المفتي قبّاني: ما حصل في السابع من أيار هو خطيئة ما بعدها خطيئة بحق الدولة واللبنانيين جميعا السبت 16 أيار (مايو) 2009 شارك مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في الذكرى العشرين للمفتي الشهيد الشيخ حسن خالد على ضريحه بجوار مسجد الامام الاوزاعي، وألقى كلمة نقتطف منها: "..آن الأوان أن نستفيد من كل العبر الماضية، وآن الأوان لكي يعي اللبنانيون مصالحهم، ويدركوا مخاطر ما يجري على الساحة الداخلية في وطنهم، ويبتعدوا عن خطاب التهديد والتهويل والتفجير الذي يستثير النفوس والغرائز ويملأ الأجواء بالفرقة والتنابذ والكراهية. كفى لبنان أن يكون مسرحا لكل أنواع الإجرام، وموقعا تدور في رحابه الصراعات الإقليمية والدولية، وكفى اللبنانيين آلاما وأحزانا، فكل الآلام طرقت أبوابهم، وأقضَّت مضاجعهم، وأتت على أرزاقهم، وبدَّلت أحوالهم وحياتهم، وآن الأوان لكي ينعم اللبنانيون بوطنهم آمنا سيدا حرا مستقلا، آن الأوان لكي يتوقف هذا النزيف الذي أنهك اقتصاد البلاد، وحول الشباب والنخب منهم إلى أوطان خارج وطنهم يبحثون فيها عن مستقبل فقدوه في وطنهم لبنان". وقال: "لذلك لا بد من العودة كاملة إلى مؤسساتنا الدستورية حتى نعمل داخلها، ونعيد بناء الدولة على قاعدة الحرية بدون استبداد أو طغيان، والأمجاد لا تبنى على قتل الناس في شوارع بيروت، وانتهاك حرماتهم وكراماتهم ومؤسساتهم، بل إن ما حصل في السابع من أيار هو خطيئة ما بعدها خطيئة بحق الدولة واللبنانيين جميعا، ومهما علت أصواتنا فليس من الجائز أن تعلو على صوت الدولة والاستقواء عليها، وأيا كانت خلافاتنا وآراؤنا فحدودها وسقفها هو الدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية، التي هي ضمانة وجودنا وحريتنا وسيادتنا واستقلالنا بعد الله تعالى. هذا وفي الوقت الذي نفتقد فيه اليوم حضور المفتي الشهيد حسن خالد رحمه الله تعالى، نوقن ونؤمن بأن الشهادة لله وفي سبيل الله هي أيضا حضور ما فوقه حضور، وصدق الله تعالى في القران الكريم: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
|