إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : وحدة المسلمين قائمة ومحادثات دمشق قد تعطي حلاً
التاريخ : 1987-05-12
المرجع : الشرق الأوسط

 مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد لـ الشرق الأوسط:

• نجح المفتي خالد حين فشل الكثيرون
• لعب المفتي دوره الأساسي كقائد روحي لكل المسلمين اللبنانيين
• استطاع المفتي ساعة تطلب الأمر وفي الوقت المناسب أن يقول بصوت عال ما يجب أن يسمعه الجميع

ما من مرة منذ اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 بلغت حالة التفتيت على مختلف المستويات في لبنان ذلك المدى الذي بلغته في الفترة الأخيرة، وما من مرة طرحت فيها الامور بتفصيل مذهبي وطائفي مخيف كما طرحت في الفترة الأخيرة بين الفرقاء المسلمين أنفسهم وسببت في تالي الأمر معارضاً حاداً اوجد بدوره انفجاراً عسكرياً اطاح بالكثير الكثير مما كان بني "بالدم المشترك".. وعشية دخول القوات السورية الى بيروت الغربية في الثاني والعشرين من شهر فبراير (شباط) الماضي عاشت تلك المنطقة أسبوعا لم يسبق له مثيل بامتياز وللمرة الاولى كان صدى ما يحصل دون الذي يحصل فعلا ودقت الأيدي على الصدور مع وقوع الأسوأ: "الحرب الأهلية بين المسلمين".. وهي التي جاءت تتويجاً في حقيقتها لسلسلة طويلة من الممارسات التي لم تنفع كل المعالجات السياسية في ضبطها.

ورغم ذلك كان هناك ذلك النوع من القادة الروحيين الذين يعتبرون صمام أمان يمنع حصول الأسوأ، أو يؤخره كيفما استطاع الى ذلك سبيلا، ويعمل على تطويق اثاره اذا قدر ووقع.. من هؤلاء وبشهادة القريب والبعيد، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد الذي كان من ضمن قلة حملت في قلبها وعقلها هموم الناس ومآسيها وبلواها ودعت في كل حين إلى ضبط النفس والأعصاب ومعالجة الامور بحكمة وروية وبعد نظر، ولمرات عدة نجحت قوته المعنوية التي يفترض ان لا تعني شيئاً أمام "العسكريتاريا" المنفلتة في كل مكان، في مهمتها السامية واستطاعت ان تضع حداً لمحاولات فتح باب الغرائز على مصراعيه وتدمير ما لم يكن قد تدمر بعد.

لقد نجح المفتي خالد حين فشل الكثيرون ولعب دوره الأساسي كقائد روحي لكل المسلمين اللبنانيين واستطاع ساعة تطلب الأمر في الوقت المناسب ان يقول بصوت عال ما يجب أن يسمعه الجميع في بيروت الغربية وغيرها من المناطق اللبنانية.

بمناسبة زيارته العاصمة البريطانية منذ يوم السبت الماضي في إطار جولة بدأها في باريس ويكملها في أمريكا الجنوبية، التقته "الشرق الأوسط" وأجرت معه هذا الحديث:

• هذا التقسيم فرضته ظروف أمنية متراكمة، هل تقول يا سماحة المفتي ان أياً من الفرقاء المسلمين يطرح صيغاً سياسية لتكريسه؟

- على الصعيد الاسلامي لا أظن أن هناك أحداً يطرح فكرة التقسيم أو يتحرك باتجاه تقسيمي أبداً.

• ما هي الصيغ المناسبة التي تراها لاعادة توحيد الاجزاء المقسمة فعلياً؟

- أولاً ينبغي ان نشكل الحكومة من جديد تشكيلا جيدا ويكون فيها رجال من غير المعنيين بموضوع السلاح وما له علاقة بالسلاح، وثانياً يجب أن تتفرغ هذه الحكومة لخدمة الناس وخدمة الوطن والتمهيد لكل ما يمكن أن يعيد السلطة الشرعية، ثم ينبغي اعادة فتح المعابر وإعادة المرافئ والمؤسسات الى السلطة، ثم البدء بالمحادثات الاصلاحية وبعيداً عن الأضواء للوصول الى النتيجة التوحيدية المطلوبة.

محادثات بيروت – دمشق

• هل تتوقع الوصول الى هذه النتيجة من خلال المحادثات التي استؤنفت في دمشق بين القيادة السورية وممثلي الرئيس أمين الجميل؟

- لست من الذين يفقدون الأمل خلافاً لبعض الأخوان، أنا دائماً مع كل حوار وأرجو أن يحقق الله آمالنا، وطبعاً الشقيقة سورية هي من أقدر الذين يستطيعون لعب دور لتقريب وجهات النظر. فلذلك لا أظن ان هناك ما يمنع من تحقيق الوفاق في ظل المبادرة السورية وخصوصا اذا ما ترافق هذا الحوار مع متابعة وإصرار وانفتاح.

• يبدو أنك تتوقع تشكيل حكومة جديدة؟

- لا. لا أتوقع ولكن لا ادري اذا كان هذا الأمر سيتم، هذا ليس علماً.

• بصراحة سماحة المفتي هل تتوقع حصول أي تطور ايجابي باتجاه الحل في ظل ولاية الرئيس الجميل؟

- لماذا لا أتوقع ذلك؟ أنا على نقيض من يظنون العكس، لكل ساعة ملائكتها فلماذا لا نتوقع شيئاً من هذا القبيل، من كان ينتظر أن يعاد فتح المطار؟ من كان ينتظر ان يتصل الرئيس الجميل بالرئيس كرامي؟ حصل الاتصال، هذه الامور تستجد ساعة بعد ساعة، ويكون عند الله سبحانه وتعالى ما لا يمكن لأحد منا ان يتوقع حصوله لأنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ويمكن أن يحول الأمور ويغير أفكار الناس ويتعدل مسار العمل والحوار، يمكن؟ لماذا لا؟ لماذا انتظر ان يتحقق شيء على يد من سيأتي بعد ولا انتظر ذلك من الرئيس الحالي، لماذا؟ انا من الذين يتصورون انه ممكن.

• بالنسبة لمن سيأتي بعد، هناك من يقول انه اذا لم يتم وضع مشروع الوفاق قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة فلن تتم هذه الانتخابات؟

- هذا أسلوب سياسي، ولعله من الأساليب الماهرة التي تعتمد الآن.

• يتردد بأن الرئيس كرامي يستعد لترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية؟

- لماذا لا يحق له أن يترشح هو مواطن لبناني والدستور لا يمنع. ولكن على كل حال الطرح شيء والفعل شيء آخر.

• كيف تنظر الى التحرك الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لإعادة التضامن العربي؟

- أنا من الذين يتمنون بشغف أن ينجح هذا التوجه، والقيام بمهمة مصالحة الرؤساء والقادة العرب والتمهيد للقمة العربية سيكون له أبعد الأثر في انجاح الحلول التي تعد للأزمة اللبنانية. لأن تلاقي الاخوة واجتماعهم في ظلال المحبة والتعاون سيكشف الكثير من آلامنا وسيكون له عامل مدنا بقوة جديدة وبروحية جديدة وهذا سيكون مدخلاً الى الحل وأنا أيضاً من الذين ينتظرون هذا وأدعو الله ان يوفق خادم الحرمين الشريفين في مسعاه وأتمنى أن يتابع ما يقوم به بكثير من الإلحاح والصبر حتى يحقق له الله أعظم الأجر والشكر من الناس.

في باريس

وكان المفتي خالد أدلى خلال زيارته باريس بحديث لمندوبة "الشرق الأوسط" هناك قال فيه رداً على سؤال حول المساعدات التي قدمها ويقدمها الملك فهد للمتضررين في لبنان: إن لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أياد بيضاء على لبنان وعلى الشعب اللبناني منذ البعيد وليس هذا بغريب عليه فليست مساعدته مقتصرة على هذه الفترة التي وردت فيها بل هي تفد على لبنان وتنجد لبنان في الأوقات المناسبة ويكون لها أثرها الفعال. فعند انتهاء الاجتياح الإسرائيلي كانت المساعدات الضخمة التي قام بها الملك فهد بن عبد العزيز قد نزحت كل الأنقاض وألقت بها خارجاً وسوت الأوضاع في الشوارع وفي الطرقات وفي الساحات العامة ووسائل الإضاءة وأعادت تأهيل الحياة الاجتماعية، وكانت هذه من أكبر المساعدات التي قدمها للبنان وهي لا تزال تتوالى سواء كانت بالنسبة للمؤسسات ماديا أو كانت بأساليب أخرى وأخيراً كانت هذه المساعدات التي تناولت المواد الغذائية والتي وجهت للمحتاجين وقد تركت أثراً بعيداً جداً على نفوس جميع الذين استفادوا منها، ولم تكن هذه المساعدات مقتصرة على فئة أو على طائفة أو على مذهب، بل تناولت جميع اللبنانيين، وكل اللبنانيين استفادوا منها من كل الطوائف ومن كل المذاهب دونما تفريق ودونما تمييز وبشكل مذهل من العدالة والانصاف فنحن لا يسعنا إلا أن نشكر خادم الحرمين الشريفين ونشكر كل الذين وجهوا المساعدات من الأمراء ومن الشيوخ في المملكة ومن خارج المملكة وبالذات في منطقة الخليج وفي قطر أيضاً.

• سماحة المفتي ما هو تقييمكم لنجاح المبادرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للتوفيق بين الملك الحسن الثاني والرئيس الشاذلي من جديد؟

- الحقيقة ان واقع العالم العربي هو واقع غير محمود، الوضع الذي هم عليه من النزاع والتشتت والتمزق ليس في صالح الأمة العربية وعلى العكس فهو في مصلحة العدو الاسرائيلي الذي هو في قلب البلاد العربية يضرب يمنة ويسرى ويتعدى ويظلم ويهدم ويدمر ويقتل ويأسر فطبعا هذا الواقع ليس في صالح العالم العربي ولذلك فان أية مبادرة كنا ننتظرها وقد جاءت هذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين كالندى الذي يصيب الظمآن الذي بات طويلا وهو لا يرى الماء وهذه قد أعادت لكل الأمة العربية الأمل بأنه بالامكان ان يتحقق الوفاق وان تعود للأمة كلمتها المجتمعة وصفها الموحد. لذلك أقول ان هذه المبادرة مبادرة جيدة جداً ومبادرة في الوقت المناسب. فقد اثقل جسمنا واهلكنا هذا التنازع القائم بين المغرب والبوليساريو وبين المغرب والجزائر وبين الجزائر وتونس، وتونس وليبيا وليبيا ومصر ومصر والسودان والعالم العربي كله متخالف ومتنازع ولا يلتقي هذا مع هذا.. فلا شك أن هذا شيء لا يمكن أبدا أن يتناسب لا مع مصلحتنا السياسية العالية ولا مع تقاليدنا وأعرافنا ولا مع ما أوصانا به الله سبحانه وتعالى من أن نكون أخوة متحابين ومتعاونين ومتفاهمين. مثل هذه المبادرة نابعة من صلب مفاهيمنا ومن صلب معتقداتنا وأفكارنا ومحققة لأهدافنا وغاياتنا وهي جمع الكلمة وتوحيد الصف، ولذلك فان خادم الحرمين الشريفين في خطوته هذه مشكور منا ومشكور من جميع المسؤولين في العالم العربي ومشكور من الأمة العربية، بل هو فوق هذا وقبل هذا وبعد هذا مجزى الجزاء الحسن من رب العالمين. ولا شك اننا نتمنى ان لا تقتصر هذه المبادرة على مصالحة تكون بين ملك الملك والرئيس الجزائري وهي مصالحة في محلها كما أشرت ولكن ان تتسع هذه المبادرة بحيث تشمل كل النزاعات التي هي موجودة اليوم وتصلح ما بين الاخوة وتعيد لهم الأجواء التي يفرض ان تكون بينهم اجواء المحبة وأجواء التعاون، اجواء المودة، اجواء التوحيد، رص الصف التي نحن اليوم احوج ما نكون اليها.

ان امة عربية لها تاريخ مجيد ولها ماض يكتب بماء الذهب يفتخر كل انسان بأن يكون منتسباً اليه لها تراث رفيع من مثل التراث الاسلامي الذى حوى كل شيء والذي عمل ويعمل لتعزيز وجود الانسان وتكريمه، مثل هذه الامة لا يجوز ان يكون واقعها وحاضرها الا منسجما مع تراثها وماضيها وينبغي أن تتحرك كل القوى وبالذات ان يتحرك الملك فهد ما دام قد أخذ على نفسه مثل هذه المبادرة. أن يتحرك في اتجاه تكريس المصالحات وتعقد في أقرب فرصة أول قمة عربية يلتقي فيها الجميع وهم اخوة متحابون متعاونون يعملون كقلب واحد وكفكر واحد ويد واحدة في وجه الأعداء الذين يتربصون بهم.

• كيف ترى مسار الأزمة اللبنانية في الوقت الراهن على ضوء التطورات الجارية في الجنوب واستقالة رئيس الحكومة رشيد كرامي؟

- طبعا، الأزمة اللبنانية في تصاعد مستمر منذ مدة وهي تنتقل من تعقيد الى تعقيد ومن سيء الى اسوأ بدءا بالوضع المتفجر في الجنوب الذي احدثته اسرائيل من خلال غزواتها الجوية المتكررة وما تبع ذلك من مصائب واضرار وعمليات نزوح ثم استقالة الحكومة ووصول الأمر الى شبه طريق مسدود، الوضع تبعا لذلك في حالة سيئة جدا، وليس هذا ما يرغب به كل اللبنانيين اللهم الا اذا رأينا ان هناك بعض الذين رهنوا انفسهم للشيطان والعدو وبدأوا يعملون في الخط الذي يعاكس المصلحة الوطنية.

هؤلاء هم فقط الذين يستفيدون من هذا الواقع المؤسف، اذن نحن نستطيع ان نقول ان الوضع السياسي اليوم والوضع الاقتصادي اذا شئت ان توسع اكثر من ذلك هو بالاجمال وضع ليس في مصلحة اللبنانيين ولا في مصلحة المنطقة ككل.

• ما هو الحل برأيك على المستويين الخاص بالوضع في الجنوب والأزمة الحكومية؟

- بالنسبة للوضع في الجنوب الحل واضح: الاسرائيلي يجب أن ينسحب من كل الأراضي اللبنانية وينبغي أن تبقى القوات الدولية الموجودة في المنطقة الجنوبية لتستطيع أن تحافظ على بعض الهدوء وتعزز كل توجهات السلطة الشرعية بحيث يصار الى تطبيق القرار رقم 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي لا تزال نصرخ وننادي من أجل تنفيذه.

وأما بالنسبة لاستقالة الحكومة، فهي برأيي كانت حدثا لا بد منه لاحداث صدمة لكل اللبنانيين ليعوا حقيقة ما هم فيه وليتحركوا بايجابية وجدية وبكل الاخلاص لانقاذ البلد.

لأن ما انتهى اليه وضع لبنان على كل الأصعدة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وحياتيا، لم يعد مقبولا ولم يعد من الجائز السكوت عليه أو الاستمرار فيه ولذلك كان لا بد من حركة تحدث صدمة وتعيد الناس الى واقعهم، وأعتقد أن ذلك هو هدف الاستقالة وتصوري انها لن تستمر ولا بد من الوصول الى ما يمكن ان يعيد الامور الى شيء يساعد على تحريك السلطة الشرعية والعمل الادراي ويصبح للحكومة وجود فعلي على الارض.
لا بد من استرجاع المؤسسات التي سلبتها القوى المسلحة وغيرها.

• ولكن اذا كانت حكومة على غرار هذه المسماة "حكومة وحدة وطنية" وعلى هذا القدر من القوة لم تستطع ان تفعل شيئاً، فما الذي تستطيع ان تفعله اية حكومة بديلة؟

- في تصوري ان هؤلاء الموجودين الان في الحكومة الحاضرة مع احترامي لهم وتقديري لكل ما يتصفون به من كفاءات وامكانات يمكن ان يكونوا هم سبب التدهور الذي نعيشه.

ينبغي أن تتغير هذه الحكومة وتأتي حكومة من المفكرين الذين لا علاقة لهم بالسلاح والمسلحين ولكن لهم كل العلاقة بالقضية الوطنية والقضايا الراهنة التي تهم المصلحة اللبنانية ويعملون بعيدا عن مصالح المسلحين والميليشيات لاعادة مسحة الامن والهدوء الى البلد.

• هناك من طرح اسمك كمرشح لتشكيل حكومة جديدة؟

وضع خطير في الجنوب

• لنعد قليلا الى الوضع في جنوب لبنان، يبدو ان الوضع عاد الى ما كان عليه قبل العام 1982 من بعض جوانبه خاصة لجهة تشابك بعض القوى الاقليمية وتشعب مناطق النفوذ وتوزعها على عدد من الاطراف، كيف تتصور الطريقة المثلى لتفادي حصول كارثة ما قد تحصل ربما في منطقة صيدا بشكل خاص؟

- لقد قلت وأكرر أنه لا بد من خروج اسرائيل من الجنوب لان وجودها هو أحد اسباب تحريك السلاح والمسلحين ودخول بعض الذين يريدون ان يصطادوا في الماء العكر من خلال هؤلاء ويتوسلوا من خلال هذا الوضع المحموم للعب ادوارهم التي هي سبب الكثير من متاعب الناس ومعاناتهم. ولذلك أرى ان اهم الخطوات التي يجب ان تتخذ لابعاد شبح الالام والخراب عن المنطقة وشبح الخوف من وقوع اي شيء يمكن ان يؤدي الى مصير مأساوي هو ان يضغط على اسرائيل من اجل تطبيق القرار 425 وهو ما يضمن الكثير من الامور التي تريح منطقة الجنوب وتكون مفتاحا لعدة حلول ومنها استعادة لبنان استقراره وشرعيته.

• هل تتوقع ان تعود اسرائيل لاجتياح المنطقة؟

- انا استبعد ذلك كثيرا، اسرائيل الان لا تزال تضرب مناطق ولا اظن انها ستدخل كما دخلت في الماضي لانها ستكون الخاسر الاكبر وهي تفهم هذه الامور. تجربتها الماضية لم تكن تجربة بدون ثمن ابدا، ولذا لا اتصور انها ستغامر مجددا، ربما تعمد كما يقول البعض الى تعزيز الحزام الامني ولكن هذا لن يغنيها عن استمرار تلقي الصدمات والضربات من الذين يأبون ويرفضون وجودها وهم كثر والحمد الله.

هناك رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن ارضهم، هذه ارض يجب ان تبقى منزهة ومصونة ومن حق كل لبناني ان يدافع عن ارضه ويحمي غمارها ويحيط بلده بكل الوسائل التي تحفظ له كرامته وسيادته، ولذلك أكرر ان هذا الحزام لن يكون بالفعل امينا بل سيسبب المزيد من الضرر لاسرائيل، والامن الوحيد لها هو ان تنسحب من ارض الجنوب وتتركها لاصحابها لكي يعودوا اليها بعيدا عن ضغوطها وضغوط غيرها.


• على الجانب الاخر، هناك خوف كبير من احتمال انفجار الوضع داخليا في منطقة صيدا، والبعض يطرح فكرة توسيع الدور الامني السوري وصولا الى منطقة الزهراني، هلا ترى ذلك حلا؟

- المشكلة كانت بين الطرف الوطني وجماعة انطوان لحد، ثم تحولت الى خلافات وصراعات في الداخل ما بين الاخوة، بسبب وجود المخيمات. والان لا شك، بعد ان استقرت الاوضاع واطمأنت الناس الى ان الحصار خف بعض الشيء ودخلت المؤن الى المخيمات  وبدأت مسيرة تسوية المسألة الفلسطينية، هناك من يريد ايجاد متاعب جديدة. هناك قوى لبنانية شرعية محترمة، هي اللواء الثاني عشر التابع للجيش اللبناني، ومتفق عليها من الجميع يمكنها ان تحمي المنطقة وتحافظ عليها وتضمن الاستقرار للجميع، ولكن ليس معنى هذا اننا نرفض دخول القوات السورية باعتبار ان هذه القوات دخلت الى بيروت الغربية وهي موجودة تقريبا في كل مكان، الا اننا نخشى ان يكون دخولها الى المنطقة الجنوبية المذكورة ذريعة للمزيد من الدور الاسرائيلي مما يطيل في عمر الازمة ويسبب مشاكل كثيرة ولذلك نقول انه بالامكان الاعتماد على القوات النظامية اللبنانية الموجودة وليس هناك اي سبب يدعو الى الخوف لان اهل صيدا والحمد لله متفاهمون والوفاق بينهم قائم بصورة جيدة جدا.

وطبعاً، بامكان السوريين عندما يجدون ان دخولهم سيكون حلا، ان يدخلوا.

مسؤولية "حرب المخيمات"

• دعني أسألك سماحة المفتي من هو المسؤول عن "حرب المخيمات" منذ اندلاعها حتى اليوم؟

- هناك اخطاء كثيرة وقع فيها الكثيرون، ليس من الصحيح ان نقول ان الجهة الفلانية هي المسؤولة. حرب المخيمات مسؤول عنها كل الموجودين على الساحة اللبنانية وخارج الساحة اللبنانية ممن يعتنون بالقضية الفلسطينية ويهتمون بها أو يقولون انهم يعتنون بالقضية الفلسطينية والقضية اللبنانية، هم مسؤولون عن هذا الواقع ولا يجوز ابدا ان نحصر المسؤولية في جهة دون اخرى، وأرجو أن لا تدخل معي في التفاص%

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة