إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Apr 2024 27
السبت 18 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : الله أكبر من طغيان أميركا.. ويد الفداء ستحطم إسرائيل
التاريخ : 1969-03-03
المرجع : كتاب آراء ومواقف - ص212

رسالة سماحة المفتي الأكبر للمسلمين والعرب بمناسبة عيد الفطر المبارك

الحمد لله وحده سبحانه وأستعينه وأستغفره من سيئات أعمالنا وشرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له، واشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، كعشر المسلمين لقد دار الدهر دورته وانتهى رمضان المبارك كطرفة عين أو هي أقرب، وكذلك الأزمان في عمر الدنيا لحظات تمر.

كانت بداية رمضان من خلال ظروف وأحداث تحف بلبنان وتتحرك في ربوعه فتميزه عن شقيقاته العربيات، رغم ما بينه وبينها من قريب شبه فتوشك أن تلهب مراكزه وأطرافه وتعصف به من كل جوانبه، حتى تصيره إلى حال أقل ما توصف به أنها حال مرعبة تصير الحلم حيران، وتفقد الكثيرين وعيهم فينقلبون خطراً على أنفسهم وعلى من حولهم. وجاءت نهايته والحمد لله تحمل في تضاعيفها تباشير انحلال عقدة الحكم التي طالت زمناً مديداً وانقشاع الغيوم التي تلبدت في كبد السماء فحجبت منابع النور التي كانت تنطلق فيه من كل مكان.

ونحن معشر المسلمين قد عشنا خلال ذلك ثلاثين يوماً في الصوم والعبادة فقد ذقنا مرارة الحرمان، جعنا وظمئنا وحرمنا كثيراً من ملذات الحياة ورغائبها. كل ذلك لله وحده دون سواه.

صمنا له خوفاً من عذابه وطمعاً في رضوانه ومغفرته هرباً من بأسه وسخطه ورغبة في عفو وعون ونصر.

إننا نعلم أن الكثيرين منا قد قاموا لله طويلاً يتعبدون فيه، فيسجدون ويكبرون له ويعظمونه، ويسبحونه ويصرون ويحرصون على أن تدوم علاقتهم بالله الكبير الجبار القاهر الذي برأ النسمة وكور الليل والنهار والذي بيده الملك والأمر والخير والشر وهو على كل شيء قدير، تشخص أبصارهم عند عتباته وتهفو قلوبهم الى رحاب جناته ولا غرو فكلنا يعلم ما لشهر الصوم والعمل الصالح فيه من أجر وفضل ومثوبة عنده تعالى.

ولذلك فإن للصيام خطراً في نفوسنا جميعاً، أن للصيام والقيام خطراً في نفوس المسلمين في معاشهم وفي سلوكهم، فإذا بهم ينقلبون أشباه ملائكة تخطر في دروب الحياة وينشرون في كل مكان يحلون فيه ألوية السلام وروايات المحبة والإخاء، فلا رد على الأذى لأنه صلى الله عليه وسلم قد علمنا خلال رمضان انه من سابنا أو شاتمنا فعلينا أن نقول له إننا صائمون. ولا مقابلة للأذى ولا استجابة لمفاتن الدنيا ولا لمغرياتها.

أجل أيها الإخوة، كلنا يعلم أن هذه كانت من أثار رمضان على قلوبنا وعلى سلوكنا وعلى حياتنا. ولذلك فإننا معشر المسلمين قد انقلبنا في هذه الأيام بشراً غير ما كنا قبل رمضان، فإذا كنا نعيش للدنيا والجسد والأهواء والشهوات قبل رمضان، فقد أصبحنا في وبعد رمضان أناساً آخرين كما قلت أشباه ملائكة تعمل وتبني وتنشر السلام وتساعد على أن يعيشوا في محبة وطمأنينة ووئام.

ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد ملك علينا مشاعرنا وأصبح كل شيء في حياتنا، ففي البيع نرى الله، وفي التعامل نرى الله، وفي الفقه نرى الله، وفي كل حيال نحن مع الله، فلا غرو بعد هذا أن لا ننفك ذاكرين له. معظمين له، مبجلين له، متوكلين عليه، مستنصرين به، ولا عجب أيضاً أن يكون أول عمل نقوم به بعد إفطارنا من آخر يوم من أيام رمضان وفرحتنا الكبرى بهذا الإفطار وعقب أول نقوم صلاة نؤديها، لا غرو بعد هذا أن نجعل من شعائرنا كلمة الله أكبر، الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بمرة وأصيلاً، لا إله إلا هو وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده.

وهكذا أيها الإخوة أصبح الإيمان ملء قلوبنا وأصبح كل واحد منا يؤمن أنه لو اجتمعت الأنس والجن وأهل الأرض والسماء على أن تغير وتحول ما قد كتبه الله لنا أو علينا فلن يملكوا من ذلك شيئاً، ولذلك فقد أصبح كل واحد منا يمضي في حياته وهو يوقن ويعلم أنه قادر وانه عظيم وأن رأسه مرفوع فهو لا يخاف بشراً ولا يخاف سلطة، ولا يخاف وعيداً، ولا يخاف تهديداً، ولا تؤثر عليه موجات تهب من هنا وهناك، ولا يتأثر بهذا أو بذاك، ما دام أيقن أن الله ربه، وان الله خالقه وان الله معه، وانه هو على كل شيء قدير، وانه مالك الملك وما عداه عاجزون فقراء إليه.

أيها الإخوة المسلمون، ينبغي علينا وقد مررنا في المدرسة الثلاثينية من شهر رمضان أن لا نخرج منها إلا وقد افدنا منها الكثير من هذه المعاني التي سبق ووضعت بين أيديكم طرفاً منها.

أيها الإخوة الكرام، إن المسلم ليس عظيماً بماله، وليس عظيماً بعلمه وليس قوياً بلباسه، وليس شديداً بكثرة عتاده، إن المسلم إنما يستمد قوته وعظمته وأثاره في الحياة وسيادته عليها من إيمانه بالله سبحانه وتعالى.

فإذا كان الواحد منا قد أفاد من شهر رمضان وخرج منه بالله مؤمناً بالله سبحانه وتعالى، معتصماً به حق الاعتصام، مدركاً هذه المعاني متجاوباً مع تعاليم الإسلام، منسجماً معها ملتزماً لحدودها فهو القوي ولا قوي معه، وهو القادر ولا قادر معه من البشر، وهو الذي يستطيع أن يغلب وهو الذي يستطيع أن ينتصر، وبيده في كل أن يتمكن من رقاب الأعداء وان ينتصر عليها في كل ميدان. لأنه في هذه الحالة يكون مع الله ويكون الله معه، ومن كان الله معه، كان مع الفئة الغالية.

أليس الله تعالى قد تكفل لنا بهذا المعنى في كتابه، أليس هو القائل حين يقاتلكم الذين كفروا وأنتم مؤمنون بالله: "ولو قاتلكم الذين كفروا لوّلوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً".

وهذا ليس لمحمد صلى الله عليه وسلم وليس لأصحابه الذين كانوا معه. وليس للزمن الذي كان يتنزل فيه الوحي بل هو لكل زمن ولكل عصر ولكل جيل، ولكل أمة أسلت لله وآمنت به إلهاً قديراً جباراً. نعم، هو لكل امة بدليل قوله تعالى: «وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا، سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا».

فيا معشر الإخوة، ينبغي علينا أن نخرج من هذا الشهر وقد أفدنا هذا المعنى العظيم وهذا الخلق القويم وهذا الإيمان الجبار القاهر، الذي يقلب الإنسان كتلة من الحمم في وجه الأعداء والذي يصير هذا الإنسان شعلة من نار تحرق كل فساد وتأتي على كل رذيلة، ومن كل وسيلة من وسائل التدمير ومن وسائل الإيذاء والخراب.

أيها الإخوة، ولكن المسلم لا يكون بإيمانه وبقوته عنصر أذى ولا عنصر خراب، وإنما يكون عنصراً عاملاً في كل مجتمع يكون فيه، عنصراً بناء يحسن ولا يسيء، يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، كذلك كان الإنسان المسلم في القديم، وكذلك ينبغي أن يكون المسلم دائماً وأبداً، المسلم أخو المسلم، المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، علينا معشر المسلمين أن نعرف مواقعنا في هذا الوطن، وبالأخص في هذه الظروف، ونتجاوب مع كل موقع، ومع كل حكة، تهدف إلى تعزيز مبادئ القوة ومبادئ المحبة ومبادئ التعاون في الوطن ولمصلحة هذا الوطن.

فنحن إذا كنا أخذنا من رمضان الصبر على الجوع والصبر على العطش والصبر على الحرمان، فينبغي أن نفيد من هذا الصبر التغلب على الشهوات والأهواء، والتغلب على النفس ومطالبها، وعلى النفس ورغباتها، وشهواتها، وما تمليه على الإنسان من أمور تسيء بها إليه والى من حوله.

علينا ان نتغلب على شهواتنا الذاتية، وعلى مصالحنا الفردية، وعلى كل حركة يحاول البعض ان يثيروها ليوقعوا بيننا البغضاء باسم الدين وباسم الطائفية وباسم المذهبية وباسم الحزبية وباسم السياسة، فالوطن أعز علينا من كل هذه الزعامات، التي ما أنزل الله بها من سلطان.

فالأديان ما جاءت أبداً لتخلق من البشر حيوانات يأكل بعضها بعضاً، ويتعدى فيها القوي على الضعيف، يعيشون كما تعيش الحيتان في أعماق البحار يأكل الكبير الصغير.

ما لهذا جاءت الأديان، وإنما جاءت لتخلق من أتباعها بشراً وكائنات حية صالحة تعمل للخير وتسعى في الخير، وتمشي لتخلق جواً فيه كثير من الاطمئنان وكثير من السعادة والرخاء.

يجب أن يشعر كل واحد منا انه للبنان، وان لبنان له، وان من واجبه أن يحفظ لبنان من كل أذى يتعرض له، وذلك بان يقدم له كل ما يملك من نشاط ووعي وتفكير وإيمان وثقافة وجهود ليحفظه قوياً عزيزاً ليحفظه لأبناء أمتنا العربية، قوياً حصيناً، ويلجأ إليه إذا ما أصابهم خطب او نزل بهم كرب.

ولا غرو أيها الإخوة، فلبنان جزء من الأمة العربية وعضو من كيانها يضيره ما يضيرها ويضيرها ما يضيره، وهو يتفاعل معها ويتأثر بها خيراً وإنتفاعاً ودفاعاً.

يجب ان يكون دائماً كذلك، لأنه لا حياة له إلا مع شقيقاته العربيات، من هذا المعنى قلت ما قلت وأقول ما أقول، وسأقول: ان علينا أن نحمي لبنان، وأن نحفظ لبنان، ليكون وطناً لكل عربي، وفئة يتحيز إليه كل عربي وكل مسلم إذا ما نزل به خطب أو ألم به ضر.

أيها الإخوة الكرام, إن بيت المقدس، إن المسجد الأقصى، إن بيت لحم والناصرة، ونابلس وعكا، وحيفا وغزة، والجليل والعريش، وخان يونس، وكل قطاع من أرض فلسطين التي باركها الله، يستصرخ ضمائرنا جميعاً، ويقول منادياً بلسان حاله أن لا تتركوني بأيدي العدو، وان تيأسوا ولا تستسلموا ولا تخنعوا ولا تهنوا ولا تحزنوا، فالله معكم، وانتم الأعلون، ولن يتركم أعمالكم.

إن ما وقع في الخامس من حزيران وما قبله، وما بعده، كل هذه معارك إنتصرنا في بعضها وإنهزمنا في بعضها الآخر، فلا يجوز مطلقاً أن يدخل الى قلوبنا الوهن او اليأس، فالمؤمن لا ييأس، لأنه مع الله ويستمد قوته من الله والله يغير ويبدل، والله يقلب ويرفع، والله ينزع الملك ويعطي الملك، «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

والمؤمن الذي يتحرك في جوانبه هذا المعنى العظيم لا يمكن أن ييأس من فضل الله في ساعة من زمان أو لمحة من بصر، فهو مع الله وهو يتصل بالله، وهو يرتبط بالله، وهو يعتصم بالله، وهو يجد من إعتصامه وإرتباطه بالله قوة لا تلين وإندفاعاً لا يتراجع، وسلطة تأتي يوماً بإذن الله وبفضل الله على كل كل عدو مهما كان جباراً.

فلا أميركا ولا من هو أعظم من أميركا ولا قنابلها ولا هيدرجينياتها ولا فانتومها، ولا آلياتها الخطيرة المحرقة، التي يوجد فيها أنواع من الحرق والتدمير والأذى، ليس هذا كله بفاعل شيئاً أمام الله سبحانه وتعالى.

ألا ولتعلم أميركا اننا وإن كنا اليوم قلة، ألا ولتعلم أميركا، أننا وإن كنا اليوم ضعافاً، ألا ولتعلم اليوم أميركا أننا وإن كنا اليوم لا نملك السلاح الذي به عدونا، فيأتي على أخضرنا ويابسنا، ألا ولتعلم أميركا أن الله القوي موجود وتنه بهذا امتحننا، وانه اختبرنا، واننا بعد هذا الامتحان والاختبار وبحمد الله وبفضله قد وقفنا على أقدامنا وسننطلق الى الأمام بفضل الله وقوة الله، ترعانا عينه وتسهر علينا قدرته ورعايته، وتحف بنا ملائكته، سننتصر على هؤلاء الأعداء، وسنرد كل قطاع من قطاعات فلسطين، كل ذلك بفضل الله، وبفضل رحمته، وبفضل وعده، الذي قد أخذه علينا عندما قال: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»

فيا معشر الإخوة، يا أيها المسلمون يا من يسمعون هذا النداء، ارجعوا الى الله بالتوبة والإستغفار، وإياكم أن تفرطوا بعبادة قد فزتم فيها، برضوان الله، ولا تفرطوا بها تهاوناً وكونوا دائماً مع الله حتى يكون الله معكم، وحتى يحقق لكم ما وعد، وحتى ينجز لكم ما وعدكم، وحتى يجزيكم بما وعدكم به: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»

أيها الفدائيون، أيها المجاهدون المناضلون، لقد بلغتم في عملكم هذا ذروة ما يمكن أن يبلغه إنسان في عظمة ونبل مقصد، في تحركه النبيل، في موقفه العظيم، أنتم الذين قدمتم اموالكم ودماءكم وأرواحكم سخية على مذبح الفضائل، والمبادئ الإنسانية، على مذبح معتقداتكم بالله سبحانه وتعالى، أنتم قد تركتم اهليكم وأبناءكم، ونساءكم وأطفالكم، وانطلقتم من عالى ذرى جبال الأرض المكروبة.

انطلقتم من عالي ذراها وفي بطون أوديتها، تنامون على التراب، وتتقلبون بين الصخور، تتعرضون للبرد وقره، وللحر وحرقة، فلا تبالون ولا تتألمون، لأنكم مع الله ولأنكم تعملون في سبيل الله.

فثقوا يا معشر الفدائيين أن إخوانكم العرب وإخوانكم المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض، في لبنان، في بيروت، في صيدا، في صور، في طرابلس، في كل منطقة من مناطق الأرض معكم لا يتركونكم ولا يتخلون عنكم ساعة من زمان.

أيها الإخوة المسلمون، أيها الفدائيون، ثقوا أننا، وإن كنا لم نفز بما فزتم به من رضوان الله ومحبة الله، فإننا نرجو أن نفوز برضوان الله ومحبة الله عن طريق آخر، عن طريق المشاركة معكم والجهاد معكم بالأموال، وبكل ما نملك من وسائل التعزيز والمناصرة والدعم والتأييد.

أيها الإخوة الفلسطينيون الفدائيون وغير الفدائيين، كونوا مع الله، نحن معكم ومن ورائكم وعن جنباتكم، لن ندخر وسعاً في تأييدكم ونصرتكم، نحن معكم بأموالنا وفي أبنائنا، وكل جهودنا، وإمكاناتنا، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

معشر الملوك والرؤساء، يا من قد أردتم ان يكون مؤتمركم في أواخر هذا الشهر، ويا من فرضت عليكم الظروف، وطلبت منكم هذه المناسبة طلباً ملحاً أن يكون لكم مؤتمر قمة، وأن يتحقق بينكم اجتماع على أنكم الآن تحت أنظار كافة العرب، بل تحت أنظار الأمة الإسلامية والمسيحية يتطلعون إلى أفعالكم والى قراراتكم. وانتم تعلمون ما قد أحاط بالأمة العربية من بأس ومن شدة ومن كرب، وتعلمون ان هذا كله وان ما وراءه من نهاية وذل بإمكانكم، بمقدوركم عن طريق تلاحم قواكم وتجمع صفوفكم وتراص بنائكم ووحدة كلمتكم وتنازلكم عن أنانيتكم ومصالحكم الشخصية، وسياساتكم المتضاربة في هذا الظروف، بإمكانكم ان تتركوا كل هذا وتكونوا جسماً واحداّ وكتلة واحدة وكلمة واحدة تتقدمون الى الإمام وتعلمون ما بوسعكم حتى تنقذوا أرض فلسطين وتردوا للأمة العربية كرامتها وعزتها.

أيها الرؤساء والملوك، أنتم الآن في مكان المسؤولية، والله اختاركم لها، وثقتنا كبيرة بأنكم في المستوى الذي وضعتم فيه، وأملنا كبير بأنه سيتحقق على ايديكم الكثير مما نرجو، وأنكم لن تدخروا جهداً ولا طاقة ولا حركة ولا عملاً يمكن ان يحقق للأمة العربية النصر إلا وستقدمونه بسخاء وبكرم وبسخاء.

فيا معشر المسلمين، قد أصبحنا اليوم في هذه الصبيحة المشرقة التي جاءت في أعقاب ليلة ختم فيها آخر خيط من خيوط رمضان الذي تدلت ونزلت منه وفيه ملائكة السماء، وما بين أعاليها حتى الأرض، تدعو وتستغفر وتسترحم في هذه الصبيحة الطيبة المباركة، نأمل يا معشر المسلمين ان يجعلنا الله في مستوى المسؤولية في هذه الظروف، فلا ميوعة ولا شذوذ ولا انحراف، ولا ضلال، ولا بهتان ولا استجابة لموجات الكفر والإلحاد التي تنطلق من هنا وهناك، وتظهر على أقلام وألسنة بعض المنحرفين والمرتزقة الذين يريدون ان يقسموا وجودنا وان يوزعوا صفوفنا وأن يهدموا بنياتنا.

يا معشر الإخوة، بارك الله لكم في هذه الصبيحة وبارك لكم في الأجر الذي حزتموه وبارك لكم في الرحمات التي نزلت عليكم، سائلين المولى أن يعيده علينا ونحن أمة مهابة عزيزة، وعدونا مرغم مهان، مغلوب بإذن الله وقدرته.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة