في بلدة أم الشهداء – عرسال – نلتقي، وفي اللقاء عهد ووعد.. عهد لك أيها المفتي الشهيد أن نبقى على الطريق ثائرين.. ووعد بأن تبقى رايتك راية العروبة والإسلام خفاقة عالية. عرسال ستبقى تعمل بوحي مقولتك، يوم وقفت في الملعب البلدي، يوم اجتياح بيروت، تلفك الجماهير من كل صوب، يوم وجهت وجهك لله وقلت: «لن نقبل أن نكون مواطنين من الدرجة الثانية، ولن تقوم للبنان قائمة بدون إصلاح لنظامه السياسي، بما يكفل لجميع المواطنين حقوقهم ومصالحهم». انه صوت الحق الذي يقض مضاجعهم... انه صوت الوطن الواحد... يهزم مشروعهم المرتبط بالعدو الصهيوني.. هم أرادوا لبنان المجزأ، وأردناه معك موحداً أرضاً وشعباً... أرادوه لبنان الامتيازات والاحتكارات، وأردناه معك لبنان العدالة والمساواة بين جميع أبنائه، أراده لبنان المعزول عن محيطه، وأردناه لبنان بعلاقة مميزة مع أشقائه العرب وبالطليعة القطر العربي السوري بقيادة الرئيس الأسد. لقد وقعت الجريمة، ومن قبلها جريمة اغتيال الشهيد الرئيس رشيد كرامي، وكنا واثقين بأن أي تحقيق لن يتوصل إلى أي نتيجة. وإلا فأين نتائج التحقيق...؟!.. لماذا تنام الدولة عن هاتين الجريمتين وفاعليهما؟!.. إنني اعبر باسم جميع أهالي عرسال (أم الشهداء) عن موقف طالما وقفته هذه البلدة، بأن لبنان العروبة سيبقى، وزنود أبناء عرسال البواسل ستحمي عروبته، وأن دم الشهداء من أبنائها، لن يذهب هدراً. وأنت يا صاحب الذكرى.. أيها المفتي الشهيد يا شهيد لبنان الواحد الموحد... إذا كان المجرمون قد استطاعوا النيل من جسدك الطاهر، فانه لن يمكنهم أن ينالوا من الإيمان الساطع والموقف الرافض المزلزل، الذي لن يهدأ ولن يستكين حتى يعود الحق إلى أهله، وحتى تبقى كلمة الله هي العليا، فالجميع في عرسال معتصمون بحبل الله جميعاً، ليبقى لبنان حراً عربياً واحداً. الدكتور أديب الحجيري رئيس اللجنة الشعبية |