بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول للتربية الإسلامية في بيروت وجه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد كلمة هادفة بين فيها اصول التربية في الإسلام ، والأسس التي ينبغي أن تقوم عليها ، وتمنى أن يحقق المؤتمر أهدافه التي انعقد من أجلها لصالح الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي. كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد التربية الإسلامية عالجت فطرة الإنسان ...وتعهدت قدرته التربية القرآنية عالجت فطرة الإنسان وتعهدت قدراته . الأمة التي تفقد أصالتها التربوية تفقد عناصر قوتها. « كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ». إن الإسلام دين كلمة الله ، واستودعه أمة الإسلام وألزمها الدعوة إليه لتكون شاهدة على الناس وعلى مسيرتهم في تطورها ونموها، تهديهم للحق وتعصمهم من الزلل، وتتجه بهم إلى أهدافها على هدى وبصيرة لا يعتريها ضلال ولا يدركها وهن ولا تخطفها الأهواء. إنها الأمة التي أخرجت للناس في آخر الزمان برسالتها الإسلامية الكاملة ، لتعرفهم بالله ربهم ، وتقيم فيهم أمره ، ولتخلي الأرض من كل ما يستهين بكرامة الإنسان ويعصف بأماله، ولينجاب الظلم والحرمان عن المجتمعات وتستأصل من أعماق النفوس هواتف البغي ويتحرر الإنسان بنور الإيمان والحق . ولم يكتف الإسلام بعد أن أعد هذه الأمة لهذا الدور العظيم برسم الأطر النظرية لها وبيان أهدافها الكبرى ، بل أعد المسلم فكرياً ووجدانياً وإيمانياً فربط فيه بين العقيدة والسلوك والفكر والشعور، والتصور والواقع ، لتكتمل شخصيته وتشرق جوانب نفسه بنور الله فتستقيم على نهج خلقي قويم ، ويصبح مثلاً نابضاً متحركاً للإسلام همه البناء والخير والإحسان . ومن هنا كانت الدعوة الإسلام لتربية كل فرد مسلم تربية مقتبسة من القرآن ومهتديه بسنة النبي الإسلام عليه السلام وهما يحضان على عنصري الطاعة والاقتداء اللذين يعتبران ابرز خصائص التربية في غرس الفضائل وتفتح المواهب وإنماء المدركات واعلائها كماهو ثابت في توجيه الله لنا بالإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : « لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً » وكما هو واضح في أمر الله تعالى للرسول الكريم بالإقتداء بالذين سبقوه من الأنبياء في قوله تعالى: «أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ». ان النظريات مهما سمت وتعددت ، والعلوم مهما تقدمت وتنوعت واكتشفت لا تستطيع أن تقدم للإنسان الحقيقة كاملة ، والحلول شاملة ، وان الذي يستطيع أن يوفر لنا ذلك هو العلم الرباني المشفوع بالإيمان بالله وحده ، والإلتزام بقضايا هذا الإيمان ثم باحكام الدين بحيث تسلك في عمق الإنسان الواعي المطيع فينشأ عليها ويتربى ويصبح صورة مجدسة لها ، كما تصبح هي جزءاً من وجوده. وان كل تقدم مادي اياً كان نوعه إذا كان على حساب نقاء الضمير الإنساني واستقامة سلوكه ، فإنه لن يعود البشرية إلا بالقلق والشفاء لو عاذت بالأوهام واحلام واعتمدت العناد والمكابرة واستعانت بمنجزات التكنولوجيا المعاصرة وحاولت بذلك اطالة أمد متعتها المادية وتأخير انهيارها الحتمي ، والخوف كل الخوف هو في ان يصبح الإنسان يوماً ما عاجزاً عن احتواء معارفه وانتصاراته العلمية واستخدامها في تطوير إنسانيته وقيمه والسمو بها وأن تنقلب إلى أدوات انتصار على الإنسان نفسه وأهدافه وعقيدته وأدابه ، ولن يستنقذ الإنسان من خطر هيمنة التكنولوجيا والمنجزات العلمية على أدابه وقيمه ومفاهيمه الدينية الفاضلة إلا اتجاه صادق منه إلى نفسه يتعهدها فرداً كان أو جماعة بالتهذيب والتربية الجادة المخلصة، التي تناسب مع نظرته واستعداده لتحمل مسؤولية الحياة على أحسن وجه. ونعني بالتربية هنا تربية القرآن المنبثقة من وحي السماء المرتكزة إلى أسس الإيمان بالله على أنه وحده رب العالمين وانه هو الذي خلق الإنسان وعلمه البيان ووضع له منهجاً لتفكيره وآخر لشعوره ثم سلوكه ، ولا غرو ، فهو أعلم بما يصلحه وما يصلح له ، وهو صاحب الخلق والأمر المفرد فلا يعبد سواه ، وبذلك تتحرر القلوب والنفوس وتسارع خفافاً إلى الله لتلوذ بحماه وتكتسب رضاه. ولقد كانت في سالف الزمن تجربة للتربية القرآنية وستبقى مع تقلبه فكانت تربية شاملة عالجت الفطرة الإنسانية في أعماقها فجلتها من صدأ الشهوات والغرائز والأهواء وتعهدت جميع قدرات الإنسان العقلية والروحية والجسدية فصقلتها ونمتها وعصمتها من التبعثر والتفاوت بما وفرته لها من اصول تربوية وتهذيبية ودفعت بها في ميادين الحياة تشق طريقها في تطور وابداع ذاته والمندفع في تثبيت معالم الحق والخير والعدل. والمنتصر في ميادين الحياة والصانع لأرفع الحضارات وأرقاها في التاريخ القديم والأوسط. كما نجحت تجربة القرآن التربوية الغابرة فهي حرية بالنجاح في كل حين، وإذا كنا بصورة عامة ملزمين بأمر الله باعتماده هذه التربية لنعيش الإسلام ونتشرب أصلاته ونفي بالتزامنا بين يدي الله ، ، فنحن اليوم وبصورة خاصة في زحام المادة وفورات الأهواء وتقحم الفساد أعظم حاجة للعودة إلى أصولها نستلهمها ونبني بها سلوك أبنائنا وأسرنا وجماعاتنا ، بعد أن فشلت المناهج التربوية الحديثة في تطويع الفرد والجماعة وتهذيبها والسمو بسلوكهما إلى مستوى إنسانيتهما الراقية الصافية، وبعد أن منيت المجتمعات المعاصرة بأفدح النكبات ، وأبتليت الأوطان بشر الكوارث وثبت جلياً لكل ذي لب ان لا ملجأ من الله إلا إليه وهو القائل :« وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ » نسوق الحديث عن التربية في هذا اليوم الذي يستمر فيه انعقاد مؤتمر التربية الإسلامية الذي دعت إليه اللجنة العليا لاحتفالات القرن الخامس عشر الهجري بالتعاون مع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية . آملين له التوفيق والتوصل إلى قرارات تأخذ طريقها إلى التطبيق لتكون منطلقاً لتنمية قدرات المسلم وتعزيز شخصيته المنيعة ليتحقق قيام المجتمع المسلم والوطن العزيز الكريم على أصلب القواعد وأقوى الأسس . ليس من حقنا ونحن نعرض في كلمتنا هذه للتربية الإسلامية القرآنية أن نذكر ونستعرض تصورياً واقعنا العربي بشكل عام واللبناني المتهافت المخيف بصورة خاصة؟ ثم نتساءل : لماذا تشتت مشارب ابنائه واختلفت منازعهم وتصادمت مسيرتهم ، فنبذوا الحق والخير والعدل وداسوا القيم واستهانوا بالأخلاق الحميدة والأداب الكريمة؟ وانشغلوا عن أهدافهم العليا وقضاياهم الملحة الكبرى وتعاونوا حتى مع الشيطان ضد أنفسهم وكيانهم وحضارتهم وغرقوا في منازعات لا تثمر غير الفشل وذهاب الريح؟ ولماذا انسلخوا في غالبيتهم من مظاهر العبودية والطاعة لله فاستباحوا الدم البريء وقتل النفس بغير حق وهتك الأعراض وظلم الآمنين ؟ إلا تسلمون معي ان كبر ذلك وغيره مما سبب كارثتنا القائمة مردود إلى فقدان الكثير من قواعد التربية القرآنية وجذورها التأديبية ثم غفلة الشعب عن أهم عناصر أصالته وفطرته؟! نناشدكم العودة إلى الله ربكم والعكوف على أنفسكم لتقوموها بأخلاق القرآن وتسددوها بتربيته ففيها قوام النفس ورشدها وهي تمام الدين وجوهره وروحه. ان الأمة التي تفقد اصالتها التربوية تفقد عناصر قوتها وتصنع خطواتها المسكعة في طريق الفشل والزوال. لا يذهبن بكم الذهن إلى أن مسؤولية هذه التربية خاصة بفئة دون أخرى بل هي مسؤولية مشتركة ، لا يعفى منها عالم تجاه علمه، ولا حاكم في حكمه ولا والد في بنيه وأسرته ولا معلم في مدرسته ولا كاتب في ما يكتب ولا باس هنا من لفت النظر إلى أجهزة الإعلام على اختلافها . هذه الأجهزة التي اندفعن في غفلة من الحكم وضعف وهوى عن الناس ، تتسابق وتتنافس في عرض أخبارها وصورها وأحاديثها دون تمحيص أو تدقيق او مراعاة لأصالة دينية أو تربوية او اعراف كريمة او مصلحة عامة ، آملين منها الرجعة إلى الحق والانضباط قبل فوات الآوان. إنها في نظرنا مسؤولية كبرى مشتركة ولا سيما في هذه الأيام الخطيرة التي تمر في لبنان الذي يغلي بالويل والثبور وعظائم الأمور والذي ما فتىء يتخبط في شرور ازمته لا يهتدي إلى حل ولا يعرف منها مخرجاً. إنها مسؤولية جديرة بأن تكون في موازين الناس اثقلها لمالها من شأن واثر بليغ. روى ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ن والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. ************** كلمة دولة رئيس صائب سلام مناهل التربية الإسلامية وخصائصها المتميزة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً منذ اللحظة الأولى من لحظات الوحي الإلهي قال الحق الأعلى كلمة البداية : «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ». إنها الآيات الأولى لكتاب الله: القرآن الكريم، تبدأ بمخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم فتأمره بالقراءة وتفتح أمامه سبل المعرفة باسمه تعالى. وتقترن هنا العملية التعليمية، بأول صفة من صفات الالوهية، أي صفة الخلق، أما مضمون التعليم، فهو مضمون عقدي إلهي، إذ يعلم الإنسان ما لم يعلم، بعد أن خلقه من علق، وأول عملية من عمليات التعليم ، يحددها الباري عز وجل بأنها صفة القراءة قراءة ما كتب بالقلم فهي الأداة الأولى للعملية التعليمية، والأداة الأولى لتسجيل خواطر الوعي والفكر... إذا، كان على الرسول أن يبلغ رسالة الإسلام، رسالة التوحيد والهداية، بواسطة التعليم، مبتدئاً بالقراءة والكتابة. من هنا بداية النظرة التربوية التعليمية في الإسلام، ارتباط مباشر بالأمر الإلهي الذي قضى بالقراءة وارتباط مباشر بالتعليم بواسطة القلم، الذي يحفظ الرسالة ويحفظ مضمون العلاقة التي يبغي العالم إيصالها إلى المتعلم. ومن هنا انطلق الرسول صلوات الله عليه بإيصال الدعوة إلى مختلف قبائل الجزيرة العربية بواسطة التعليم فحض على تعلم القراءة والكتابة، حتى إنه ربط بين التحرر من الأسر وبين تعليم الناشئة الجديدة، لأنه وكما أمر من الله عز وجل أدرك بأن التعليم في النهاية يرقى إلى مرتبة العقيدة الإلهية نفسها. ونجح الإسلام على مر القرون الطويلة، في أن يقدم نموذجاً تربوياً تعليمياً متقدماً، ومتطوراً شكل الأداة الأولى والأرقى والأفضل للتعبير عن العقيدة الروحية، التوحيدية، وفي أن يكون الأداة الفضلى في نقل المعارف الإنسانية، وفي ترجمة وتعريب معارف الشعوب كلها، ومخزوناتها وتراثها. كما نجح الإسلام في أن يصوغ من الإنسان المسلم إنساناً مواصفات وخصائص متميزة، في القيم، والأخلاق، والسلوك. وعلى مر هذه القرون كلها ومن خلال المؤسسات التربوية المتعددة كالجامع، فالكتاب، فالشيخ، فالأستاذ، فالمدرسة، بمعناها الشامل، فالإجازة، شكلت هذه المؤسسات الإسلامية نموذجاً تربوياً كاملاً استطاع أن يخدم البيئة الإسلامية والعقيدة الإسلامية، والحضارة الإسلامية، بل والحضارة الإنسانية بأسرها، وحضارة الغرب على وجه التخصيص، أكثر من عشرة قرون. وليس من المباهاة أن أذكر هنا أن عالماً مؤرخاً اسبانياً يؤكد، حسب تحقيقاته، إن القبعة التي يعتمرها اليوم أساتذة وخريجو جامعات الغرب كافة، والتي جعلت على شكل مربع، إن هي إلا رمز للمصحف الشريف الذي كان طلاب العلم المتوافدين للأندلس من سائر أطراف أوروبا يقلدن المسلمين فيما يقومون به عند إجازتهم التعليمية، فيقبلون القرآن ويضعونه على رؤوسهم. ولا يزال علماء الغرب إلى اليوم يذكرون في مسيرتهم العلمية الحضارية فضل معاهد الأندلس أعطوه للحضارة الغربية الحديثة من ذخيرة لا تنضب، منها ما هو منقول بأمانة وتطوير، ومنها ما هو جديد مبتكر. ولكننا مع تفكك الخلافة العباسية، وتراجع الحكم العربي المركزي، وانحسار المد العربي في الأندلس وأخيراً مع انهيار الخلافة الإسلامية العثمانية تجاوزنا هذا كله دفعة واحدة باتجاه الغرب. فاستعرنا المضمون، واستعرنا الطريقة واستعرنا مصدر المعرفة، وتراءى لنا أن الحل يكمن في الغرب مصدراً ومضموناً وطريقة تعليم... عوامل شتى ومؤثرات كثيرة وضغوطات متنوعة، كلها دفعت بنا إلى التخلي عن الأنموذج التربوي الإسلامي، واستعارة الحلول الخارجية. وإذا كان المجال هنا لا يسمح لنا بالعودة إلى وصف عصور الانحطاط وما وقع فيه المسلمون من تخلف علمي وباستعراض العوامل والمؤثرات المتأخرة جميعاً، فإننا نكتفي بالإشارة إلى العناوين. 1. الإنهيار السياسي والعسكري للحكم العثماني وهجمة الدول الغربية المستعمرة، لاحتلال معظم أرجاء الوطن العربي وقيام هذه الدول الأجنبية المستعمرة بفرض ثقافتها ولغتها ونموذجها الحضاري والتربوي. 2. فشل رجال الفكر والعقيدة والعلم في الإسلام، في أن يجددوا الإسلام من الداخل، وإذا كنا نتغنى ونطرب للمحاولات الإصلاحية التي قام بها رجال أفذاذ كالشيخ الإمام محمد عبده ورفاقه وأساتذته، كالأفغاني ورفاعة الطهطاوي،فإن هذه الظاهرة لمعت مشعة في القرن الماضي، ولكنها ويا للأسف لم تتواصل ولن تأخذ مداها من العمق والشمولية. إذ لم يقم من بيننا من عاد وحمل لواء التجديد، وبالعلم الواسع، والشجاعة المطلوبة، والانفتاح على تطورات العصر بما يدعو إليه الإسلام بأصالته ودنيويته المتلازمة مع روحانياته. 3. انبهار جموع رواد المتعلمين المسلمين أمام وهج الحضارة الغربية مما زرع في قناعة وفي ضمير كثير من هؤلاء بصدق وعفوية وإخلاص، بأنه ما من سبيل لتحسين أحوال العرب والمسلمين إلا باقتباس أساليب الغير اقتباساً كاملاً. 4. مجموعة الهزائم العسكرية والسياسية التي مني بها العرب طيلة العقود السبعة من القرن العشرين أمام الدول الغربية الغازية وعلى الأخص أمام إسرائيل. هذه الهزائم- العنيفة في وقعها النفسي والفكري – أفضت إلى مزيد من تصميم القناعات بأن النموذج الغربي هو الأكثر تقدماً ورقياً وفعالية. كل هذه العوامل أدت بنا إلى مزيد من التغريب ومع الانهيار والاندهاش أمام وهج الغرب استكنا غلى لعبة الانجذاب المتراخي والمطمئن إلى أن المصير مرتبط بالنهاية في مزيد من الالتحام مع النموذج الحضاري الغربي فلكي نهزم الدول المستعمرة الغربية ولكي نهزم جيوشها وأساطيلها، وأدواتها العسكرية المتقدمة، لا بد لنا من الانصهار الكامل مع عقل هذا الغرب ونتاجه ومعارفه وتوجهاته.ومارس الغرب علينا لعبته الفكرية في ذات الوقت عبر الخطوط الكبرى التالية: أولاً : مارس الغرب بشراسة كلية وبتصميم كامل لعبة التجزئة لكل أرجاء العالمين العربي والإسلامي، مارس التجزئة بكل أبعادها السياسية والجغرافية، كما حاول بنجاح جزئي في أكثر من موضع في أن يزرع التجزئة الفكرية والمعتقدية الدينية والتربوية، في عقول الناشئة العربية. وفرض الغرب الثقافة الفرنسية على أكثر من بلد عربي وفرض الثقافة الإنكليزية على بلاد أخرى والطليانية والبرتغالية والإسبانية على بلاد ثالثة،ولعب لعبة التبشير حتى الثمالة الكبرى، ولعب لعبة الهضم الكلي في الجزائر خاصة، وفي شمالي أفريقيا عموماً. ثانياً: والمنحى الثاني الكبير الذي سارت عليه لعبة الغرب، هو منحى الفصل الكامل بين الدين والدولة، محاولاً إقناعنا بأن الهم الأول للعرب وللمسلمين والمسبب الأساسي لتخلفهم ولانكسارهم هو سبب ربط الإسلام بين الدين وبين الدولة، وإنه لا سبيل لرقي المسلمين وتقدمهم وانتصارهم إلا بوضع الدين جانباً والاهتمام ألحصري بأمور الدول. واللعبة الذكية هنا كانت تلعب على أوتار عدة فيوقت واحد لتقول بالنتيجة أن فشل العرب هو فشل لنظامهم التربوي ولنموذجهم الحضاري ولمنهجهم العقلي بل وإيمانهم الإلهي. وإن فشل الدولة هو لارتباطها بالدين من ناحية، ولجمود العقيدة الإسلامية نفسها من ناحية ثانية. ثالثاً: تكريس النظرة بأن النموذج الحضاري الغربي هو الأكثر تقدماً ورقياً ونجاحاً، وإنه السبيل الوحيد لتقديم الحلول لكل مشاكل الأمة العربية وإن الهيمنة الغربية فكراً وواقعاً أمر مطلوب لتطوير دار الإسلام. وهنا أيضاً راحت اللعبة الذكية تلعب على أوتار متعددة توغل في الاستعارات والتشبيهات وتحميل النموذج الحضاري الإسلامي مسؤولية التخلف والانكسار، وكان السيف هو سلاح الإسلام والمسلمين الأوحد، بينما تمكن الغرب من اكتشاف الطائرة والدبابة والصاروخ وأنه إذا أراد المسلمون أن يقاتلوا دولة عصرية كإسرائيل، عليهم التخلي عن هذا الذي حملهم السيف. رابعاً: واكتشفت لعبة التغريب جانباً ذكياً آخر لعبته حتى المدى الأبعد هو جانب افتعال التناقض بين الإسلام وبين العروبة، فالعروبة في نظرهم هي علمانية سياسية، تقف عند الحدود السياسية للعالم العربي رافضة الانضمام إلى الجسم الإسلامي الأوسع، بينما يدعو الإسلام إلى حكم ثيوقراطي توحيدي لا وجود فيه لأي جسم عربي متميز ذو كيان، وهذه المقولة والتي لعب الغرب عليها طويلاً والتي لا تزال بعض آثارها منزرعة في عقول بعض العرب، وبعض المسلمين، هي مقولة خطرة مفرقة صاحية معلمة مباشرة في ضرب العروبة وضرب الإسلام في آم معاً، وهي، تتجاهل عن عمد بأن الانتماء للعروبة هو انتماء قومي سياسي بينما الانتماء إلى الإسلام هو انتماء عقدي إيماني وأن أي توحيد للعرب هو توحيد للمسلمين. كل هذا ليصل دعاة التغريب إلى النتيجة القائلة بأن البلاد العربية والبلاد الإسلامية بلاد متخلفة في كفايتها المادية والبشرية وأنها لا ترقى إلى مستوى التعاطي مع التكنولوجيا الصناعية الحديثة فهي في أحسن الأحوال مصدر للمواد الأولية ومركز ممتاز لتسويق إنتاج الآخرين. وإنه إذا كان على العرب والمسلمين أن يتصدوا للمهمة الإنتاجية فليس لهم سوى الميدان الزراعي سبيلاً. أيها السادة، هذا هو مضمون لعبة التغريب وهذه هي أبعادها، ولكن ترى ماذا عن واقعنا هنا في لبنان، وهناك في دنيا العرب وفي دار الإسلام... وبغض النظر عن مقولات أصحاب الغرض ودوافعهم الخبيثة فإنه لنا في واقعنا الذي نعرفه أكثر من عنوان للفشل وأكثر من موضوع للضياع. هنا في لبنان نشهد حرباً أهلية مفتعلة أرادوا لها وجهاً طائفياً بين مسلم ومسيحي فانفجرت الحرب واستمرت سنوات وسنوات، نعم، هي مؤامرة خارجية عالمية أميركية شيوعية إسرائيلية إلى آخر السلسلة دخلت فيها كل مخابرات العالم ومختلف أجهزة التجسس والتخريب ودفع لتذكيتها مئات الملايين. ولكن هل كان لكل هذه المؤامرة أن تنجح لو لم يتقبل ضعاف النفوس بأن يلعبوا دور الوقود المحرقة لهذه المؤامرة الخبيثة؟ ألم يكن لمناهجنا التربوية المتعددة المشارب والمصادر والمضامين دور أساسي في نجاح المؤامرة. لقد فشلنا حتى الآن في عملية تشكيل عقل المواطن وتشكيل عاطفته بنهج يؤمن صحة انتماء المواطن وصحة انتمائه لدينه ولمعتقده. وهناك في دنيا العرب، نجد أن الإقليمية أصبح لها كيانات وحدود، وهويات وأنظمة وحكام، بل وأصبح لها إعلام وأناشيد ورموز. وإذا كانت نظرتنا في الماضي تجاه هذه الظاهرات الكيانية هي نظرة متسامحة، لأنها كانت مرتبطة بالتحرر من الأجنبي وبالاستقلال عنه، ولأنها كانت تأخذ الموضوع على محمل المرحلة المؤقتة، فإننا اليوم تجاوزنا الاستعمار المباشر والتحرر منه بعشرات السنين ولم تعد القضية تصادم في سبيل الاستقلال، ومع هذا لا نجد بأن الظاهرة الكيانية هي في طريق الزوال والاضمحلال بل على العكس فإننا نجدها تترسخ يوماً بعد يوم وترسم لكل دولة من دولها حدوداً قوية تكاد تطال السماء. نعم أيها السادة، أين هي قضية وحدة الأمة، ومن ينبغي له التصدي للكيانية الجديدة التي تتحول إلى كيانية أصيلة يوماً بعد يوم. وفي دنيا العرب والإسلام كذلك نجد تلك الظاهرة الموغلة في تضخمها وهي مشكلة اتساع الفجوة بين البلدان العربية الغنية، وبين البلدان العربية المحتاجة، فأين قضية بيت المال، وهل من حاجتنا ومن واقعنا في شيء بأن تكون ودائعنا المالية المجمدة في المصارف الأوروبية والأميركية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات وتكون بعض المجتمعات العربية بأشد الحاجة إلى عون فاعل وملح وسريع؟ وهل يعقل أن يأتي التضخم المالي العالمي مصيبة كبرى على بعض العرب وبعض المسلمين، ومصدره في الأساس دنيا العرب والإسلام؟ وفي دنيا العروبة والإسلام كذلك زرعوا إسرائيل في فلسطين المحتلة، ولا تزال هذه الدولة العنصرية الصهيونية قادرة حتى الآن على التحكم بمصير المنطقة وبما يرسم لها من مخططات ، ولا يزال الشعب العربي الفلسطيني مشرداً في أرجاء الأمة العربية بل ومشرداً في أرجاء الأمة العربية بل ومشرداً في ضميرها ووجدانها، أين نحن من العروبة وأين نحن من الإسلام طالما أن العلم الإسرائيلي لا يزال مرفوعاً فوق مدينة القدس وعلى مشارف المسجد الأقصى وكنيسة القيامة؟ وفي دنيا العروبة والإسلام كذلك ما نشهده من تفاوت مريع بين أقصى درجات الجهل والتخلف والأمية، وبين مجموعة «نخبة» من العلماء المتميزين الذين يحملون أعلى الشهادات الجامعية في التكنولوجية الحديثة حتى الالكترونية منها نعم إن عند العرب كثير من المال، وكثير من الغنى لكن عندهم أيضاً أكثر الجهل وأكثر التخلف. وليس من سبيل لإزالة الجهل، ولتبديد التخلف، سوى العمل على تعزيز أساليب التربية وتعميم وسائل التعليم. ... وبعد هذا كله أليس الفشل هو فشل النموذج الغربي الحضاري والتربوي الذي استعرناه جملة ودون تبصر، منذ أكثر ما يقرب من القرن، أليس الفشل هو فشل النظرة التغريبية المنبهرة، وفشل المدرسة التي استعرنا كل أساليب ومعارفها وطرائفها دون أية مناقشة؟ وإذا كان اليوم في حضرة كل هذه النخبة المتميزة من ا لعلماء ورجال الفكر والعقيدة، وأصحاب النظرة التربوية المعمقة، أفلا يحق لنا أن نطالب بإلحاح وموضوعية بأن: أفتونا أيها العالمون، أفيدونا وامنحونا بعض ما يمكن أن نستفيد منه، ومن غيركم أجدر به لهذه ؟ ومن غيركم أجدر بأن يتحمل مسؤولية القيادة الفكرية، والوجدانية بل والعاطفية؟ نعم أنتم يا أهل القلم وأهل العقيدة والرؤية الشاملة، يا من أخذتم بأوامر الوحي والإلهي في أولى آياته، مطالبون اليوم، ونحن في فجر القرن الخامس عشر للهجرة بأن تنكبوا على المعضلات الأساسية وأن تستنبطوا لنا الحلول والإجابات اليقينة لتلك المعضلات التي تواجهنا وللمعادلات الصعبة المطروحة. ويحلو لي هنا أن استعير هذا المقطع من كتابات الإمام الشيخ محمد عبده إذ يقول الشيخ الإمام: «فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان الصحيح، فقد أقامك منه على سبيل المحبة، وقاضاك إلى العقل». إلى أن يقول...«هلا ذهبت إلى ما اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم، وهو إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه، ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر». ويتابع:«فهل رأيت تسامحاً مع أقوال الفلاسفة والحكماء أوسع من هذا؟ وهل يليق بالحكيم أن يكون من الحمق بحيث يقول قولاً بلا يحتمل الإيمان من وجه واحد من مائة وجه؟ إذا بلغ به الحمق هذا المبلغ كان الأجدر به أن يأخذ بيديه ورجليه ويلقى في النار». انتهى قول الشيخ محمد عبده. فالإسلام، سمح، رحب، منفتح، يوفر أطيب المناخ للتساؤل والبحث، والحوار للوصول إلى المعرفة اليقينة، ومن قال بأن باب الاجتهاد قد أقفل إلى الأبد؟ نعم أنتم مطالبون بالوقوف أمام القضايا المصيرية اليقينية، أنتم مطالبون بتقديم الحلول الإسلامية الجذرية تجاه كل تيارات التغريب وتيارات الفكر المادي الإلحادي . أنتم مطالبون بالعودة بنا إلى الأصول وإلى المنابع لنستوحي منها مزيداً من المضامين المتجددة في العقيدة وفي السلوك، أرفعوا عنا ثقل الوهج التغريبي الخادع، وارفعوا عنا ثقل الفكر المادي، الخادع هو الآخر، وارفعوا عنا على الأخص الأخص، كابوس التحجر والجمود والنظرة الضيقة لبعض مدعي الإسلام ومدعي العروبة، أما آن الأوان بعد خمسة عشر قرناً مضوا على فجر الإسلام، أن نشرع الأبواب أمام علمائنا للتجديد وللاجتهاد؟ أما آن الأوان ليقوم من بيننا من يستوعب تلك الومضة التي أطلقها الشيخ الإمام وصحبه قبل مائة عام، فيحملها ويبلورها ويطلقها في أحكام تتلاءم وروح العصر، ولنا في الأنموذج التربوي الإسلامي المتقدم والذي وجه حضارة العالم طوال عشرة قرون وأخصبها وأغناها، خير مخزون تراثي لتقديم الإجابات الصحيحة عن كل التساؤلات المطروحة. فمن حيث المضمون استوعبت التربية الإسلامية كل العقيدة الإلهية، كما استوعبت جميع معارف الأرض وفلسفاتها وعلومها وأدبياتها وفكرها وعممته جيلاً بعد جيل. ومن حيث اللغة فإن اللغة كانت الأداة شبه الوحيدة والغالبة لنقل المعرفة ونتاج الفكر وصياغتها وتسجيلهما... لن تعرف هذه اللغة الحية أية صعوبة في التعامل مع الجبر والهندسة والكيمياء واللوغاريتمات ولا مع الإلياذة والأوديسي ولا مع فكر سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس. فلماذا نجابه الآن بأن هذه اللغة قد أصبحت عاجزة عقيمة جامدة لا تصلح وسيلة للتعليم؟ أما من حيث علاقة العالم بالمتعلم، فقد قدمت التربية الإسلامية حلاً فريداًَ رائعاً، إذ تقوم على علاقة مباشرة وفردية ويومية متصلة ودائمة بين العالم والمتعلم، وكان هم المتعلم الأول هو هم الالتصاق الدائم مع العالم تكسباً واستزادة، كان هم المتعلم أن يمتص كل ما في عقل العالم وفي فكره وفي ضميره. لم تكن العلاقة محصورة ف يميدان واحد أو في موضوع بذاته، ولم تكن العلاقة مبرمجة ومقيدة بساعات محددة وبفصول معينة، ولم يكن العالم بقادر على الاختباء عن أنظار المتعلمين بعد انتهاء الدرس، بل كان العالم يمنح ذاته كلها وبانكشاف كامل حتى في سلوكه، وفي اجتماعياته، ليتكسب المتعلمون تربية موحدة شاملة وليس مجرد فصول محددة من المعرفة. وإذ نشهد اليوم في بعض المدارس الأجنبية المتقدمة محاولات تربوية متميزة لاهتمام بالناشئ الفرد ولإعطائه حقه من العناية المباشرة الخاصة، فإن هذا يزيد من قناعاتنا بأن النموذج الإسلامي للعلاقة بين العالم والمتعلم سيبقى هو ا لأفضل والأرقى لأنه الأسبق والأعمق والأبعد جذوراً في التراث وفي التاريخ . أما من حيث شمولية المعرفة، فإن التربية الإسلامية كانت دائماً متميزة بتربية محيطة، وواسعة بل وكونية، إذا أن العالم لا يجاز في النهاية، إلا بعد أن يستوعب بالإضافة إلى معارف العقيدة الإسلامية من تفسير، وحديث وتشريع، علوم البلدان، وما إلى ذلك من معارف لا تقف عند حدود الفواصل الاختصاصية الجزئية. أما من حيث المنهج فإن التجربة الإسلامية ومنذ البدايات الأولى لجمع الآيات القرآنية وجمع الحديث ونقد الروايات وتصنيفها وتمحيصها كانت سباقة لتقديم منهج عقلي لم تعرف التجربة البشرية في السابق منهجاً يضاهيه في دقته وانضباطيته وموضوعيته. ولا يصح أن نقول بأن المنهج العقلي الغربي أو المنهج العقلي المادي هو أفضل أو أرقى أو أدق من المنهج الذي قدمه الإسلام. بعد هذا كله، نشعر إننا في لنبان ورغم كل ما نعانيه من متاعب، بقادرين على وضع كل هذه التساؤلات المصيرية على بساط البحث العلمي الهادئ، لأن لبنان كان ولا يزال يوفر للجميع مناخاً خصباً للحوار وللمناقشة وللمداولة في ظل الحرية النسبية التي ننعم بها، كما أن في لبنان والحمد لله كثيراً من المفكرين والعلماء والبحاثة والمربين الذين بإمكانهم أن يساعدوا في اغناء البحث وفي تنظيم إطاره، إذ أن لبنان لا يزال منبراً أساسياً من منابر العلم والمعرفة والحكمة، وكما كانت بيروت في العصور الغابرة مدينة العطاء الفكري المتميز في أكثر ميادين العلم والمعرفة فإنها ستبقى بإذن الله مدينة التعليم الجامع الراقي ومدينة العطاء الفكري والأدبي الرفيع في أفضل وجوهه. وإذا كنا نعتز ببيروت فإن بيروت نفسها تعتز بأنها كانت المدينة التي أسست فيها جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية منذ أكثر من مائة عام، إذ أنها الجمعية الأم لكل المؤسسات التربوية والتعليمية الإسلامية في لبنان. فباسم اللجنة العليا لاحتفالات القرن الخامس عشر للهجرة رئيساً وأعضاء وعلى رأسهم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد وباسم اتحاد المؤسسات التربوية الإسلامية في لبنان وباسم جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، بل وباسم كل لبنان أرحب بجميع المشتركين بهذا المؤتمر من مقيمين وضيوف وأتمنى لكم أطيب العيش والإقامة. وأدعو الله عز وجل أن يوفقكم في وضع الأصول التربوية الإسلامية في موضعها الصحيح، وفي أن يتجاوز الامتحان الصعب، امتحان البحث والتفتيش، والتنقيب والتساؤل المضني، والإلحاح في إشعال مرجل الفكر العقلي، عبر مزيد من التعمق في أصول التراث الإسلامي الرحب ومنابعه المثيرة. وأنا لنجد صحوة مباركة طيبة عند المسلمين في مطلع هذا القرن، وهم يتململون، وهم يتحفزون، فلا يجوز أن نتركهم عن صراطهم يتيهون. فإلى منابع هذا التراث الإسلامي العظيم علينا أن نعود لتحقيق التطوير العصري المطلوب في أصول وأساليب التربية الإسلامية الحديثة وإلى فتح باب الاجتهاد الإسلامي وعلى قواعد الدين الحنيف ندعو، وهذا ما يتطلع أجيالنا في فجر القرن الخامس عشر إليه، فلا عذر لنا في أن نقصر في الاستجابة إلى طموحهم، فعلى علماء ومفكري المسلمين من أمثالكم يقع هذا العبء الملح الثقيل. كان الله معكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ************** |