سيارة مفخخة تنفجر في محلة عائشة بكار مستهدفة موكب المفتي خالد لبنان فقد مفتيه «القيادي التوحيدي» بيروت – 16 أيار (مايو) 1989 – الكون
فقد لبنان اليوم ركناً من أركانه الروحية وعلماً من أعلامه الوطنية هو مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد. وقد امتدت إليه يد الغدر والإجرام فاغتالته بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في عائشة بكار. وباغتيال المفتي خالد، تخسر البلاد أحد أبرز رموز الاعتدال ودعاة الوحدة والوفاق والعيش المشترك. الجريمة وقعت الأولى بعد الظهر لدى مغادرة المفتي دار الإفتاء في طريقه إلى منزله في محلة الرملة البيضاء، إذ انفجرت سيارة مفخخة بأكثر من 100 كيلوغرام من الـ«تي. ان. تي» لحظة مرور الموكب، أمام بناية كنيعو في شارع الراشدين فقتل المفتي واثنان من مرافقيه، كذلك سقط 7 آخرون وأصيب 76 بجروح مختلفة. وسيشيع المفتي اليوم في مأتم وطني في جامع الإمام علي في الطريق الجديدة ثم يوارى الثرى في مقام الإمام عبد الرحمن الأوزاعي. وأثارت هذه الجريمة موجة استنكار عارمة في كل الأوساط الرسمية والسياسية والروحية. وأعلنت دار الإفتاء الإضراب العام والحداد لمدة 3 أيام ونعت إلى اللبنانيين والعرب والمسلمين في العالم «المفتي خالد» الذي استشهد في عملية إجرامية نكراء ارتكبتها أيد أثيمة. ودعت «المسلمين واللبنانيين إلى التحلي بالصبر وضبط النفس والارتقاء إلى مستوى الخطب الجلل». ونعت حكومة الرئيس سليم الحص الراحل الكبير الذي «كان داعية للوفاق والمحبة والوحدة الوطنية، نابذا العنف والكراهية ورسول محبة وسلام». ودعت إلى «ادارك أبعاد المؤامرة وغاياتها وفهمها على حقيقتها وإنقاذ لبنان منها». كذلك نعى المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الفقيد الكبير، واتهم نائب رئيسه الشيخ محمد مهدي شمس الدين «القوى المتصهينة التي رهنت نفسها للشيطان ولأعداء لبنان وأعداء المسلمين وأعداء العرب بارتكاب الجريمة»، ورأى أن «نكبة عظمى حلت بالمسلمين نتيجة اغتيال المفتي خالد وأن الفاجعة الأليمة ينبغي أن تجمعنا على أن نحرص أكثر من أي وقت مضى على وحدة الكلمة والرأي». وقال البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير أن فقدان المفتي «خسارة وطنية كبرى» وأن لبنان خسر فيه «رمزاً كبيراً من رموزه وقائداً جريئاً يتطلع دائماً إلى ما فيه عزة لأبنائه وكرامتهم». وتمنى «أن يكون استشهاده فداء لبنان الموحد الحر المستقل وفاتحة تحرير وسلام». وأثار اغتيال المفتي خالد أيضاً استنكاراً وإدانة من الملوك والرؤساء العرب وبعض المرجعيات الدينية والعربية.
|