إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 28
الاحد 19 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : نص مذكرة مفتي الجمهورية الى المسؤولين والمبعوث البابوي
التاريخ : 1978-12-08
المرجع : جريدة السفير

• الظرف الراهن هو الظرف الملائم للخروج من الأزمة
• المذكرة حددت الأهداف العامة للبنان الجديد
• وهي تشدد على وحدة وشخصية وسيادة لبنان ووقف التعامل مع إسرائيل ورفض التوطين
• ودعت الى تطوير النظام اللبناني
• دعوة الحكم الى تحمل مسؤولياته لئلا يفوت على نفسه وعلى لبنان فرصاً جديدة

وزعت أمس مذكرة دار الإفتاء حول تسوية الأزمة اللبنانية التي كان مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد قد أعدها قبل فترة بالتعاون مع المجلس الاستشاري للدار وبعض معاونيه حول سبل إنهاء الأزمة.

وقدم المفتي خالد نسخة عن المذكرة إلى المبعوث البابوي باولو برتولي أمس خلال زيارته له، وينتظر أن يشكل وفد يطلع المسؤولين الرسمين والقوى الرمية على المذكرة وقد قدم المفتي خالد إضافة لنص المذكرة المنشور أدناه نصا فرنسيا ملخصا عنها لبرتولي.

وتقول المذكرة أن المسلمين الذين لم يصيروا التقاتل في لبنان يشعرون أن الظرف الراهن ملائم للخروج من الأزمة.

وتضمن المذكرة تسع فقرات حول حلول الأزمة حددت إحداها الأهداف العامة للبنان الجديد وهي تشدد على وحدة وشخصية وسيادة لبنان ووقف التعامل مع إسرائيل ورفض التوطين واعتبرت المذكرة أن هذه الأهداف توفر في حال الإجماع عليها الإطار الوطني الذي يمكن معالجة سائر القضايا منه بالإقناع لا بالإكراه.

ودعت المذكرة إلى تطوير النظام اللبناني وامتدحت المبادرة السورية في لبنان واعتبرت التضامن مع الثورة الفلسطينية أنه ليس تعاطيا طائفيا إسلاميا بل واجب وطني لبناني.

وأشارت إلى أن حل القضايا التي تبدو موضع اختلاف اللبنانيين يتوقف على تطور نظرتهم لعلاقاتهم أن علاقات طائفية إلى علاقات وطنية وأعلنت رفض المسلمين للتقسيم العلني أو المتخفي بالفدرالية. وانتهت المذكرة إلى دعوة الحكم لتحمل مسؤولياته لئلا يفوت على نفسه وعلى لبنان فرصا جديدة.

نص المذكرة:

وهنا النص الحرفي للمذكرة:

"بسم الله الرحمن الرحيم"

 مذكرة حول تسوية الأزمة اللبنانية مقدمة من دار الفتوى إلى الجهات المعنية.

1- التطلع لتسوية الأزمة تسوية فورية:

يتطلع المسلون كما يتطلع سائر المواطنين اللبنانيين إلى تحقيق تسوية فورية للأزمة التي يعاني لبنان منذ ثلاث سنوات والتي أصابت الجميع بويلاتها الفاجعة ووضعت الدولة على شفير الانخيار وعرضت الوطن لخطر الزوال.

ويشعر المسلمون بأن الظرف الراهن هو الظرف الملائم للخروج من الأزمة لأن اللبنانيين لم يعد بوسعهم أن يتحموا من عواقبها المهلكة أكثر مما تحملوا حتى الآن ولأن أشقاءهم العرب وأصدقائهم في العالم يشخصون إليهم بأبصارهم ويتوقعون منهم أن يهتدوا بأنفسهم وأن يتراضوا فيما بينهم على التسوية التي يريدونها لآزمتهم. وقرار مجلس الأمن الأخير بالدعوة لوقف إطلاق النار ومقررات مؤتمر بيت الدين العربي هي دلالات على الأمل الذي ما يزال يعقده العرب ويشاركم فيه العالم بأن يتوصل اللبنانييون فيما بينهم لآرجاع السلام إلى ربوعم وفعادة الوئام لعلاقات بعضهم ببعض وعليه فإنننا نرى أن على اللبنانيين ألا يخيبوا هذا الأمل وعلى الذين يتحملون مسؤولية الحكم على الصعيدين التشريعي والتنفيذي  ألا يفوتوا  الفرصة التاريخية السائحة وعلى الذين يتولون مسؤوليات قيادية شعبية أن يتجاوبوا مع إرادة الشعب اللبناني وان يلبوا تطلع اشقاء لبنان وأصدقاءه لسيادة السلام فيه سيادة نهائية شاملة لخير جميع اللبنانيين ولخير العرب ولخير الإنسانية.

2- العقل لا العنف طريق التسوية: والمسلمون الذين لم يثيروا الاقتتال في لبنان ولا ينظرون إليه أبدا سبيلا للتعامل في مجتمع أخوي متحضر كالمجتمع اللبناني هم على يقين بأن اللبنانيين قادرون على أن يتفاهموا فيما بينهم تفاهما اقناعيا سلميا على جميع القضايا الوطنية والعربية والدولية التي تتحداهم في الظرف التاريخي الراهن إذا ما قرر الجميع قرارا صادقاً أن يتفدوا العنف وأن يتحرروا من الأنانية وأن يعتصموا بالعقل سبيلا لمعالجة قضاياهم المصيرية وأن روح الميثاق الوطني الذي ارتضاه اللبنانيين العام 1943 والنهج الديمقراطي الذي التزموا به هما قادتا تطور لبنان وتطويره بالعقل والإقناع لا بالعنف والإكراه إلى ما يسمو فوق حرفيات اليمثاق الوطني ويتخطاها والممارسات الطائفية التي تمخض عنها. ورسالتا لبنان الروحيتان الإسلام والمسيحية هما رسالتا التعامل الإنساني والوطني بالرحمة والمحبة والتآخي لا بالوحشية والكراهية والتغالب فحري باللبنانيين أن يستوحوا هذه الأصول السمحاء لوجودهم ليسووا كل ما بينهم من اختلافات تسوية سلمية عقلانية.

ويرى السلمون أن يعتبر جميع اللبنانيين بالام المحنة الضارية وأن يتأملوا دروسها الهادية وأن يراجعوا تجارب حكمهم الذاتي منذ الاستقلال ليستوحوا منها الرؤية العامة المشتركة لما يجب أن يكون عليه لبنان الغد الأفضل. وأن ينطلقوا متعاونين كفريق وطني واحد لبنائه على الوجه الأكمل وقوام هذه الرؤية كما يبصرها المسلمون لا لخيرهم هم وحدهم بل لخير جميع اللبنانيين هي الأهداف الوطنية العامة التالية:

التوحيد المتكامل:

3- الأهداف الوطنية العامة للبنان الجديد: أولا صون وحدة لبنان أرضا وكيانا وعربوبة ونظاما وبسط سيادة سلطته الشرعية على كل شبر من أراضيه وإزالة أية سلطة غير مشروعة تفرض نفسها من الداخل أو من الخارج على أي جزء من الوطن اللبناني الواحد.

ثانياً: صون كرامة الإنسان في لبنان وتعهد شخصيته واحترام حريته التي هي من بديهيات حقوق الإنسان.

ثالثاً: توحيد اللبنانيين توحيداً متكاملا في ظل ديمقراطية وطنية عصرية متقدمة ومتطورة يتساوى فيها جميع اللبنانيين في التضحيات والمسؤوليات والحقوق والواجبات وإلغاء كل تقليد طائفي على كل صعيد.

رابعاً: تعزيز لاقات لبنان الأخوية بجميع الدول العربية والمشاركة الفعالة في تحقيق تكامل النهضة الإنمائية العربية التي يشهدها الوطن العربي ي هذا الظرف الحاسم من تاريخه الحديث.

خامساً: تعزيز التعاون مع جميع الدول الكبيرة والصغيرة والأعضاء في الأمم المتحدة وفي مقدمتها دول العالم الثالث، في سبيل قيام النظام العالمي الجديد الذي يبني فيه السلام على العدل والحرية وتكافؤ الممستوى الحضاري بين جميع البشر.

سادساً: الالتزام بالعمل لاستعادة الشعب الفلسطيني حقق في ووطنه والرفض القاطع لأي شكل من أشكال توطين الفلسطينيين في أي جزء من أجزاء الوطن اللبناني.

سابعاً: وقف أي تعامل مع العدو الصهيوني من قبل أي شخص أو أي جهة وإدانة كل من يقوم بمثل هذا التجاوز بالخيانة العظمى وبانتهاك السيادة الوطنية المتمثلة بالسلطة الشرعية.

ثامناً: حصر حمل السلاح بالقوى الأمنية والعسكرية الشرعية وحدها ونزعها من كل فئة أخرى.

4- الاجماع على الأهداف العامة بنطاق وطني للتوافق على القضايا الفعية: إن انعقاد الإجماع الوطني على هذه الأهداف للبنان الجديد هو واجب وممكن لأنها أهداف وطنية عامة لا أهداف فئوية خاصة. والغاية من الالتزام بها هي توفير الإطار الإجماعي الوطني الذي يمكن أن تعالج فيه سائر القضايا العامة معالجة إقناعية لا معالجة إكراهية. فيوضع بذلك حد لموقف الذين يهددون بفرض ما يريدون أو بتفجير الوضع من جيد أو بإعلان التقسيم بالاعتماد على مساعدة العدو الإسرائيلي. وإن موقف هؤلاء هو موقف انتحاري لهم وللبنان والسلمون يعبرون عن شعور جميع اللبنانيين وهم يعلنون تصيمهم على ان ينتصر لبنان كل لبنان لا على أن يتنحر.

إن القضايا الفرعية التي يجب أن تعالج بمنهج الإقناع في هذا الإطار الإجماعي التوافقي هي وليدة أزمة السنوات الثلاث أو نتيجة تجربة الحكم الذاتي منذ عام 1943 حتى الآن وهي كلها قابلة للمعالجة الإيجابية إذا تناولها اجميع بعقلية متطورة لا بعقلية متحجرة وإذا تحرروا في النظر إليها من رواسب الماضي ووعوا حاجات الحاضر وانطلقوا مع مطامح المستقبل ومستلزماته.

إن المسلمين هم على يقين من قدرتهم على بناء لبنان الجديد بالتواصل والتحاور والتفاهم مع سائر أخوانهم اللبنانيين. وهم يقتحمون لهم عقولهم وقلوبهم ويعدون إليهم أيديهم لتحقيق هذا التفاهم في كل حين ويحرص المسلمون تهيئة لجو هذا التفاهم على أن يوضحوا من جديد الحقائق التالية حول موقفهم من القضايا المصيرية التي تطالع لبنان الآن:

5- تطوير النظام اللبناني: يريد المسلمون تطوير النظام اللبناني لا ليجعلوا منه نظاما طائفياً إسلاميا ولا ليستبدلوا الامتيازات التي يتمتع بها غيرهم الآن بامتيازات اسلامية، ولا ليحققوا لأنفسهم مكتسبات طائفية ليحقوا مكتسبا وطنيا عاماً لجميع المواطنين اللبنانيين وذلك لقيام النظام الذي تتوافر فيه المساواة في الحقوق والواجبات بينهم جميعاً وتستقيم فيه الفعالية التي تكفل العدالة والتقدم لجميع أبناء لبنان ولجميع طوائفه ولجميع مناطقه. وما دام اللبنانييون مجمعين على التمسك بالنظام الديمقراطي فإن التكييف الواجب له وفقاً للأحوال المستجدة ولحاجات الشعب اللبناني ولمستلزمات التطور العصري هو في متناول العقل اللبناني المبدع والإرادة اللبنانية الخيرة.

6- العلاقة مع الشقيقة سوريا: إن المسلمين يتعاطون مع الشقيقة سوريا وهي تتعاطى معهم بوصفهم مواطنين لبنانيين عربا لا يحاربهم ولا يتبارى معهم أحد في الولاء لوطنهم لبنان والإخلاص له ويشعر المسلمون كما يشعر معهم جميع المواطنين اللبنانيين الأوفياء. بأن الشقيقة سوريا بقيادة رئيسها الفريق حافظ الأسد وضعت إكاناتها في أحرج الظروف لمساعدة لبنان على الخروج من محنته ولإعادة السلام إلى ربوعه فسلام لبنان وسلامته هما سلام سوريا وسلامتها وسلام سوريا وسلامتها هما سلام لبنان وسلامته.

وجاءت المبادرة السورية في لبنن بناء على طلب سلطته الشرعية وموافقة الدول العربية في مؤتمرات الرياض والقاهرة وبيت الدين وبغداد ولذلك يحرص المسلمون على أن تظل أحسن علاقات الأخوة والتعاون تسود العلاقات اللبنانية السورية. ويعبرون بذلك عن شعور الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب اللبناني الذين يؤلفون مع أبنء شعب سوريا عائلة واحدة. ويتألم المسلمون للضحايا من اللبنانيين والسوريين للتصادمات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار ويحرصون على ن يصبح وقف إطلاق النار نهائيا وألا تتجدد التصادمات في أية حال من الأحوال وهم على ثقة بأن هذه هي رغبة السلتين في لبنان وسوريا وهي إرادة الشعبين اللبناني والسوري وكل من يستثير تصادمات جديدة سيكون خارجا عليهما وعلى الإرادة العربية والعامة والإرادة الدولية العامة في أن يسود السلام ويستقر الأمن في جميع ربوع لبنان ولذلك تتوجب مجابهته بالردع الحاسم من قبل السلطة الشرعية بكل ما يتوفر لها من قوى.

رفض قاطع للتوطين:

7- العلاقة مع الثورة الفلسطينية:  إن الثورة الفلسطينية هي ثورة شعب في سبيل حقه في وطنه. وكان لبنان شعباً ودولة أسبق الجميع لتبني هذا الحق والدفاع عنه وخاضت الدولة اللبنانية الحرب عام 1948 مع سائر الدول العربية ذودا عن هذا الحق ولذلك فإن التضامن مع الثورة الفلسطيني ليس تعاطفاً طائفياً ما هو واجب قومي عربي وواجب حقوقي إنساني ولا ينسى العالم وقفة فخامة رئيس جمهورية لبنان السيد سليمان فرنجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باسم جميع الدول العربية وباسم جميع اللبنانيين، محاميا عن حق شعب فلسطين في وطنه. وكما أجمع اللبنانيون بالأمس على نصرة شعب فلسطين فإنهم يجمعون الآن اجماع الفلسطينيين أنفسهم على الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التوطين الفلسطيني في أي جزء من أجزاء لبنان ويجمع اللبنانيون كما يجمع الفلسطينيون على أن تكون نصرة لبنان لقضية فلسطين يوحي الالتزامات المتبادلة في نطاق سيادة لبنان الوطنية وسلامته الإقليمية ولذلك يعتبر المسلمون أن مثل هذه النظرة الوطنية الإجماعية للقضية الفلسطينية كفيلة بأن تسود روح الأخوة العلاقات اللبنانية الفلسطينية وبأن تعالج دميع القضايا العالقة بهذه الروح معالجة إيجابية ناجحة.

8- العلاقات الوطنية اللبنانية: إن سائر القضايا التي تبدو موضع اختلاف اللبنانيين كقضية رئاسة الجمعورية والجيش وقضية الثقافة وقضية التربية وقضية المهجرين وقضية الجنسية وقضية الإنماء وقضية المغتربين وغيرها يتوقف حلها أول ما يتوقف على تطور نظرة اللبنانيين لعلاقات بعضهم ببعض من علاقات طائفية إلى علاقات وطنية فالمجتمع اللبناني وإن تنوعت طوائفه الدينية تنوعا روحيا ودينياً ألا أنه في اعتقاد المسلمين مجتمع التوحد الوطني والتوحد القوي والتآخي الإنساني ولذلك يرفضون دعوة التقسيم العلني أو التقسيم المتخفي بالتنظيم الفيديرالي التي تفضي إلى تجزئة المجتمع العضوي الواحد ويصرون على وحدة لبنان الاقليمية والسياسية والإدارية والإنمائية التي تقتضيها طبيعة الوطن اللبناني الواح والمجتمع اللبناني الوطني الواحد وينشدون المزيد من التوحيد لا التقسيم ولا التفريق بين اللبنانيين ويتطلعون لمجتمع اللاقات الوطنية يقوم في لبنان بديلاً لمجتمع العلاقات الطائفية فإذا التزم جميع اللبنانيين بالعمل لهذا التطور وتوقفت الدعايات المسمومة التي تبث من داخل لبنان وخارجه لتشويه حقيقة الإسلام ولتصويره بأنه غير متقبل للتطور الوطني العصري، فإن لبنان يسير كله حرية واحدة في طريق الحرية الحقيقية المؤدية لانتصار المجتمع الوطني المنفتح الواحد على التقوقعات الطائفية المنفعلة.

9- مسؤولية الحكم القيادية عن تحقيق التطور المنشود إن الحكم بسلطتيه التنفيذية والتشريعية يتحمل المسؤولية الأولى في قيادة لبنان في طريق هذا التطور المرتجى وف اتخاذ المبادرات الواجبة لتحقيق تفاهم اللبنانيين على الأهداف العامة الواحدة للبنان الجديد المشار إليها سابقا وفي اعتماد وتنفيذ المشاريع اللازمة لتطبيق هذه الأهداف فالشعب اللبناني سيقف كله مع الحكم في أقدامه على فرض سلطته الشرعية وممارستها ممارسة فعالة ومبدعة على الجميع والدول الشقيقة والصديقة تؤازر الحكم في أي برنامج متطور شامل يضعه في هذا السبيل ولا يقتصر على خطة أمنية جزئية بل يتناول تطوير الوضع تطويراً كليا نحو السلام والاستقرار والإعمار والتقدم.

وقد طالب المسلمون بهذا التطوير الوطني في كل حقل من حقول الحياة العامة حرصا منهم على تعيز الولاء الوطني للبنان الذي يأتي نتيجة لشعور جميع المواطنين بأن الوطن هو وطنهم جميعا وأن الدولة هي دولتهم جميعاً جميعاً وأنها تعمل لخيرهم الوطني العام لا لتثبيت امتياز أية فئة منهم على فئة أخرى.

وبهذه الروح الوطنية يدعو المسلمون الحكم مجدداً لأن يتحمل مسؤولياته في هذا المجال تحملا جزيئاً جامعا لا تحملا فئويا تخاذليا مفرقا. ويعتقد المسلمون أنهم يعبرون بدعوتهم هذه عن شعور جميع اللبنانيين وإرادتهم المشتركة. وهم يتوخون منها الخير كل الخير لجميع اللبنانيين ولجميع أخوانهم العرب ولجميع الشعوب الصديقة التي تتطلع للبنان النموذج الحضاري الأمثل.

فليتحرك الحكم الشرعي التحرك المنشود منه من قبل الجميع لئلا يفوت على نفسه وعلى لبنان فرصا جديدة ولئلا يهدر ما تبقى لدى اللبنانيين من ثقة بحكمهم وما تبقى لدى العالم من ثقة باللبنانيين وأن التاريخ يتحرك من حولنا تحركا جديدا. ولبنان ينادينا بأن ننظم أنفسنا لنشارك في هذا التحرك مشاركة تستعيد لنا دورنا الفريد بين إخواننا العرب وتبعث من جديد شعورنا بكرامتنا الوطنية بين سائر الأمم.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة