مقررات بعبدا أيها الأبناء المسلمون،
ان الله سبحانه وتعالى قد جعل لنا من عيد الفطر هذا جائزة تجزى بها على الطاعة وتفرح منا النفوس لا بما حصلته الأيدي من مكاسب أيدينا ولكن ظفرت به الأفئدة من جمال التقوى إلا أنه لما ينغص فرحة هذا العيد ما تعرض له الأمة على يد الغدر الإسرائيلي وعدوانه من اختلال للأراضي وتشريد وتقتيل للأبناء وغارات وحشية على سوريا ولبنان بشكل خاص ومحاولات دنية يائسة لزرع بذور الفتنة بين اللبنانيين بوضع المتفجرات في كنائس لبنان وجامعاته وزرع الإرهاب في كل جانب من جوانب الحياة وان ما يشد أبصارنا اليوم بشكل خاص تلك المقررات الهادفة التي صدرت من مجمع بعبدا الأخير محاولة للتعبير عن الرغبة الصادقة في أبناء الوطني بإعادة تنظيم الإدارة وتقويمها وإرساء قواعدها على أسس من العلم والعدل والأخلاق إلا بوركت كل خطوة في هذا القبيل وبوركت النوايا الصادقة التي تحركها ذلك أن أحداً مخلصاً لا يمكن أن ينكر على مصلح خطوة في الإصلاح ولا تنظيماً في الإدارة ولا يداً يمدها في إعلاء البيان لا سيما وان ذلك كله في بلد كلبنان أصبح في رأس المطالب الوطنية وأجلها على الإطلاق. وقال: بل أن الفوضى في الإدارة تلك التي زالت في دوائرنا الحكومية حتى هذه الساعة بعضها يلتزم بقرار دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي بتعطيل عمل المسلمين عند الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة وبعضها لا يلتزم بهذا القرار بل ويتحداه ويعطل على المسلم فرضها الله عليه وان أخطر هذه النماذج في فوضى الإدارة ما يجري في وزارة التربية والفنون الجميلة بالذات حيث يترك الوزير لمدير المدرسة بالرغم من قرارات العطل الرسمية أن يستفتى معلمي مدرسته فيما إذا كانوا يفضلوا العمل يوم الجمعة وتعطيل يوم السبت عوضاً عنه وأن يتخذ القرار المناسب في هذا الشأن كأن أعيادنا الدينية ورقة يمكن تداولها في لعبة الاستفتاء وكأن أرضنا الإسلامية مزرعة لهذا الوزير أو ذاك المدير يقتلع منها ما يشاء من اشتال القيم والمفاهيم حتى أصبحت العطل المدرسية في لبنان وهي على أشكال وأنواع وأصداء مختلفة تنذر بخطر شديد وترخص بتحديات عملية لقد مضت علينا سنوات أيها الأخوة الأحبة نحن نتكلم في ذلك في المساجد والمحافل والنوادي ونتصل بالمسؤولين سياسيين وإداريين ونكتب إليهم حول هذه الموضوعات لتلافي الخطر قبل استفحاله ولقد مضت سنوات بدون جدوى حتى جاءت مقررات بعبدا تحمل لنا مع ما تحمله من خير كثيراً من الأسى وخيبة الأمل على صعيد احترام المناسبات الدينية وبعد إعلان إعلاناً شخصياً بالتراجع عن قرار التعطيل من رئيس مجلس الوزراء جاء إغفال مجلس الوزراء تمسك سنوات طويلة في الحديث فيه بشكل رسمي وعلني أننا نحن المسلمون نتريث في النظر على هذا الأمر على أنه مشكلة سياسية أو طائفية ونكتفي بالنظر إليه الآن على أنه مشكلة من مشاكل سوء الإدارة لا تمنى بإخلاص على المسؤولين جميعاً يحزموا أمر الإدارة على كل صعيد ونحن معهم نساندهم وندعو لهم في هذا السبيل نسلمهم بعد الله مقدراتنا السياسية والاجتماعية كلها يسوسون فيها ما شاءت السياسة لهم . أما ما بتعلق من هذه المقررات بأمر الدين الإسلامي فليسمحوا لنا بأن نعلن بإخلاص محبة اننا لا نستطيع أن نترك لهم ولا لغيرهم من أن يأخذوا عن علماء الشرع مهمتهم فيفسروا القرآن وخرجوا الحديث بما يجعل ديننا موضوعاً من موضوعات المجاملة وأنها كلمة واحدة وهي الفصل في هذا الأمر نطت بها بهذا الشأن رسول الله حيث قال عن الجمعة ان هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين والحديث الشريف لم يقل ان بعض هذا اليوم هو عيد من دون بعضه الآخر أنها كلمة واحدة يوم الجمعة بكامله يوم عيد لأنها صدرت عن رسول الله وليس فوق كلام الرسول لبشر من كلام ان جمال مشاركة المسلم لأخيه المواطن المسيحي المسلم في التعطيل يوم الجمعة بكامله وقد حملت مقررات مجمع بعبدا بإدارة واعية في هذا الصدد بين حين أقرت تعطيلاً رسمياً شاملاً في الأعياد. أن أي عاقل لا يمكن أن يرفض مبدأ الإصلاح الذي من أجله اجتمع المجمع ولا يمكن أن نقف في طريقه تحسين الإدارة إلا أن هذه المقررات من حيث اهتمامنا المباشر جاءت لتعرف مبدأ الإصلاح في خضم خطأ بين إداريين كبيرين أولهما وقوع المقررات في خطأ التخطيط الإداري وثانيهما وقوع المقررات في الخطأ الإداري المركب ذلك أن قرار إلغاء الطائفية جعلنا نقع في خطأ الإبقاء على الطائفية وخطأ تطبيق هذه اللاطائفية تطبيقاً ناقصاً. أيها الأخوة المواطنون ان الدعوة إلى إلغاء الطائفية ينبغي أن تكون أكثر حسبية وأبعد نظراً. إن بناء لبنان الواحد لا يمكن أن يرتفع بالشعارات والأغاني أنه لا يمكن أن يتم بالخطوات الإدارية الجريئة التي تطلع عليها الشمس كل يوم فترى فيها مزيداً من التقدم والعمران وبعد فإننا نحب في ختام هذا الموقف أن نتوجه على إخواننا المسيحيين بكلمة وتحية الكلمة هي أن لبنان وطننا جميعاً مسلمين ومسيحيين تظللنا سماؤه وتقلنا أرضه وتنعشنا أفياؤه عبر نظام ديمقراطي سوى بيننا وحفظ لنا حريتنا وكرامتنا. |