دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد الملوك والأمراء والرؤساء العرب الى "لقاء اليوم أو غداً أو بعد غد على الأكثر، ليكون منكم موقف يكشف به الله الغمة عن جزء من أمتكم". ووصف ما يحدث في لبنان، خصوصا في بيروت بأنه "الجحيم". وهنا نص النداء: "إن أجواء الهول التي بتنا نعيشها اليوم في لبنان من أقصاه الى أقصاه، خصوصا في بيروت، ليست بخافية على أحد منكم. فهي أجواء تستحضر لكل ذي فكر صورة عن صنوف العذاب الأليم التي سيجدها من يستحقونها في أعماق الجحيم، بيد أن ثمة خلافا بين حال أصحاب جحيم بيروت، بل كل لبنان، وأصحاب الجحيم يوم القيامة، هو أن الأواخر قد انذروا في الدنيا وحذروا من سوء هذا المآل على ألسنة الأنبياء والمرسلين وعلى مدى قرون وقرون مع ما كانوا يلقونه من الله تعالى الى جانب التحذير والانذار من بيان واسع عن ظروف جهنم واحوال الذين سيعذبون فيها وصنوف العذاب والتنكيل، ومع التنبيه إلى أن العذاب الذي سينالهم في الآخرة هو بسبب خطاياهم وسوء سلوكهم وصدهم عن سبيل الحق والخير وبغيهم ورفضهم كل بر وافسادهم في الأرض ومحاربتهم الله ورسوله وقطعهم الأرحام ونقضهم العهود والمواثيق وتجاوزهم الحدود التي امروا بالتزامها. أما أصحاب جحيم بيروت، بل كل لبنان، فما جريرتهم التي يستحقون عليها أن تصب على رؤوسهم الحمم في أثناء الليل وأطراف النهار من دون انذار او تحذير سبق ومن دون جريرة ارتكبوها، ولا يجدون ملجأ ولا أمنا ولا راحة ولا سكونا يمنع عنهم العمل والقوت، وكأنه قد حكم عليهم بالاعدام وتركوا ليعيشوا ساعاتهم الأخيرة في انتظار هول الموت أو خطر التشوه بتقطيع الأطراف أو الشلل أو الموت البطيء، مع العذاب الذي لا يخطر على فكر ولا يلتقطه خيال. إننا باسم أهالي بيروت خصوصا، وكل لبنان عموماً، نتوجه إليكم وأنتم أهل الحل والعقد الذين نصبكم الله تعالى مسؤولين عن عباده وعنا بالذات، ونحن على هذا الواقع المرير، أن تتنادوا الى لقاء اليوم أو غداً أو بعد غد على الأكثر، ليكون منكم موقف يكشف به الله الغمة عن جزء من أمتكم ويزيل السوء والعذاب الشديد، فتشكرون به من الله ورسوله وعباده الصالحين، بل وغير الصالحين، فلم يعد يقبل بشكل من الأشكال، وعلى الأقل أمام أعين شعوب العالم الأصدقاء والأقربين والأباعد، أن تستمر هذه المجزرة الرهيبة وأنتم ذوو الحول والطول من حولنا تقفون من دهش والم لا يصحبهما فعل حاسم وموقف رادع. حفظكم الله ورعاكم وصرف عنكم وعن شعوبكم السوء والعذاب إنه سميع مجيب".