رحمك الله حسن خالد كنت رجل المواقف الصعبة... صلبا ذو إرادة حديدية لا تخضع لتهديد او لإبتزاز او لإرهاب نظام كان وما زال يرى في نهجك وقوة إرادتك وعنوان صمودك وثبات مواقفك ورسالة استشهادك خطرا على استمراريته... لذلك قتلوك ومن نفذ الجريمة لا يهم رحمك الله حسن خالد كان همك الاول اطفاء حريق الحرب الأهلية العبثية... همك الأول اعادة لحمة وطن مزقته النزاعات الطائفية والمذهبية وكنت لا تكل ولا تمل في العمل لأجل وحدة لبنان واستقلاله... فكانت زيارتك الى البطريرك الصفير لتهنئته في حفل تنصيبه رغم التهديدات وصريخ ووعيد بعض الرعاع الجهلة... فوصلت المقطوع... وبنيت الجسور بين الشرقية والغربية... لذلك قتلوك ومن نفذ الجريمة لا يهم رحمك الله حسن خالد كنت مصراً على التواصل مع العالم العربي والإسلامي دون المرور من الأبواب الدمشقية، واخذ إذن دكتاتور حاول هو وما يزال وريثه إلى يومنا هذا وضع لبنان وقياداته وشعبه تحت وطأة جزمة نظامه... حاول الأسد أن يفهمك أن كل الطرقات مقطوعة إلا طريق جهنم، ولكن بجرأتك وعنادك أفهمته انك مفتي الأحرار وان الأوطان اكبر من ان تبلع، وان الرجال رجال والقيادات الحقيقة لا يمكن وضعها في جيوب الديكتاتورية... لذلك قتلوك ومن نفذ لا يهم رحمك الله حسن خالد كنت على رأس لقاء إسلامي شكلت مواقفه وبياناته ونشاطاته السياسي صمام أمان ومنبر حر لمعانات وطن أرادته القيادات المليشياوية والكنتونات المذهبية والطائفية ساحة تصفية لمصالح دول خارجية... مواقف اللقاء الإسلامي ومناشداته وشبكة علاقاته أثارت غيظ الأسد وحنقه في عدة مناسبات... والاهم وجه هذا اللقاء الذي يمثل استقلالية قرار اهل السنة في لبنان عن اي تبعية وما يعني ذلك من تأثير على ساحات داخلية لدولة جاره... هذا الامر وتّر الدكتاتورية في وقت كان يعمل على تحويل سنة لبنان سياسيا الى جثه هامدة لا حياة فيها على غرار اخوانهم في البلد الشقيق... لذلك قتلوك ومن نفذ لا يهم رحمك الله حسن خالد كانت بيروت بالنسبة لك الأم الحنون التي تتألم لألمها وتتوجع لوجعها... وفي اقسى الظروف خلال الحرب ورغم المخاطر والتهديدات ومحاولات الاغتيال والقذائف المعروفة المصدر... ورغم النصائح بالاعتزال او السفر الى المنفى إلا انك أبيت إلا أن تبقى وتصمد مع اهل العاصمة مرددا قوله تعالى" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"... لذلك قتلوك ومن نفذ لا يهم اغتيال واستشهاد حسن خالد كان المنعطف الذي وسع الفجوة بين اهل السنة في لبنان والنظام السوري، وكان لذلك تداعيات رأيناها ثورتا تفجرت في وجه هذا النظام بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري... رحمك الله يا شيخ الشهداء... لا زلنا نبكيك يا مفتي الأحرار ومثواك الجنة إنشاء الله
نشر في www.futuremovement.org بتاريخ 17/5/2010 |