هل كان الشيخ حسن خالد، وهو يرفع راية السلام والوئام الوطني منذ خمسة عشر عاماً، بل منذ أن انتخب مفتياً، ينتظر من قبل أعداء الوئام والسلام والمحبة.. غير هذا المصير؟! من قبله رشيد كرامي والشيخ صبحي الصالح وغيرهما من دعاة الخير والوحدة الوطنية تساقطوا في لبنان، الواحد تلو الاخر، لا لشيء سوى لأن الذين لا يريدون للحرب أن تنتهي في لبنان ولا للوحدة الوطنية ان تلتئم من جديد، كانوا يرون في حسن خالد ورشيد كرامي ورفاقهما والقائلين برأيهما، عقبات في وجه استمرارهم في تنفيذ المؤامرة أو الاستفادة منها. من قتل الشيخ حسن خالد؟! السؤال سيبقى بدون جواب، تماماً كما بقيت بدون جواب الأسئلة المشابهة التي طرحت بعد مصرع الزعماء والقادة والمفكرين والرموز في لبنان منذ بداية الحرب؟!. ففي كل مرة كانت الأصابع توجه إلى أكثر من فريق أو طرف داخلي وخارجي "له مصلحة" أو مستفيد من الجريمة. وأخطر ما في المأساة اللبنانية هو أن أصحاب المصلحة في خراب لبنان أو تقسيمه أو تغيير نظامه أو إبقائه جرحاً مفتوحاً تتنزى منه الخلافات العربية والشرق أوسطية... هم أكثر من واحد حتى ولو كانوا، من جهة أخرى، متعادين أو متقاتلين أو متخاصمين. ان كل إنسان، لبنانياً كان أم غير لبناني، يفكر أو يسعى لإنقاذ المصير اللبناني من براثن الصراعات الإقليمية، مشرح لأن يلقي مصرعه.. أو أن يغادر لبنان. فيا شيخي ومفتيي وصديق عمري، لقد رحمك الله مرتين مرة حين انتقت الى عليائه شهيداً ومرة حين غادرت هذه الغابة الجهنمية التي كنت قد أصبحت فيها، مع أمثالك من دعاة الخير والمحبة والوئام قلة نادرة كريمة.. لا مكان لها على مائدة اللؤم السياسي. المصدر: مجلة الحوداث التاريخ: 26 أيار 1989
|