لماذا اعتذر دريان عن حفل تدشين مسجد المصطفى في بخعون- الضنية؟ كان مستغرباً أن يكيل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بمكيالين- برأي فاعليات من الضنية- وكان لافتا لدى هذه الفاعليات اعتذار المفتي دريان عن رعاية حفل تدشين لدى هذه الفاعليات اعتذار المفتي دريان عن رعاية حفل تدشين مسجد في بلدة بخعون-الضنية- في وقت شارك في تدشين مسجد المنية الاسبوع الماضي برعاية رئيس حكومة سابق مما شكل خرقا فاضحا لبروتوكول معتمد منذ نشوء لبنان ودار الافتاء حيث لا احد يتقدم على مفتي الجمهورية الا رئيس الحكومة في حال حضوره وليس ممثل لرئيس حكومة أسبق. القيمون على حفل تدشين مسجد المصطفى في بخعون ابناء المرحوم مصطفى الصمد شاؤوا ان يسلكوا الطريق الصحيح بتكريم مقام الافتاء، وطلبوا الرعاية من الشيخ دريان كمفتٍ للجمهورية لتدشين المسجد، وبعيداً عن أي منحى سياسي أو فئوي أو عائلي. كان المفتي دريان مرحبا بل استقبل وفد عائلة الصمد بحفاوة غير مسبوقة، غير أن المفاجأة حين أن تصل مكتب المفتي دريان ليعلن اعتذاره عن الرعاية لـ"ظرف طارئ واستثنائي" وبلياقة عائلية أعرب آل الصمد عن استعدادهم لتأجيل التدشين إلى موعد يحدده المفتي دريان شخصياً وبالتاريخ الذي يناسبه، وجرى الانتظار طويلاً دون أن تلقى العائلة جواباً من المفتي دريان أو من مكتبه. ماذا حصل... ولماذا اعتذر المفتي دريان؟ حسب مصادر من فاعليات في الضنية ان وراء الأكمة الكثير مما تخفيه هذه الأكمة من أسرار ذات صلة بالاتجاهات السياسية، وأن المفتي دريان الذي تبوأ منصب الافتاء على قاعدة التوافق والوقوف مسافة واحدة من الجميع قد كسر هذا التوافق وهو الذي لا يزال في الاسابيع الاولى من عهده حسب هذه المصادر ان المفتي دريان تعرض لضغوطات سياسية من قيادة تيار المستقبل دفعته للاعتذار عن رعاية تدشين مسجد اعتبرته هذه القيادة خارج حظيرته الزرقاء، فيما حضر دريان تدشين مسجد في المنية كمشارك برعاية سياسية من تيار المستقبل، الذي لم يساهم في قرش واحد في المسجد المذكور (مسجد الخير) الذي استبعد عن رعايته وتدشينه الممول الأكبر فيه الرئيس ميقاتي، وشكل حضور دريان الغطاء الديني لمنبر جرى توظيفه سياسيا لاستنهاض حالة التيار الازرق في المنيه، ومن ثم جرى الضغط على دريان لمنعه من رعاية مسجد لم يوظف سياسياً لصالح فئة او تيار سياسي او عائلة حيث حرصت عائلة الصمد على حصر التدشين بالمنحى الديني الرسمي الصرف الأمر الذي أثار استهجان التيار الازرق واودى إلى بلبلة وسط ابناء الضنية الذين استغربوا هذا المكيال المزدوج لمفتي الجمهورية الذي يفترض به- حسب فاعليات- انه مفتيا للجميع وليس مفتي تيار المستقبل. برأي مصادر في الضنية ان نواب المستقبل في الضنية لم يعد بمستطاعهم تحمل المزيد من الاحباط، وبأن يجري تدشين مسجد وبرعاية مفتٍ اختاروه وفق موصفاتهم، يضفي على الحفل مسحة دينية رسمية تسهم في الحالة الشعبية المتنامية لتياراتٍ مناهضة للتيار الأزرق في منطقة ينكفئ فيها هذا التيار يوما بعد يوم حتى ليكاد يخسر قواعده الشعبية الباقية نتيجة سوء ادارة النواب وسوء اداء نواب المنطقة. النائب السابق جهاد الصمد شرح تفاصيل ما حصل منذ البداية فقال: "يوم الأربعاء الواقع في 3 حزيران توجه الحاج محمد الصمد برفقة وفد للقاء سماحة المفتي، والحق يقال وجد في دار الإفتاء منزلاً ثانياً له لما لقي من لطف استقبال وحرص رعاية من سماحته، فطلب منه رعاية تدشين هذا الجامع آملاً منه الموافقة سيما أن المناسبة هي افتتاح جامع قبل حلول شهر رمضان المبارك، مبلغاً اياه ان هذه المناسبة هي مناسبة دينية خيرية رعوية اجتماعية، لا طابع سياسي لها ولا رعاية سياسية. وبالفعل، وأكثر مما توقعنا كان سماحته متجاوباً مؤكداً حضوره، مشدداً على أن منطقة الضنية هي منطقة عزيزة عليه شخصياً وهو حريص على رعاية هذا الاحتفال وتم الاتفاق". وتابع الصمد: "بتاريخ 5 حزيران حضر صاحب السماحة حفل تدشين جامع في المنيه، برعاية السيد أحمد الحريري، حيث جرى ما جرى، إذا اقدم سماحته وفي اليوم التالي، وبواسطة صديق مشترك، على الاعتذار عن رعايته تدشين المسجد لظروف طارئة واستثنائية، ولاننا نحرص على وجود سماحته بيننا وعلى رعايته لنا ابلغناه اننا على استعداد لتأجيل حفل التدشين تاركين له أمر الزمان والمكان، ولكن للأسف سمعنا كلاماً مبهماً غامضاً يحول بينه وبين لقاء رعيته، كأنه لم يستحصل على إذن حضور من قبل مرجعياته السياسية". ،وقال الصمد: "كنا نظن أن مفتي المسلمين لا يستأذن إلا ربه ورسوله ولا مرجعية له إلا كتاب الله. كنا نؤمن ولا زلنا أن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران، في حين ان لسماحته رأي آخر. كنا ولا زلنا نؤمن أن هدف الدين هو العدل بين الناس وما الرجال فيه إلا وسائل لهذا الهدف، إلا أن لسماحته هدف آخر. كنا نعتقد ولا نزال أن الدين كله خلق، فمن فاقك في الخلق فاقك في الدين وان خانتك قيم الدين فحاول ألا تخونك قيم الرجولة. ولكن لسماحته مفهوم آخر وتوجه الصمد إلى المفتي قائلاً: "يا صاحب السماحة ويا مفتي الجمهورية، نحن قومٌ لا ننتمي لقوم إن عاهدوا التزموا وأن الحر من ملك الأمور بازمتها ولم تملكه، وصرفها لم تصرفه، وكل ما يمكننا قوله لك بئس العالم على باب الحاكم، ونعم الحاكم على باب العالم. |