أن تمتد يد التفجير والاغتيال إلى المسلمين ورموزهم في لبنان، وفي وضح النهار، دون أن يجدوا أي ملاحقة فاعلة أو جادة من المعنيين لكشف وفضح أسماء مرتكبيها ومحرضيها، فهذه سُنة في هذا البلد اعتادوها. فبالأمس كانت حادثة اغتيال العلامة الشيخ الدكتور صبحي الصالح فقيد الفكر الاسلامي، وبعده الرئيس الشهيد رشيد كرامي.. واليوم رمز وحدا المسلمين وإمامهم ومفتيهم الأكبر العلامة الشيخ حسن خالد يقضي شهيداً.. إنها ضريبة المعتقد في بلد العدالة والحرية يدفعونها بمختلف الأساليب والوسائل الجهنمية، فلماذا؟ ألعل قدر المسلمين في هذا البلد المنكوب ان يصبحوا كبش المحرقة؟ ألانهم الأكثر حضارة؟ والأنبل تعاطياً مع إفرازات الحرب المجنونة الملوثة؟ كفانا عزاءً! ولماذا نستمر في تقبل التعازي بصورة مستمرة عن أرواح زعمائنا على التوالي؟ وبماذا يعزوننا؟ أبحقنا المستباح؟ لا... رجاء، اجمعوا تعازيكم في مناسبة واحدة عندما يتم القضاء على كل رموز المسلمين، طالما أن الموكب لم ينته بعد. وهنيئاً لكم أيها المجرمون المتآمرون الحاقدون! هنيئاً لكم سباتنا وغفلتنا و(تسامحنا) و(أوادميّتنا)! يكفيكم منا أن نستنكر ونبرق ونرفع النعش ونشيع الجنازة كأن طريق الحل لا يمر إلا عبرنا وعلى أجسادنا!.. عذراً سماحة المفتي، فلن تكون آخر الشهداء، فطريق الأزمة طويل، ونفقها مظلم، وما حادثة أزاحتك عن الدرب إلا حلقة من حلقات التآمر ومخططات التقسيم التي استهدفت سلسلة العظماء الذين سطروا بدمائهم أنبل المواقف وأرفع المقاصد وأطهر الغايات طوال تاريخ هذه المنطقة. نستميحك العذر مجدداً يا حبيب المسلمين، فنحن لا نملك إلا الكلام نتعزى به، ونتظاهر بالصبر، وندّعي بتحمل المصاب، ولكننا في الحقيقة عاجزون – من بعدك – عن اتخاذ الموقف والقرار يا صاحب الموقف والقرار.
|