مشاركة رسمية وروحية وسياسية ودبلوماسية حاشدة في ذكرى استشهاد المفتي حسن خالد قباني: لبنان لا يحكم بالهيمنة بل بالدولة الحافظة للجميع استهداف الدور الوطني لرئيس الجمهورية اساءة بحق اللبنانيين نظمت مؤسسة الشهيد المفتي حسن خالد عشاء وطنياً لمناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، في فندق رويال بلازا، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وحضور ممثل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الوزير خالد قباني، ممثل رئيس مجلس النواب هاني قبيسي، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المفتي الجعفري الشيخ غالب عسيلي وممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي عبد الخالق، وزير الثقافة تمام سلام والنائب عمار حوري ممثلا رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والنائب محمد قباني وممثل المطران الياس عودة الأب الكسي مفرج ورئيس المكتب السياسي ل"الجماعة الإسلامية" علي الشيخ عمار والوزير السابق حسن السبع وسفراء بعض الدول العربية وممثلين عن الأجهزة الأمنية اللبنانية وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية ودينية وعائلة المفتي الشهيد حسن خالد. استهلت المناسبة بكلمة للشيخ خلدون عريمط عدد فيها مزايا المفتي الشهيد حسن خالد، قائلا: "بعدك أيها المفتي الشهيد، وبعدك أيها الرئيس الشهيد، كلنا مشروع شهادة، القيادة السياسية في لبنان مشروع شهادة، والقيادة الدينية في لبنان مشروع شهادة". وأكد "أن الذين تولوا سدة الإفتاء من بعد المفتي الشهيد حسن خالد ما زالوا مستمرين وحاملين مشعل المسيرة بالتمسك بمشروع الدولة القوية العادلة". سعد الدين خالد ثم ألقى رئيس مؤسسة الشهيد المفتي حسن خالد سعد الدين خالد كلمة جاء فيها: "ندعو اللبنانيين جميعا إلى التعاون الصادق في ما بينهم من أجل إيجاد حل مقنع وعادل يضع حدا نهائيا للأزمات المتعددة التي يعيشها لبنان منذ زمن، والتي استفحلت واتخذت أبعادا في منتهى الخطورة منذ تاريخ الرابع عشر من شهر شباط 2005 التاريخ الأسود الذي شهد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهد بداية النهاية للفترة المتواضعة من الطمأنينة والأمان والاستقرار التي كنا نعيشها منذ نهاية الحرب، والتي تبين مع الأسف أنها كانت مفروضة بفعل الإرادات الخارجية ولم تكن وليدة خيارات اللبنانيين وإرادتهم الحرة بالعيش الآمن والكريم معا في دولة سيدة حرة وديمقراطية لا مكان فيها للسلاح والفوضى ولا للخلافات الخطيرة والانقسامات". وأضاف: "إننا نسجل اعتراضنا على تخويف الناس، وتضليلهم، وتيئيسهم، وتحريضهم على الناس، ونقول بأن المجتمع اللبناني كان ويجب أن يبقى دائما مجتمع الحضارة والانفتاح، وليس مجتمع التخلف والانعزال، كما وأن المجتمع اللبناني كان ويجب أن يبقى دائما مجتمع التسامح والوحدة وليس مجتمع الحقد والانقسام، ولقد جربنا التفرقة والشرذمة في هذا الوطن، وجربنا الفوضى والفتن والاقتتال، وجربنا تعدد الجيوش، وجربنا انحلال الدولة وعجز الدولة وغيابها، كما جربنا تدخلات الدول وممارسات الدول والاستنجاد بالدول وطموحات الدول ومصالح الدول ووصايا الدول، وجربنا حصار بعضنا لبعض، وعزل بعض لبعض، وتخوين بعضنا لبعض، وحروب بعضنا على بعض، فماذا كانت النتيجة"؟ مفتي الجمهورية: ثم ألقى راعي المناسبة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كلمة جاء فيها: "منذ أن امتدت يد الإثم والعدوان إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد بتفجير سيارته منذ عشرين عاما، ولبنان يعاني من محاولات كثيرة لتغييب الوفاق الوطني، وقد اتخذت تلك المحاولات بعدا أشد خطورة، عندما استهدفت إثارة صراعات طائفية، في عملياتٍ واضحة، لتمزيق الجسد اللبناني وتقطيعه، وخسر لبنان في تلك الفترة من أبنائه وقياداته ورموزه العدد الكبير، وفي مقدمهم المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، والرئيس الشهيد رشيد كرامي، والشهيد الدكتور صبحي الصالح، والشهيد الشيخ أحمد عساف، حتى تغلب اللبنانيون أخيرا على الفتنِ باتفاق الطائف، ومرت سنوات بدأت فيها مسيرة بناء الدولة، ومؤسساتها الدستورية، وإعادة أعمار لبنان، ثم بدأت الفتن تطل على لبنان واللبنانيين في وجه هذه المسيرة، تحت عناوين مختلفة، حتى امتدت يد الإجرام والمؤامرة الكبرى على لبنان، وفجرت موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبدأت يد الإجرام من جديد بقتل رجالات لبنان (...) وبدأت انواع القلق تطرق ابواب اللبنانيين من جديد(...). أضاف: "لذلك لا يمكننا القول بأن يوم السابع من أيار هو يوم مجيد، بل هو يوم أسود في تاريخ لبنان، وبيروت، لم ولن تسقط في فخ المؤامرة المجيدة، بل ستبقى مرفوعة الرأس بإذن الله تعالى، وكذلك كل لبنان، على رغم العدوان وقتل الناس في الشوارع، والاعتداء على المؤسسات، وانتهاك الحرمات. وسلاحنا فقط، هو الموقف الثابت والداعم للدولة ومؤسساتها الدستورية، والكلمة الطيبة التي تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتبعث على محبة الوطن وأبنائه في ما بينهم، والسلاح يجب أن يبقى في الدولة فقط، لأنها هي التي تحمي اللبنانيين (...) وتابع المفتي قباني: "المطلوب ان يكون الجميع تحت سقف الدولة، والالتفاف حول مؤسساتها، ومساعدتها للنهوض بالوطن، كما أن اكتشاف شبكات التجسس لحساب العدو الإسرائيلي، يدعونا إلى مزيد من تعزيز الثقة بالدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، وتعزيز وعي اللبنانيين بالمخططات الإسرائيلية، الهادفة الى ضرب سلامة واستقرار لبنان (...) وقال: "إننا ندين الحملة الشرسة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأي استهداف لدوره الوطني الجامع هو إساءة في حق اللبنانيين جميعا، فهو على مسافة واحدة بين الجميع، وهو الحكم، وراعي الحوار الوطني، والمؤتمن على تطبيق الدستور"، معتبرا "ان طرح مشروع الجمهورية الثالثة هو مشروع فتنة سياسية بامتياز، وانقلاب على الدستور واتفاق الطائف. ولبنان أحوج من أي وقت مضى الى الحوار، فالأخطار الخارجية تحيط بنا من كل جانب، والبلاد في حاجة إلى وئام واستقرار، وما يحدث اليوم على الساحة الداخلية يجب أن يبقى محصورا في خلافات الرأي ضمن الأطر الموضوعية والمؤسسات الدستورية، ومسؤوليتنا جميعا المساهمة في تخفيف حدة التوتر والاحتقان، فلبنان في حاجة إلى كل أبنائه مسلمين ومسيحيين، وإلى وحدتهم وتضامنهم، وصدقهم وإخلاصهم في ما بينهم، (...) وأن اللبنانيين عامة، وأبناء بيروت خاصة سيثبتون في الانتخابات اللبنانية المقبلة أنهم مع مشروع الدولة، ذلك المشروع الذي استشهد من أجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحمل لواءه من بعده الشيخ سعد الحريري". وختم مفتي الجمهورية بالقول: "سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمك الله، نحن لا زلنا وسنبقى على العهد لك، في التعبير عن رؤية المسلمين لنزع فتيل الفتنة، وإعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما عملت له جاهدا طيلة حياتك ساعة بساعة، من خلال مواقفك الإسلامية والوطنية.
|