لبنان الرسمي والديني يحيي الذكرى الـ21 لاستشهاد المفتي خالد في مسجد الأمين الكلمات أجمعت على التمسك بالعيش المشترك ورفض الاغتيال لمن يخالف الرأي الآخر متابعة خالد محمد اللحام: أحيت دار الفتوى الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير عدنان القصار، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عماد الحوت، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب محمد قباني، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير المونسنيور جوزف مرهج، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ممثل النائب العماد ميشال عون النائب حكمت ديب، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع النائب انطوان زهرة، النواب: زياد القادري، عمار حوري، نهاد المشنوق، أمين وهبي وقاسم عبد العزيز، الوزراء السابقين خالد قباني، ود. عمر مسقاوي وامين عام الجماعة الإسلامية ابراهيم المصري، مطران بيروت للسريان الارثوذوكس دانيال كورية، مفتي الشمال وجبل لبنان وحاصبيا ومرجعيون وزحلة والبقاع الدكتور نبيل عويدات، ممثل الامير طلال ارسلان وسفراء بعض الدول العربية والاسلامية ومنهم عبد الله عبد الله سفير فلسطين، وممثل السفير السعودي كمال عبدلي، والقائم بالاعمال القطري احمد الكواري، والسفير العراقي عمر البرزنجي، وممثل قائد الجيش العميد فؤاد خوري، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي العميد عبد الرحمن غلاييني، وممثلين عن مدير عام امن الدولة ومدير عام الامن العام، واعضاء من المجلس الشرعي والمجلس البلدي لمدينة بيروت وجمعية المقاصد ورئيس صندوق الزكاة عدنان الدبس ومدير عام بيت التمويل العربي فؤاد مطرجي وممثل رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا القاضي احمد درويش الكردي ومدير عام الاوقاف الشيخ محمد جويدي وعلماء وشخصيات في طليعتهم رئيس تحرير <اللواء> الزميل صلاح سلام وممثل تيار المستقبل صالح فروخ واستهل الحفل بعشر من القرآن الكريم للشيخ الدكتور محمد البيلي، ومن ثم النشيد الوطني اللبناني، فكلمة عريف الحفل مدير العلاقات العامة والاعلام في دار الفتوى الشيخ خلدون عريمط الذي تحدث عن مزايا الشهيد المفتي خالد ثم كانت كلمة نجل الشهيد المهندس سعد الدين خالد باسم مؤسسات المفتي الشهيد، فقال: ومن هنا نبدأ، في مثل هذا اليوم قبل احد وعشرين عاما اغتالت يد الحقد والاجرام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد رحمه الله، فسقط شهيدا من اجل الوطن ولبنان الحرية والكرامة والعيش المشترك، ومعه كوكبة من الشهداء من المرافقين والمواطنين الأبرار، في ذلك اليوم تمكن وحش الاغتيال السياسي والاجرام السياسي من النيل من رمز من رموز الوحدة والسيادة والاعتدال، فسقط الجسد في اتون حقدهم وبقيت الروح شامخة شموخ الارز الصامد في هذا الوطن، ومع الروح بقي كل شيء صامدا وشامخا، بدا من الكلمات المواقف والاراء، وصولا الى ابهى صور الجرأة والجهاد، وصور التشبث بالحق والدفاع عن الحق وقول الحق وتبيانه وتطهيره، ودون ان ننسى بالطبع الافعال المضيئة والانجازات كل الافعال المضيئة والانجازات واضاف: في مثل هذا اليوم من كل عام وعلى مدى كل هذه الاعوام التي مضت منذ الاغتيال، كنا نقف بينكم ومعكم لنستذكر الشيخ حسن خالد، ونستذكر عطاءات الشيخ حسن خالد وتضحيات الشيخ حسن خالد كنا نقف بينكم ومعكم لنسأل عن العدالة الغائبة في قضية الشيخ حسن خالد•• كنا نقف لنسأل عن عنوان المجرم الذي اغتال وعن عنوان المجرم الذي خطط وعنوان المجرم الذي تواطئ وتآمر ونفذ وأمر وغدر كنا نقف لنسأل عن مكان كل هؤلاء وعن هوية كل هؤلاء كنا نقف ونسأل وكان الجواب يبقى دائماً واحداً ثابتاً في وجهنا، جامداً في وجهنا، قاسياً في وجهنا ولا يتغير رغم تغير الظروف اكثر من مرة وتغير الاعوام اكثر من مرة وتغير الاوضاع والاشخاص اكثر من مرة ان الجواب معيباً دائماً، مخيفاً دائماً، ومريباً دائماً وهو الصمت فهل يعقل ان يبقى الصمت جواباً ثابتاً ووحيداً حاضراً دائماً للرد على هكذا نوع من التساؤلات؟ هل يعقل ان يبقى الصمت جواباً وحيداً وثابتاً ودائماً لا يتغير رغم تغير الاعوام وتغير الظروف وتغير الاوضاع والاشخاص؟ وقال خالد: ما من احد قادر على بناء صورة الوطن كما يشتهي ويريد بمعزل عن ارادة الآخرين وآرائهم او ان يأخذ الوطن الى حيث يشتهي ويريد بمعزل عن رأي الآخرين وارادتهم، وعلى ان هؤلاء الآخرين هم الشركاء في الوطن ولا احد غيرهم وختم: بالتأكيد علينا البقاء اوفياء للعهد لمسيرة الشهيد المفتي حسن خالد، ووجه شكره لدار الفتوى وسماحة مفتي الجمهورية على تنظيم الحفل بهذه المناسبة كلمة البطريرك لحام ثم كانت كلمة بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام القاها بالنيابة الأب الدكتور ميشال السبع الذي اعتبر ان رجل الدين هو رجل الحق والحقيقة وفي كل مرة يحجم الاخرون عن قول الحقيقة يتقدم رجل الدين للشهادة وان لم يفعل يكون كمن يبيع بضاعة لا يؤمن بها كان يمكن للمفتي الشهيد ان يذهب الى فرنسا ليعيش في بحبوحة وبذخ بحسب النصيحة، وكان يمكن ان يساير ويداهن، لكنه ابى، كانت العمامة البيضاء على راسه كفنا ناصعا طالما حمله امام مرأى الجميع شاهدا للشهادتين والثالثة فداء امته واضاف: تعز الشهادة على ارض الوطن وترخص اذا كان الاغتيال بيد عدو ظاهر، لكن ان يكون الاغتيال على ارض الوطن دون عدو ظاهر، فهذا اصعب الصعاب واكثر الوجع ايلاما، واذا اعتقد البعض ان الزمن كفيل بالنسيان فهذا صحيح اذا كان المغدور له اسباب تبيح اغتياله او ان رحيله هو كفى شره، لكن عندما يكون المغدور شهيدا، كل الاسباب تدعو لبقائه وضرورة وجوده، عندها لا يرحل هو بل يرحل الزمن ويثبت هو على جبين الامة ،وقال: نحن ندرك معنى الشهادة لقول كلمة حق، مطران حيفا غريغوريوس حجار اغتاله البريطانيون لانه كان يقول كلمة حق من اجل الحق الفلسطيني ولم يتجاوز الثلاثين من عمره، وامضى المطران ايلاريون كبوجي قسما كبيرا من عمره مضطهدا ومنفيا لانه كان وما زال اللسان الحي لقول الحق في القضية الفلسطينية، لكن ما يعزينا ان المجرمين هم الصهاينة، لكن ليتنا نستطيع ان نقول ان من اغتال مفتينا حسن خالد هو من الصهاينة لتعزينا، لكننا نعيش الشك القاتل والشك اقوى من الموت ايلاما وتابع: عرفناه صاحب بسمة لا صاحب عبسة، صديق التلاقي لا عراب تفرقة، جمع اهل بيروت وادرك ان حياة الامة والجماعة اكبر من الاغتيالات والموت، لذا عندما اغتيل الرئيس الشهيد رشيد كرامي ادرك بحسه الوطني الكبير ان البلد اذا ظل فارغا من الرئاسة السنية فلسوف يكون مشروع فتنة، كان مجروحا ومكلوما باغتيال رئيس لكنه مسؤول من بيت جماعة وتوازن وطن، فأخذ المسؤولية، كان كبيرا في وجعه، وكبيرا في تجاوز هذا الوجع، ولربما وبعد هذه السنوات ادرك من لم يدرك انذاك ان ما فعله المفتي الشهيد كان ضرورة صائبة ورأى ان الحرب في لبنان كانت حرب تفرقة بين اللبنانيين، فراح بقلبه يجمع الشتات، ما تكلم يوما بنفس طائفي الا وكانت الطائفة عروة لزر وطن، كان رحمه الله يشكل مع الراحل الكبير الشيخ مهدي شمس الدين هلالا كبيرا يزين سماء لبنان، وكم كانت الدمعة حراقة في عيني الشيخ مهدي وهو يودع مفتينا الشهيد كلمة الشيخ حسن وتحدث شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز عن المفتي الشهيد فرأى انه رجل عاش حياة عامرة بالعلم والدين، استقت في بداياتها الراشدة من مناهل اصول الشريعة وعلوم الدين الحنيف، وتدرجت من على كرسي التعليم مدارج المنطق والفكر الرصين، وتغذت في مخاطبة المؤمنين بالوعظ البليغ الهادف المرتكز على جواهر الذكر الحكيم، وتأصلت في كنه القانون الشرعي بممارسة القضاء، وتوجت بالاجماع من حوله ليكون الشخصية التي استحقت لقب مفتي الجمهورية اللبنانية وبات في منصب الافتاء رمزا لوحدة المسلمين، وصوتا وطنيا لبنانيا راسخا في عروبته وابعاده الاسلامية والانسانية على حد سواء، كثير من الاوسمة استحقها صاحب هذه الحياة الزاهرة، وحده وسام الشهادة ارتقى به الى الاعلى لقد كان المفتي الشهيد رجل وحدة الموقف الوطني الذي تمثل، ليس فقط في القمم الروحية واللقاءات الدينية، ونستذكره هنا مع سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ محمد ابو شقرا، ومع سماحة الامام المغيب الامام موسى الصدر، وكذلك مع سماحة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ولكن ايضا في الدعوة الى الحوار اساسا راسخا للوحدة الوطنية ونبذ التقاتل، وتجاوز التناقضات عبر الالتزام العقلي باصول الحوار الهادف الى تحقيق المصلحة الوطنية العليا كان رجل الوحدة الاسلامية المباركة التي تتصدرها صورته يؤم الصلاة عن روح الشهيد الشيخ حليم تقي الدين كما جعل من دار الفتوى مركزا للقاء اللبنانيين ومقرا لاطلاق الثوابت الاسلامية التي اسست لاتفاق الطائف واختتم الشيخ نعيم حسن كلمته بالتأكيد على الشراكة المستمرة مع دار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من اجل وحدة المسلمين ومع الصرح البطريرك من اجل وحدة اللبنانيين مقتطفاً من كلمات المفتي الشهيد دعوة الضمير العالمي الى مرحلة الفعل الانساني المشترك من اجل فلسطين وبيت المقدس كلمة البطريرك هزيم ثم كانت كلمة البطريرك هزيم القاها بالنيابة الوكيل البطريركي الاسقف غطاس هزيم الذي قال ان الاجتماع في ذكرى مؤلمة على رجاء ان يولد الالم القيامة التي كان يرجوها راحلنا الشهيد سماحة المفتي حسن خالد الذي استشهد من اجل حبه للبنان، لبنان الانسان، لبنان الحوار، لبنان اللقاء، لبنان العيش وقال: يا احباء، الخلق هو خلق حواري حواري بين الخالق والمخلوق من جهة، وبين المخلوق واخيه من جهة ثانية، ونحن نقول ان الانسان بخطيئته احدث جفاء بالطبيعة بين انسانية في زلل وبين الاله الواحد المنزه عن الخطيئة وهذا الجفاء الحاصل لا يمكن تجنبه الا اذا عاد المخلوق الى خالقه واصطلحت صورة الله بالله ذاته وبتوبة الانسان، واين نحن من التوبه الحقيقية الكاملة واضاف: في اللقاء يتعرف كل واحد منا على فرادة اخيه، فطريق الحقيقة هو القلب اولا ثم العقل، لان الله محبة، وبدون المحبة العقل وحده قاصر في اكتناه سر الوجود، هنا يجدر بنا ان نميز بين اي شخص وقدسيته من ناحية، وافكاره ومعتقداته من ناحية ثانية، وعلى قول غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع: "انه في الحقيقة لا اكراه في الدين"، وهنا اضيف بالحقيقة لا كره بسبب الدين والاستعداء بسبب الميول او الافكار او المعتقدات فالناس كلهم عيال الله نعم كلهم دون استثناء وبقطع النظر عن اي اعتبار اخر مهما علا وسما ولهم الكرامة ولهم الاحترام على هذه الاسس والقواعد جلس سماحته مع رجال الدين رؤساء الطوائف تحضيرا للطائف وقرروا التالي: لبنان واحد، ارض واحدة، مواطن حاصل على حقوقه، ولا هيمنة من مواطن على اخر ولا من فئة على اخرى، هذه مواقف سماحة المفتي حسن خالد رحمة الله عليه والتي كان بها يلتقي مع غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع اطال الله بعمره الذي يذكر سماحته بكل الود والاحترام لما جمعهما من قواسم مشتركة•هذا الموقف الايماني والمبدئي في العلاقة مع الاخر جعلته يقدم حياته شهادة للحق ومحبة بلبنان المفتي الشيخ قبلان بعده كانت كلمة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الذي عرض لذكرياته عن اللقاءات مع المفتي الشهيد معتبراً اياه صوت الحق والوحدة والعيش المشترك ايام الامام المغيب موسى الصدر الذي غيبته يد الفتنة فيما غيبت المفتي خالد يد الشر، وقال: تقاسمنا معاً هموم لبنان، تذكرت عندما كنا معا ونزلنا بالطائرة العسكرية في الحمام العسكري، يومها قلت للشهيد الرئيس كرامي أنصحك بألا تركب في هذه الطائرة لأنك ستموت فيها، فقلت له نحن لا نبالغ ولكن اتق شر من احسنت اليه، جمعتنا الصدف معك والوقائع والاحداث، أحببناك وكنا ندافع عن الوحدة الوطنية في لبنان والعيش المشترك، والاغتيالات في لبنان سببها صفة اهل الشر والحقد والحسد، لذلك نحن نعيش هموم الوطن والعرب والمسلمين، تمر علينا النكبة الفلسطينية وهي جرح لا يزال ينزف، والعرب والأنظمة تتطلع الى فلسطين وإسرائيل تجعلها دولة إسرائيلية وصهيونية، من هنا، من قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نسأل العرب أين انتم؟ اين النخوة والشجاعة والحرية؟ فلسطين تعيش النكبة من جديد والوجع والحزن والتشريد والقتل، نطالب العرب والأنظمة العربية وكل الأنظمة الإسلامية ان يهبوا لنصرة فلسطين وحماية القدس الشريف من غزو اسرائيل، وما يجري في العراق والذي يعيش النكبة والتفجيرات. واختتم داعياً إلى التواصل والتوافق وترك العصبية جانباً فالكل اخوة البطريرك صفير وألقى المونسنيور جوزيف مرهج كلمة البطريرك نصر الله صفير فقال: تستحضرني اليوم، ومن على هذا المنبر، في هذه المناسبة وفي قاعة الشهيد الرئيس رفيق الحريري وفي هذا المسجد الكريم وما يمثل وربما يرمز، في قلب العاصمة بيروت ام الشرائع وملتقى الحضارات وما من حضارات في العالم لولا الأديان، تستحضرني قافلة الشهداء، وفي صورة واحدة، منذ فجر الاستقلال الاول والثاني وما قبل وما بعد وحتى اليوم كلهم استشهدوا باسم لبنان ومن اجل لبنان المسيحي بكل اطيافه والمسلم بكل اطيافه، دماؤهم جميعا صبت كلها في قدر واحد في لبنان، وامتزجت كلها في قدر، لبنان، وامتزجت كلها في قدر لبنان، وتستصرخنا كلها من قدر لبنان الواحد، الا ايها اللبنانيون اتعظوا واستفيقوا وتعاضدوا وتوحدوا، انبذوا عنكم الانقسامات والتباينات والاحقاد والخصومات، عودوا الى الجذور والاصول واستشرفوا للمستقبل المشرق الواعد، فهو بمتناول ايديكم، فلا تضيعوا الوقت ولا الفرصة وانتم لهذا لفاعلون لأنكم جميعا ابناء تراب هذا الوطن المقدس لبنان وإليه سترجعون ودعا صفير في كلمته إلى الحرية الحقة، وتطهير القلوب وتحديد المفردات والمفاهيم والقيم والمصطلحات من أجل إعطاء دولة الرئيس الشاب والطموح السلاح الأمضى في وجه كل الطامعين والمتربصين شراً بلبنان وللشرق العربي الاصيل ليعود نموذجاً للعيش المشترك الواحد في التنوع كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان معلناً ثقته وأمله بأن يحمل دولة الرئيس الرسالة بجرأة وأمانة ليعود إلينا والأيادي ملأى بنعم السماء مشبهاً رحلته برحلة البطريرك الحويك الى فرساي حيث التاريخ يكتبه الرجال العظام كلمة الرئيس الحريري وألقى النائب محمّد قباني كلمة الرئيس سعد الدين الحريري عارضاً لدور المفتي الشهيد وانجازاته والمؤسسات التي أسهم في بنائها وقيامها والدور الذي لعبه في حياته، معتبراً اياه رجل المواقف الحاسمة في اللحظات التاريخية الخطيرة فقال: هو رجل المواقف الحاسمة في اللحظات التاريخية الخطيرة، ام صلاة عيد الفطر التاريخية في ملعب بيروت البلدي عام 1983 ومعه رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين ورئيس المحكمة الدرزية العليا الشيخ حليم تقي الدين، ومعهم الالاف باللباس الابيض يعلنون ثورة بيضاء تتمسك بالثوابت الوطنية ودخلت صلاة العيد هذه تاريخ المفاصل الاساسية في لبنان الحديث لأنها كانت الانطلاقة الأبرز في اسقاط اتفاق 17 ايار وتثبيت موقع لبنان الوطني وهويته العربية، مختتماً بالاشارة الى المبادئ العامة للإصلاح وهي: اولاً: المساواة بين المسلمين والمسيحيين مساواة تامة في الحقوق كما في الواجبات بعيداً عن أي تمييز طائفي ثانياً: عروبة لبنان بشكل يتجلى في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والالتزام العربي العام رحم الله المفتي الشهيد، ولتكن ذكراه مناسبة لتأكيد ما آمن به وجسّده واستشهد من أجله كلمة المفتي قباني وبعدما عُرض فيلم عن مسيرة حياة وأعمال المفتي الشهيد ولقاءات حوله اختتم الحفل بكلمة المفتي قباني الذي قال: الكلام في ذكرى الشهيد، ليس كالكلام في ذكرى الوفاة لأي فقيد، فههنا نتذكر مآثر الفقيد وأعماله، أما في ذكرى الشهيد فنتذكر الغدر والمكر والإفك والتشويه الذي قتل الشهيد، ولذلك فإن السؤال الذي يقفز إلى الأذهان في ذكرى استشهاد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد رحمه الله، هو: لماذا قتلوه أو اغتالوه؟ وهذا السؤال الصريح الواضح لا يتضمن اتهاما لأحد، فلسنا نحن بالذين نظن، ولا نحن بالذين نتهم، وإنما ذلك هو شأن القضاء لبيان الحقيقة في ذلك، أما نحن فنسأل لماذا اغتالوا مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد ؟ لنلقي الضوء على الظروف التي أحاطت بالمفتي الشهيد يوم ذاك، أو أحاطوه بها قبل اغتياله، نسأل هذا السؤال لأن الجريمة تكررت من بعد ذلك في حق غيره، وتتكرر بين وقت وآخر إلى اليوم في لبنان، فقد أصبح لبنان ساحة للثأر والانتقام من الرأي الآخر اضاف: فالمفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله، كان يناضل من أجل وحدة لبنان وشعبه، ومن أجل حرية وسيادة واستقلال لبنان وعروبته، بعيدا عن روح الطائفية البغيضة، ومن أجل عودة الدولة ومؤسساتها الدستورية في وجه الميليشيات والأحزاب المسلحة، ولكن سيناريو حروب الفتنة في لبنان آنذاك، لم يكن في هذا الاتجاه، فحورب رحمه الله على كل ذلك، فلفقوا له التهم المالية والسياسية وأشاعوها، وشهروا به في موضوعات كثيرة، كذبا وافتراء وعدوانا، ولا ننسى في هذا المجال ما كانت تلفقه وتنشره بعض الصحف اليومية في افتتاحياتها آنذاك صباح كل يوم، وكان كل ذلك ثأرا سياسيا منه ومن مواقفه الوطنية، وأخيرا كادوا له كيدا، ودبروا له أمرا وقتلوه، وقبل ذلك قبحوا سيرته، وشوّهوا سمعته وقال: لقد قلت له يوماً قبل اغتياله بشهور عدة: يا سماحة المفتي، إن بعض الصحف تقتلك كل يوم بالتشهير بك في افتتاحياتها يوميا، فلماذا لا تكلف أحداً بالرد عليها، فكان جوابه: وماذا ينفع الرد على الكاذبين المأجورين، الذين يشيعون الأكاذيب بين الناس؟ إنهم سوف يستمرون في تطاولهم لأنهم مكلفون بذلك، ونفرت من عينيه رحمه الله دمعة سالت على خديه، فمسحها بيده وقال: لا تتكلم بما شاهدت وفعلا لم أتكلم بما شاهدت منه في حياته رحمه الله، وفاء بالوعد والتزاما بالعهد، ولكن بعد استشهاده رحمه الله أصبح الأمر شهادة، وكان لا بد لي أن أدلي بشهادتي، لقول الله تعالى في القرآن الكريم: <ولا تكتموا الشهادة < ومن يكتمها فإنه آثم قلبه "والله بما تعملون عليم" وتابع: مرة أخرى، هل كان اغتياله رحمه الله، لأنه كان حريصا على وحدة لبنان؟ وشفيقا على دماء شعبه، وهدم منازله، وتدمير مؤسساته آنذاك؟ أم لأنه كان يريد الدولة واستعادة مؤسساتها بعد أن سقطت؟ هل كان اغتياله لتسعير القتل وحروب الفتنة التي دامت أكثر من خمسة عشر عاما؟ أم لتفريغ البلد من القيادات كما كانوا يقولون؟ أم لأهداف أخرى كثيرة كما قتلوا الشيخ الدكتور صبحي الصالح، والرئيس رشيد كرامي، والشيخ أحمد عساف، وبعد ذلك من جديد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكثيرا من رجالات البلاد؟ ورأى انه كُتب على لبنان خلال العقود الماضية، أن يتغنى بلحن الموت، فزف اللبنانيون على أنغامه قافلة كبيرة من رجالات البلاد، ولكم قلنا عند كل استشهاد بأننا خسرنا الوطن، حتى باتت هذه العبارة من كثرة الاغتيالات محطة للكلام، لا نلقي لمعناها بالا، نعم لقد خسرنا رجالات وقادة مخلصين، أحببناهم وأحبونا، وأحبوا الوطن وأحبهم، ولكن بأي معنى خسر الوطن؟ - إن كل رمز سقط اغتيالا على مذبح الوطن، كان رسولا للمحبة والتآخي بسقوطه خسر الوطن - إن كل رمز سقط اغتيالا على مذبح الوطن، كان باعثا للقيم الحميدة، والأخلاق الكريمة، بسقوطه خسر الوطن - إن كل رمز سقط اغتيالا على مذبح الوطن، كان حاملا لراية العلم والتقدم، بسقوطه خسر الوطن - إن كل رمز سقط اغتيالا على مذبح الوطن، كان قائدا بنضاله نحو استكمال بناء الدولة، بسقوطه خسر الوطن - إن كل رمز سقط اغتيالاً على مذبح الوطن، كان منارة للبنان، بسقوطه خسر الوطن - إن كل رمز سقط اغتيالاً على مذبح الوطن، كان بصيص الأمل للبنانيين، بسقوطه خسر الوطن أولم تدركوا بعد أيها اللبنانيون معي، لمَ سقط الشهداء في وطنكم؟ سقطوا من أجل الوحدة، وها أنتم تنقسمون على أنفسكم سقطوا من أجل الكرامة، وها أنتم تهونون على أنفسكم سقطوا من أجل قوة الوطن، وها أنتم تستنزفون أنفسكم سقطوا من أجل المحبة، وها أنتم تتكارهون أنفسكم سقطوا من أجل التسامح، وها أنتم تنتقمون من أنفسكم اضاف: أقول اليوم لكم: إن قوتكم في تدينكم لا في طائفيتكم، فلا تغرقوا غدا في الطائفية كما فعلتم بالأمس الدين والطائفية ضدان لا يجتمعان، فعودوا إلى قيم دينكم وأخلاقكم مع غيركم ومع أنفسكم• بالعودة إلى قيم الدين نتحلى بالفضيلة وبأسباب المحبة والتعاون والتآخي، وبالطائفية نوقظ أسباب الفتنة والاقتتال، والتشرذم والانقسام بالعودة إلى قيم الدين، نعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء، ونعلم أيضا أننا لم نهن، ولن نحزن، ونحن الفائزون بأهلنا ووطننا وإنسانيتنا• نعم يا أبناء هذا الوطن، ويا رجالات البلاد وقادتها، اسعوا لإلغاء الطائفية من النفوس والنصوص، ولكن أولا، وقبل كل شيء، اسعوا إلى ترسيخ الدين وقيمه وأخلاقه في النفوس والنصوص، فإن زوال قيم الدين في تعامل المواطنين مع بعضهم يعني الهلاك والدمار، ولا يظنن أحد أن إلغاء الطائفية في لبنان يعني إلغاء الدين، وكل ما له علاقة بالدين؛ والتردي الأخلاقي اليوم في مجتمعاتنا، ليس بشارة خير للوطن وقال: ليست الانتخابات، ولا المحاصصات الوظيفية هي أم الأخطار في لبنان، إن التردي الأخلاقي في المجتمع هو الخطر الأكبر الذي يتهددنا، فكم من أب وأم يتألمون، يغضون أبصارهم عن أفعال أبنائهم بحجة الادعاء أن الزمن قد تطور، وكم من رب أسرة لا يملك من المسئولية عن أسرته إلا الصفة التي يحملها• وأكّد إن التربية السليمة والأخلاق الأصيلة أيها الإخوة، هي أركان بناء الدولة القوية في كل أمة: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا والتردي الأخلاقي الذي وصلت إليه مجتمعاتنا اليوم في أكثر من مجال، ليس وليد صدفة كما يصوره البعض، بل هو مخطط محكم لضرب عناصر قوتنا ووحدتنا، لكي نكون هدفا سهلا لأعدائنا، ولقمة سائغة للطامعين فينا• ولذلك ما كانت تصفية رجالاتنا ورموزنا إلا خطوة نحو تنفيذ هذا الهدف في لعبة الأمم• ولذلك أوصيكم أيها اللبنانيون، أن تحرصوا على ألا يكون لبنان، آخر شهداء لبنانكم، مرة ثانية أوصيكم وأشدد على هذه الوصية: أن تحرصوا على ألا يكون لبنان آخر شهداء لبنانكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفي ختام المهرجان توجه رؤساء الطوائف الإسلامية المفتي قباني والشيخ قبلان والشيخ حسن والحضور من الوزراء والنواب والشخصيات إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جوار مسجد الأمين وقرأوا الفاتحة إلى روحه الطاهرة وارواح رفاقه الشهداء |