعلى صدور اللبنانيين والعرب خارج لبنان؟

ج: الحقيقة ان هذا الواقع الذي يمر به اللبنانيون والذي يقول البعض أنه له من العمر أحدى عشرة عاماً هو في الحقيقة هم طويل ومديد قد نستطيع أن نقول أن عمره أطول بكثير مما يقوله الناس فلو رجعت في ذهني لقلت ان هذه الأزمة وهذه المشاكل يعود لــ 69 وربما على 58 وربماً على ما قبل 48 وغلى 45 فبتصوري أن هذا الهم هم مديد العمر ولا بد من العودة إلى الأساس إلى يوم أن وضعت الأسس الأولى في بناء الاستقلال اللبناني ومن ذلك اليوم نعيش الهم اللبناني ومشكلة لبنانية نحاول البحث عن الحلول والمعالجات لهذه المشكلة ولهذا الهم. ولا شك ان لبنان كما تعرفون بلد يجمع العديد من الطوائف فيه المسلمون والمسيحيون والمسلمون هم أيضاً طوائف والمسيحيون هم أيضاً طوائف ولا شك أن هذه الطوائف على تعددها من كلى الفئتين لها همومها ولها مشاكلها ولها تطلعاتها وآمالها وكل منهم يريد أن يحقق لنفسه مزيداً من المكاسب على ظهر الطائفة الأخرى والفئة الأخرى والفئة الأخرى وهذا مكمن الخطر لأن هؤلاء جميعاً لم يقدروا أنهم مجموعة  متعددة وأنه من واجبهم أن يرفضوا التنازع فيما بينهم ويوجدوا التقارب بما يضمن لمجموعهم الطمأنينة وكل الخير، لكنهم لم يحاولوا أن يفكروا بمثل هذا التفكير إنما فكروا كل منهم بطرفه على أساس ان يحقق لنفسه المنفعة الذاتية والطائفية أو الفئوية وكان هذا ما يزيد من مصائب لطائفة وينعكس أيضاً في أن يزيد في مصائب الطوائف الأخرى، لذلك فإني أرى بأنه للخروج من هذا الهم الكبير أنه لا بد من أن يفكر الجميع بأن لبنان لا يمكن أن يعيش على أساس فئوي ولا على أساس طائفي بحيث لا مكن أن يكون لطائفة من الطوائف ولا يمكن ان يكون لفئة من الفئات وعلى هؤلاء اللبنانيين أن يفكروا بأن يعيشوا في ظل توجه جديد يلغي الطائفية السياسية ويحقق للمجموعة ما يضمن لها استمراراً في ظل ديمقراطية قانونية تساعد الجميع على أن يعيشوا أحراراً وأن يعيشوا كرماء وأن نفتح لهم الأجواء الكاملة التي تمكن لهم العيش الرغيد والهانئ والآمن والمطمأن، أظن أن هذا هو ما نتطلع إليه وكل التصريحات وكل البيانات التي قد أخذناها في الماضي ونحن في لبنان كانت تدور حول هذه النقطة ،كنا نوجه كل اللبنانيين بأنه لا بد أن نتجه على إلغاء الطائفية السياسية لأننا بإلغائها نكوّن لهيمنة النظام الديمقراطي، فالنظام الديمقراطي يمكن أن يفتح للجميع الآفاق ويعينهم لأجل أن يبنوا وطنهم ليكون وطناً للجميع لا وطناً لفئة ولا وطناً لطائفة، وفي هذا الاتجاه فقط حسب تصوري نستطيع أن نلغي هموم اللبنانيين إلى حد ما ونتوصل بهم على أن يتعاونوا ويعيشوا في ظلال أخوة متعاونة ورغيدة بإذن الله .

س:  سماحة المفتي سؤال أخير كثرت حركة الخطف في المدة الأخيرة وخاصة خطف الدبلوماسيين السوفيات وغيرهم فما رأيكم في هذه الحركة وحركة الاختطاف؟

ج: هذا من المشاكل الكبرى التي ألمت في لبنان والتي أزعجت اللبنانيين ككل جميعاً موضوع الخطف من أي جهة ومن أي فئة ومن أي لون هذا الخطف أسلوب نرفضه نحن كرجال فكر وكرجال سياسة لأن سواء أكانت دين أو كان الفكر السياسي فإنهما لا يمكن أن يسمح للإنسان بأن يلجأ لتحقيق مآربه وأهدافه وأفكاره إلى مثل هذه الأساليب المدمرة والهدامة فنحن لا نرى الخطف وسيلة بناءة ولا وسيلة صالحة لتحقيق ما نصبو ليه وما نتطلع إليه خطف سواء كان من الروس أو كان من الأمريكان أو كان من غير هؤلاء أو كان من الفرنسيين أو كان من الطليان هذا خطف مرفوض إسلامياً ومرفوض فكرياً ومرفوض إنسانياً لأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان فكراً وأعطاه حيلاً متنوعة يستطيع أن يلجأ غليها ليحقق مآربه وأهدافه أما أن يلجأ إلى تحقيق أهدافه عن طريق الخطف وعن طريق القتل وعن طريق التدمير والتخريب فهذا شيء لا ترضى به لا الأديان ولا يرضى به الفكر السليم.ولذلك فإننا جميعاً من موقع مسؤولياتنا الدينية والسياسية ، وكنا دوماً نشجب مثل هذه التصرفات ونعلي صوتنا بأفكارها ومنع وحض الجميع بأن لا يرجعوا إليها لأنها وسيلة خطرة ذات حدين يمكن أن تستعمل للمصلحة ومكن أن تكون للمضرة ولا يقبل بها كدين ولا يقبل بها الفكر المجرد ولذلك فإننا دوماً نكرر هذه الدعوات ونحض الناس على أن يقلعوا عن هذا الأسلوب ونأمل ن يأتي اليوم الذي يدرك الجميع فيه أنهم مخطئون باستعمال هذه الوسيلة للضغط على تحقيق مآربهم الذاتية.

 إننا أخذنا هذا الموقف ولا نزال نأخذ هذا الموقف وسنبقى باستمرار على مبدئنا بأن نرفض مثل هذه الأساليب ونطلب من الجميع أن يقلعوا عنها لأنها لا تنفع بقدر ما هي مسيئة إلى أهدافنا الوطنية ومآربنا السياسية الغالية.

 ونرجو الجميع الذين قد وضعوا أيديهم على أمثال هؤلاء المخطوفين سواء كانوا من ا لروس أو غيرهم من الطليان أو  الأمريكان أو الفرنسيين أن يبادروا لإطلاق صراحهم وفتح المجال أن تكون لهم آفاق أخرى يسعون من خلالها لتحقيق أهدافهم الوطنية السامية وبهذه المناسبة فإننا نطلب أيضاً من جميع الفرقاء سواء كانوا دوليين أو غير دوليين أن يعيروا مصلحة لبنان وأن يعطوها ما تستحق من التقدير ومن الرعاية فلبنان بلد لا يجوز أن يصبح سوق لمساعدة المجرمين وللضغط عليه ولتخريب اقتصاده وتخريب سياسيته. لبنان بلد الإشعاع وبلد النور وبلد العطاء البلد الذي احتضن كل رجال الفكر ورجال العمل والإدارة والصناعة والتعليم والسياسة ورحب بهم وأحسن إليهم لا يجوز أن يعامل معاملة تسيء إليه وتخربه وتقضي على وجوده السياسي والعمراني والإداري، لبنان يستحق أيضاً الرعاية من الدول ويستحق الاهتمام ويستحق التوجه يما يحفظه ويعيد إليه أمنه واستقراره.

 إننا في الوقت الذي نحض أبناءنا ومواطنينا على أن لا يلجؤا إلى وسائل التخريب ووسائل الخطف وما شابه ذلك نحض الجميع من كل الفئات ومن كل الدول أيضاً أن يساعدونا لنعيد لبنان بسمته ووضعه الذي كان ولا زال بلد البناء وبلد العمران وبلد العطاء ولا شك أن هذا الظلم هذا كله إنما هو سمة من سمات الظلم والظلم مرفوض وعلى الجميع أن يضعوا أنفسهم مكان للبنان فهل يرضون أن يقع عليهم ما يقع عليه وهل يسرهم أن يصيبهم اليوم ويصيب أبناءه من تشريد وضياع ومن موت وخراب وتشريد وضياع ومن موت وخراب وتشويه وما شابه ذلك فالظلم مرفوض ونرجو من الجميع ان يعطوا لبنان ما يريدون ان يطلبوا منه ويأخذ منه.

 هذا ما أستطيع أن أقوله بهذه المناسبة وهو مؤكد بأننا نرفض موضوع الخطف ونرفضه رفضاً كاملاً ونشجبه شجباً كلياً .

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة