إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : الحلول في لبنان ليست مستحيلة
التاريخ : 1987-02-04
المرجع : جريدة الشرق

• سبب المحنة اللبنانية هو الصراع مع العدو الإسرائيلي
• انتقد بعض الدول العربية لإغلاقها سفاراتها ومؤسساتها في لبنان
• المذكرة التي وجهت الى قادة الدول الإسلامية في مؤتمر القمة الإسلامية الخامسة في الكويت
• تركزت المذكرة على مساعدة لبنان لرفع كابوس الاحتلال الإسرائيلي وترميم اقتصاده الوطني
• إن من حق لبنان على اخوته العرب ان يزوروه ويتردد على المسؤولين في هذا البلد
• إن الحروب الدائرة على أرض لبنان تمثل صراعاً دولياً بأدوات لبنانية
• كنت أتوقع ان يلتقي الجميع في مؤتمر القمة الاسلامي في الكويت ويكون هذا اللقاء فرصة لمحاكمة ضميرية يحاسب فيها الجميع بعضهم بعضا بمحبة ومودة

أكد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد ان الحلول في لبنان ليست مستحيلة، كما أكد ان سبب المحنة اللبنانية هو الصراع مع العدو الإسرائيلي.

وانتقد بعض الدول العربية لإغلاقها سفاراتها ومؤسساتها في لبنان، وأشار الى ان ما يعانيه اللبنانيون ليس كله من إسرائيل، إنما لأسباب متصلة بالعالم العربي، وطالب العرب والعالم الاسلامي بمد يد العون والمساعدة لإنقاذ لبنان، وبالتحرك في المحافل الدولية لإنصافه بالتعاون مع سوريا.

جاء ذلك في حديث ادلى به المفتي خالد أمس لإذاعة بيروت الرسمية، وفيما يلي نص حواره:

• في المذكرة التي وجهتموها الى قادة الدول الإسلامية في مؤتمر القمة الإسلامية الخامسة في الكويت ونشرتها الصحف اللبنانية ووكالات الانباء تركزت على مساعدة لبنان لتحقيق امرين: رفع كابوس الاحتلال الاسرائيلي عن كاهله وترميم اقتصاده الوطني. هل ترى ان الدول العربية والاسلامية قادرة في ظل الوضع القائم حالا على توفير هذه المساعدة للبنان؟

- طبعا القدرة شأن نسبي يعرفه كل من يراد تقديرها عنده، اذا كان فردا او جماعة او دولة او غير ذلك. والقدرة هي وليدة الارادة، اذا لم تكن لدى الانسان او الجهة التي لها رغبة في ان تكون لها شأن، اذا لم تكن لها الارادة ان تتجمع لها القدرة فلا تكون. القدرة هي وليدة الارادة. اذا وجدت الارادة الجماعية لدى الدول امكنها ان تحقق ما يتطلع اليه الناس، ومن اولى الواجبات التي عنى الدول العربية ان تنظر الى ان كل جزء من الامة العربية هو جزء منها وليس جزءا منفصلا قائما في ذاته له شأنه ولهم شأنهم، ولا يعنيهم امره في شيء ابداً، بل هو جزء منها، وتعتبر معاناته ومكابرته ووضعه الذي يعيشه في الحقيقة معاناة ومكابرة ووضعا متفرعا من ما للامة بكاملها. هي معاناة الأمة، هي مكابرة الأمة، الوضع هو وضع الأمة، وعلى الامة في هذه الحال، وعلى الدول الممثلة لها ان تتدبر كل الاجراءات والخطوات الكفيلة بما يكشف اسباب هذه المعاناة وهذه المكابرة عن كاهل هذا الجزء من كيان الامة.

اضاف: "العدو اليوم يحتل الارض اللبنانية، وهو بهذا التصور يحتل جزءا من اراضي الدول العربية واراضي الامة العربية والاسلامية، ولبنان يرزح تحت كابوس ضاغط من ايذاء العدو واجتياحاته واساليبه في الظلم والجور والعدوان، وهذا يعني ان جزءاً من الجسم العربي يرزح تحت ضغط الضرب المتوالي من العدو، والعدوان المتوالي، اذ ان على كل الدول العربية ان تهب نظرنا هبة واحدة، وان تلتقى في استمرار حتى تصل الى عملية انقاذ تثبت فيها قدرتها وتعرب فيها انها وحدة ترفض من خلال هذه الوحدة الافتراء على اي جزء واي طرف من اجزائها او اطرافها في اي شكل من الاشكال، فضلا عن ان الذي يعانيه لبنان اليوم ليس كله بيد اسرائيلية بل هو ايضاً لاسباب متصلة بالعالم العربي، فلماذا لا توجد الارادة لدى القادة والرؤساء لعمل ما ييسر اعادة سيادة الدولة اللبنانية على ارضها، وييسر ترميم اقتصادها، ويعيد الى الشعب ثقته بنفسه؟"

• ذكرت عملا ما. ما هي المجالات المتاحة للتحرك امام العالم الاسلامي كله لمساعدة لبنان على تحرير ارضه من رجس الاحتلال الصهيوني؟ هل في امكان هذه الدول مجتمعة ان تقدم دعماً حسياً في هذه المجالات؟

- الذي نراه ان من حق لبنان على اخوته العرب ان يزوروه وان يكرروا  من هذه الزيارة، وللتردد على المسؤولين في هذا البلد. وفي هذه المناسبة لي عتب كبير على اخواننا العرب الذين تركوا لبنان واغلقوا سفاراتهم في الوقت الذي بقي الغرب، بقيت الدول الاجنبية على ارضه، وبقيت سفاراتها ومؤسساتها على ارضه. فمن حق لبنان ان يزوروه وان يعيشوا معه، وان يحيوا آلامه وايامه الصعاب التي يمر بها، ويلامسوا يوماً بيوم ومصيبة بمصيبة، ويمثلوا دور التعاطف الصحيح بين الجزء والكل وبين الكل والجزء، ودور التعاون بين الاخ واخيه. فمن حق لبنان على اخوته العرب ان يزوروه وان يدرسوا على الارض مشاكله، ومتاعبه واسباب ازمته السياسية واسباب ضائقته المالية واسباب وضعه الاقتصادي المنهار، من حقه عليهم ان يعقدوا اللقاء تلو اللقاء مع القادة، مع المسؤولين، مع الرموز، مع المدبرين للمؤسسات وللمشرفين عليها، من حقه على هؤلاء ان يعقدوا هذه اللقاءات على ارضه وخارجها لتحقيق مدارسة جماعية لكل الامراض وكل المتاعب والمشاكل، التي يعيشها هذا البلد بقصد التوصل الى ايجاد حلول. وفي تصوري ليست هذه الحلول مستحيلة. فنحن لا نؤمن بأن على الارض شيئاً مستحيلاً، كل شيء ممكن والاستحالة لا وجود لها الا اذا كانت متعلقة بشأن من الشؤون التي اصبحت مستحيلة لأن الله سبحانه وتعالى جعلها مستحيلة. ان هذا الموضوع ليس مستحيلا البحث عن الحلول ليس مستحيلا الحلول نفسها ليست مستحيلة. فمن هذه الحلول القيام ببعض الضغوط وبكثير من الضغوط التي يمكن ان تتخذ تجاه بعض الدول في المحافل الدولية للتوصل الى انصاف لبنان والى كشف بعض المعاناة المسببة عن هذه الدول، وايضاً يمكن ان تكون هناك الحلول عن طريق بعض المساعي التي يمكن ان يقوم بها وان ينشط، بها الاخوة العرب في المجالات العالمية لتأليب الرأي العام لإنصاف لبنان ولإخراج إسرائيل من أرضه اما عن طريق السلم واما عن طريق الحرب، اما بالرضى واما بالكره لانها موجودة على ارض ليست ملكاً لها، وقد دخلتها عن طريق الاغتصاب، والقوانين الدولية وحقوق الانسان تدين مثل هذه التصرفات، واذا هذه من الحلول ان نلمسها وان نتوجه إليها، والجهود تبذل ايضاً ومساع توجه لدى حملة السلاح الموجودين على الارض، الموزعين في كل منطقة من لبنان وهناك كثرة منهم تلعب دوراً فيه كثير من البلبلة، والكثير مما لا يتفق مع ما حملوا من اجله السلاح ولا مع مع يحقق بالفعل مصلحة الانسان على الارض، فيبذلون الجهود لدى هؤلاء من حملة السلاح في داخل الوطن ليوفقوا ما بينهم وليرفعوا عنهم الغطاء السياسي الذي منحهم من منحهم اياه ليعود الاستقرار الى لبنان والطمأنينة الى شعبه.

• قلت في المذكرة ان الحروب الدائرة على ارض لبنان لا يمكن وصفها انها حرب لبنانية، انما هي في واقع الامر حرب عربية بمقدار ما هي لبنانية، وهي تمثل صراعا دوليا بأدوات لبنانية. كيف يمكن اضاءة النقطة التي تتناول البعد العربي في الحرب اللبنانية؟

- طبعاً قلت ذلك، ونحن هنا في صدد تكراره. نحن نكرر ما قلناه ونثبته. فالمعلوم ان الخلافات العربية – العربية لم تعد خافية على احد ممن يعمل في السياسة ويجد في عالم الصحافة والتحليل السياسي والقومي ايضاً. لقد انتشرت في بداية القرن العشرين ايديولوجيات وطنية وقومية واشتراكية نتيجة الايديولوجيات العالمية التي دخلت منطقتنا، ونتيجة تعدد الحضارات في منطقة الشرق الاوسط، ولا يزال هذا الخلاف ناشبا بين قادتنا ورموزها. ان الإيديولوجيات الوطنية والقومية والاشتراكية التي ظهرت نتيجة تلك الأمور، الآن هي لا تزال محل خلاف ونزاع بين القادة. فهذه من مظاهر النزاع العربي – العربي.

لا يزال الصراع ناشباً لاختيار الافضل وتعييش الاقوى، والأمثل والأفضل. وقد انتقل هذا الخلاف مع الآسف الى المجتمع اللبناني، وهو الان يعيش معنا في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا مع الاسف وفي زواريبنا واقتصادنا، اصبح يعيش معنا في كل هذه الامور، يشجع عليه القادة مع الاسف والرؤساء العرب بالمال والسلاح لتوجهات وربما لقناعات، ودعموه كل من جانبه ومن وجهة نظره حتى استعر الخلاف وامتد واحتدم. ونشب الخلاف السياسي بين اللبنانيين بعضهم مع بعض حول صيغة الحكم أخيراً، اولاً بدأ خلافاً بين اللبنانيين حول بعض الايديولوجيات، ونؤيد هذا او نؤيد هذه او نؤيد تلك. ثم انعكس هذا عليهم هم نحو الصيغة التي يعيشونها ويعيشون في ظلها، هل هي مقبولة او مرفوضة او انها يجب ان تعدل؟

اضاف: توجه هذا الخلاف نحو صيغة الحكم ثم لما نشب هذا الخلاف السياسي بين اللبنانيين بعضهم مع بعض حول صيغة الحكم، وسنحت الفرصة واصبحت مؤاتية ليفرض البعض وجودهم على الارض اللبنانية، كان هذا الاصطدام الذي نعاني اليوم مآسيه وثمراته في هذه الفترة من عمر لبنان، ولذلك فاننا نعتبر هذا الاصطدام نتيجة تلك الخلافات والايديولوجيات واحد العوامل التي زادت في الآم هذا الوطن العربي ومتاعبه ومصائبه.

وانت تعتبر ان اساس هذه الحرب – الفتنة هو صراعنا مع اسرائيل وتؤكد بالتالي ان لبنانيدفع من دماء ابنائه ومن اقتصاده وازدهاره ثمن التصدي للعدوان الاسرائيلي على الامة العربية. اذا انت تطلب من الدول العربية والاسلامية المشاركة في التصدي للعدوان الاسرائيلي على الامة والمقدسات. هل تلوح من خلال هذا الطرح بوادر استجابة وعلى أي مستوى؟

- نحن لا ننكر ان الدول العربية والإسلامية تعترف بهذا الاعتبار وتقره وتأخذ به، هو اعتبار مقبول بالنسبة اليها، ولا نظن بانها تتهرب من المشاركة في التصدي للعدوان الاسرائيلي على الامة وعلى المقدسات، والدليل على ذلك انه بالفعل شاركت، فالدول العربية او بعضها على الاقل قد شارك في القتال وشارك في السلاح والمال، وشارك بعضها في شيء من هذا، ولم يشارك في اي شيء آخر فمعركة 1948 اشترك فيها عدد من الدول وقاتل، وان كان فشل في النهاية، وكذلك في العام 1967 قاتل كثيرون من الدول العربية، هدروا دماءهم لانقاذ شعب فلسطين ولإعادته الى أرضه، ولمنع التمدد العدواني، ولعدم السماح بوجود هذه الدولة في هذه المنطقة، عملوا جهدهم ولا يزالون، في 1973 كذلك كانت المعركة بين بعض الدول العربية وبين إسرائيل دفاعاً عن الأراضي المقدسة، ومواجهة وتصدياً لإسرائيل وعدوانها. إذاً الدول العربية في تصورنا لا تهمل هذا الاعتبار ولا تتهرب من الالتزام به. وقد تحملت بالفعل قسطاً كبيراً من هذه المسؤولية، ولكن مما لا شك فيه ان مشكلة الوجود الإسرائيلي والحرب مع إسرائيل أفرزت الكثير من المشاكل والمواقف والسياسات والأنظمة العربية والاسلامية، ولا تزال قادرة ومحتملة على ان تكون سببا لظهور البعض منها ايضا، لا تزال محتملة ان توجد بعض الأنظمة والموجودات، ولكن مثل هذه الأمور لا تمر في المجتمع مروراً سريعاً، بل تحدث ارتجاجات خطيرة انتمائية وسياسية وأمنية واقتصادية، وما مشكلة لبنان وأزمته اليوم إلا إحدى الظواهر التي أفرزتها مشكلة وجود إسرائيل والمصيبة التي وقعت على شعب فلسطين والمصائب التي توالت عليه حتى هذا التاريخ.

لبنان مشكلته اليوم وأزمته هي إحدى ثمرات هذه الظاهرة، ومع ذلك نحن لا ننكر وجود بوادر استجابة في بعض الأحيان من هذه الدول، وان كانت دون المستوى الذي نأمل فيه، والذي يفترض ان يكون. الدول العربية اليوم تعد حوالى 20 أو 22 دولة، وعدد سكانها يتجاوز الـ200 مليون، وإمكاناتها المالية والاقتصادية أعظم إمكانات في العالم، لا في الشرق بل في العالم كله. وتراث هذه الأمة تراث يندر ان يكون مثله في الأمم كلها. تاريخها ناصع، وأهدافها رائعة، وأخلاقها وأسسها وركائزها كلها من المستوى الرفيع كان من المفروض ان تؤهلها لأن تكون قادرة لا على ان تصد إسرائيل بل على ان تصد من هو اكبر من إسرائيل في حال التفكير في العدوان عليه، ولكن ان يقع مثل هذا، فلا شك ان الدول العربية تعيش مأساة منذ القرن التاسع عشر من ذيول القرون الوسطى، وطبعاً هذه المأساة لا تزال تجر ذيولها، ولا تزال حتى الان نرى آثارها على الدول ولكننا نبقى على امل كبير في ان يتمكن القادة من الملوك والرؤساء والأمراء في ان يفكروا بعقلية جديدة، بتوجيه جديد وبتقدير جديد في شكل يتساوى مع مستوى الامة، مع آمالها، مع حضاراتها، مع قدرات شعبها الهائلة، ان يفكروا من خلال هذا حتى يستطيعوا ان يكونوا في مستوى آمالنا جميعاً ويحققوا ما نصبو إليه ويحققوا ايضاً آمالنا.

• اي نوع من الدعم الممكن والملموس ترى ان المقاومة الباسلة في حالة إليه من العالمين العربي والإسلامي حتى تبقى شعلتنا مضاءة على طريق العمل للتحرير واسترجاع الأرض والسيادة؟

- طبعاً نحن نرى ان اول ما يمكن ان نطالب به الان هو ان يتحقق الدعم للبنان باستعادة سيادته وشرعيته على ارضه ومؤسساته، على كل الاطراف على الساحة اللبنانية، وان مثل هذا الدعم لتتمكن الشرعية من ارجاع مؤسساتها ومرافقها وتتمكن من ان تمارس مهامها على شعبها ومواجهة جوارها ومواجهة من يتصدون لها وخصوصا إسرائيل ان هذا من اوائل ما يمكن ان تفكر فيه الدول، فنطلب ان يتحقق الدعم الاول لهذه الشرعية لتعود الى اشراقها، الى قدرتها، الى طاقتها، لتضع حدا لهذه الفوضى، ولهذا الذي نعيشه على الارض، طبعا دعم الدولة وسيادتها على ارضها يعني ان المطلوب دعمها بالمفهوم الواسع لتسترجع ثقتها على ارضها، لتستعيد اقتصادها الناجح والمتحرك، والذي كان مثلا رائعا في الستينات واوائل السبعينات، وكانت كل الدول تتطلع الى ان يكون لها ما للبنان من نشاطات ومن انتشارات، اذ انتشر هذا النشاط الاقتصادي حتى كاد يلمس العالم كله، ولا شك في اننا عندما نحقق للبنان هذا الدعم نساعده على ان تعود اليه ثقته بذاته وقدرته على الحركة، واتخاذ القرارات وليصبح مؤهلا لاستيفاء عناصر الصمود في وجه تحديات الدور الاسرائيلي المختلف في كل حين وفي كل آن.

فإسرائيل اليوم لها ادوار على ارضنا عن طريق ما نراه من وجود في المخابرات وحتى في بعض القرارات احيانا التي تتخذ وطبعاً هذه الأدوار تمثل اعاقة كاملة للسيادة اللبنانية وادوار السلام والخير التي يلعبها بعض المصلحين، اعادة دعم لبنان وسيادته معنى ذلك اننا نمكنه ليقف على رجليه ويستعيد ثقته بنفسه ويتصدى لاسرائيل ولكل من يعاون اسرائيل ويساعدنا في الخفاء، ويكون قادراً لان يقف الى جانب اخوانه العرب في ايامهم العصيبة في هذا العصر في القرن العشرين، وما لم يكن في تصورنا للدولة ومهابتها وللشعب اللبناني قوته وقدرته وثقته بذاته، فلن تكون شعلة المقاومة قادرة على ان ترسل اضواءها المباركة في ساحات المعركة وكل توجهات النضال، ولن تكون لها امكاناتها في الصمود والتصدي للعدوان الاسرائيلي لمقاصده، التي يحاول ان يدرسها وان ينفذها في كل منطقة من مناطق لبنان وفي كل ظرف من الظروف ليبقى لبنان اشلاء ممزقا كما ترى اليوم.

• هل تجد الساحة الداخلية قادرة على متابعة الصمود اذا استمر الواقع المعاش على حاله؟

- استمرار الواقع الذي نعانيه في السلطة الشرعية على حاله من الشلل والتمزق والتفسخ والعجز شبه الكلي، وما نراه أيضاً لدى الشعب من الفلتان والفوضى والنزاع المستشري والذي وصل الى درك الخطورة، وتنعكس آثاره كلها على الشعب نقمة حادة وغضباً شديداً على الكثيرين ممن يحملون السلاح ويتصرفون به، لا شك في ان استمرار هذا الواقع سيخلي الساحة الداخلية من المقومات الأساسية، سيخليها من الركائز التي تساعد على تعزيز اسباب الصمود، والمواجهة اللبنانية للعدوان الاسرائيلي الذي لا يزال في كل حين على اهبة القفز للنيل من هذه الارض، من هذه الفئة، من هذه القوة، يبقى هو القوي ويزول الوجود اللبناني، كل هذا طبعا يتطلب المبادرة الان من الجميع، جميع اللبنانيين ان يعودوا الى ذواتهم الى ضمائرهم ان يبادروا الى حزم امورهم والعدول عن كل الممارسات السيئة التي تجري على الارض، بأيدي بعض المسلحين وفتح كل المجالات التي تساعد على اعادة اللحمة بين ابناء الشعب والتفاهم الى قادته والتعاون بين الجميع حتى ينقلب الصف من جديد موحداً، ويعود القرار ايضا موحدا والموقف ايضا موحدا قبل ان يفوت الاوان وعند ذلك لا ندفع الثمن.

• هل وجدت في قرارات مؤتمر القمة الاسلامية الخامس ما يعزز السبيل الى توافر الدعم لـ"المقاومة" في الجنوب والبقاع الغربي.

- كانت قرارات المؤتمر على جانب واضح من الاهمية عموما وكذلك كانت بالنسبة الى ما يمس الشأن اللبناني، خصوصا، كانت ايضاً لها طابع الاهمية عندما توجهت الى دعمه سياسياً واقتصاديا، ولا ريب ان تمكينه من استرجاع عافيته من الناحية السياسية والامنية والاقتصادية وذلك بدعمه من خلال خطة متكاملة تنشط الدورة الاجتماعية وتبعث الحركة الانمائية والعمرانية لترميم ما تهدم من مؤسساته وتخرب من احيائه، لا شك ان ذلك سيعيد له اشراقته الحضارية وسيساعده حتماً على استرداد قدرته في العطاء والانشاء والابداع وسيرفده بشحنات جديدة من الامل الذي يبعث فيه حميته الذاتية، وهذه كلها ركائز وقواعد اساسية هامة لا يمكن ان يستغنى عنها لتجديد روحية المقاومة ولبعث كل وسائل دعمها لتتابع مهمتها في مواجهة للعدوان الاسرائيلي في الجنوب وفي البقاع الغربي وهكذا نجد في قرارات المؤتمر التوجهات الواضحة لدعم لبنان في كل الحقول ليسترجع عافيته التامة وسيادته الشرعية على ارضه وشعبه وليتحمل مسؤولياته بكل ما للكلمة من معنى.

• هل يمكن التعويل على تحرك قادة الدول العربية والاسلامية لدى المراجع الدولية لرفع كابوس الاحتلال الاسرائيلي عن كاهل لبنان؟

- دخول سوريا ارض لبنان العام 1977 كان تحت مظلة قرار عربي صدر عن الجامعة العربية، ودخلت مع قوى عربية مختلفة تحت اسم قوة الردع العربية، فلماذا لا يمكن استئناف الدول العربية مثل هذا الموقف؟ لماذا لا تستطيع هذه الدول العربية من جديد ان تتخذ مثل القرار السابق؟ لماذا لا تستطيع ان تتعاون في ما بينها، وبالذات مع الشقيقة سوريا لاجراء الضغوط لدى المراجع الدولية لمساعدة لبنان على الخروج من محنته؟ لماذا يستبعد ان يكون ذلك قليل النفع او غير عملي؟

واظن ان المرحلة الجديدة بعد القمة الاسلامية التي انعقدت اخيرا مختلفة الى حد ما عن قبلها لان المرحلة تتسم ببعض الايجابيات التي لم تكن متوافرة من قبل وهو ما يساعد على الامل من جديد بامكانات تحقيق ذلك والتعويل عليه بهدف التخلص من الاحتلال الاسرائيلي لارض لبنان.

• طلبت من قادة الدول الاسلامية رعاية استثنائية لظروف التشريد والتهجير فهل تطلب المستحيل ام انك تلح على طلب الحد الادنى المعقول والمتوجب؟

- طبعا، هذه الرعاية التي نطلبها هي من ضمن المطالب الكبرى المتنوعة التي واجهناها في مناسبات عدة لمساعدة الانسان المقيم على ارض لبنان والذي اصابه العذاب من كل الجهات ومن كل حدب وصوب التهجير، واصابه التشريد وناله ما لم ينل انسانا في ظرف من الظروف الصعبة التي يمر فيها. ناله الدمار والقتل، ناله نزيف دموي وخراب اقتصادي وضلال في الطريق وفوضى امنية، كل ذلك اصاب هذا الانسان واصبح من حقه ان تتوجه النفوس ليلقى هذا الشعب رعاية جديدة تلملم انفاسه وتساعده ليسترجع قوته وقدرته وثقته بذاته وبنفسه وبوطنه وامته، ولا نظن في شكل من الاشكال ان مثل هذا المطلب مستحيل، بل هو ما ينبغي العمل له للفوز به.

• هل خفت مرة على صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين وبالتالي هل بلغت هذه الصيغة مرحلة الخطر خصوصا انك تركز دائما على طلب الانقاذ لصيغة العيش المشترك.

- هذه الصيغة هي دوماً عرضة للخطر، وهذا ملحوظ من خلال الوقائع التي كانت تنزل على الساحة اللبنانية فتهز الشعب من اقصاه الى اقصاه ونبدأ نسمع من هنا وهناك اقوالا ومقالات ودعوى ربما اقلها التقسيم واقلها الكونتات وما شابه ذلك، هذه الصيغة دوماً عرضة للخطر بسبب هذا الذي قلنا، وبالذات هي ايضا عرضة للخطر في هذه المرحلة الصعبة التي اضاع فيها الكثيرون من الممسكين بمقاليد الامور الرؤية الصحيحة وفقدوا ارادة العطاء والعمل في صدق وجدية وحزم وتلهوا في التراشق بالتهم والانتقادات وانفلت كل منهم على الاخر ليضع من قدره او ما شابه ذلك، او ليتخذ منه سببا ليقفز على الصيغة وينتهي منها لتحقيق مآرب، اما لذاته او لاشياء موجهة بها من الخارج.

ولكننا مع ذلك كله نحن سنبقى على منهجنا، سنبقى على موقفنا وخصوصا بعدما رأينا فشل اكثر الحاملين للسلاح وعجزهم عن الاصلاح بل امعانهم في الافساد والضياع، سنبقى في توجهنا لنحافظ على لبنان ولنحافظ على وحدة التعايش بين ابنائه على ارضه من كل الطوائف، ليستطيعوا ان يلعبوا دورهم الحضاري العربي البناء الذي ينتظره الجميع.

• الملاحظ انك حصرت توجهك الى ملوك ورؤساء الدول الاسلامية في الكويت على طلب مساعدة لبنان لترميم اقتصاده الوطني، وانقاذ صيغة العيش المشترك، هل لأن هذا هو السبيل في نظرك لانقاذ لبنان على مستوى العمل الاسلامي العام؟

- الحقيقة هي ان تمكين لبنان من انقاذ صيغة عيشه المشترك، مفهومه تمكينه من استرجاع سيادته على ارضه فكيف يمكن ان ننقذ هذه الصيغة ولا نكون قد انقذنا سيادته على الارض؟ فعندما تحيا هذه الصيغة وتثبت صيغة التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في تفاهم وتعاون في ظل نظام ديمقراطي عادل يشمل الجميع بعدله وانصافه ومساواته نكون بذلك حققنا السيادة اللبنانية على الأرض اللبنانية. وطبعاً وعندما نساعد لبنان على ان ننفذ صيغته، نساعده أيضاً على ان يرحم اقتصاده، كيف يمكن ان نحقق ذلك بترميم اقتصاده؟ فهذه أمور متسلسلة يأخذ بعضها برقاب بعض، فنحن سنساعده بالتالي على ان يتمكن من تحقيق سيادته على أرضه ونساعده على ان يتمكن من ترميم اقتصاديه واسترجاع امنه وثقته بنفسه وماذا نريد اكثر من ذلك بعد؟

• هل كانت مقررات مؤتمر القمة الإسلامية في الكويت على المستوى الذي يحقق تطلعات العالمين العربي والإسلامي في المديين القريب والبعيد؟

- اذا قلت لك انني كنت أتوقع شيئاً اكثر مما قرأت لعلك كنت تستغرب لان ما صدر عن مؤتمر القمة الاسلامي هو في نظر بعض المعلقين جيد، الحقيقة انني كنت اتوقع ان يلتقي الجميع ويكون هذا اللقاء فرصة لمحاكمة ضميرية يحاسب فيها الجميع بعضهم بعضاً برحابة ومودة مستحضرين حساب الله الكبير بسبب الواقع المرير الذي تعيشه الأمة في هذا العصر من الخليج الى المحيط.

هذا الواقع الذي لا يرضي الله ولا يرضي الأمة، ولا يرضي القادة من ملوك ورؤساء وأمراء ولا يرضي إلا العدو، العدو الذي يلعب أدواره ويحقق أهدافه في مزيد من هذه المرارة، في مزيد من هذه الآلام ومن هذا الكابوس الشديد على ظهر الامة، ومع ذلك فاننا نرى انه قد صدر ما لو عكفوا على متابعته بعد انفضاض المؤتمر بإخلاص، لأمكنهم التخلص من الكثير من أسباب التردي الكبير الذي تعيشه الأمة وهي الجديرة بأعلى مستويات القوة والعزة والمهابة.

وكان المفتي خالد قد استقبل أمس، بدار الفتوى المستشار الرئاسي محمد شقير وبحث معه في آخر ما توصلت إليه الاتصالات بشأن عقد القمة اللبنانية السورية المنتظرة والمستجدات السياسية والأمنية على الساحة اللبنانية.

كما استقبل المفتي خالد وفودا شعبية من مناطق بيروت الغربية واطلع منها على الاوضاع الامنية في مناطقها.
ثم استقبل المفتي خالد رئيس اتحاد العلماء الاكراد في لبنان الشيخ خالد عميرات الذي اثار معه ما يلاقيه حملة هوية "قيد الدرس" من صعوبات ومعاناة لدى تجديدهم هوياتهم، من قبل الاجهزة المعنية.

وقال الشيخ عميرات اثر انتهاء اللقاء: لقد طلبنا من المفتي خالد القيام بالاتصالات السريعة لتسهيل انجاز معاملات حملة هويات "قيد الدرس" وهي المعطاة لهم منذ عام 1962 وتجدد كل عام، ولكنهم اليوم يحددون صلاحيتها بثلاث سنوات ويطلبون اوراقا ثبوتية تعجيزية.

وقد وعد سماحته بتكثيف الاتصالات لمعالجة هذه القضية.

من جهة ثانية يترأس المفتي خالد عند الساعة العاشرة والنصف من قبل  ظهر اليوم الاربعاء الجلسة الاسبوعية للقاء الاسلامي، حيث سيجري البحث في الوضعين السياسي والامني في ضوء ما انتهت اليه القمة الاسلامية التي انعقدت في الكويت واللقاء الذي جرى على هامشها بين الرئيسين حافظ الاسد وامين الجميل، اضافة الى المباشرة بالخطة الامنية الجديدة في بيروت الغربية، وموضوع المطارات.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة