إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : في إطار الخطة الأمنية لبيروت الغربية حذر المفتي خالد من الدوران حول أنفسنا
التاريخ : 1986-07-28
المرجع : جريدة الشرق

                  المفتي حسن خالد في حديث شامل لـ"الشرق"

لقاء ملك المغرب ورئيس وزراء العدو.. أعاذنا الله من مثل هذه اللقاءات
الخطة الأمنية في المنطقة الغربية.. ماذا بعد؟
يجب أن يكون هناك خطى متوازية بين السياسة والأمن
اللقاءات مع البطريرك صفير هي لكفكفة الجراح
أمن بيروت والضاحية والمخيمات واحد
الحل السياسي قبل نزع السلاح
لا يجوز الاستهانة بالمقاومة الوطنية

حذر مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد من الاستمرار في الدوران حول أنفسنا داعياً إلى انطلاقة جديدة تحقق كسباً جديداً، بعد أن شارفت الخطة الأمنية لبيروت الغربية على النجاح وتقرر تعميمها على الضاحية الجنوبية لتفويت الفرصة أمام المندسين والمتسللين لتقويضها، مؤكداً وجوب الانطلاق باتجاه تحرك سياسي للخروج من الجمود.

وأعلن المفتي خالد لـ"الشرق" إن العمل السياسي يجري تقريباً بخطى متوازية مع العمل الأمني، ولكن بعكس العمل الأمني الواضح والظاهر فالتحرك السياسي يبقى بطيئاً ومتوارياً، ولكنه في الواقع قائم ومتحرك في كل اتجاه. فالمجريات يكتنفها الكثير من التعقيد لذلك لا بد من البطء والتستر أحياناً لإنجاح الهدف.

ووصف لقاءاته مع البطريرك صفير بأنها محاولات لفتح الطريق وتسليط الأضواء وكفكفة الجراح، معلناً أمله بالنجاح لأن النفوس مهيأة والظروف تدفع بهذا الاتجاه. أما في ما يختص بالقمة الروحية أكد المفتي خالد أن ليس هناك عوائق أمام عقدها من قبل أي من القادة الروحيين، ولكن لا بد من التمهيد للتأكد من نجاحها فيما لو عقدت.

بالنسبة للحكم قال أنه يمر بوضع غريب وقد سلخ عنه كل صفة الحكم الايجابي الفعال، فبات الشعب كالغنم دون راع. إنه حكم عاجز وفاقد أداة العمل، وعندما يصل الحكم إلى هذا الدرك يصبح مشلولا لا خير فيه، وعندها لا بد من مخرج، وما طرحه الرئيس كرامي من استقالة جماعية هو رأي من جملة الآراء حول المخرج المطلوب.

وحول تمدد الخطة الأمنية إلى الضاحية أعلن أن للضاحية وضع خاص ولكنه يعتقد أن أمنها أمر هام جداً ولا بد من أن يكون مضموناً، لأنه مع أمن المخيمات وبيروت وحدة لا يمكن فصلها. وفضل دخول الخطة الأمنية الى الضاحية بتفاهم واضح مع كل الفرقاء، من باب الحرص على وحدة الصف والموقف.

وأعلن أنه لا يرى إن طرح موضوع شرعية المشاركة السورية في الخطة الأمنية هو طرح في محله، لأنه يترك تصوراً بأن من يطرحه يريد البلبلة، وإثارة النزاع، مطالباً بمساندة السوريين في خطوتهم وتشجيعهم على بادرتهم، لأنه يرى ان الدور السوري في الخطة الأمنية أساسي وهام، وأنه يستحيل تحقيق الأمن في هذه المنطقة بدون هذا الدور الإيجابي الفعال، موضحاً أنه عندما نذهب إلى دمشق فإننا نتوجه إلى مرجع يملك القدرة الكبرى في التأثير على العمل السياسي والأمني في هذه المنطقة.

ورفض فكرة سحب السلاح من فئة وتركه مع فئة أخرى وأوضح أنه يجب أولا تعميم الوضع الأمني في بيروت الكبرى وتحقيق خطوات نحو الوفاق السياسي ثم نفكر بنزع السلاح. وأعلن أنه عندما تستطيع القوى النظامية أن تضرب ضربة الحاكم العادل يمكننا القول أننا بدأنا مسيرة العودة إلى الحياة الطبيعية.
وكان المفتي خالد قد بدأ حديثه لـ"الشرق" بالتأكيد على أن لقاء ايفران بين الحسن الثاني وبيريز لم يكن ليصح عقده، وهو قد انتهى إلى الفشل، سائلا الله أن يعيذنا من مثل هذه اللقاءات ويبعدها عنا.

وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته "الشرق" مع مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد:

أعاذنا الله من مثل هذه اللقاءات

- سنبدأ حوارنا، صاحب السماحة بالموضوع الأجد الذي يشغل بال العرب جميعاً، وهو موضوع لقاء ملك المغرب الحسن الثاني ورئيس وزراء العدو شيمون بيريز. لقد كان لكم موقف من هذا اللقاء داخل اللقاء الاسلامي، اليوم كيف تقيمون هذا الحدث وما تتوقعون له من انعكاسات على الساحتين العربية والداخلية؟

• موقفنا مما حدث أعلناه صراحة في اللقاء الاسلامي، وهو موقف ثابت لا يمكننا أن نتراجع عنه، أما كيف نقيم هذا اللقاء، طبعاً هذا التقييم لا يخرج عن إطار الموقف الذي اتخذناه، ونحن ننظر إليه على أنه لقاء لا يصح انعقاده بين ملك عربي في مستوى الملك الحسن الثاني وبين ممثل الدولة العدوة إسرائيل، التي لعبت في الماضي ولا تزال تلعب أدوار التعسف والظلم والعدوان ضد الشعب العربي وضد حقوقه وتغتصب أراضيه وحرياته.

- هل تعتقد أنه سيكون لهذا الحدث انعكاسات عربية ومحلية؟

• هذا يعود في تصوري إلى ما يمكن أن يكون لهذا اللقاء من أثار وذيول مثل لقاءات أخرى أو إجراءات أخرى، ملحقة بها أو متفرعة عنها. أما إذا وقف الأمر عند هذا الحد فاعتبر أن القضية تكون قد اقتصرت على هذه الخطوة.
إذا لا سمح الله عاد الأمر وتتابع وجرت لقاءات أخرى وصدرت عن هذه اللقاءات مواقف وقرارات، طبعاً سيكون لنا حيال ذلك مواقف، لا يمكننا ان نستبق طبيعتها أما الآن، فحسب تصورنا، فإن اللقاء انتهى إلى الفشل، باعتراف الملك الحسن الثاني نفسه. لذلك نرجو الله أن يعيذنا من مثل هذه اللقاءات ويبعدها عنا.

- للملك الحسن الثاني مواقع وصفات مميزة. فهو مثلاً رئيس لجنة القدس، ورئيس دورة المؤتمر الاسلامي، كما هو أيضاً رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية، فبعد قيامه بهذه الخطوة التي أثارت كل هذا الشجب والاستنكار، هل يمكن بنظركم استمراره في هذه المواقع، خصوصاً رئاسة لجنة القدس؟

• أنا شخصياً اعتبر الملك الحسن الثاني من الأشخاص الذين حازوا على فكرة وثقافة واسعة جداً، وكنت في الماضي، أرجو أن لا أفقد ذلك مستقبلاً، كنت أحمل له الكثير من التقدير لما يمثله من فكر سليم وبيان ناصع ورؤية جلية ومواقف متصلة بالماضي، فهو ابن ذلك الرجل الذي نفي من بلده إلى جزيرة مدغشقر وكان له دور عربي وإسلامي وقومي رائع، فأنا أحمل له الكثير من التقدير ولكني على كل حال نحن نشجب مثل هذا الموقف ونعتبر أن هذا ليس لمصلحة العروبة ولا في مصلحة القضية الفلسطينية ولا في مصلحة قضايانا القومية، وفي نفس الوقت نتصور بأنه لا يجوز أن يكون موقفنا إلا هذا الموقف الذي وقفناه، مع إعطاء الملك الحسن كل ما يستحقه من تقدير، آملين أن تكون ثقتنا فيه هي الضمان الذي ييسر لأن يكون دائماً دوراً بناء متعاوناً مع إخوانه ومع أشقائه الرؤساء والملوك العرب في ما يضمن للمسلمين وللعرب حقوقهم وما يرفع عنهم كل ضيم وما يباعد بينهم وبين كل إجراء ربما ينحرف بهم عن الخط السليم الذي يضمن عزتهم وسيادتهم وحقهم في أرضهم.

لا يجوز الدوران حول أنفسنا

- ننتقل، إذا سمحتم إلى الوضع الداخلي، نحن نعرف موقفكم من الخطة الأمنية التي نفذت بنجاح في المنطقة الغربية من العاصمة بيروت. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: ماذا بعد الخطة الأمنية؟ فالخطة الأمنية هي منطلق، أو بداية لمرحلة، ماذا بعد هذه الخطة؟

• نحن ننظر إلى المشاكل القائمة في لبنان على أن لها عدة وجوه، الوجه الأمني والوجه السياسي والوجه الاقتصادي والوجه الاجتماعي. فنحن قد خطونا الآن خطوة مرحلية في تثبيت الأمن بعد ان كانت الفوضى قائمة في منطقتنا، والحمد لله فقد حققت هذه الخطوة انجازات أساسية، ولعبت حتى الآن دورا ناجحا وتركت بصمات لا يستطيع أحد من الناس إلا أن يقرها لايجابيتها، وبقي الآن أن لا يقتصر التحرك على هذه الخطوة بل يجب تمديدها وتوسيعها لتشمل كل المنطقة وضواحيها، بحيث تفوت الفرص على الكثيرين ممن قد يجدون في ضيقها فرصة للاندساس أو للتسلل بحيث يعملون على تقويضها وعلى تكسير قوائمها. لا بد من توسيعها لتكون حركتها، حركة هذه المنطقة أكثر فعالية وأكثر ايجابية.

من ناحية ثانية لا بد أن تكون هناك تحركات جديدة في الإطار السياسي حتى تعطى هذه الخطة ايجابيات، بحيث لا تكون لها صفة الجمود وبالتالي ربما هذا الجمود قد ينعكس عليها تصديعاً وإضعافاً. عندما ننتهي من الخطة الأمنية لا يجوز أن نستمر في الدوران حول أنفسنا، لا بد من انطلاقة جديدة تحقق كسبا جديدا للإنسان الذي هو موجود على هذه الأرض.. وعلى هذه الساحة، لا بد أن نتوصل بعد ذلك إلى حل المشكلة الاقتصادية، والمشكلة الاقتصادية مرتبطة بالمشكلة السياسية، والمشكلة السياسية لا يد لحلها من خطوة جديدة في إطار آخر، في اتجاه آخر.

خطى متوازية بين السياسة والأمن

- قلتم ان المشكلة الاقتصادية مرتبطة بالمشكلة السياسية، كما هي مرتبطة بالمشكلة الأمنية، بصفتكم رئيساً للقاء الاسلامي، ماذا تعدون لمعالجة المشكلتين المتداخلتين الاقتصادية والسياسية؟

• طبعاً نحن لا نستطيع أن ننكر أن بين التحرك في اتجاه نشر السلام والأمان في المنطقة وبين العمل السياسي فواصل هذا أمر يصعب الكلام فيه وتحديده، ولكن نحن نستطيع أن نؤكد بأن العمل السياسي هو تقريباً يجري بخطى متوازية مع العمل في تثبيت الأمن، ولكن قد يكون العامل في اتجاه الأمن واضحا وله خطواته الواضحة للناس جميعاً بحيث يستقطب كل الأنظار ويلفت كل الأفكار، ويكون التحرك السياسي بطيئاً أو متوازياً بحيث يغيب عن الناس، وعن أفكارهم فلا يرونه إلا بشيء من التعمق أو من التبصر.

نعود فنقول ان التوجه السياسي موجود والدور قائم وكل الفرقاء يلعبون هذا الدور ويقومون به، أحياناً بتوسع وأحياناً بشيء من الترقب، ولكن هو قائم ومتحرك، وطبعاً نلاحظ الآن ذلك، عن طريق الأخبار الصحافية التي تنقل إلينا اللقاءات التي تتم بين هذا وذاك من الفرقاء، وطبعاً هذه اللقاءات ليست فقط بين فرقاء من فئة واحدة، بل بعضها مع الفرقاء الآخرين وعن طريق هذه اللقاءات قد يكون هناك بعض اللقاءات الجانبية يمكن أن يتسرب منها شيء من التفاهم على بعض النقاط لخطوة أخرى أو للقاء آخر أو لعمل ما، هذا هو العمل السياسي، ونأسف لأن يضطر البعض أحياناً لعدم التصريح، وأن يلجأ مكرها للإشارة والتلميح دون التصريح.

لقاءات مع البطريرك محاولات لكفكفة الجراح

- كانت لسماحتكم خطوة رائدة عندما انتقلتم إلى بكركي لتهنئة البطريرك صفير بمناسبة انتخابه، وقد حضر البطريرك إلى دار الإفتاء للشكر على التهنئة، هل هذه اللقاءات تشكل بداية مسعى لقمة روحية تساعد على إيجاد حل للازمة اللبنانية؟

• لا أستطيع أن أكتمك بأن الواقع اليوم والمجريات قد يكتنفها الكثير من التعقيد ومن الصعوبات، وتحول دون الجهات المتحركة عوائق صعبة لا تيسر لذوي الإرادات الخيرة ولممثلي الجهات المختلفة الاتصال بيسر، فلا بد من بطء ولا بد من تستر أحياناً، أولاً لإنجاح الهدف وللوصول إلى تحقيق المقصد دون تعقيد ودون أي شيء ربما يفسد الوصول إلى ذلك.

لا بد أولاً من القول بأن هذا المسمى موجود، ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نقول بأن لقاءاتنا السابقة كانت قد رسمت خطى واضحة لدور نلعبه ونصل منه مباشرة إلى تحقيق أهداف ومواقف، ولكن نقول أننا في لقاءاتنا كنا نحاول أن نفتح الطريق، نحاول أن نسلط الضوء، نحاول أن نكشف العمة والظلام عن بعض القضايا، نحاول أن نكفكف الجراح ونقرب وجهات النظر.

هذا ما كنا نفعله ولا زلنا حتى الآن نفعل هذا ونأمل بأننا لا بد واصلون، لأن النفوس والحمد لله مهيأة، الظروف العامة سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو سياسية وحتى العسكرية، كلها تدفع بكل المسؤولين لهذا الهدف، وهذا الدفع شديد لدرجة أننا نأمل أن الله سبحانه وتعالى يساعدنا لأن يكون ذلك غير بعيد.

القمة الروحية بحاجة إلى تمهيد

- هل تعتقدون أن الأوضاع الحالية باتت تسمح لعقد القمة الروحية التي كنتم تسعون لها؟

• لا شك أن كل منا يتشوق إلى أن تتم هذه القمة، ولا أظن أن هناك عوائق من أي من المسؤولين الروحيين. حتى الظروف اليوم أصبحت من الإيجابية بحيث باتت الأوضاع مهيأة للمبادرة إلى مثل هذا العمل. ولكننا بعد لا نزال نأمل من بعض الاستكشافات التمهيدية وانكشاف بعض الأضواء لتساعدنا على أن نرجح بأن تكون القمة ناجحة فيما لو فكر بعقدها.

هناك بعض الصعوبات التي تجعل أي خطوة سياسية بهذا المستوى صعبة التقدم، صعبة الثبوت، تجعلها مرجرجة متحركة، غير صادمة وغير ثابتة، فلا بد من أن يكشف الله سبحانه وتعالى هذه الغمة في بعض النقاط ويحل عقدتها.

هذه العقدة ان حلت يمكن أن يصار التوجه السريع في اتجاه انعقاد القمة الروحية.

أمن بيروت والضاحية والمخيمات واحد

- لنعد قليلاً إلى الخطة الأمنية. هناك مسعى لأن تشمل الخطة الأمنية الضاحية الجنوبية، ولكن هناك مواقف متناقضة من ذلك، فبينما تطالب غالبية المواطنين بشمول الخطة للضاحية هناك بالمقابل من يعارض ذلك وفي مقدمتهم السيد محمد حسين فضل الله وحزب الله. ما هو موقفكم أو رأيكم في هذا الموضوع الهام؟

• في الحقيقة أنا أتابع أقوال الشيخ محمد حسين فضل الله، وكذلك بعض المسؤولين في حزب الله، والأستاذ نبيه بري وغيرهم من القادة والمسؤولين على الأرض، سواء كان في الأحزاب أو العمل السياسي، طبعا للضاحية وضعها الخاص، إخواننا هم أعرف به منا نحن، ولكني أعتقد أن أمن الضاحية أمر هام جداً ولا بد من أن يكون مضمونا حتى يعيش الجميع بأمان وسلام، وطبعاً أمن الضاحية وأمن المخيمات وأمن بيروت ليس من السهل فصلها بعضها عن بعض، هي حلقات يأخذ بعضها برقاب بعض ومن الأفضل ان يتم تثبيت الأمن في بيروت وكذلك في المخيمات كما في الضاحية وتحقيق الانتشار الذي يجعل التحرك بين هذه المناطق مأمونا ولا يسمح بأن يتسرب إليها ويندس فيها من لا يرغب فيهم ممن يعملون على إفساد الخطة الأمنية أو يعملون على إثارة الفتن وإيجاد البلبلة. ولكن مع ذلك فإني لا استطيع إلا أن أقر بوجوب احترام رأي الذين يملكون القدرة العسكرية، يجب أن نحترم رأيهم ونحاول الوصول إلى تحقيق تفاهم معهم ليتحقق دخول الخطة الأمنية الى المنطقة بتفاهم واضح مع كل الفرقاء ويكون كل هؤلاء أعوان وأركان في تعزيز الخطة.

هذا ما أتصور أنه ينبغي أن يحدث وأي عمل على غير هذا الأساس ربما يؤدي إلى السلبيات وإلى أحداث قد لا تكون في صالحنا جمعيها، ونحن حريصون على وحدة الصف ووحدة الموقف، ونحن لا نؤيد أي تصادم قد يفسد هذا الهدف.

موضوع الشرعية في غير محله

- هناك نقاش حول الدور السوري العسكري في الخطة الأمنية لبيروت الغربية. كونكم كنتم على رأس اللقاء الإسلامي، الثاني الذي عقد في دمشق، هل تتفضلون بإلقاء الضوء على هذا الموضوع؟

• الدور السوري في الخطة الأمنية لبيروت الغربية أساسي، هذا يعرفه كل من يلم بالشأن السياسي في هذه الظروف. إنه ليس دوراً ثانوياً بل هو دور أساسي وهام جداً، ولا يمكن أن يتحقق أمن في هذه المنطقة إذا لم يكن هذا الدور ايجابياً وفعالاً. لذلك فنحن عندما نذهب إلى سوريا لنلتقي بسيادة الرئيس حافظ الأسد وبالسيد نائبه عبد الحليم خدام ونتحاور حول الأوضاع التي نمر فيها والأوضاع السياسية المحلية والقومية، لا نقوم بهذا لأننا نريد إضاعة الوقت أو التلهي، بل نذهب للحديث والتحاور مع مرجع يملك القدرة الكبرى في التأثير على العمل السياسي والعمل الأمني في هذه المنطقة. لذلك في تصوري ان الدور السوري أساسي ولا بد من الاستعانة به لتثبيت الأمن، وقد ثبت والحمد لله أن سوريا عندما أرادت أن تتحرك بحزم فعلت وحققت إرادتها وتحقق الأمن في بيروت الغربية. هذا تصوري. أظن هذا هو الجواب على السؤال أم عندك سؤال آخر؟

- ما يهم هو الحديث عن شرعية هذه المشاركة؟

• لي جواب على هذا الموضوع كنت قد قلته لإحدى الصحف. أنا لا أرى إن طرح هذا الموضوع في محله، أنا أرى إنه يحمل على التصور بأن الذين يطرحونه إنما يريدون بلبلة الاتصالات وإيجاد شيء من النزاع والخلاف حول الوجود السوري.

أنا بتصوري إن إثارة هذا الموضوع في غير محله. الوجود السوري قائم في لبنان، في البقاع، في الشمال، في أكثر المناطق اللبنانية، وقد مضى عليه زمن طويل وهذا الموضوع ليس من مبرر لإثارته الآن بالذات، أي عند مباشرة العمل لإثبات ما هو حاجة أساسية لأبناء بيروت الغربية، وقد يحمل على الظن، بأن هناك أهدافاً سيئة لا سمح الله، ونحن نجل الذين تكلموا بهذا الموضوع، نحن نريد أن نجل الذين يطرحون ذلك ان يكون لهم مثل هذا التوجه.

لذلك أنا أرى إن طرح موضوع الشرعية وعدمها هو في غير محله، والمهم أن نساعد السوريين على خطوتهم وان نشجعهم على بادرتهم وأن نرى فيها خطوة ايجابية لصالح التفاهم اللبناني لأنه عندما يتحقق الأمن في المنطقة الغربية بين طرف من اللبنانيين، أو لمصلحة طرف من اللبنانيين، يساعد هذا الطرف لأن يعمل لتحقيق الاتفاق مع الأطراف الأخرى، وبالتالي لتحقيق التفاهم والتعاون بين جميع اللبنانيين.

هذه الخطوة ينبغي أن ينظر إليها بهذا المفهوم، ولا أن يكون بذلك المفهوم الذي يطرحه البعض الآن، لأن هذا يعتبر تخريباً، أو يمكن أن يفهم بأنه ظاهرة من ظواهر التخريب. وأتصور أن البحث في الشرعية هو بحث قانوني ودستوري يمكن أن يبحث عندما نرى من ضرورة لذلك ولا يكون في هذا البحث أي إساءة لا بالمصلحة اللبنانية ولا بالمصلحة السورية، فنحن متفاهمون مع إخواننا في سوريا، من سيادة الرئيس الأسد إلى باقي المسؤولين السوريين، إن الوجود السوري هو لمساعدة اللبنانيين وليس على غرار الاحتلال كما نرى من الدول الأخرى، كإسرائيل مثلا، فشتان بين الوجود السوري الأخوي والاحتلال الإسرائيلي، فإسرائيل دولة معتدية ظالمة متعسفة، دولة دخلت لتحتل ولتستغل ولتهدم ولتجور ولتحقق أهدافاً استعمارية، أما سوريا فهي دولة أخوية، دولة معاونة دولة تشاركنا في آلامنا وفي أهدافنا وفي مقاصدنا الوطنية والقومية ونحن على ثقة بأنها لا يمكن أن تكون قاصدة من مساعدتنا ومساندتنا تحقيق مكاسب استعمارية على شكل المقاصد الإسرائيلية. هذا بحث أظن أنه في غير محله وينبغي أن لا يطرح في هذا المجال.

مبادرة كرامي رأي بالمخرج

- في مقابل نجاح الخطة الأمنية في بيروت الغربية، نجد جموداً مشحوناً بالتوتر على الصعيد السياسي. هناك دعوة الرئيس كرامي للاستقالة الجماعية يقابله تلويح بإقالة الحكومة.

• هل حدث ذلك؟

- على الصعيد الإعلامي، كما أن الوزير شمعون قال مؤخراً في تصريح له أن بمقدور رئيس الجمهورية إقالة الحكومة بينما العكس مستحيل، بأي شكل ترون الخروج من هذا المأزق؟

• لا شك أن هناك وضعاً غريباً يمر فيه الحكم، هذا الوضع سلخ عن الحكم كل صفة الحكم الايجابي الفعال ذي القدرة وذي السلطة والهيبة، وذي القرارات والخطوات والأعمال التي تكون في مستوى خدمة أماني الشعب وخدمة مصالحه وخدمة قضاياه، الشعب اليوم يعيش كالغنم دونما راع. المسؤول يستطيع أن يقول في كثير من الأوقات لا أعرف، لا أدري، لا قدرة لي. كثير من الحالات التي يعبر فيها عن عجزه وعن فقدانه لكل أداة للعمل أو لاتخاذ أية خطوة ايجابية. الحكم عندما يصل إلى هذا الواقع يصبح حكماً مشلولاً لا خير فيه، وإذا لا بد من مخرج.

هناك آراء حول هذا المخرج. الرأي الذي طرحه الرئيس كرامي هو رأي من جملة هذه الآراء، وهو ليس موقفاً نهائياً للجميع، فهو يعتقد بأنه وسيلة للخروج من حالة العجز هذه والوصول الى موقف نهائي ينهي هذا الشلل ويعيد الصحة للحكم.

على كل حال المفروض بالمسؤولين، داخل الحكم وخارجه التحرك بإيجابية وان يتحركوا بشيء من الحزم والقوة ليجدوا وسيلة للإنقاذ وليفتحوا لأنفسهم مخرجاً يتحللون فيه من هذه الأزمة الصعبة التي قد تصبح خانقة في يوم من الأيام، أو أنها الآن باتت خانقة بالفعل.

الحل السياسي قبل نزع السلاح

- بالنسبة للخطة الأمنية، لماذا لا تقوم دعوة لجمع السلاح، ولو من طرف واحد؟ ألا تجد سماحتكم أن الوقت قد حان لمثل هذه المبادرة؟

• أنت تعلم  أن السلاح موجود على الأرض بأيدي كل اللبنانيين، وعندما نقول كل اللبنانيين نعني الفرقاء المختلفين، فلا تستطيع أن تسحب السلاح من فئة وتتركه بأيدي الفئة الأخرى. حتى تفكر بسحب السلاح لا بد من أن تعمم الوضع الأمني في أكثر المناطق اللبنانية، لكي تفوت الفرص على عودة التصارع، عودة المنازعة التي قد يتحقق منها غلبة فئة على فئة. حتى نفوت الفرص على مثل هذا ينبغي أن تكون الخطة الأمنية سائرة في شكل ثابت وناجح، كما ينبغي أن تعمم في المنطقة الغربية ثم على المخيمات، على الضاحية الجنوبية ثم تمدد بحيث تشمل بيروت بكاملها وبيروت الكبرى، عند ذلك يمكن البحث بشيء آخر. بحيث تتحقق الخطوة السياسية، وعندما تتحقق الخطوة السياسية يمكننا أن نصل إلى مرحلة نفكر فيها بنزع السلاح. فقرار نزع السلاح ينبغي أن يكون قراراً سياسياً.

ضربة الحاكم العادل

- منذ أيام خصصت وزارة الداخلية مكافأة مئة ألف ليرة لمن يرشد إلى المجرمين الذين ارتكبوا مجزرة الباص في البربير. ألا ترى وجوب تعميم مثل هذه الإجراءات؟

• واله أنا أتمنى أن تكون، والحقيقة هذا الأمر متروك للجنة التنسيق واللجنة الأمنية، ومتروك للقوى النظامية ولقيادتها، وبالذات مجلس الوزراء واللجنة الوزارية التي تشرف على هذه الأمور وتتابعها.
نحن نضم صوتنا إلى صوتك ونطالب بأن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بأن توصل للقبض على هؤلاء المجرمين والضرب بيد من حديد على كل من تسوله نفسه أن يفعل مثل هذه الأفعال. لأن الشعب قد سئم وضاق لهذا الواقع الذي مر به في الفترات الماضية، وأصبح من حقه أن تتحرك كل القوى لخدمة أمنك ولإيصاله إلى ما يوفر له شيء من الآمان والطمأنينة.
عندما تستطيع القوى النظامية أن تضرب ضربة الحاكم العادل، المستبد العادل وتكون وراء ذلك إرادة سياسية حاسمة لتحقيق الاستقرار على الأرض في هذه المنطقة، عند ذلك يمكننا أن نقول أننا بدأنا مسيرة العودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن دون ما نحن نفكر فيه بخطوات.

لا يجوز الاستهانة بالمقاومة الوطنية

- هل تسمح لنا بالعودة إلى القضية المركزية والاحتلال الإسرائيلي وعمل المقاومة الوطنية البطلة. هل لسماحتكم من توجه في هذا الموضوع؟

• نحن نتوجه باستمرار إلى المعنويات التي تكمن في نفوس الناس ونعتمد عليها لتتجه لأخذ المواقف التي يعجز عنها الكثيرون. هذه المعنويات التي تخلق في الأزمات الصعبة، البطولات وتكون الأبطال، وتوجد المواقف البناءة في تاريخ الإنسانية، لذلك فإن المقاومة الوطنية التي نجد لها على الأرض انجازات ايجابية فعالة، هذه المقاومة لا يجوز أن يستهان بفعلها وأثرها وخطرها، وينبغي أن تعطى الكثير من الايجابية والمساندة من كل الفرقاء، حتى يدرك القاصي والداني، وبالذات العدو الإسرائيلي، إن هذا الشعب لن يموت وانه بالرغم مما هو عليه من حالات مؤسفة من الحرمان ومن الوضع الاقتصادي المتدهور والسياسي المبلد، بالرغم من هذا فهو أبي وهو حر وهو سيد نفسه ويأبى أن يكون مستعبداً للآخرين، ويأبى أن يكون موطئ قدم للآخرين، يريد أن يكون دوماً سيد نفسه وحراً أبياً كريماً عزيزاً ويدافع عن أرضه وممتلكاته ومفاهيمه وتراثه، ويتصدى بكل أنفه لكل من يتعدى على هذه القيم. نريد أن يفهم الجميع هذا وإن يتحركوا معه ومنحه الفرص التي تساعده ليعبر عن هذه التعبيرات الرائعة.

فالمواقف البطولية في الجنوب اليوم هي من اللمحات الرائعة التي تبدو في آفاق الشعوب وتواريخها، وينبغي أن تعزز وأن يعتني بها كثيراً لتبقى معبرة عن معاني الشعب وعن حاجاته وعن ذاته.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة