كلمات.. من أجل هذا الشيخ الجليل- الوطن الاسلامي 24 أيار 1989
ان أية رصاصة تطلق على لبناني ـ بغض النظر عمن هو ـ إنما هو قتل للبنان كله، هذه الجملة التي كان يرددها المغفور له الشيخ الجليل حسن خالد لم تشفع له عند قتله برغم انه كان يتخذ منها مبدأ لحياته طيلة سنوات الصراع الدامي في لبنان الجريح. لم يكن ـ رحمه الله ـ طرفا في نزاع، ولم تكن له خصومة مع أحد.. وكان كما قالت عنه الصحف رمزا "للاعتدال" في زمن التطرف والوحشية... محبا لكل اللبنانيين، أبا للجميع يوزع عليهم الحب الذي كان يغمر قلبه الكبير، داعيا إلى التسامح بدلا من الانتقام. الأعمار بيد الله، ولكل نفس أجل، ولكل أجل كتاب.. ولكن الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء في حق هذا الشيخ الصالح، لم يدركوا ـ أن يفعلوا ـ أنهم قد أسكتوا صوتا كان ينادي للتصالح، والخير، والسلام، ولإقامة الوئام.. فمن بقى للبنان من الكبار؟! ان من دبروا قتل الشيخ حسن خالد بهذه الطريقة البشعة لن يفلتوا من العقاب الالهي، فالقاتل يقتل ولو بعد حين.. ولكن عليهم أن يعرفوا أن الرجل لم يكن ليبدل في طريقة جهاده الذي نذر له نفسه حتى وهو يتوقع هذا المصير "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم. عزاؤنا في الشيخ حسن خالد أنه مات وهو يدعو بالحكمة والموعظة في زمن يعلو فيه صوت الرصاص على العقل وصوت الانفجارات على كل دعوات الاتزان والمصالحة. ألا رحم الله الشيخ الجليل حسن خالد بقدر ما أعطى لأمته المسلمة، ولوطنه لبنان، ولأبنائه اللبنانيين بكل انتماءاتهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.