إن كل الأصوات تؤيد سلام لبنان ولكن أكثر الأيدي تعمل على خرابه. الله أكبر، اله أكبر... والحمد لله رب العالمي، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداًَ عبده ورسوله، أرسله اله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وهادياً إلى سبل الخير والسلام، وصدق الله فيه إذ يقول: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا». صدقت يا رسول، حين أمرتنا أن نُزين أعيادنا بالتكبير لندرك أنه لا كبير، ولا عظيم، ولا قادر إلا الله، سبحانه جل وعلا في كبره، وفي عظمته، وفي قدرته، وفي كل صفة من صفاته التي وصف بها نفسه، فكان منبعاً للقيم نستلهمها، وللمثل نستهدى بها، وللخير نتزود به، فلك الحمد ربنا حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك، لك الأمر وإليك المصير. أيها الأحبة المسلمون،
لعيد الفطر فرحتان، فرحة بعبادة الصوم وقد تمت، وفرحة بالفطر وقد عاد، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: للصائم فرحتان يفرحهما، إذا اطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه.
ونحن اليوم أيها المسلمون فرحون، لا باحتفال نتظاهر به ودموع الناس ما والت في مآقيها، بل لأننا لبينا دعوة الله وحرصنا على طاعته، وأدينا فريضة فرضها علينا، ففزنا برضاه ورحمته... وفرحة العبادة لا ترقى إليها فرحة ، لأنها فرحة الصلة بالله تعالى، وفرحة العيش في ظله، عيشاً بريئاً من الذنوب، طاهراً من العيوب، خالصاً من الأدناس والكروب، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا كان يوم عبد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى ربٍّ كريم يَمُن بالخير، ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم ، وأمرتم بصيام النهار فصمتم ، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم. فإذا صلوا نادي مناد ألا إن ربكم قد غفر لكمن فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة. ولقد وعد الله الصائمين، أيها المسلمون ، بالمغفرة والأجر العظيم بقوله: ان المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين والقانتات، والصادقين والصادقات، والصابرين والصابرات ، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات ، والحافظين فروجهم والحافظاتـ والذاكرين الله كثيراً والذاكرات، أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً، فبورك لكم أيها المسلمون، بفرحة صوم أديتموه، وبفرحة فطر لاقيتموه، وبمغفرة من الله فزتم بها، وبأجر عظيم حزتم عليه، واغتنموا اليوم أيها الأحبة، فرصة دعاء مستجاب، شرع الرسول أبوابها أمام قلوبكم وألسنتكم بقوله: ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حين بفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب، وعزتي وجلالي لا نصرنك ولو بعد حين، وفي ختام آيات الصوم من سورة البقرة، يؤكد رب العالمين على هذا المعنى بقوله: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، فلندع الله أيها المسلمون في هذه الفرحة وأعلموا أن خير الدعاء الشكر، وخير الشكر ما كان على نعمة الإسلام، أنعم الله به علينا، دينا شاملاً لكل مستلزمات الإنسان وحاجاته، روحية كان أم مادية يرعاها ويوجهها إلى ما فيه سعادته في الدنيا والآخرة على السواء. إن دعوة الإسلام لتتجلى في كل آية من آيات الله، وفي كل حديث من أحاديث رسوله الكريم صلوات اله وسلامه عليه، لأن فيها كلها الحكمة ، وفيها الشمول والانسجام والتكامل، انظروا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم: فقد واءم الإسلام بينها جميعاً، وجعلها على المستوى نفسه من القرب إلى الله، للفوز باستجابته ورضاه، فالصوم هو في مستوى العدل لأن الصائم بصومه يحاكم نفسه فيرتفع بها إلى مقام العدل من الناس وبخاصة مع الضعفاء والفقراء، والعدل هو في مستوى العمل الجاد لرفع الظلم، وهذا كله ليذكرنا أيها الأحبة أن الإسلام ليس عبادة نمارسها في الصوامع، بقدر ما هو عمل للخير نخرج به إلى الناس، مصداقاً لقوله تعالى: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ». إن حرص الإنسان كفرد على عبادة الله منزوياً عن الناس ، ينزلق به إلى صوفية لا أمل فيها ولا خير للبشر، والإسلام في الأساس يقوم على الدعوة، وعلى التبليغ وعلى الاهتمام بالآخرين، أعني بالمجتمع الذي يعيش فيه، فهو يريد من الفرد أن يعمل على هدايته فيه، ويسعى في رعايته ،ويخلص في دعم بنيانه وتماسكه، وما من عبادة في الإسلام إلا ولها ارتباط بالمجتمع، توجه الإنسان إلى الله عبر الآخرين، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبها يصان المجتمع ويسلم، والزكاة هي الفريضة المالية التي يتم بها التوازن الاجتماعي والاقتصادي، فينمو المجتمع ويزدهر، والحج هو تظاهرة المساواة الكبر وتخفيف حدة الفوارق بين طبقات الناس، فيه يتعاون المسلمون ويتعارفون: ليذكروا اسم الله في أيام معدودات وليشهدوا منافع لهم، وفيه تسقط الكبرياء ويلتقي الناس بين أيدي الله سبحانه وتعالى في مستوى واحد، يسود العدل فيه بينهم، وتنشر المرحمة ويقوى التعاون . والصوم ، هو إرادة الذات في قهر الذات، في شهوة تتسلط، أو نزوة تطغى، أو بطر يتحكم، كل ذلك طاعة لله، وتحررا باتجاهه، من خلال التجربة الروحية السامية لما يعانيه الآخرون في المجتمع من حرمان، ودفعاً للتعاطف معهم، ومد يد العون إليهم، يدفع للمسكين ما به يأكل طيلة اليوم، كما فرض على الصائم طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين، فمن أدّها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة. فهلموا عباد الله، لطاعة الله من الناس، ترأفون بالضعيف، وتعطفون على المسكين، وتقضون حاجة الملهوف، وتتعاونون في ما بينكم عملاً بقوله تعالى:«وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» وعملاً بقول رسوله الكريم المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضا، أو كما قال. أيها المسلمون، إننا لا نريد أن نخرج من شهر الصيام، إلا لنبقى في أخلاق الصيام، وهي الأخلاق الإسلامية الثابتة التي جاء بها الرسل من لدن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهما السلام، وأكملها محمد خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه مؤكداً على ذلك بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وإذا كانت الأخلاق في الإسلام أعمالاً تصدق ما وقر في القلب من إيمان فإن هذه الأعمال تبقى، مهما كانت توجهاتها الاجتماعية، وأغراضها الإنسانية، وقيمها البشرية، خالية من المعنى، مجردة من الروح، مزعزعة البنيان، أن لم تكن موصولة بالله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، منبع الخير والهدى والنور، ذلك أن المفاهيم الإنسانية أصبحت في عصرنا، وسوف تبقى في كل عصر، مختلفة باختلاف الشعوب، متغيرة بتغير الأمكنة، متقلبة الأزمنة والناس، تتأثر بمصالح الشعوب، وتنفعل بانفعالات الحكام حتى ليكاد المرء معها يضيع في خضم من المفاهيم المتناقضة التي تزعم كلها، أنها قامت في الإنسان، ومن أجله... إلا أن أتعس المفاهيم المتناقضة، تلك التي تعاند في فصل الإنسان عن الله سبحانه وتعالى، وتعاند في الإلحاد معاندة تجعل من الإنسان آلة صماء ، فتسلب منه قيمته ، وتقضي على حقيقته، وتسرق منه ذوق السعادة وإحساس الحياة، أن النظم المادية اليوم، شيوعية كانت أو رأسمالية، ملحدة صريحة كانت أو مغلفة بإيمان كاذب ، هي مسؤولة عن سقوط الإنسان في الشرق والغرب في متاهة الضياع والحيرة ان النظم المادية هنا وهناك، أدت بالإنسان إلى نتيجة واحدة، وإن اختلفت إليها الطرق، وتعددت الأساليب فهو في الشرق يرزح تحت أثقال آليته ليستطيع المجتمع بما لا يطيق، وهو في الغرب يرزح تحت أثقال آليته ليستطيع تلبية حاجاته الفردية التي لا تنتهي، وفي هذه الآلية وتلك، تحدث الغيبة الإنسانية عن حقيقة الإنسان باعتباره الكائن الأسمى بين الكائنات، لأنه الكائن الوحيد الذي يعي الصلة بالله تعالى ثم ما تعنيه هذه الصلة ، من تلاق بين الناس على الخير، واتفاق بين الشعوب على العدالة، وتفاهم بين العقول على الحق. أيها الأخوة الأحبة، ان مردّ الأزمات التي يعاني منها اليوم، إنسان العصر الحديث، إلى البعد عن الله سبحانه وتعالى ذلك لأنه ابتعد الناس عن الله، أصبح لكل منهم ، أفرداً كانوا أو جماعات، رأى وهوى، كسب ومصلحة ، قوة وسلاح، أما إذا اقترب الناس من الله، فقد أصبحوا جماعة في وحدة، في الوحدة في الله، وأخوةً في الحق، هو رضوان الله وعطاؤه، كما أصبحوا متقاربين في إنسانية، سداها ولحمتها المساواة أمام الله . فالله أكبر الله أكبر... من كل المفاهيم التي عليها يتواضعون، والله أكبر من كل المصالح التي حولها يتنازعون، والله أكبر من كل المكاسب التي من أجلها يتقاتلون. إن الإسلام أيها الأخوة هو الذي يبين للإنسان أن المعيار الأول والأخير هو رضوان الله تبارك وتعالى، والسعي إليه ليس لحاجة به إلينا وهو الغني، ولكن لحاجة بنا إليه ونحن الفقراء، وكلما اقتربنا من رضاه، كان لنا قدر أكبر في سلم إنسانيتنا التي لم تكتمل بعد . وإذا كانت الأمم والشعوب على مستوى العالم مطالبة اليوم أيها الأخوة بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، لتلتقي على حق، وتتفق على عدل، وتتعاون على خير البشرية وإسعادها، فإن العرب اليوم، في هذه المرحلة الخطيرة الملتهبة، مطالبون بذلك أكثر من أي وقت مضى، فهذا أمر الله صريح حيث يقول: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» وبقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ». إن أياماً قليلة تفصلنا عن مؤتمر خطير وغامض المصير، تحيط به المؤامرات من كل صوب وفي طليعتها المؤامرة الصهيونية المستمرة على العرب والمسلمين، فلا يجوز أن نساعد هذه المؤامرة بتفكك نستمر فيه، أو خلاف نقيم عليه، أو صراع نتمادى في طريقه. إننا إذا كنا ندعو العالم إلى العودة إلى الله للالتقاء على طريقه، فإن دعوتنا لأنفسنا نحن العرب للسير في طريق الله، والالتقاء على الأخوة فيه، هي علينا أوجب، وبنا ألصق. أيها المواطنون، إننا نعلم في لبنان ما زلنا ننؤ بحمل يتجاوز قدرتنا ونعاني من الأزمات ما هو أكبر من طاقتنا، كأني بمشاكل العالم الكبير وصراعاته تتسلسل في كل يوم إلى أرض هذا البلد الصغير لتلوذ به وتترعرع بين أبنائه، وإن خلافات الأمة على صغرها، أصبحت من همومنا الكبرى، فدفعنا، نحن والشعب الفلسطيني الثمن، دماً وقهراً ودماراً، وقلقاً على الكيان والمصير، ومن أغرب الأمور أننا أصبحنا عاجزين تماماً عن فصل مشكلتنا المحلية، في العدالة والمساواة، عن مشاكل الأمة ككل ومشاكل العالم، ولو فصلا إلى حين، نستطيع فيه أن نلتقط الأنفاس ونلم شعث الأمل. إن كل الأصوات تؤيد سلام لبنان واستقراره، ولكن أكثر الأيدي تعمل على المزيد من خرابه، ان إسرائيل، أيها الأخوة المواطنون ستبقى هي في طليعة المستفيدين من خراب لبنان، لأن خراب لبنان خراب للعرب، وإنها إذ تحاول بالتعاون مع البعض أقامة الدول الطائفية في لبنان، أو الأحزمة الطائفية على حدود إسرائيل، فإن ذلك يعني أنها تسعى لواقع تريد امتداده في قلب الأمة العربية ، ولذلك فإن الإسراع فيعزل القضية اللبنانية عن قضايا المنطقة ولو إلى حين، ليس من شأنه أن يعيد السلام إلى لبنان فحسب، بل أن من شأنه أيضاً أن يمنع الخراب عن الأرض العربية بأسرها. إننا مدعوون في لبنان للعمل على أن تكون القلوب مفتوحة على المحبة ، قبل أن تفتح المدن على الفوضى، وللعمل على ان يكون الحقد منزوعاً من الصدور قبل العمل على نزع السلاح من الأيدي، فإن ذلك طريق الخلاص والأمان والاستقرار، وطريق جعل لبنان كله مفتوحاً على الخير، وجعل السلاح كله موجهاً إلى صدر العدو المشترك . إن العدو الصهيوني اليوم يحاول بشتى السبل خداع الرأي العام العالمي، وخداع بعض المضللين في الداخل ، بأنه يحرص على سلامة وحماية بعض الطوائف في لبنان، إسلامية تارة ومسيحية تارة ، إلا أن المسلمين الذين يعتز الإسلام بهم، والمسيحيين الذين تفخر المسيحية بهم، فضوا هذه الخدعة الصهيونية الجديدة بتصريحاتهم الصادقة، ومواقفهم اللبنانية الصحيحة، ورفضوا هذا الزعم الذي يلجأ إليه العدو الصهيوني، لإيقاع بين اللبنانيين، فتحية الوطن لكل اللبنانيين الصادقين الذين يقفون اليوم في وجه المتعاونين مع العدو، وإلى جانب المدافعين، عن سلام لبنان، وخلف قوات الأمن العربية يساندونها بكل إخلاص ، ومع السلطة اللبنانية يبذلون لها كل غال وثمين. إننا ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يهدي الذين غرر العدو بهم، وأضلهم، واستغلهم وأذلهم، لنهيب بأبناء هذا الوطن أن يسارعوا إلى الوفاق السياسي، فليس من غيره أمر يمكن أن يعود بالبلاد إلى حالها، وحسن استقرارها، أيها الأخوة المواطنون، ان الوفاق ينبغي أن يكون سياسياً، في المبدأ والغاية، إذ ليس للإسلام والمسيحية شأن في هذا الوفاق، فالأمر من جهتنا نحن المسلمين واضح في عقيدتنا منصوص عليه في قرآننا، في ما يقول رب العالمين جل شأنه: «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى» فنحذر منذ البداية من أن نزج بالدين في الأزمة، وندخله في سوق المزايدة والمساومة، فنكون لا سمح الله صهاينة التفكير والمنهج والغاية، فإسرائيل تتظاهر بالغيرة على الدين ولكن لا عمل لها منذ كانت إلا تسييسه وتسخير والاتجار به، وهذا ما فعلته باليهودية نفسها عندما أقامت دولتها، وهذا ما ترجوه اليوم من المسيحية والإسلام في جنوب لبنان، لدعم دولتها، في الوقت الذي لم ينس فيه المسيحيون والمسلمون بعد، انتهاك الصهيونية لحرمة المسجد الأقصى، وعبثهم بكنيسة القيامة، وزجها لرجال الدين المسيحيين، ولعلماء المسلمين في غياهب السجون الإسرائيلية وأقبية التعذيب. أيها المسلمون، جعل الله صيامكم مقبولاً، وعيدكم مباركاًَ ميموناً، وتقبل الله منكم صيامكم وعبادتكم، وأعاده الله على لبنان والعرب والمسلمين بالسلامة والأمن والاستقرار والنصر. |