أيها اللبنانيون نتطلع إليكم لنحييكم ولنشد على أياديكم، ولنسأل العلي القدير معكم أن يمن علينا في لبنان بفرجٍ قريب يرسّخ الوحدة ويُعزز الأمل والطمأنينة ويصون الحق بالعيش الآمن والكريم في مجتمع متضامن متماسك وفي دولة سيدة مستقرّة خالية من المخاوف والأزمات تكون فيها العدالة والمصلحة العليا للوطن دائماً فوق أي اعتبار. نعاهدكم بأننا سنبقى دائماً بينكم والى جانبكم ملتزمين بمسيرة الشيخ حسن خالد وبالمبادئ الوطنية التي نادى بها وجاهد واستشهد من أجلها. أيها اللبنانيون نتوجه إليكم في هذه الأيام العابقة بعطر الشهادة والتضحيات لنطالبكم بالعودة إلى ذاكرتكم الوطنية المتخمة بمشاهد التجارب المريرة التي دفعنا جميعاً كمواطنين ووطن أثماناً باهظة نتيجة استسلامنا لها واستهتارنا بالأسباب التي أدت إليها. نتوجه إليكم ونناشدكم أن تجعلوا العقل دائماً بديلاً عن الغرائز والحكمة بديلة عن التهور والتلاقي بديلاً عن التقوقع والشرذمة... نتوجه إليكم ونرجوكم الحوار الصادق الذي يثمر حلولاً ثابتة للأزمات تعيد للإنسان في هذا الوطن كرامته وحقه بالعيش الآمن والكريم. نتوجه إليكم ونشدد على أن ما من فئة في لبنان قادرة وحدها على بناء صورة الوطن كما تشتهي وتريد ودون أن يكون للآخرين فيه رأي قاطع وواضح... نتوجه إليكم ونذكركم بأننا كنا جربنا في الماضي كل أنواع الشرذمة والانقسام وجربنا حصار بعضنا لبعض وعزل بعضنا لبعض وتخوين بعضنا لبعض واستهتار بعضنا ببعض وكانت النتيجة بحراً هائلاً من الدم وناراً هوجاء أكلت الأخضر واليابس. نتوجه إليكم ونذكركم بأننا كنا جربنا في الماضي تعدد الجيوش وتعدد الحروب وتدخل الدول وجربنا مصالح الدول ووصايا الدول وطموحات الدول وكانت النتيجة مأساة مفجعة. نتوجه إليكم لنلفت أنظاركم إلى أن العدالة هي حق في الوطن ولا يجب أن تكون عالة عليه أو أمراً متنازع عليه فيه أو مختلفاً عليه أو موضع انقسام أو استثمار. نتوجه إليكم ونقول بأن الإعلام هو وسيلة توعية وحوار ومعرفة ورقي ولا يجب أن يكون باباً للتضليل أو ممراً للتحريض أو وسيلة لشحن النفوس والعصبيات... نتوجه إليكم أيها اللبنانيون وعبركم إلى كل من يهمه الأمر في الداخل والخارج ونقول بأن لبنان عانى كثيراً ويستحق أن يعيش، فاتركوه يعيش.. سعد الدين حسن خالد |