إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : المتضررون يزرعون العبوات في بيروت
التاريخ : 1984-04-06
المرجع : مجلة الشراع

المتضررون يزرعون العبوات في بيروت

• لا أرى مصلحة في الكشف عن سير المفاوضات في دمشق
• يد قوية وقادرة تمسك بزمام مفاوضات دمشق
• لا تباين بين "اللقاء الاسلامي" والرئيسين كرامي والحص
• نحن مع تذليل ما يعترض انعقاد اللقاء الاسلامي الموسع
• ليس في مصلحة العرب بقاء لبنان على ما هو عليه


كثرت الأحاديث عن اللقاء الاسلامي وموقفه من المفاوضات الجارية في دمشق، وعلاقته بكل من الرئيسين كرامي والحص، وتباين آراء أعضائه أنفسهم حول ما يتعلق بالشأن اللبناني، وموقف اللقاء من الحكم، والقطيعة، وغير ذلك من المواضيع إضافة الى ما استجد على بيروت من عبوات تحاول اغتيال امنها.

كل هذه الشؤون حملتها "الشراع" الى مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد، وكان معه هذا الحوار.

• صاحب السماحة، عادت موجة العبوات الناسفة، والتفجيرات داخل العاصمة، فما هو تعليقكم على ما يجري؟

- هذا السؤال، مفروض ان يوجه وان يلقى الجواب المناسب، فالواقع الذي انتهينا اليه في ظل الخطة الأمنية التي تنفذها القوات السورية، له كثير من الأشخاص الذين لا يرضون عنه، ولا يسرهم ان يجدوا فيه شيئاً من الارتياح والطمأنينة. وكل ما يمكن أن يقع اليوم على الأرض من تفجير أو تحرش بالقوة السورية الموجودة، ومن تحركات فيها افتئات على السوريين، إنما هو في نظرنا موجه من قبل الفئة التي تتأذى من هذا الاستقرار.

ولا أحب أن أدخل في تفصيل حول توضيح من هم الذين يتأذون، فلعل هذا أمر معروف لدى القاصي والداني، ممن يتابعون السياسة في لبنان، وبالذات في المنطقة الغربية من بيروت.

المنطقة الغربية بحمد الله، وبعونه، ثم بجهد مشكور من القوات السورية نتيجة قرار صدر من الرئيس حافظ الأسد، وتحمل فيه مسؤولية كبرى، اصبحت تنعم بالأمن، الذي قضى على الفلتان، وقضى على كل ما كان يسبب للانسان المواطن في هذه المنطقة من عذاب، وما كان يسبب أيضاً للمؤسسات من تفتيت وضياع وزوال، فلا شك ان هذا بالنسبة الينا عظيم جداً. ولكن يمكن ان يكون وراء هذا متضررون ومتأذون، ولعل هؤلاء هم من الذين يعملون على إثارة هذه الأحداث لإتعاب الشقيقة سوريا، ولإتعاب القوى التي تتعاون مع القوة السورية لتثبيت الأمن، ونشر السلام والطمأنينة في نفوس الناس.

طبعاً مفروض في من يسمع هذا الكلام أن لا يسمح لنفسه بأن يقصد جهة بالذات، لأننا نحن لا نريد ولا نستطيع ان نكون متمكنين من تحديد هذه الجهة، فستذهب الظنون بالناس يمنة ويسرة وسيحملون ما لم نقله وما لا نفكر فيه، ولكن المهم أن يكون من يريد أن يحلل ويعلل ويبحث عن الجهة. منصفا ولا يحملنا ما لم نقله.

• لو عدنا الى ما انتهيت اليه في مقابلاتك الاسبوع الفائت، فإن السؤال هو: ما هي ملاحظاتكم على مشاريع مفاوضات دمشق؟

- يمكنني أن اخوض في الموضوع واذكر بعض هذه الملاحظات، لكنني لست من الذين يرون المصلحة في كشفها، خصوصا ان هذه الملاحظات هي حول مفاوضات يعتريها الكثير من التعديل ومن التصحيح، وقد تكون هناك طروحات مقبولة في فترة ثم تكون مرفوضة في فترة أخرى، فلا داعي لأن نذكر هذه الأمور ونشغل بها الناس، المطلوب منا أن نتوصل بكل إخلاص وبكل جدية وحرص لحلول تنفع الشعب وتحقق للمواطن وللوطن ما يتطلع اليه ويصبو، من أمان وسيادة واستقرار ومن حرية وكرامة، وهذا هو الهدف المنشود اما ان اقول ان من الملاحظات كذا أو كذا، ثم بعد ذلك تكون هذه الأمور قد صححت أو عدل عنها، أو تشبث بها، فهذا ليس أو ان كشفه ونشره على الناس، واشغالهم به، ففيه زيادة متاعبهم وهمومهم في ما يمكن اغناؤهم عنه.

أنا من الذين يرون انه ينبغي ان يتحرك ويسعى بكل صمت، وبكل سرية للتوصل الى احقاق ما يمكن احقاقه، من نقاط الاصلاح والمبادئ التي ينبغي أن يتفق عليها.. ولذلك اتمنى أن لا يحرج أي مسؤول في هذه النقاط، خصوصا عندما تكون جانبية، وليست اساسية، هناك نقاط اساسية وجانبية يمكن مناقشتها اثناء المفاوضات، ويمكن من خلال هذه المناقشة الأمل بالتوصل الى حل او قواسم مشتركة، فلا داعي لأن تنشر، ونثير النفوس ونحاول أن نظهر أن هذه الجهة متعارضة مع هذه الجهة، أو أن فلاناً مختلف مع فلان.

• سماحتكم أبديتم الآن حرصاً على استمرار هذه المفاوضات، لكن هذه المفاوضات أصبحت بشكل أو بآخر، موضع أخذ ورد بين المسؤولين خلال تصريحاتهم. بعضهم من يعتقد أنها غير جدية وبعضهم الآخر يرى انها ستمتد لفترة طويلة.. فهل تثق فعلاً بجدية هذه المفاوضات؟

- شخصياً.. أنا من الذين دفعوا بهذه المفاوضات وشجعوا عليها بكل ما كانوا يملكون. من هذا المفهوم يمكن ان تؤكد بأني طبعاً مع هذه المفاوضات ومع جديتها. ولكن اذا كنت او كان غيري مع هذه المفاوضات ومع جديتها فهل يمكنني أنا أو غيري أن أقول بأن هذه المفاوضات ستنتهي اليوم أو غداً. أو هل يمكنني أن أجزم بتحديد موعد نهاية هذه المفاوضات، هل هذا هو بالفعل الضمانة لتحقيق مصلحة الوطن او المواطن؟

هذا شيء لا يمكن الجزم به، المهم ان يكون هناك رغبة لدى المسؤولين في ان تستمر هذه المفاوضات، وأن تعجّل خطواتها، وان لا تجر هذه العجلة الى ما يضر، وان يحرص الجميع على أن تتحقق مصلحة الوطن ومصلحة المواطنين لإخراج اللبنانيين من أزمتهم الخانقة، التي أورثتهم كثيرا من المتاعب وكثيرا من المكابدات والأحزان والمصائب. وإني أتصور ان المفاوضات الآن هي بيد قوية وقادرة ومالكة لزمام أمرها وبإشراف جهة مسؤولة. وحول الجهة المشرفة والجهة المفاوضة تثور أخبار وتنسج أحاديث وتحليلات وظنون، هذا لا يمكن أن يكون مصوِّراً لحق في أغلب الأحيان، وإذا كان مصوراً لحق فلا نستطيع ان نعرف أين يكون هذا الحق. ولذلك فإن المهم ان تكون وراء هذه المفاوضات نوايا صادقة وأن تكون أيضاً مع هذه المفاوضات كفاءات وإخلاص ومشاعر وأحاسيس جدية، تحاول ان تعمل بجد للوصول بأسرع ما يمكن من الوقت لضمان ما يتطلع إليه اللبنانيون، من نتائج وثمرات مفيدة.

• بعد الجولة العاشرة للمفاوضات، وفي ضوء نتائج زيارة وفد اللقاء الاسلامي الى دمشق، ما هي برأيكم العوامل والعراقيل التي تجعل هذه المفاوضات في نقطة الصفر حتى الآن؟

- نحن أردنا أن نبقى في الصورة، صورة التحرك السياسي، من ينابيعه ومصادره وفي ظروفه وأجوائه وآفاقه الحقيقة. كما أننا أيضاً في صورة ما هو شائع الآن، وما تنقله أجهزة الإعلام من الصحافة والتليفزيون والإذاعات. فلذلك رأينا ان نرسل الوفد، وسنرسل في كل مناسبة، الوفد الى سوريا ليعيش مع المسؤولين في الاجواء الصحيحة، وليتلقى من افواههم ومن لقائه معهم، الأخبار والأنباء حيّة غضّة حتى يكون تعليقنا ويكون تحليلنا، مصادقاً مطابقاً للحقيقة لأن ما نعلمه نحن أن الحكم على الشيء يكون دوماً فرعاً عن تصور هذا الشيء، وإذا لم نكن عارفين بالحقيقة التي تدور وبالأنباء وبالوقائع كما تدور، فإن حكمنا سيكون مشوباً فاقداً لكثير من مقومات دقته وكمال صحته. من اجل ذلك نحن ارسلنا وفدنا وسنرسله باستمرار الى دمشق.

• ما هو الانطباع الذي خرجتم به بعد اطلاعكم على نتائج الزيارة؟

- هناك اخبار ما تزال بين الاخذ والرد، وهنا تصور بأن بعض الجهات اللبنانية، تماطل في تسريع الاجابات حول تحقيق بعض الاصلاحات، وهذا مطروح وينقله ويتحدث به رجال الاعلام والصحافة.

هناك شيء من سوء التفاهم. البعض يتصور أن هناك جهات غير واثقة بالطرف اللبناني، وتعتبر أن الطرف اللبناني هو الذي يمهل وهو الذي يسوف ويراهن، وهناك أيضاً فئة أخرى تظن وتتصور أو تحاول أن تصور بأن الجهات السورية هي التي تحاول ان تمهل وتسوف، ونحن مهمتنا ان نحاول ان نسدد ونقارب ونتابع الخطوات مع الفئتين ونعمل لأن تكونا متقاربتين، فربما يكون بعض الأمور المطروحة في تقدير المفاوضين شيئاً وفي تقدير الذين يسمعون شيئاً آخر، وقد لا ينقلون هذا أو يكشفونه بصراحة، فلعل اللقاء مع هؤلاء ومع هؤلاء يجلي تلك الأمور ويوضحها ويضعها في شكلها الصحيح أو يعرضها بصورتها الحقيقية. ففي تصوري أن في لقاءاتنا مع دمشق، وفي لقاءاتنا مع بعض الذين يتصلون بالمفاوضين اللبنانيين ما يضعنا في صورة الحقيقة لنلعب الدور البناء في خدمة المفاوضات من خارجها بما يعود عليها بالخير أو يمنحها الكثير من الايجابيات.

• هل يمكن اعتبار اللقاء الاسلامي وسيطاً بين المتفاوضين في دمشق؟

- لم أرد ان أضع نفسي في هذا المقام ولم أرد أن أضع اللقاء الاسلامي في هذا المقام. ولكن لما كان للقاء ما له من مقام تمثيلي شعبي كبير، فإنه في حال إحاطته بالأجواء السياسية العامة الدولية والقومية والمحلية وعلمه بتقلباتها وتطوراتها، يستطيع ان يقدم للمفاوضات الكثير من الدفع المعتبر ويبعد عن طريقها الكثير من العوامل والعقبات التي قد تسيء اليها أو تعرقلها، وذلك عن طريق قيامه بالعديد من التحركات والمساعي لتبريد الأجواء وترطيب الحوار بحيث تخف التشنجات ويسهل العمل على تقريب وجهات النظر من موقع الثقة وحسن العلاقة.

• البعض قال بأن مهمة اللقاء الاسلامي الى دمشق لم تكن استطلاعية، بل كانت لنقل اعتراضات على بعض البنود المثارة في المفاوضات، فما مدى صحة ذلك؟

- هذا ليس بصحيح. في هذا الخبر الكثير من تجاوز الحقيقة، عندما ارسلنا وفدنا أعلنا عن سبب إرساله، وقلنا ان السبب في ذلك هو ما اشرنا اليه في الاجابة عن السؤال السابق.

• ما مدى صحة ما يشاع عن وجود خلاف داخل اللقاء الاسلامي؟ وان هنا وجهتي نظر تتجاذبان اللقاء إزاء القضايا المطروحة؟

- في خلال تقدم المفاوضات والمباحثات لا بد ان تكون دائما المطارحات دائرة في اجواء يتخللها الخلاف، ولكن هذا ليس خلافا قاصما للظهر. وليس خلافا مؤديا لشطر اللقاء الى شطرين متناقضين ومتحاربين والخلاف في بداية النقاش طبيعي في أكثر الاحوال فعندما أثير مناقشة مع أي انسان لا اتصور انني ضامن في مطلق الاحوال موافقته حول اي موضوع، بل إني افرض فيّ ان اجد لديه بعض الخلاف، ولعل هذا الخلاف يساعد على اغناء هذه المناقشة. ويساعد على التوصل للحق فيما نناقش فيه، هذا اذا كنا نقصد الوصول الى الحق، وان مقصد المناقشة هو ان تتحقق المشاورة. وقد يبدأ الامر بشيء من الخلاف، أو يبدأ باتفاق، فإن كان اتفاقا انتهى الأمر وان كان بدأ بشيء من الخلاف فإن المناقشة والمحاورة المدعمة بشيء من الوثائق والاخبار الدقيقة يمكن ان تؤدي بالنهاية الى تحقيق القناعات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف. وهذا الذي قلته يكون دوماً مع كل الفرقاء وهذا وقع ويقع دائماً في اللقاء الاسلامي، ويقع أيضاً في كل المجالس التي تعقد، ويقع أيضاً في مجالس الحكم، ويقع بين النواب، ويقع حتى بين الشخص ونفسه، عندما يناقش قضية ما يبدأ أحياناً في اتجاه وينتهي احياناً في اتجاه آخر، فالخلاف هو كما قلت ليس ظاهرة شر بل قد يكون ظاهرة عافية وظاهرة خير. فما قد وقع في اللقاء الاسلامي يمثل الناحية الثانية، أي ظاهرة العافية والخير لأن اللقاء الاسلامي يناقش المواضيع ويحاول من خلال اختلاف النظرات ان يتوصل الى توحيد النظرة وتوحيد الموقف. أما الان فإن اللقاء الاسلامي متفق بشكل شبه كامل حول هذه النقاط.

• واضح ان اللقاء الاسلامي تتباين وجهة نظره مع مواقف الرئيسين كرامي والحص، فما هو السبب؟

- ليس بين اللقاء الاسلامي وبين الأستاذ رشيد كرامي والدكتور سليم الحص تباين في وجهة النظر، أو خلاف يحدث للود وللصداقة وللتعاون أي خلل، ولكن اذا وقع احياناً من خلاف فانما هو كما قلت شبيه بالخلاف الذي وصفته في حديثي الأول، فللرئيس رشيد كرامي وللدكتور سليم الحص وجهات نظر ولغيرهما ايضا وجهات نظر، وهذه الوجهات ستبقى موضوع تداولنا حتى نتوصل في النهاية الى إحقاق المصلحة الوطنية والمصلحة الإسلامية.

• هل ترون الوقت مناسباً لإنهاء المقاطعة في ضوء المفاوضات الجارية؟

- والله نحن بالنسبة الينا، كنا قد أخذنا موقفاً وأعلناه، طلبنا أن يوقف أمر المقاطعة وأن يعاد النظر فيه وأن يبدأ بتواصل بين أركان الحكم من الوزراء لمعالجة القضايا الحياتية الأساسية التي يعيشها الإنسان.. الوضع الاقتصادي.. وضع المؤسسات الموجودة على الأرض، الأمور التي تتصل بفكر الإنسان ومعيشته ورزقه، وهي مرتبطة بأركان الحكم وينبغي ان يلتقي هؤلاء ليعالجوها، لييسروا للمواطن حياته وليخففوا عنه اعباءه وهمومه. اما ان يترك هكذا، دون قائد ودون راع فهذا أمر غير مقبول، لا أقول في حياة البشر بل في حياة المخلوقات الأخرى. فما من مخلوقات كائنة على الأرض إلا ولها راعٍ يبحث في شؤونها ويحاول ان يعالج قضاياها، وعلى أركان الحكم في المجتمعات البشرية هنا ان يتحملوا مسؤولياتهم وان يلتقوا وأن يدرسوا واقع الانسان المعذب، ويدرسوا همومه وشؤونه وشجونه ويحاولوا أن يبحثوا عن الطرق التي يمكن بها ان يكشفوا هذه الهموم وهذه الأحزان. اما ان يترك لنفسه ليسوي أموره ويعالجها، فهذا أمر لا يمكن أن يوصل الى نتيجة، ومن أجل هذا، نحن اصررنا في غير مناسبة على المطالبة بايقاف المقاطعة واستئناف التواصل وفتح اجواء جديدة من التعاون، وعلى اركان الحكم فينا ان يستعينوا بكل الوسائل التي وهبهم الله تعالى إياها، وبكل الطاقات التي منحوها، ليستطيعوا أن يجعلوا من لقائهم لقاءً مثمراً ومعطاءً، لقاء لا يشوبه شيء مما يعطل جهودهم واعمالهم ويلغي مهمتهم في مثل ظروفنا الخطيرة التي نحن فيها في أشد الحاجة الى مساعيهم وخدماتهم.

أما بالنسبة للمفاوضات الجارية، فالذي ينقل إلي يفيد بأن هناك ورقة عمل مقدمة وهذه الورقة قد أبدي عليها ملاحظات من عدة جهات ومنا أيضاً وانها بحالتها الحاضرة، لا يجوز ان تكون سبب يأس بل بالعكس، انها بما تحمل من طروحات فيها بعض الايجابيات يمكن بشيء من المساعي، وبالحوار الجدي، الذي يجري الآن في دمشق، ان توصلنا لشيء من الحلول. ونحن لسنا يائسين، والذي افهمه ان الرئيس الجميل يبدي في كثير من المناسبات استعداده لأن يعطي، وان يحقق ما يمكن ان يضمن الاصلاحات. فما دام هذا ما ينقل الينا، فلماذا لا نتابع البحث عن الوسائل التي يمكن إذا ما أخذنا بها ان توصلنا الى التفاهم والتوافق.

• لكن معظم السياسيين والمسؤولين ليست لديهم ثقة ابداً بوعود الرئيس الجميل، من خلال تجربة عهده..

- انا من الذين يرون ان الانسان يخطئ كثيراً عندما يلجأ الى الأخذ بأسلوب اليأس، فالتعامل مع البشر يتطلب كثيرا من استخدام الطاقات الطيبة التي منحها الله سبحانه وتعالى للانسان. فليس هناك خير محض وليس هناك شر محض، ويمكن للانسان ان يجد لدى اخيه الانسان الخير في الوقت الذي تكون الظروف كلها تحمله على اليأس من أن يرى هذا الخير. ويمكن أن يجد لدى اخيه الانسان بعض الشر في الوقت الذي يكون عنده كل الامل بأن يرى عنده كل الخير. فأنا لست من الذين يتجهون هذا الاتجاه، اتجاه اليأس والقنوط وعدم الثقة. بأنه لا يمكن الوصول لشيء من الحلول ومن الاصلاحات على يدي الرئيس الجميل. أنا من الذين عندهم توجه بأنه، على العكس، ينبغي أن يكون لدينا كل الأمل أنه بالامكان الحصول على الإصلاحات في عهد الرئيس أمين الجميل، مثلما لدينا الأمل بأنه يمكن أن نحصل على الإصلاحات على أيدي الذين سيأتون بعد الرئيس الجميل.

فمن الذي يمكن ان يضمن لنا بأن من سيأتي بعد الرئيس الجميل سيحقق لنا الإصلاحات؟ هل يمكنك أن تضمن هذا؟ لا يمكنك أن تضمن هذا، الآن أمامنا رئيس وهو كالرؤساء الذين سبقوه، اعطوا واخذوا اخطأوا واحسنوا. وهو ايضا يمكن ان يعطي كما يأخذ ويمكن ان يحسن كما يمكن ان يسيء، ويمكن ان يصيب، ويمكن أن يخطئ، فعلينا نحن أن نرجح ناحية الامل فيه على ناحية اليأس. وعلينا ان نرجح امكانية الفوز بالاصلاح على ناحية الوقوع في الفساد، وعلينا أيضاً ان نتحرك بكل ما أوتينا من الاساليب الحسنة والحكيمة للتوصل لتحقيق المكاسب التي نرجوها في عهده. ولا يصح في مطلق الاحوال ان نضع اليأس منه ومن عهده نصب أعيننا لان ذلك يضر بنا جميعا خصوصا اذا كان مطلوبا منّا نحن ان نبقى سنة اخرى، او سنة ونصف، ونحن في حالة من الالام ومن العذاب، ومن البلاء، الذي لم يعد يطيقه المواطن في لبنان. علينا نحن ان نبحث وأن نسعى وان نعمل خصوصا وانه يقول بأنه مستعد لأن يعطي وان يتجاوب مع الكثير من المطالب الإصلاحية، فلماذا اليأس وما نفع القول بأنه لا يكون من الخير، او لا يكون منه الإصلاح؟

• ما دام على استعداد برأيكم أين يجب أن يبدأ لابداء مثل هذه الايجابية؟

- المهم الآن ان نقلع عن القطيعة، وان يعود أركان الحكم للتلاقي وان تطرح الأمور الحياتية، وأمور شؤون الدولة وشجونها، وان تناقش هذه الأمور وعندما يكون هناك أي شيء مخالف للمصلحة الوطنية فإنه يجب كشفه ولا يجوز أبداً ان يستر. ويجب أن يعرف الإنسان المواطن الكثير مما يدور في خلفيات أجهزة الحكم مما يمكن ان يقال، ثم بما لا يسيء، ثم علينا ان ندفع عجلة المفاوضات في دمشق. وعلينا أن نضغط بكل ثقلنا وبكل قوانا على كل المسؤولين سواء كانوا من الطرف المسيحي أو الطرف الاسلامي لأن يعجلوا التقارب وأن يقلعوا عن الامور الجانبية والهامشية التي لا تقدم ولا تؤخر، وأن يعتمدوا فقط على الأسس الهامة التي هي أساس في عملية الاصلاح، وأن لا يشغلوا انفسهم بأمور ثانوية، اذ المهم أن نحقق مصلحة للوطن ولمصالحه الأساسية.

• ألا تعتقدون ان على الرئيس أمين الجميل ان يرتب بعض الامور في منطقته كمقدمة لاعطاء مثل هذه الايجابيات.. منها مثلا علاقاته مع "القوات"؟

- هذا امر من التعقيد ومن التشابك بحيث انه لا يمكن الاجابة عنه بسهولة وبسرعة. لا بد قبل ذلك ان نفهم وضع الرئيس الجميل مع اخوانه. سواء كان بالنسبة للكتائب أم بالنسبة للقوات اللبنانية ام بالنسبة للجبهة ام بالنسبة للجيش ام بالنسبة للظروف السياسية المختلفة. وينبغي أن نقدر ارتباط ذلك بالموقف في المنطقة الغربية او بمواقف القيادات السياسية في المنطقة الغربية ولا يمكننا ايضا ان نغفل عن الظروف الدولية والقومية ودورها في تحريك الاجواء في المنطقة. ولا شك في ان حركة التفاوض هذه التي تجري في دمشق اذا واكبها لقاء حكومي جاد ومتعاون يمكن أن تساعد على ان تمكن الرئيس الجميل من ان يأخذ الموقف المناسب بالتفاهم مع الفرقاء المعنيين، اما ان يترك وحده لأن يأخذ موقفاً، فلا شك ان هذا امر ليس باليسير. أنا لا أريد ان اعذره وأعفيه من المسؤولية؟ كما لا أريد ان ادفع به الى استعجال اخذ مواقف غير مدروسة ربما تكون في غير مصلحة الوطن. المطلوب ان يساعد بعضنا بعضا، سواء كان الرئيس الجميل ام القادة السياسيون في الشرقية ام في الغربية.

علينا ان نتآزر جميعا وان نعمل في ما يوصلنا لنشر كل ما يمهد لإعادة الاستقرار وتلاحكم اللبنانيين بعضهم مع بعض، وفتح الآفاق، وعودة المياه الى مجاريها واسترجاع السيادة الشرعية، على كل الجهات والخلاص من كل ما هو سبب هذا التدهور الذي نعيشه سياسيا واقتصاديا وغير ذلك. فبعودة الحكم وبسهره على تسريع المفاوضات وبالاقلاع عن بعض الامور الجانبية والهامشية التي ليست اساسية، كل هذا وبشيء من التعاون والحرص على المصلحة العليا، يمكننا ان نتوصل الى ايجاد الحلول وتسهيل مهمة الجميع وخاصة المسؤولين.

• هل تعتقد ان الاوضاع الدولية والاقليمية تسمح بنجاح المفاوضات؟

- هناك أمور يقدرها الذين بيدهم ازمة الامر، سواء كان بالنسبة للتوجهات الدولية أم الاقليمية أم المحلية، ولكن هذا لا يعني انه ينبغي على المفاوضين وعلى المسؤولين السياسيين ان يجلسوا في بيوتهم ودورهم وان يمتنعوا عن التحرك. قد يكون تحركهم مباركا، وقد يكون سببا من اسباب ايجاد الحلول ومساعدة الآخرين على ان تنفتح الآفاق أمامهم ويبدأ النور بالظهور وتعود الحياة تنبعث في المفاوضات وفي العمل السياسي. أظن أن الأمور لا شك صعبة وأن الأوضاع الخارجية سواء كانت دولية أم اقليمية أم محلية، يعتريها الكثير من التعقيد، وربما يبدو للبعض من الخبراء ان الظروف غير مؤاتية لوقوع الحل للعقد اللبنانية. ولكن هل يمكن ان تتحسن الظروف دون مساع ومداخلات؟ فلماذا نحن لا نستعجل هذه الظروف؟ لماذا نحن لا ندفع بقوانا وبطاقاتنا لنؤمن الأجواء الصحيحة التي يمكن ان تسهل لنا الطريق لتعجيل هذه الحلول؟

• هناك من يقول بإمكان عقد قمة روحية للمساعدة في الوصول الى حل، فهل أنتم مع انعقاد هذه القمة؟

- والله لا استبعد، هذا الشيء جيد، لأن القادة الدينيين غالباً ما يملكون معطيات وجدانية وروحية تساعد الى حد بعيد، على فتح أجواء تعين السياسيين على ان يلجوها وتيسر لهم الطريق لتحقيق ما يمكن ان لا يحققوه في غير هذه الأجواء.

• ماذا عن القمة الإسلامية؟

- ليس هناك من شيء جديد. يمكن أن يطرح، وليس هناك شيء مطروح الآن.

• هل يمكن تحديد الموقف الاسلامي بالنسبة لأسس الحلول المقترحة؟

- ان الموقف الاسلامي قوي وموحد، والخلاف الظاهر في بعض التفاصيل يمكن تجاوزه بحكمة القادة الدينيين والسياسيين.

• القادة الروحيون من المسلمين، متفقون على قضايا أساسية، مثل لا للجمهورية الإسلامية وغيرها، فلماذا لا يجتمعون ويخرجون بتصور سياسي موحد أو متجانس، على الاقل يحمل تصورا إسلاميا لتركيبة النظام اللبناني المستقبلية؟

- في كل يوم نصبح فيه وتطلع علينا الصحف بتصريحات السياسيين ورجال العلم والدين نرى إفادات تستبعد في لبنان إقامة حكم إسلامي أو جمهورية إسلامية ووجوب إقامة حكم ديمقراطي يتعايش في ظله المسلمون والمسيحيون في سلام وتعاون ويقضون حياة مشبعة بالمساواة والعدالة، يتوافر فيها قيام الجميع بواجباتهم وحصولهم على حقوقهم دونما افراط وتفريط ولقد اكد هذا اخي سماحة الشيخ محمد شمس الدين في اكثر من مناسبة وكذلك غيره من افاضل العلماء والساسة، وقلنا نحن ايضا به، علماً بأننا من موقفنا كمسلمين حريصون على اقامة حكم اسلامي لايماننا بفضله ويقيننا بما يحمل للمجتمع من بر وخير. ولكن الوطن هنا ليس خاصا بنا، بل هو لنا ولمواطنينا المسيحيين الذين ينبغي مراعاة تفكيرهم وتقديرهم وتفادي أي نزاع معهم.

على أن مثل هذا الطرح العام يحتاج الى مناقشات تدار بشكل هادئ وبعيد عن الاضواء حتى نتوصل الى اتفاق نهائي يمكن في ما بعد ان يطرح ويعلن، ولا يجوز ان يعلن عن اجتماع لا سمح الله، يعتريه أي شائبة ويؤدي بالنهاية الى عكس ونقيض ما كان يرجى ان يحقق منه.
اشاركك بأن ثمة حاجة واضحة لأن يتحقق أكثر من لقاء ثنائي أو أكثر.. انا معك، بأن المطلوب لادارة مثل هذه الافكار ولوضع تصور دقيق لما ينبغي ان يكون عليه الحكم، يساعد على تحقيق المعاناة التي يعيشها اللبناني منذ زمن بعيد.

• في ما يتعلق بمفاوضات دمشق، ورد على لسانكم في الحديث مع الزميلة "السفير" انكم مع العودة بالعلاقات مع سوريا الى ما كانت عليه سنة 1950، فهل في ذهنكم تصور ما لطبيعة هذا التحديد؟

- والله انا عندما طرحت هذه الفكرة طرحتها من خلال ما كنت اعرفه قبل الخمسينات. اعرف ان العلاقة بين سوريا ولبنان كانت على اتم كمال وعلى احلى ما كان يمكن ان تتصور ان تكون عليه العلاقة بين سوريا ولبنان، فاردت من خلال حرصي على ان تبقى هذه العلاقة قائمة بهذا التصور وان يكون لبنان وسوريا التوأمين اللذين يساند احدهما الآخر، ويعاون احدهما الآخر، ويكون ردءاً له وحاميا له في الملمات، ويكون عونا له على الصعاب وعلى المشاكل. تصورت هذا واردت ان اذكر اخواننا المفاوضين ورجال السياسة بهذه الحقيقة وهذا الواقع. ولكن تماما وبدقة، ليس لدي تصور دقيق في ذلك، وكل ما اتمنى ان يكون عليه امر لبنان مع سوريا هو ان يكون وضع البلدين اللذين يحمي بعضهما الآخر، ويحمي مصالحه ويحرص على أن يكون قلعة تصونه من اي عدو يمكن ان ينال منه، ويكون بابا لكل خير يمكن ان يجنيه او يساق اليه. هذا ما اردت ان اقوله. ولبنان ما قبل الخمسينات كان كذلك بالنسبة الى سوريا، وسوريا كانت كذلك بالنسبة الى لبنان. والقادة السوريون ورجال السياسة في سوريا والقادة اللبنانيون ورجال السياسة في لبنان كانوا كذلك متعاونين ومتفاهمين، وكانوا يديرون قضاياهم باتفاق ويعالجون مشاكلهم ايضا بتعاون وبكثير من الايجابية التي يقع في ما بينها التنسيق، هذا ما تصورته وتمنيته ان يكون.
واقول لماذا عندما ارجع بذكرياتي وارجع بقراءاتي الى ما قبل الخمسينات، ارى القادة السياسيين في لبنان وسوريا يمثلون شيئاً واحداً. ويحملون مبادئ موحدة وينظرون بالنسبة لقضاياهم الوطنية والقومية نظرة واحدة ثم الان ارى هذا التباعد ولا ارى هذا التقارب فما السبب في ذلك ولماذا لا يكون في المستقبل ما كان قبل سنة 1950 من التفاهم بين اللبنانيين والسوريين وقد كان هذا في الماضي وكان لسوريا وجودها وسيادتها ولها انظمتها ولها ايضا شرعيتها. وكان للبنان سيادته وكانت له ايضا شرعيته وكان له كيانه، وكان لهذه الدولة جيشها ولتلك الدولة جيشها، ولتلك الدولة اقتصادها ونظامها الاقتصادي ولهذه الدولة اقتصادها ونظامها الاقتصادي. فلماذا لا يعود هذا الامر بشكل من الانفتاح وبشكل من التعاون والتوافق الذي يدفع بالبلدين ليكون كل منهما للآخر عوناً على همومه وعلى مشاكله، ويكون ايضا للآخر سندا في مقابلة الاعداء الذين يتربصون بهما الدوائر.
هل يمكنني أن اجيز التعاون مع دولة بعيدة عني ولا اجيز التعاون مع دولة هي قريبة مني. واتصور ان هذا امر مقبول. وعلى السياسيين ورجال القانون ان يبحثوا عن الطريقة التي يمكن ان يضعوا فيها هذا الامر موضع الايجاب.

• الرئيس شمعون طرح مؤخراً ضرورة اجراء حوار بين اطراف الشرقية واللقاء الاسلامي، واللقاء لم يُجب حتى الآن.. فما هو موقفكم؟

- أنا في الحقيقة لم أطلع على هذا ولم ينقل الي، وهذه اول مرة اسمع فيها هذا الطرح. وأحب ان اقول وأنا صريح جدا، نحن حريصون على ان يقع التنسيق بيننا وبين جميع اللبنانيين. نحن حريصون على ان تتقارب وجهات النظر مع كل اللبنانيين. ليس لدينا عقدة تمنعنا من ان نتواصل مع اي لبناني كان شريطة ان يكون تواصلنا هذا في مصلحة الوطن وفي مصلحة الشرعية اللبنانية، وبعيدا عن اي تصرف يمكن ان يكون في مصلحة العدو الإسرائيلي. فما دام التحرك يساعدنا على ان نكون حذرين وحريصين على إبعاد العدو الإسرائيلي والتخلص منه، وان نكون دائما حربا عليه، وبالمقابل نكون عوناً لمصلحتنا الوطنية ولمصلحتنا القومية، فنحن منفتحون للتعاون مع الجميع، ولماذا لا نكون منفتحين؟ نحن حريصون على ان يسترجع لبنان ركائزه ويسترجع مؤسساته وان تعود له سيادته وتعود له إطلالته الحضارية. وكيف يمكن ان يتحقق هذا اذا لم يكن بيننا وبين جميع اللبنانيين تنسيق وتقارب بوجهات النظر. لقد آن الاوان لندرك هذه الحقيقة وان تنفتح قلوب اللبنانيين بعضهم على بعض، وأن تتحقق من خلال هذا الانفتاح المصلحة  الوطنية والمصلحة القومية. وفي اطار هذا الحديث، نحن باستمرار على صلة مع غبطة البطريرك صفير ومع السادة المطارنة، ممن يزوروننا ويتبادلون معنا وجهات النظر. وهذه المساعي وهذا التنسيق هي في هذا الاطار الذي شرحته، والمعاني التي طرحتها، وليس من جديد اكثر مما عرفتموه في الماضي. نحن كنا على اتصال مع غبطته وهو الآن، كما نقل، مسافر الى الجزائر ولعل لقاءاتنا مع غبطته ومباحثاتنا تزيد هذه السفرات خيراً وبراً.

• ما هو تقويمكم لموقف بكركي من الدخول السوري وللردود التي صدرت عليه في المنطقة الشرقية؟

- طبعا موقف غبطة البطريرك صفير جيد واظن ان اخر لقاء معه في السفير كان واضحاً، ونحن نقيم العلاقات مع غبطته لنوسع هذا الافق ولنزيده جلاء وعطاء. فلبنان بحاجة الى قياداته، الى افكارهم والى ما عندهم من حرص ومن اخلاص للوطن. والوطن والشعب بحاجة لعلمهم وبحاجة لاخلاصهم، وبحاجة لتحركهم اليوم قبل ان يفوت الاوان، وغبطته كما قلت في كلامي السابق، من كبار رجالات لبنان الذين لهم المكانة والذين لديهم القدرة على ان يتحركوا بالاتجاهات التي تساعد لبنان على ان يختزل الكثير من متاعبه. ولبنان الذي عاش اثنتي عشرة سنة بالعذاب والمكابدة وبالبلاء تحت ظلال البنادق والانفلات الامني، اصبح شديد التشوق الى ان يعيش في سلام وامان، وطبعا لا يمكنه ان يتوصل الى هذا اذا تركه قادته الروحيون والدينيون ولم يبحثوا ولم يدرسوا كيف يمكن ان يعيدوه الى ظلال الامن والسلام ويخلصوه من ايدي المسلحين ومن الاجواء الملبدة التي ينشرونها بممارستهم السيئة وممارستهم الخطيرة على الارض، لذلك نحن سنبقى في تعاون، ونتصور ان غبطته سيعطينا الكثير من رحابة فكره وافقه ويساعدنا لدفع عجلة التحرك نحو الامان في ما يمكن ان يضمن سلامة الوضع وعودة الامور الى طبيعتها والامن والسيادة الشرعية، الى ما يمكن ان يضمن للبنان ولشعبه العيش في ظلال انظمة ديمقراطية متساوية متعاونة.

• سماحتكم، اين تضعون الردود التي صدرت على موقف بكركي؟

- طبعا عندما اكون في جانب الموقف الذي سار فيه غبطة البطريرك، فأنا لست مع الردود التي اعترضت عليه فربما تكون هذه الردود استعجلت الموقف، ولكن الردود في مجملها ومن الجميع كانت في مصلحة الموقف الذي وقفه غبطته.

• سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، يردد دائماً الدعوة الى توسيع اللقاء الاسلامي من اجل اقامة اتفاق اوسع يضم كل القيادات الإسلامية، فما موقف سماحتكم؟

- اولا احب ان اؤكد بأن سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين هو كما اعرفه، أحد كبار القادة الدينيين المفكرين الذين يقدرون الأمور بعمق وبتؤدة وبروية وبكثير من الايجابية. ونحن على أحسن ما يمكن ان نكون من التواصل والتعاون في القدوة والمواقف التي تدفع الى الإمام للتخلص من كل الأوضاع السيئة لنبدأ عهداً جديداً ولنسير مسيرة تتجه نحو ما يتطلع اليه كل اللبنانيين من الاستقرار والطمأنينة والعيش الهنيء.

سماحته من حقه ان يفكر وان يقدر ونحن نستفيد منه دوما، ونستفيد من حكمته ونسترشد بآرائه في كل اللقاءات التي نلتقي فيها معه، وما يطرحه الآن من افكار وخصوصا بالنسبة للقاء الاسلامي الموسع يتطلب نوعا من الدرس لما يمكن ان يعتري هذا اللقاء من عقبات لا تساعد في ان ينعقد في هذه الفترة السريعة، وبالتالي لنحاول تذليل هذه العقبات ليتم ما يتطلع اليه، ونحن سنساعده لاننا واياه متفقان على وجوب التوصل للرؤية الصحيحة، لأن الرؤية الصحيحة هي التي تضمن وحدة الموقف. ففي الوحدة قوة وفي التلاقي دائما انارة ومزيد من الوعي ومزيد من الدقة في النظرة وفي القرار، ولذلك نحن نساند كل توجه يكون صادراً عن سماحته وغيره من القادة يعزز اتجاهاً توحيدياً ولملمة الصف والاستعانة بهذا التوحيد ولملمة الصف لما فيه المصلحة العليا.

• هل أنتم مطمئنون للحالة الإسلامية الراهنة بعد أحداث بيروت؟

- طبعا انا لا احب ان أقول بأنني مطمئن، فهذه الطمأنينة ليست دليل عافية وكذلك التوجس ليس دليل ضعف وانحلال، فالمفروض ان يكون الإنسان دائما واعيا وحاضر البديهة ومستعدا لكل ما يمكن ان يطرأ. وهذا ليس من مظاهر السوء. وإذا كان الإنسان منا اليوم غير مطمئن كل الاطمئنان فليس معناه ان هذا شيء مخيف، بل العكس هو الصحيح، لان المفروض اننا ندرك الحقيقة ونعرف ما يجول حولنا ونأخذ بالأسباب لنخفف من الشر الذي يدور حولنا ونكثر من الخير الذي يحيط بنا، فهذا يساعدنا بالنهاية على ان نسير في طريق الطمأنينة. والانسان لا يمكن ان يكون مطمئنا ما دام على قيد الحياة، فالطمأنينة بادرة من بوادر الموت، وعندما يطمئن الانسان ويرتاح ينتهي لأنه لا راحة لمؤمن الا بلقاء ربه، وعندما يرتاح فمعناه انه ما يزال على قيد الحياة، وان هذه الحياة تتحرك وتمور فيه، وان هذا التحرك وهذا الموران هما علامة، ومؤشر خير مؤشر انبعاث ومؤشر عطاء. فلذلك نحن من هذا المفهوم نقول ان الطمأنينة عندنا بالنسبة لما يجري ليست كاملة، ولكننا نتمنى ان نسير في كل الاجواء والتي تساعد على التقارب من الطمأنينة بفضل جهود المخلصين.

• هل يمكن معرفة عناصر عدم اكتمال هذه الطمأنينة؟

- طبعا هناك عناصر محلية وعناصر اقليمية ودولية. فالسلاح الآن ما زال موجودا في أيا كثيرين من المواطنين والشرعية حتى الان لم تتمكن من ان تهيمن على الارض، وكثير من المؤسسات سواء كانت اقتصادية ام اجتماعية ام صحية ما تزال في حالة من الضعف والانحلال. وهناك ايضاً معارك ما تزال قائمة على الارض بين فئتين عربيتين، بين بعض اللبنانيين واخوانهم الفلسطينيين، وهناك متاعب ما تزال على الارض في الجنوب بفعل العدوان الإسرائيلي الدائم وحتى في مناطق أخرى من لبنان، فهذا كله سبب من أسباب عدم الطمأنينة. وهل يمكن ان اطمئن وإسرائيل تضرب في كل يوم مناطق لبنان؟ وتسبب للكثير من اللبنانيين ما يقض مضاجعهم ويعيشهم آتون من الآلام؟ فهذا وغيره مما لم اذكره وهو كثير، سبب من الأسباب وعنصر من العناصر التي تحضرني لعدم اطمئناني بالنسبة للواقع الذي نعيش.

• بالنسبة للوضع العام هل لديكم معطيات قد تبشر بأن الحل بات قريبا؟

- المعطيات التي املكها هي في الحقيقة ثقتي بتوجه اغلبية القادة المحليين والقوميين نحو الخير العام وبانتعاش الناحية الوجدانية لديهم وبروز تحرُّقهم وشوقهم لأن يسترجعوا الحالة المشعة والحالة المتقدمة والمتطورة، فما دام عند هؤلاء هذا الشعور وهذا الاحساس وهذا التوجه، فهذا هو الذي يحملني على ان يكون لدي الامل في ان المستقبل ان شاء الله سيكون جيداً، فالحمد لله هؤلاء القادة ليسوا غافلين وليسوا متواكلين. بل هم يعملون ويتحركون ويجتهدون لتغيير هذا الواقع السيئ وتطوير الامور الخيرة، ودفعها لتنمو وتزداد والقضاء على كل ما يكون سببا لآلام الناس ومتاعبهم والتخلص من كل الامور التي تسبب المشكلة في الشرق الاوسط للشعب اللبناني وللأمة كلها الموجودة في هذا البحر الواسع، فالحمد لله هناك تحرك وهذا التحرك هو نتيجة شعور بالنقص وشعور بالتقصير، ونأمل في ان يتجاوزوا هذا النقص وهذا التقصير لما هو افضل ولما هو احسن. وما دام هذا امرا قائما في نفوس القادة والمسؤولين فإذن نحن نتربص الخير وننتظر ما يمكن ان يكون فيه مصلحة الناس في لبنان وفي المنطقة العربية كلها بإذن الله.

• هل يمكن القول بأن هذا التوجه العام يسعى لايجاد حل لحرب المخيمات؟

- طبعا ان هذا ما يساعدنا على القول لا شك انه لن يقبل بأن تبقى هذه المخيمات في وضعها البائس، ولا يمكن ان يرضى بأن تبقى هذه الحرب قائمة بين هذه الاطراف، وما يترتب على هذه الحرب من مآس لهؤلاء ولهؤلاء، ولما يمكن ان ينتج عنها من امور لا تتفق ابدا مع كرامة اللبنانيين ومع كرامة العرب، وعليهم جميعاً ان يتخلصوا من هذا الواقع. فاذاً لا بد ان هناك قوى تتحرك وتبحث وتدرس لايجاد كل الحلول وايجاد كل المخارج التي يمكن ان تساعد لانهاء هذه الحرب الموجودة، سواء بالنسبة للمخيمات ام بالنسبة للواقع الموجود في لبنان ام بالنسبة للواقع الموجود في المنطقة العربية.

• حول قضية التعامل مع الشعب الفلسطيني في ظل الشرعية كيف برأيكم ان يتم ذلك؟

- الحقيقة انني قلت كلاما في "السفير" واضحا. فالشعب الفلسطيني شعب جريح وهو منا ليس عدوا لنا، ليس شعبا منفصلا عنا هو شعب يحمل آمالنا ويحمل افكارنا ويحمل همومنا وتطلعاتنا، شعب أوذي بسبب هذه الامور وبسبب تراثه وبسبب عراقته التي تجعله جزءا منا، فهو الان يدفع الثمن، يدفع الكثير من دمه والكثير من راحته في سبيل ما نحن مشتركون فيه من الأماني والأحلام والتاريخ الخ.. فهذا الشعب لا يجوز ان يعامل بمثل هذه المعاملة، يجب أن تتحرك كل القوى المحلية والقومية وان تبحث عن الوسيلة التي تجعله يعيش في سلام وفي امان كما يعيش اخوانه الاخرون. لماذا يعيش اللبنانيون خيرا من عيشته؟ ولماذا يعيشون السوريون خيراً من عيشته؟ ولماذا يعيش الاردنيون خيراً من عيشته؟ ولماذا يعيش بقية العرب من الخليج حتى المحيط الأطلسي عيشة خيرا من عيشته؟ ولماذا لا يساعد الجميع هذا الشعب الذي وقع في هذه الازمة وفي هذه الورطة؟ لماذا لا يتحركون ليساعدوه كي يخرج من هذه الازمة؟ انا اقول ان الشعب الفلسطيني بائس، شعب مجروح وعلى كافة العرب من لبنانيين وغير لبنانيين ان يساعدوه ليعيش عيشا كريما وعيش مشاركا لاخوانه العرب في كل منطقة يكون فيها. لا نريد ان يكون خيرا من هؤلاء ولا يكون اقل من هؤلاء، فلا يجوز ان يحمل السلاح ليعيش في ظل حكم خاص به وفي ظل امن خاص به. كما انه لا يجوز ان يعامل معاملة تضطره لان يحمل السلاح ولأن يتحرك بأسلوب يسيء الى من حوله ويسيء الى نفسه ايضاً. نحن لسنا مع ان يحمل الفلسطيني السلاح ونحن لسنا مع ان يعيش الفلسطيني عيشة الافاقين في المناطق التي يعيش فيها، مطلوب ان نجد له المخارج وان نفتح له الافاق التي يعيش فيها كما يعيش الآخرون، ويشعر بأنه كريم في بيئة كريمة وانه مع اخوته يعيش في كل امان وطمأنينة.

• في دعوة التخاطب مع المخيمات، هناك من يخشى ان يتكرر في صيدا ما حصل في بيروت.. فما رأيكم؟

- هذا شيء مرفوض، لا يجوز ان نتجه الظنون والتخوفات الى هذه المنطقة، فإن التخوفات عندما تقوم فمعنى ذلك ان هناك فئة تريد أن تثير فتنة، وعلينا ان نضرب أيدي هؤلاء الذين يريدون ان يثيروا الفتنة في صيدا. نحن لا نسمح أبدا ولا يجوز ان نسمح ولا يجوز لأحد ان يسمح بأن تثور فتنة في منطقة من لبنان. كفى لبنان ما وقع فيه من فتنة وكفى شعبه ما نال من عذاب ومن مكابدات. كفاه الماضي الذي عاش فيه في مدى اثتني عشرة سنة دمر فيها اقتصاده ووجوده وكيانه.

على الجميع ان يساعدوا الشعب اللبناني في كل منطقة من مناطقه ليعيش من جديد، ليحيا من جديد وينبعث من جديد ويسير في ترميم واقعه وترميم عمرانه وترميم وجوده الاجتماعي ووجوده الاقتصادي، ليعود إليه مساره الذي كان من قبل، وليشارك في مسيرة الحضارة العربية..

• بمعزل عن الدور السوري، هل انتم راضون عن الموقف العربي تجاه لبنان؟

- طبعاً أنا عندما اتكلم عن الدور العربي، في مقدمة هذا الدور اتكلم عن الدور السوري فالدور السوري لا شك انه دور جيد، وبالذات في هذه الفترة فالدور السوري قدم الكثير للبنان. فحاول وما يزال يحاول، ان يساعد لبنان لينشر سلامته ويساعده من اجل ان يحول بينه وبين ما هو فيه من تردٍّ، ويحاول قدر الامكان ان يقرب بين وجهات النظر، بين اللبنانيين والعالم العربي ايضا له مساهمات، ونحن لا نستطيع ان ننسى القوات العربية التي كانت موجودة في ظل قوات الردع والتي كانت دخلت الى لبنان وحاولت ان تساهم وان تعمل ما كان بامكانها ان تعمل لخدمة الواقع اللبناني وان تزيل الفتنة وتقضي عليها لتقرب اللبنانيين بعضهم الى بعض ولكن المساعي التي بذلت في الماضي والمساعي التي ما تزال تبذل حتى الان ليست في مستوى القضية التي نعيشها. ونحن عندما نقول اننا راضون، راضون بحدود ولكننا لسنا راضين بحدود ما نتطلع اليه وبحدود حاجاتنا الملحة، فلبنان الذي مضى عليه اثنتا عشرة سنة من العذاب لا يمكن ان يبقى كذلك سنوات اخرى، وعلى الشعب العربي الذي يعيش حوله لبنان ان يقدر ان هذا الواقع الذي يعيشه اللبنانيون ليس في مصلحته وليس في مصلحة اللبنانيين، كما انه ليس في مصلحة العرب كلهم، وان استمرار اللبنانيين على هذا الواقع من التفتت والتشتت والانهيار، سيؤدي بالنهاية الى ان ينعكس على محيطه. ولذلك فاني ارى ان التحرك العربي يجب ان يزداد وان يتلقف هذه الحقيقة بكثير من الجدية وبكثير مما حولها من معطيات ومما يعيش في اجوائها من عوامل قد تكون خطيرة ويجب ان يعيش هذه الهموم كلها وان يكون عطاؤه في ضوء هذه الهموم وهذا الواقع فاذا كان هذا هو تصور العرب فلا شك ان عطاؤهم سيكون اعظم وسيعالجون القضية من موقع الحرص ومن موقع الاشد ازرا والاشد تفاعلا معنا.

ونحن نتمنى على الشعوب العربية والدول العربية ان تساعد لبنان سياسياً وليس فقط كما نرى الآن مساعدات عينية او مساعدات مادية، فهي مشكورة على هذه المساعدات. وبالذات في هذه المناسبة نريد ان نوجه الشكر الكبير الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الذي ما يزال يعطي اللبنانيين على كل صعيد وفي كل مجال المساعدات المالية والمساعدات التي توجه الى أبناء الشعب اللبناني في المجال الثقافي. فهذا شيء لا يمكن ان يجحده إنسان، فهذا الرجل الكبير أعطى ماليا وأعطى الكثير في مجالات الإغاثة والدعم والاقتصادي، وكذلك نراه يعطي أيضا في المجال السياسي وأخيرا لم يمتنع عن ان يعطي كل ما عنده لدعم القضية اللبنانية لمساعدتها على الخروج من وضعها الخانق. فكان موقفه الأخير رائعا فما انكلترا ونحن نشكره ونقدره كل التقدير. ولكننا مع كل هذا ومع شكرنا لخادم الحرمين الشريف الملك فهد ومع شكرنا لكل الرؤساء في مساعداتهم مهما كان نوعها قليلا او كثيرا، فنحن نتوجه إليهم جميعا بأن ينظروا الى لبنان بمنظار آخر وبمنظار الأخ الكبير العطوف الذي لا يرضى عن واقعه الذي يعيشه الآن والذي يعمل بجد وبحرص وبشكل من الاستمرارية وبشكل من الاندفاع حتى يفوز بانقاذ لبنان من وضعه ومن ازمته الشديدة، وان عليهم جميعا ان يتحدوا وان يتعاونوا مع الشقيقة سوريا التي بذلت وتبذل وتتعاون وتفعل كل ما بوسعها لضمان ما يمكن لبنان من الوقوف على قدميه، ويكون الاخ الذي يتحرك بحرية ويساعد القضايا العربية المصيرية، من موقع المتمكن والقادر.

• صاحب السماحة، هناك حديث عن مؤتمر دولي لحل ازمة المنطقة، هل تعتقد ان الاتفاقات التي سيطرحها هذا المؤتمر ستفيد في حل الازمة اللبنانية ام انها ستؤزم الاوضاع اكثر؟

- طبعا عندما يكون هناك مؤتمر عالمي دولي يبحث في قضية الشرق الاوسط لا سك انه سيبحث خلال ذلك الوضع في لبنان، وعندما يبحث وضع لبنان لا بد من ان يكون في هذا البحث ما يساعد ولا اظن انه سيضر.

• المقصود بالاستحقاقات في مرحلة ما قبل المؤتمر فكيف ترون هذه المرحلة بالذات؟

- كل حديثنا كان يدور حول مرحلة ما قبل المؤتمر، والمؤتمر الان يتكلم به. فهناك تحركات الآن على مستويات عليا في اتجاه عقد هذا المؤتمر. ومن الان حتى ينعقد هذا المؤتمر نحن في فترة مساع مع جميع الفرقاء تتقدم وتتأخر وتعلو وتهبط وتقوى وتضعف، ولكنها جميعا في اتجاه المساعدة على الحلول.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة