نشر في: جريدة اللواء – الخميس 17 أيار 2012 جريدة الشرق - الخميس 17 أيار 2012 قباني: لاعتصام في بيروت حتى إطلاق الموقوفين الإسلاميين أحيت عائلة مفتي الجمهورية الشهيد حسن خالد امس الذكرى الثالثة والعشرين لاغتياله، حيث أقيم مجلس فاتحة على روحه الطاهرة في منزله، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الاعلام وليد الداعوق، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وزراء ونواب حاليين وسابقين، ومفتيّ المناطق وقضاة وعلماء وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية ودينية وتربوية وقضائية ورؤساء احزاب وهيئات وجمعيات ومخاتير وأصدقاء وأهل الفقيد. ورحب نجل المفتي الشهيد المهندس سعد الدين حسن خالد بالحضور وقال: "في هذه المناسبة نحث الجميع على العمل على استكمال المشروع الوطني القوي الذي كان ناضل من اجله المفتي الشهيد وجاهد من أجل تحقيقه وهو الحداثة والتطور في اطار الوحدة والسيادة والاستقلال". ثم القى المفتي قباني كلمة في المناسبة جاء فيها: "ان اغتيال المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في لبنان هو اغتيال للعلم وللدين وللحق وللكرامة وللفضيلة وللسماحة، لا شك ان الذين اغتالوه لا يبتغون وجه الله تعالى، وإنما يبتغون الاجرام ويبتغون اغراق لبنان في الفتنة بين أهله، هذه الفتنة التي لا تزال مستمرة بألوان مختلفة، ونحن قد شاء الله سبحانه وتعالى ان يكون قدر سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد الشهادة وقدرنا ان نتابع المسيرة، لقد كان رجل الحق والعلم والشجاعة والجهاد في لبنان من اجل المسلمين خصوصا ورفع شأنهم وشأن دينهم ومن اجل رفع شأن اللبنانيين عموما، ونحن الحمد لله نتابع المسيرة وسوف نرفض كل ما رفضه المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد من مشاريع لتعديلات الانظمة السياسية في دار الفتوى، ومنها المرسوم الاشتراعي رقم 18، والتي تستهدف العلماء ودورهم في مؤسساتهم الدينية والوقفية". ثم تطرق الى احداث طرابلس فقال: "ان ما يحدث هو جزء جديد من مسلسل طويل لاستنزاف طرابلس وأبنائها، ولقد مضى وقت طويل على استضعاف طرابلس وأبنائها وهضم حقوقها، لذلك آن الاوان ان تقوم الدولة بإنصاف هذه المدينة وإنصاف ابنائها بصفة خاصة وأبناء الشمال واللبنانيين جميعاً بصفة عامة، وقد حقّ لطرابلس ولنوابها ولرجالاتها ان ينهضوا للدفاع عنها من اجل ان يحفظوا على ابنائها امنهم وسلامهم واستقرارهم ويوفروا عليهم النزاعات والخلافات والشهداء". "أما بالنسبة للمعتقلين الاسلاميين حتى اليوم، فإنني أريد أن أقول وليسمعها مني كل مسؤول في لبنان ابتداء من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزارء وجميع النواب في لبنان وجميع المسؤولين، أقول لهم كيف تتولون أمرنا وتغفلون عنا؟ وأقول هذا للسياسيين الحاضرين والسابقين، وخصوصا المسلمين منهم، وأخص منهم السياسيين السابقين لأنه في عهدهم أعتقل هؤلاء المعتقلون السياسيون. ولقد كان من غير المقبول سابقا ومن غير المقبول حاليا من جميع السياسيين والسابقين واللاحقين ان يصرحوا مثلنا وان يستنكروا ويدينوا فهذا منهم ليس اضعف الايمان وانما هو قلة وقلة وقلة الايمان، نحن ليس بيدنا السلطة لقد سعينا دوما من اجل المتهمين بمحاكمتهم والحكم عليهم وقضاء فترة سجنهم التي قضوا حتى الان اطول منها دون محاكمة، ولقد طالبنا باطلاق سراح غير المتهمين المحتجزين بغير اتهام ولكن اصطدمت جهودنا السابقة وطوال السنوات الطوال بغياب القرار السياسي آنذاك". واعتبر المفتي ان القضاء اللبناني وهو قضاء غير عادل اذ كيف يقبل القضاء من أجل انه لا يجد مكانا لهؤلاء السجناء يسعهم، أين العدل عند القضاء اللبناني في تركهم في زنزانات السجن اللبناني؟ أن التحدث عن ايجاد قاعة كبيرة تسع هؤلاء جميعا لأن تهمتهم واحدة هي مسألة استنزاف للاسلام والمسلمين في لبنان. وتابع: "نحن لن نقبل بعد اليوم وسوف ندعو المسلمين خصوصا للاعتصام جميعا في ساحة رياض الصلح وعدم الخروج منها حتى يتم اطلاق غير المهتمين المحتجزين ظلما وعدوانا اذا كان يوجد منهم بين هؤلاء، ونحن نعتقد ان الكثيرين منهم بهذه الصفة وحتى يحاكم الباقون، هذه دعوتي ان ينتظر اللبنانيون حتى قبل بداية العطلة الصيفية للقضاء، اذا جاءت العطلة الصيفية ولم يأخذ القضاء اللبناني هذا الاجراء فإني أدعو المسملين خصوصا وكل طالب من طلاب الحق منذ اليوم، أن يعتصموا في ساحة رياض الصلح وعدم الخروج منها حتى يأخذ القضاء اللبناني أزره في هذه المسألة". وكان المفتي قباني اجرى اتصالا بالمدعي العام التمييزي سعيد ميرزا وحثه على ضرورة الاسراع بإطلاق سراح الموقوفين الاسلاميين منذ سنوات طويلة دون توجيه تهم اليهم وانهاء التحقيقات مع المتهمين ومحاكمتهم محاكمة عادلة وإغلاق هذا الملف نهائيا لرفع المعاناة عن اسر كثيرة وأمهات وأبناء هم ضحية عدم المبالاة بالانسان وحقوقه الاساسية في محاكمات عادلة وإهانة للكرامات بالاحتجاز في السجون الذي بات قهراً واستبدادا وإذلال في بلد هو نموذج للحياة الانسانية في لبنان.
|