إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 03
الجمعة 24 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : العقدة الأساسية في نظام الطائفي والسياسيين
التاريخ : 1979-10-06
المرجع : مجلة الفكر الإسلامي ـ السنة الثامنة ، العدد الحادي العاشر ، ذو الحجة 1399هـ / تشرين الثاني 1979م.


في آن واحد معاً وتحديداً صباح السبت 6 تشرين الأول 1979 نشر كل من صحيفتي اللواء والبيرق ومجلة ريفي دي ليبان حديثين مطولين مع كل من سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد وغبطة البطريرك الماروني بطرس خريش .

الحديثان تناولا الأزمة اللبنانية القائمة من مختلف وجوهها وألوانها ، وطبيعة الحكم القائم في لبنان ، وصيغة الحكم القائم في لبنان ، وصيغة العيش ، والمدى الذي وصلت إليه فكرة عقد قمة روحية ، كما تناولا الطروحات التي أفرزتها الأحداث حول النظامين الطائفي والوطني والعلمنة والتقسيم والأحزاب وأدوارها ومفهوم الحضارة بالنسبة إلى لبنان ، والأسس التي ينبغي أن يقوم عليها أي حوار للوفاق الوطني وذلك من خلال ورقتي عمل للقمة الروحية تقدم بها سماحته وغبطته ، ثم قضية الجنوب اللبناني كمسؤولية عربية مشتركة ، وملحقات هذه القضية الخطيرة لبنانياً وعربياً وأبرزها ملحق التوطين .

كل من سماحة المفتي وغبطة البطريرك عرض لمجمل هذه القضايا بكثير من التفصيل الدقيق ، وبكثير من الصراحة في حديثهما اللذين تنشرهما مجلة «الفكر الإسلامي» في هذا العدد بالنص.

استهل سماحة مفتي الجمهورية اللقاء بالقول : « لقد أصبح لبنان اليوم محل اهتمام العالم بأسره نظراً لكثرة المصائب التي توالت عليه ، بعد إن كان قبلة أنظار العالم نظراً لحالة الاستقرار التي كانت سائدة فيه ، إنني على كل حال لا يمكن أن أفقد الأمل في أن يعود لبنان إلى ما كان عليه من استقرار وهدوء وطمأنينة ، بل إنني آمل أن يعود إلى أحسن مما كان عليه ، ذلك أن التجربة التي مررنا بها وما تزال تجربة قاسية ومريرة ، وعليه فإن الدرس الذي يمكن استخراجه منها ينبغي أن يعوض عما عاناه اللبنانيون من القساوة والمرارة . فنحتاط ، في كل ما نرجوه للبنان المستقبل، بكل الوسائل والسبل لتجنيبه وأجياله المقبلة ، أبسط احتمالات الاختلاف والتصدع .».

• سماحة المفتي : إن واقع الاختلاف والتصدع يبدو أنه مستفحل على كل صعيد وداخل الطائفة الواحدة، فما هي مساعيكم ورؤيتكم للخروج من هذا الواقع المتردي ؟
• العلة في المشكلة السياسية
 لا أحد يستطيع أن ينكر هذا الواقع الحاصل اليوم بين أبناء الوطن الواحد ، ان هذا الاختلاف وذاك التصدع لا يمكن أن يستمر طويلاً في لبنان ، إلا أصبح من الأمراض المستوطنة ، ونحن نرجو لهما بعد هذه المحنة أن يكونا مرضين عابرين ، ان أمراضنا التي نعاني منها اليوم يعود أصلها إلى السياسة ، لأن الظاهرة السياسية تعتبر في عرف الاجتماعيين هي الظاهرة الاجتماعية الأم ، فإذا كان هناك تصدع تربوي فهو نتيجة لموقف سياسي من مهنة التربية ، وإذا كان هناك تصدع اجتماعي ، أو تصدع اقتصادي... فإنما يعود ذلك إلى السببية السياسية ، فالسياسة هي العلة ، صحيح أن في الإسلام حديثاً عن رسول الله (ص) يقول : « إثنان إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء » حيث يحمل الإسلام المسؤولية لعلماء الدين ولأمراء السياسة بالتساوي ، إلا أن المشكلة اللبنانية لا يحمل مسؤوليتها إلا الساسة وحدهم ، فهم وحدهم الذين كانوا أحزاباً سياسية، وهم وحدهم عملوا نواباً ووزراء ورؤساء للوزراء، ورؤساء للجمهوريات الذين يتدخلون في شؤون الإدارة والحكم والقضاء ، وفي الأمور الصغيرة كما في الكبيرة حرصاً على مقاماتهم ومهاباتهم ومصالحهم ... فالسياسة إذن هي وحدها مسؤولة عما حصل من تصدع على كل صعيد تربوي أو خلقي أو اقتصادي أو اجتماعي  أو ما إلى ذلك ... حتى على الصعيد الديني عندنا نلاحظ تصدعاً لم نكن لنشهده من قبل ، ولكننا نصبر ونقول لا بأس ... إنه الانعكاس الطبيعي للتصدع السياسي على القطاع الديني ، فعندما يختفي هذا المرض السياسي تختفي كل الأمراض الناتجة عنه بالضرورة.

ونحن عندما نحصر المشكلة اللبنانية في المشكلة السياسية وحدها إنما نكون بصدد تعيين نقطة البداية لأي عمل إصلاحي ممكن ، وإنني أعتقد أن المشكلة السياسية في لبنان لها وجهان ، النظام السياسي الطائفي ، ورجال هذا النظام ، والمشكلة في نظري تظل مشكلة واحدة ، لأن العلاقة بين النظام ورجال النظام علاقة توالديه ، تخرج فيها الأوضاع المتردية من صلب واحد ، فالنظام السياسي الطائفي لا بد أن يتولد عنه ساسة طائفيون ، صحيح أنه مع الزمن تصبح هناك علاقة أخذ وعطاء بين النظام ورجاله ، فيقوم النظام بدور حماية رجاله ، ويقوم رجال النظام بدور حمايته ، إلا أن العقدة الأساسية تبقى في هذا النظام الطائفي الذي هو سبب كل علة ... وإنني أعتقد أنه عندما تكون الأفكار واضحة حول العناصر الطائفية المشوهة للنظام ، فإن الاتفاق يتولد عن هذا الوضوح ، ويكون الوفاق ممكناً بين السياسيين .

وإذا كنا بصدد إرجاع الفروع إلى الأصول  عندما أرجعنا كل مشاكلنا إلى الطائفية السياسية باعتبارها النظام السياسي في لبنان ، فإننا نقول إن محور العناصر الطائفية المشوهة للنظام هو لجوء الساسة إلى الخلط بين الدين والطائفية ، فالدين هو التزام حر مع الله فيما جاء من عند خير البشر ، في حين أن الطائفية هي التزام مقيد مع الناس ، فيما صنعته أيدي الناس وفاقاً لمصالحهم ، حتى وصلنا إلى درجة يشير فيها السياسيون إلى الطائفية ويقولون هذا الدين، وإنني هنا لا أعتقد أن الإسلام ، ولا المسيحية ، يرضيان بهذه المبادلة الخبيثة والخاسرة ، خبيثة لأنها تسخر اشرف القضايا لأخس المصالح وخاسرة لأنها تترك أسوأ الأثر في العمل الديني، فترتد علينا نحن المسؤولين عن الحقل الديني وبالاً وخسارة وضياعاً وتشتتاً وتدفع بنا نحو المزيد من التصدع . إننا نعتبر مبادلتنا الدين بالطائفية هي نوع من العدوان علينا وعلى الدين نفسه وعلى الأمة الملتزمة به ، وهذا هو أخطر الأمور.

ومع ذلك كله فإن الجهود المخلصة الصادقة لا بد أن تتحرك بنشاط وإصرار للوصول إلى أمرين اثنين تصحيح مفهوم السياسة وميدانها وتركيزها على القواعد الأخلاقية والقيم الإنسانية أولاً وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء لتضيق هوة الخلاف والوصول عاجلاً أو آجلاً إلى توحيد الرأي والموقف في الطائفة الواحدة وبالتالي بين اللبنانيين كافةً.

• سماحة المفتي هل هناك احتمال للقيام بمصالحات ولقاءات أخرى؟
 لا أستطيع أن أسمي ما قمت به مؤخراً في اللقاءات الأخيرة ، إن كان مع دولة الرئيس رشيد كرامي ومجموعته في الشمال ، أو كان مع بعض أركان التجمع الإسلامي وجبهة المحافظة على الجنوب في بيروت ومع بعض أعضاء الحركة الوطنية ممن زارني في عرمون مؤخراً ، لا أستطيع أن أقول عن هذه اللقاءات إنها لقاءات مصالحة بقدر ما يمكن أن أقول عنها إنها لقاءات مشاورة استفدت منها ، لا سيما إني لمست بين هؤلاء الاخوة والأبناء اندفاعاً نحو التقارب والتفاهم وإنني أطمع دائماً بمزيد من هذه اللقاءات التي لا تحمل إلا الخير للبنان.

• هل إن فكرة القمة الروحية ما تزال قائمة؟
 إن فكرة القمة الروحية كانت وما تزال وستبقى قائمة لا لشيء إلا لأن لقاءها من شأنه أن يؤكد على أن لا خلاف بين رؤساء الطوائف الدينية لا على نظرتنا إلى السياسة والسياسيين ولا على نظرتنا إلى ضرورة التعاون الديني لترسيخ دعائم القيم الخلقية الصحيحة في نفوس اللبنانيين ، بل أكاد اقول إن بيننا برامج عمل مشتركة على الصعيد الدينين الوطني أرى أن تكون القمة الروحية مجالاً لها ، وإنني أقولها صراحة أن المتدينين ، إسلاميين أو مسيحيين كانوا ، رؤساء أو مرؤوسين أو من أبناء الطائفيتين ، هم أول المتضررين بالنظام الطائفي ، لقد اصبح الدين خلال الحرب ، ذبحا على الهوية ، وخوة تدفع تحت التهديد ، وسطوا على ممتلكات الغير ومساكنهم ، وقتالاً على بضاعة مسروقة ، وسكراً وتحشيشاً وعربدة .

وإذا كان الرؤساء الروحيون غير مختلفين أصلاً لأن الخلاف الحاصل يرجع في سببه إلى السياسة والسياسة وحدها ، فإن الرؤساء الروحيين ليسوا متفقين فحسب ، وإنما هم متضامنون في وجه اقتحام الطائفية معاقل الدين لتأخذ مكانه في المعابد ، وترفع على منابرها تماثيلها البشرية وتدعو إلى عبادتها من دون الله . إنني أعتقد أن الحاجة باتت قصوى لانعقاد القمة الروحية ، ليس من أجل الوفاق السياسي فحسب ، وإنما من أجل التخطيط الديني المشترك لتعزيز الروح الدينية عند الأبناء ولمقاومة الطائفية ، والإلحاد ، والفوضوية ، والعدمية التي باتت مسيطرة على شبابنا في لبنان، لقد زارنا منذ أيام غبطة البطريرك مكسيموس حكيم ، وجلسنا طويلاً نستمع إليه ، ونستفيد ، وكان لقاؤنا الوطني هذا محل تقدير كبير في نفوسنا ، ولقد كلفنا مكتبنا الاتصال بغبطته للاتفاق على موعد رد الزيارة ، وتكون مناسبة طيبة لتكرار البحث في كل الأمور الدينية والوطنية المشتركة .

نحن من جهتنا ، كرؤساء روحيين ، أعتقد أننا متفقون ، على أن الخلاف اللبناني ليس دينياً ، فإن كان هناك من خلاف فنحن قادرون على اختيار مكان الحوار حوله ، ووسيلته ، وبشكل إيجابي يساعد على بناء الحضارة الإنسانية لا على خرابها ، فالحوار المسيحي ، الإسلامي الديني الذي أجرى منذ سنوات في الفاتيكان مع ممثلين عن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة كان له أطيب الأثر في نفوس المؤمنين ،ولقد صدر عن الفاتيكان مؤخراً . ربما نتيجة لهذا اللقاء، كتاب بالفرنسية عنوانه « اتجاه نحو الحوار بين المسيحيين والمسلمين » يطيب لي اليوم أن أكون عاكفاً على ترجمته لما فيه من روحية دينية مقاربة تجمع ولا تفرق.

على كل حال إنني أبدي استعدادي الدائم وغير المتحفظ على انعقاد القمة الروحية شرط أن تكون مرتكزة إلى أسس عامة متفق عليها تضمن مصلحة البلد وأبنائه. وفي أي وقت ما دام هناك فائدة عملية مرجوة تسرع في عملية الوفاق بين اللبنانيين ، وإنني أعتقد أن لقاءنا على مستوى القمة الروحية يمكن أن يأخذ واحداً من اتجاهين :
1. الاتجاه اللاطائفي وهدفه حماية الممارسة الدينية الحقيقية وهذا ما أفضل أن يبدأ اجتماعنا عليه .
2. الاتجاه السياسي الوطني وهدفه التمهيد للوفاق بين الفرقاء المتنازعين ، ولا أظن أنه يلزمنا تفويض لذلك ، خصوصاً وأن كل واحد منا من موقعه يمثل فئته حق التمثيل ويستطيع أن ينطق باسمها رضي المتحاربون أم كرهوا مادام ما نقوله ونتفق عليه هو ضامن للمصلحة الوطنية والشعبية .

ولقد كنا مع غبطة البطريرك مار انطونيوس بطرس خريش مثابرين في هذا الاتجاه وبدأنا بتبدل أوراق عمل له، ونص الورقة التي قدمتها هي:

 مشروع بيان لرؤساء الطوائف الدينية في لبنان ( لمؤتمر القمة الروحية، مقدم من الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية)
• عقد الرؤساء الدينيون في لبنان لقاءهم للتشاور في ما يمكن تقديمه للوفاق السياسي من تمهيد مناسب يساعد على نشر الأمن والسلام في ربوع لبنان ويؤدي إلى بناء لبنان الجديد على أسس راسخة من القيم التي يؤمن بها اللبنانيون جميعاً .

إن الرؤساء الدينيين الذين يشعرون بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم انطلاقاً من الرسالة السامية والقيم النبيلة التي يؤمن كل منهم بها يؤكدون على أن الخلاف الراهن بين اللبنانيين الذي كان وما يزال سبباً للحرب والتوتر ليس خلافاً دينياً أو طائفياً بالرغم من المحاولات المؤسفة لجعله يأخذ هذا الطابع ، كما يؤكدون من جهة أخرى على أن هذه الخلاف هو خلاف سياسي يعتبر الرؤساء الدينيون أنفسهم متفقين على شجبه ،ويدعون جميع اللبنانيين إلى تجاوزه بمنطق العقل للنفاذ إلى أعماق الأسباب التي أدت إلى وقوع الأحداث الدامية بما فيها من نتائج مهلكة على كل صعيد فيتفادوا في المستقبل القريب والبعيد وبالقضاء على هذه الأسباب كل احتمالات النزاع والتفجر اللذين لا يحملان للبنان واللبنانيين إلا الدمار والانهيار . فاللبنانيون هم أبناء رسالة روحية واحدة في أصولها تتجلى في المسيحية والإسلام ، كما تتجلى في ما يؤمنون به من قيم ومبادئ مشتركة لجميع البشر ، وفي مقدمتها الاخوة والمحبة والرحمة والحرية والعدل والمساواة والسلام .

وإن اللبنانيين هم أبناء الحضارة العربية الواحدة التي تشارك المسلمون والمسيحيون في تكوينها ، والتي قامت على صون حقوق الله والإنسان متكاملة طلباً لإسعاد الإنسان في الدارين الأولى والآخرة ، وقد انفتحت هذه الحضارة على سائر الحضارات الإنسانية في مختلف عهودها ، وهي تتفتح اليوم على الحضارة العصرية في كل ما فيها من خير للإنسان ولتقدمه ، ولإفادته الخيرة من أحداث مستجدات التطور الحضاري الراهنة ، والتي لا تتنافى مع القيم الروحية والخلقية والدينية.

وإن اللبنانيين مدعون الآن لأن يستوحوا قيمهم الروحية السامية وتقاليدهم الحضارية الأصيلة . ليضعوا حداً فورياً للمأساة وينبذوا العنف ويتحرروا من رواسبه تحرراً نهائياً ويستبدلوه بالعقل الموصول بالله سبيلا لتعاملهم بعضهم مع البعض ونهجاً لتسوية كل ما بينهم اختلافات عارضة.

وما من شك أن للبنان موقعه وتكوينه الرائع في منطقته. التي يتحرك فيها التاريخ اليوم تحركات جديدة ، مما يحفز لبنان أن يكون له فيها الدور الريادي الفاعل، ولا يتسنى للبنان مثل هذا الدور إلا إذا استقرت إرادة جميع أبنائه على أن يعقدوا اجتماعهم الوطني بصدق على برنامج لبناء لبنان الجديد ، يقترح الرؤساء الدينيون مبادئ الوفاق حوله ، ويقرر القادة السياسيون ما يرونه صالحاً بشأنه ، وتتولى السلطة العامة تنفيذه وتشريعيه إقراره ووضعه موضع التنفيذ.

ويعلن الرؤساء الدينيون هذه المبادئ العامة باعتبارها من مسلمات الوفاق الوطني:
أولاً : إن اللبنانيون يؤلفون شعباً واحداً مستقلاً له وحده حق السيادة الوطنية على أرضه وحق تقرير مصيره باختيار نظامه وتطويره نحو الأفضل.

ثانياً : إن للبنان كيانه الوطني الموحد المتحرر من أية امتيازات طائفية أو إقطاعية أو غيرها .فالكيان اللبناني الوطني هو للجميع والمحافظة على وحدته وسلامته وتماسكه هو مسؤولية مشتركة بينهم .

ثالثاً : الجمهورية اللبنانية دولة عربية مستقلة تعتمد النظام الديمقراطي البرلماني الحر الذي تتحقق في ظله المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين اللبنانيين وتعتمد فيه الكفاءة وحدها معياراً لتولى جميع المسؤوليات العامة السياسية والإدارية.

رابعاً : إن الأحزاب اللبنانية مدعوة فوراً إلى التحول إلى تنظيمات مدنية ديمقراطية ،  وإلغاء تنظيماتها العسكرية وتسليم أسلحتها الوطنية الشرعية ، والتبرؤ من التعامل مع العدو الإسرائيلي بوجه عام ومن الزمر العملية التي يستخدمها لضرب الوحدة الوطنية والنيل من سيادة لبنان.

خامساً: تضع السلطة اللبنانية خطة شاملة لإعمار لبنان ولإعادة جميع المهجرين والنازحين إلى مواطنهم ولتحقيق انطلاقة جديدة لتحريك الإنتاج الوطني بجميع قطاعاته ،  ولإشاعة العدل  والأمن الاجتماعيين في لبنان بجميع مناطقه . وتطبق هذه الخطة بتعبئة موارد لبنان وطاقاته البشرية في الداخل والخارج وبالتعاون من الدول الشقيقة والصديقة ومع المنظمات الدولية المعنية .

سادساً : إن المسألة التربوية ينبغي أن تحظى بالعناية الأولى لدى اللبنانيين جميعاً على أساس خطة واضحة لتوحيد الأهداف التربوية والوسائل المؤدية إلى تحقيقها مع الحصر التام على الالتزام معنوياً ومادياً يؤدي إلى تعزيز القيم الخلقية والإنسانية المشتركة بين الأجيال اللبنانية الجديدة .

سابعاً : تعتمد خدمة العلم الوطنية إلزامياًَ لتكون ذات أثر فعال في تنشئته الشبيبة اللبنانية تنشئة وطنية واعية بحيث تؤمن للبنان قوى أمنه الداخلي ودفاعه الخارجي ، لتحل هذه القوى الوطنية المنظمة أحداث تنظيم محل القوات العربية ، والدولية ، التي استدعيت من قبل السلطة الشرعية لحفظ أمن لبنان الداخلي والخارجي لفترة مؤقتة.

ثامناً: يفتتح لبنان صفحة تعاون أخوية جديدة مع منظمة التحرير الفلسطينية ينظم فيها الوجود الفلسطيني المؤقت في لبنان تنظيماً يتفق مع مستلزمات السيادة الوطنية ومع مقتضيات المحافظة على سلامة لبنان وسلامة الثورة الفلسطينية ويرفض أي مشروع لتوطين الفلسطينيين في لبنان رفضاً قاطعاً من قبل جميع اللبنانيين وجميع الفلسطينيين التزاماً بشعار عودة المواطنين إلى أوطانهم عامةً ونصرة القضية الفلسطينية بشكل خاص.

تاسعاً : تنظم بين لبنان والشقيقة سوريا ، على أساس من الاحترام المتبادل علاقة التعاون الأخوي التي يفرضها التجاور الجغرافي والتاريخ المشترك والترابط القومي والواجب الدفاعي تجاه العدو الإسرائيلي وموقف التضامن الذي اتخذه الشعب اللبناني في محنته العارضة.

عاشراً : يعمل لبنان متعاوناً مع سائر الدول العربية في سبيل تحقيق التكامل العربي ومتعاوناً مع سائر الدول الصديقة في سبيل تحقيق السلام الدولي ملتزماً بسياسة التوفيق بين الأشقاء في المجال العربي وبسياسة الانحياز في المجال الدولي.

حادي عشر: تتولى السلطة اللبنانية إدارة الحوار السياسي للوصول إلى الوفاق الوطني المنشود على أسس سليمة وتأخذ باعتبارها كل المبادئ المعلن عنها أعلاه في جو من الحرية والصراحة وسعة الصدر على أساس من الاحترام المتبادل والولاء للوطن ، ويؤكد الرؤساء الدينيون استعدادهم التام لدعم هذا الحوار وما يؤدي إليه من نتائج إيجابية بكل ما يملكون من طاقات للوصول إلى تحقيق الصبغة الوطنية الجديدة للبنان الجديد.

ثاني عشر: يبلغ هذا البرنامج فور إتمام الوفاق من جميع الجهات المعنية لجامعة الدول العربية وللأمم المتحدة وللفاتيكان ولمؤتمر الدول الإسلامية ليكون إشعارها به إيذاناً بتسوية الأزمة اللبنانية فيما بين اللبنانيين أنفسهم ، وضماناً لانطلاق جميع اللبنانيين في العمل التعاوني الفعال لبناء لبنان الجديد.

•  سماحة المفتي كنت في طليعة من حذر من الأخطار المحدقة بالجنوب ولكن وقع المحظور ، فهل من حل أو إن هذه المنطقة من لبنان قد وضعت مرحلة فراغ؟
 لقد مرت قضية الجنوب بتجارب قاسية لا يحتملها وطن ، ولا يطيقها شعب ، ولكن الجنوب ظل صامداً رغم مصائبه المتوالية، صحيح أن هناك أخطاراً كثيرة تتهدد الجنوب أولها الأطماع الإسرائيلية ، وثانيها الميليشيات الانفصالية ، وثالثها تصدع الصف الوطني في الجنوب في الوقت الذي يزداد فيه العدوان على الجنوب وعلى أهله  تحت مظلة اجتماعات دول كمب ديفيد وفي إطار من المعلومات الأميركية عن مبادرة جديدة تزمع الولايات المتحدة القيام بها بالدعوة إلى مؤتمر ينعقد في لبنان يضم الأطراف المعنية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وذلك للنظر في هدنة أوسع بديلاً عن وقف النار الهش المعمول به حالياً في الجنوب .

أنا شخصياً لا أدري بعدما إذا كانت هذه المبادرة الأميركية جدية أم لا ؟ لا سيما أن أميركا عودتنا أن تطلق تصريحاً في يوم لم تلجأ إلى تصحيحه في اليوم التالي الأمر الذي يربك الأمور ويزيد الطين بلة ، بيد أنه على كل حال ولو كانت المبادرة آتية من دولة كبرى ومؤتمرة لحل قضية الجنوب ، فإن مسؤولية الجنوب تبقى مسؤولية عربية قبل كل شيء ذلك إننا لا نريد للبنان أن يقع بالانفراد في مسألة الجنوب ، أو في مثل ما وقعت فيه مصر من الانفراد بحل القضية الفلسطينية التي ما زالت تراوح مكانها حتى الآن إنني أعتقد إنه قد أصبح بين قضية الجنوب والقضية الفلسطينية تلازم قوي، إن تاريخ القضية بأسره يؤكد ذلك ، ومن هنا فإن المؤتمر المطلوب هو مؤتمر عربي مدعوماً من الدول الكبرى وفي مقدمتها أميركا ولا يجوز على الإطلاق أن يسقط النفط وأسلحة الصداقة ولا يستخدموها لنصرة الجنوب ، ونصرة النفط وأسلحة الصداقة ولا يستخدموها لنصرة الجنوب ، ونصرة القضية الفلسطينية معاً ، إن القرار العربي في مؤتمر القمة المرتقب ينبغي أن يستفيد من كل التحولات السياسية والاقتصادي في أوروبا وأميركا لصالح الجنوب والقضية الفلسطينية .

• هل سوف تسافر سماحتكم إلى الحج وتلتقي بالمسؤولين في المملكة العربية السعودية لعقد لقاءات سياسية معنية ؟
 لا أظن إنني أستطيع هذا الموسم القيام بأداء فريضة الحج أو حتى تلبية دعوة رابطة العالم الإسلامي في دورتها الحادية والعشرين وعلى كل حال فإن لقاءاتي في المملكة العربية السعودية مع المسؤولين وغيرهم تظل في إطارها الإسلامي الصحيح ، وإن تطرقنا إلى موضوعات سياسية، فإن ذلك يظل في الحدود الذي ترسمه لنا شريعتنا الإسلامية، إنما أريد أن أقول إن سعادة سفير المملكة في لبنان الفريق أول على الشاعر حريص مثل حرصنا ، على لقاءات نجريها باستمرار مع سعادته ، نتشاور فيها في شؤوننا الإسلامية العامة مما يساعدنا على تكوين الفكرة المناسبة في الوقت المناسب.

• هل من مبادرة منتظرة من المملكة العربية السعودية بشأن لبنان؟
 إنني لا أظن أن أحداً يحسب أن المملكة العربية السعودية قد قصرت يوماً ما على صعيد المبادرة بشأن القضايا اللبنانية ، وإذا كانت المساعدات المادية التي تقدم إلى الجنوب وغير الجنوب هي أبسط الحلول ، كما قال السفير ، فإن الحلول الصعبة لم تقصر المملكة في تقديمها أيضاً إلى لبنان، فالمساعدات العينية ، والمساعي السياسية ، وبخاصةً دور المملكة في التحضير لمؤتمري بيت الدين والقاهرة ثم التحرك السعودي نحو البحرين وليبيا والجزائر لأحكام التضامن العربي المنشود.

• قبل أيام من اختتام الرئيس سركيس سنته الثالثة، هل أن ما حصل في هذه الفترة كان يمكن أن يأخذ وجهة أخرى أم أن أحوالاً قاهرة هي التي أزمت الوضع أكثر فأكثر؟
 إنني وأنا أكن للرئيس سركيس كل تقدير على شيمة الصبر التي يتمتع بها والحكمة التي يتجمل بها فإنني أقول أن الوضع بالنسبة لمسؤولية رئيس الجمهورية اليوم هو جداً استثنائي والعمل فيه ينبغي أن يكون بهذه الدرجة من الاستثنائية النادرة ، وأظن أن الرئيس سركيس استطاع ، وسط هذه التيارات المتناقضة ، أن يعمل عملاً استثنائياً إلا أن عمل المواطنين ظل من دون هذه الاستثنائية ، فالميليشيات ما زالت المسيطرة ، والفوضى مازالت قائمة ، والرشوة ما زالت في كل مكان ، على رغم التشريعات والقرارات والإجراءات الإصلاحية في شؤون الإدارة والمؤسسات التي استطاع العهد أن ينجزها.

• هل تعتقد سماحتكم أن التقسيم ذهب إلى غير رجعة أم أنه لا يزال هاجساً لبعض الفرقاء؟
 أظن أن فكرة التقسيم لم تطرح من بعض الفرقاء إلا من باب النكاية ، ولما اتضح لهؤلاء أن هذه النكاية ستكون انتحارية تراجعوا عنها رغم إنهم ما زالوا واقعين أسرى في الحدود التي رسموها لأنفسهم ، وإذا كانا اليوم ، وفي ظل النظام اللبناني نشكو من الطائفية فإنهم في ظل التقسيم سوف تبرز استغاثاتهم من التسلط المذهبي العائلي ، حيث ينشأ بالتالي نوع من المافيا المذهبية أو العائلية أو العشائرية تكون سبباً في نسف الدين والوطن من أساسهما... إن الحل عندي يبقى في القضاء على النظام الطائفي باعتماد نظام ديمقراطي حر ومتقدم حسبما ورد في مذكرتنا الإصلاحية وقد يتبادر إلى ذهن دعاة اليسار أن النظام العلماني هو النظام البديل الأمثل ، إلا أن دعاة اليسار يعلمون جيداً أن النظام العلماني لم ينشأ في أوروبا إلا بتعريف واحد هو إبعاد تأثير الكنيسة ورجالها ( حصراً) عن مؤسسات الدولة السياسية والتعليمية والتربوية وما إليها ، وعلى رغم أن الإسلام غير معني هنا بالموضوع ، إلا أننا نلاحظ أن المشكلة اللبنانية ليس هنا ، أعني إنها لم تنشأ عن تدخل أو تأثير رجال الكنيسة في مؤسسات الدولة اللبنانية ، وفي كل مؤسسات الدولة ، إن الأسباب التي أدت إلى العلمنة في أوروبا ، هي أسباب معكوسة في لبنان تماماً ، لقد تحول رجال النظام الطائفي في لبنان مسلمين ومسيحيين إلى طبقة أكليروس جديدة، أحبت أن تتدخل في شؤون الدين وتستغله على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية ، فإنني أفهم الإصلاح على أنه وضع حد لتدخل رجال السياسة في أمور الدين ، لتوظيفه وظائف طائفية ومصلحيه تضر بالدين ، وهذا نقيض للعلمنة إنه في الحقيقة شيء آخر لم أكتشف له إسم بعد ولكن من الممكن مبدئياً تسميته بالنظام الوطني الحر في كل شيء في الدين ، حيث تترك للمواطنين المؤمنين به حرية الممارسة الدينية الموجهة وطنياً في مدارس الدولة وفي جامعاتها ،كما تترك للمواطنين حرية ممارسة أنظمة الأحوال الشخصية التي لديهم من دون عقد ، وفي اعتقادي أنه لا يجوز أبداً وضع المواطنين اللبنانيين بين خيارين محرجين لا ثالث لهما أما النظام الطائفي وأما العلمنة ... إن النظرية الثالثة، التي عرضناها تظل في عرفنا هي الأكثر قبولاً عند اللبنانيين.

 يقولون أن سبب بلاء هذا البلد هو تطاحن الزعامات المارونية فيما بينها فما هو رأي سماحتكم؟
 هذا شأن داخلي للطائفة الكريمة لا دخل لي فيه ، وإنما أحب أن أقول إن التطاحن أصبح اليوم شاملاً وتكاد لا تستثني منه أحدا، وكله عندي يعود إلى الطائفية ، والعصبية ، وعودة البشر إلى الجاهلية الأولى ، إن ما يحدث اليوم في الخليج وفي سوريا والعراق ، هو صورة أرجو أن لا تتكرر عما كان في لبنان، إنها مرة أخرى تسييس رجال السياسة لأمور الدين ، على كل حال إنني أريد أن أنبه إلى شيء خطير وهو أن هذا التطاحن  أو الاقتتال الطائفي من شأنه عن طريق الارتباط أو يوحي بأن السبب في ذلك هو الدين ، فإن تركناه يستفحل كنا أول الممهدين لهدم الدين وحلول الإلحاد محله .

• هل لا يزال شبح التوطين قائماً أو أن هذا الموضوع زوبعة في فنجان؟
 إذا كان أحد من الناس أو الدول يريد توطين الفلسطينيين في لبنان ، فإسرائيل هي أول هذه الدول ، فلا الفلسطينيون يريدون ولا اللبنانيون يريدون إذ لا مصلحة لا لهؤلاء ولا أولئك بالتوطين ، إن المشكلة ليست مجرد خروج الفلسطينيين من لبنان إن المشكلة بالتحديد هي في إدخال الفلسطينيين إلى بلدهم ، البعض من اللبنانيين يتوقف عند المشكلة الأولى بعيداً عن أية نزعة إنسانية ، والبعض الآخر يتخطاها إلى المشكلة الثانية مشاركة إنسانية في القضية الفلسطينية.

• هل إن حل القضية الفلسطينية أصبح وشيكاً برأي سماحتكم؟
 إن النجاح الدبلوماسي للقضية الفلسطينية ، بالإضافة إلى نجاحها العسكري في الأرض المحتلة استطاع في خلال الشهر الماضي أن يستقطب مجموعة الدول الأوروبية التي دعا خطباؤها في الهيئة العامة للأمم المتحدة إلى فتح حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية وإضافة ما ينص على حقوق الشعب الفلسطيني في القرار 242  مما شجع الولايات المتحدة، خاصةً بعد تجربتها مع أندرو يونغ على الدعوة إلى مؤتمر من أجل جنوب لبنان يجمع كل الأطراف المتنازعة لإيجاد هدية أوسع ، على كل حال أن الإمكانات العربية تظل أقدر على الاستفادة من هذا النجاح الفلسطيني ، المتلازم مع العطف العالمي على قضية الجنوب ، وعليه فإن مؤتمر تشرين الثاني القادم هو خير اختبار للتضامن العربي في هذا المجال، والرجاء أن يوفق الله المؤتمرين ويحقق على أيديهم ما يضمن إنهاء المشكلة اللبنانية وتحقيق الأمن والاستقرار للبنان.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة