مصرع مفتي لبنان في انفجار سيارة الانفجار يهز بيروت الغربية ويقتل 12 شخصا خرق "الهدنة البرية" ورشقات بالأسلحة والقذائف على الجبهات بيروت – وكالات الأنباء: قالت مصادر أمنية وشهود عيان ان الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية لقي مصرعه في انفجار سيارة ملغومة في بيروت الغربية أمس الثلاثاء. وقد هز انفجار ضخم بيروت الغربية أمس وتصاعد دخان كثيف أسود من منطقة مزدحمة بالسكان. وقالت محطات إذاعة محلية أن سيارة ملغومة انفجرت في منطقة (عائشة بكار) التي يتجمع فيها عشرات من باعة الخضروات والفواكه. وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث. وأفاد صحافي من وكالة (فرانس برس) أن الانفجار أدى إلى مقتل أثني عشر شخصاً على الأقل. ولاحظ أحد صحافيي الوكالة الفرنسية ان عشرة أشخاص قتلوا على الأقل بانفجار سيارة ملغومة في حي عائشة بكار في بيروت الغربية في نحو الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (10.00 جمت). وأدى الانفجار إلى إصابة مبنى من ثلاث طبقات في مقابل الجامع في هذا الحي حيث يسكن رئيس الحكومة سليم الحص. وسحب رجال الإنقاذ عشر جثث في الأقل من بين الأنقاض وفق ما لاحظ صحافي وكالة فرانس برس. وهرعت إلى المكان عشرون سيارة إسعاف جميعها تطلق صفارات الإنذار لفتح الطريق أمامها لنقل الضحايا نحو المستشفيات. وذكرت الشرطة أن الهدنة البرية القائمة في لبنان منذ الخميس الماضي خُرقت صباح أمس لليوم الثاني وسجلت رشقات معزولة بالأسلحة الآلية وبعض قذائف المدفعية على الجبهات. وهذا هو الخرق الثاني في غضون 24 ساعة لوقف النار (البري) الذي أعلنه مبعوث الجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي لتمهيد الطريق أمام إنهاء المواجهات الدامية بين الأطراف المتنازعة. وأوضحت الشرطة أن 45 قذيفة أطلقت من مناطق في بيروت الغربية وشمال لبنان سقطت صباح أمس كالعادة كل صباح في البحر قبالة مرفأي جونيه وعمشيت عند ساحل المنطقة الشرقية شمال لبنان. أضاف المصدر نفسه أن اشتباكات محدودة مصحوبة بنحو عشر قذائف دارت ليل الاثنين وأمس الثلاثاء على جبهة سوق الغرب – 10 كلم جنوب شرق بيروت – إضافة إلى خط التماس الذي يقسم العاصمة وضواحيها الجنوبية والشرقية. لكن هذه الانتهاكات المحدودة لم تحل دون استئناف الحياة الطبيعية في بيروت ومحيطها. وسجل ازدحام في حركة السير. وعاد النشاط إلى المصارف والمكاتب والوزارات التي كانت شبه مشلولة منذ 14 آذار بسبب القصف العنيف الذي طاول الأحياء السكنية. وتعرض ساحل كسروان والمتن وجبيل في المناطق الشرقية بعد فجر أمس لقصف مدفعي أفادت المعلومات أن القصد منه تحذير البواخر من الاقتراب من المرافئ المنتشرة على هذا الساحل. كما سقطت عدة قذائف في أسواق بيروت التجارية القديمة. وقد تجرأت بعض المؤسسات والمتاجر على فتح أبوابها لمدة قصيرة في حين لا تزال المدارس مقفلة والكهرباء مقطوعة إلا لمدة ساعتين والمياه توزع بالقطارة. واستمرت العائلات القادرة على مغادرة بيروت بشطريها إلى الأماكن الآمنة نسبياً. وعلى الصعيد السياسي غادر الكويت قبل ظهر أمس السيد الأخضر الإبراهيمي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية متوجهاً إلى دمشق بعد زيارة أجرى خلالها هو وزملاؤه في وفد الجامعة العربية المنبثقة عن اللجنة السداسية العربية للاتصال والمساعي الحميدة الخاصة بلبنان محادثات مع الشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية الكويتي ورئيس اللجنة حول النتائج التي تم التوصل إليها في بيروت مع الزعماء اللبنانيين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بين الفرقاء هناك. ويستأنف السيد الإبراهيمي اتصالاته ومشاوراته في كل من دمشق وبيروت مع الأطراف المعنية بالأزمة اللبنانية تمهيدا لنشر فريق المراقبين العرب وتحقيق الهدوء والوفاق الدائم في لبنان. ومن المقرر أن يغادر عضوا الوفد وهما السيد أحمد الجاسم سفير الكويت في دمشق وممثل رئيس اللجنة السداسية العربية والعميد علي المؤمن قائد فريق المراقبين العرب إلى دمشق في وقت لاحق. |