الإبراهيمي يزور بكركي معزياً باستشهاد المفتي حسن خالد مشروع مقايضة سياسية: حل للازمة مقابل إقالة "الجنرال" مأزق القمة من يهزم من في لبنان؟ الإبراهيمي لعون: سأنصفك في تقريري «كونوا على ثقة – سيادة الجنرال – بأنني سأنصفكم في التقرير الذي سأرفعه إلى اللجنة العربية السداسية». بهذه العبارة ودع الأمين المساعد لجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي يوم الخميس الماضي، العماد ميشال عون خلال اجتماعهما للمرة الأولى خارج قصر بعبدا. وقال رئيس الوفد العربي إلى لبنان بلهجة لا تخلو من التأثر: عندما جئنا إلى بيروت للمرة الأولى كنا خائفين منكم.. وكنا نتوقع أن تعرقلوا مهمتنا، إلا أننا وجدنا الصورة مغايرة. فقد قدمتم لنا كل التسهيلات التي كنا نطمح إليها. ووجدنا العرقلة في الموقع الآخر. وسأروي في تقريري كل الحقائق والوقائع، وسأقول الحقيقة كاملة غير منقوصة، وإلا فإن تبكيت الضمير سيلاحقني دائماً، ومهمتي أن أنقل إلى جامعة الدول العربية كل الحقيقة، لا نصفها ولا ربعها... وصافح الأخضر الإبراهيمي الجنرال مودعا ومضى إلى بكركي.. لتعزية البطريرك صفير، باغتيال "شهيد الجمهورية" سماحة المفتي الشيخ حسن خالد... وكان الموفد العربي مأخوذا جدا، ببادرة البطريرك إلى فتح تعاز في الصرح البطريركي الماروني، بالزعيم الروحي للمسلمين في لبنان. ومن بكركي.. إلى «دار الفتوى» للتعزية، ومنها إلى لقاء الرئيس الدكتور سليم الحص والرئيس السيد حسين الحسيني. والمعلومات التي تسربت عن التقرير الذي وضعه الأخضر الإبراهيمي، تشير إلى أن القرارات التي صدرت عن المجلس الوزاري العربي، تعذر تنفيذها دفعة واحدة، وبشكل مترابط كما جاء في بندها الأول، بسبب الظروف والمواقف السياسية التي تتحكم بتوجهات بعض افرقاء النزاع، وأن الوفد العربي، توصل خلال محادثاته المتتابعة في دمشق وبيروت إلى واقع لا يمكن تجاوزه، فأما تجزئة التنفيذ كما تصر سوريا ويقول بذلك حلفاؤها على الساحة اللبنانية، أو العودة إلى تونس من دون أي وقف النار. ويعدد التقرير الوقائع التي ارتسمت أمام الوفد العربي، وفي مقدمتها تمسك سوريا وحلفائها، بربط فك الحصار المضروب على المنطقة الشرقية، ووقف إطلاق النار بالحل السياسي الشامل، وإلغاء القرار الذي اتخذه العماد عون، بإحياء غرفة العمليات البحرية والجوية، وان الوفد وجد نفسه مضطرا إلى اعتماد الحلول المجزأة، وانه خاض غمار محادثات شاقة لإقناع افرقاء الصراع باعتماد وقف للنار بري، والتسليم باستمرار إطلاق النار على البحر، لأن معارضي الجنرال، يقولون أنهم يملكون معلومات، عن إرسال أسلحة من العراق إلى الجنرال، وأن الأخير يريد هدنة تتيح له فرصة تسلم الأسلحة المرسلة إليه. ويقول الأخضر الإبراهيمي في تقريره، ان أصعب جولات العنف، وأشد مرحلة من إطلاق النار، وأكثر فصول المواجهة ضحايا ودمارا، كانت بين زيارة الوفد العربي للبنان قبل عيد الفطر المبارك، وعودته إلى بيروت ثانية، لإخماد القتال الذي التهم العاصمة اللبنانية بشطريها، خلال عطلة العيد. وتحدث التقرير عن التجاوب الذي أبداه العماد عون، مع الوفد العربي بالموافقة – على مضض – على طلبه تجزئة تنفيذ القرارات العربية، والقبول بوقف للنار في البر، مع استمراره في البحر، وتجميد قرار إحياء غرفة العمليات البحرية والجوية... وهذه من الأمور، التي حالت دون توفير المناخات الهادئة لإرسال المراقبين العرب إلى بيروت. |