زار على رأس وفد ضريح المفتي الشهيد حسن خالد قباني: استمرار المشادات سيضيع لبنان واللبنانيين وعلى الجميع أن يوحّدوا صفوفهم لإنقاذ الوطن1. أدى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني صلاة الجمعة أمس في مسجد الإمام الاوزاعي، حيث أمَّ المصلين. وألقى إمام المسجد الشيخ هشام خليفة خطبة الجمعة التي شدد فيها على "الوحدة الوطنية والعيش المشترك"، مؤكداً على "ضرورة كشف قتلة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد والرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الذين استشهدوا في سبيل لبنان". وأمل "من المسؤولين السياسيين ورجال الدين إنقاذ لبنان مما يمر به من شدة، والتعالي على الجراح"، معتبراً أن "لا أحد يستطيع أن يختزل أحداً في لبنان، وان التحدي لا يوصل إلا إلى الخراب وان الوطنية متجذرة في أهل بيروت ولبنان". وبعد أداء الصلاة، زار المفتي قباني يرافقه رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان والمدير العام لدار الفتوى أمين السر الخاص لمفتي الجمهورية الشيخ محمد النقري وعدد من قضاة الشرع والعلماء، ضريح المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد قرب مقام الإمام الاوزاعي، حيث كان في انتظاره نجلا المفتي الشهيد سعد الدين وعمار خالد، وقرأوا الفاتحة عن روحه الطاهرة. وقال قباني: "في هذه الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى وأكرم مثواه، لا نستطيع إلا أن نقول بأن اليد التي تريد أن تخرب لبنان وتمزق لبنان هي اليد التي اغتالت الشهيد مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد رحمه الله، ثم من بعده اغتالت الدكتور الشيخ صبحي الصالح والشيخ احمد محمد عساف وكثيرا من رجالات لبنان، وكذلك هي اليد نفسها التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري واغتالت من بعده جميع رجالات لبنان حتى اليوم. لبنان الذي يعيش هذه المأساة ينبغي أن يتنبه أبناؤه ليوحّدوا صفوفهم ليس بالخطابات ولا بالمواقف وإنما بشد أزر بعضهم بعضا لأن لبنان سوف يضيع واللبنانيون سوف يضيعون إذا استمرت هذه المشادات التي تريد أن تذهب بلبنان بعيدا خارج لبنان". أضاف: "نحن هنا في لبنان نريد أن نقرر مصير لبنان، ونمد أيدينا الى جميع اللبنانيين المخلصين، ونقول بأن سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى الذي أكرم العلماء وأعز العلم والعلماء والذي قاد لبنان إلى ساحات الجهاد وساحات النضال وقال كلمة الحق، نحن بإذن الله تعالى سائرون على الخطى نفسها سواء مع أبنائه وسائر أسرته، وأيضا مع جميع أحفاده وأطفاله ومع إخواننا العلماء كل يوم". وأكد "أن طريقة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد هي طريقتنا لأنه هو شهيد لبنان وهو شهيد دار الفتوى وهو شهيد مسيرة المسلمين في لبنان ومسيرة اللبنانيين جميعا. نسأل الله تعالى في هذه الساعة وفي هذه الساحة أن يجعل سماحة مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى بين الأبرار والشهداء في جنات صدقٍ عند مليك مقتدر، ونسأله عز وجل أن يرحم سائر الشهداء وأن يوفقنا ويوفق سائر العلماء وسائر اللبنانيين إلى ما يحبه الله ويرضاه، كما نسأله عز وجل أن يجعل للبنان وللبنانيين من أمرهم فرجا ومن همهم مخرجا وأن يوحد صفوفهم من أجل إنقاذ لبنان على مسيرته الوطنية الجديدة المتجددة، التي نأمل من اللبنانيين جميعا أن يسيروا في طريقها لأنها هي الطريق التي تخلص لبنان وتنقذ لبنان مما جاهد من أجله مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد رحمه الله. غفر الله له ولنا ولكم ولسائر علمائنا المدفونين هنا في مدافن العلماء ومدافن الشهداء وإلى روحه الطاهرة وإلى أرواح سائر أموات المسلمين". |