موفد سعودي عزى الحص وعائلة الفقيد وبرقيات من أمير الكويت وقيادات عربية استمر أمس تقبل التعازي في دار الفتوى باغتيال مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد، فتدفقت الشخصيات السياسية والقيادية والدبلوماسية والشعبية، ووردت برقيات التعزية من مختلف الرؤساء والقيادات العربية والإقليمية. فقد وصل إلى بيروت قبل ظهر أمس سفير المملكة العربية السعودية في سوريا الشيخ أحمد الكحيمي لتقديم التعازي باسم الملك فهد بن عبد العزيز باغتيال المفتي خالد، وقد زار الموفد السعودي كلا من دار الفتوى والرئيس الدكتور سليم الحص ومنزل المفتي الشهيد. ولدى وصوله إلى بيروت زار دار الفتوى عن الثانية عشرة إلا ربعاً على رأس وفد من السفارة السعودية في دمشق، واستقبله في بهو الدار القائم بمقام مفتي الجمهورية أمين الفتوى الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني والرؤساء أمين الحافظ، رشيد الصلح، وشفيق الوزان ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية السيد تمام سلام وأعضاء مجلس أمناء الجمعية النائب الدكتور جميل كبي والسيد محمد المشنوق والسيد سليم دياب وعضو مجلس إدارة الشرق الأوسط السيد خالد سلام وأبناء المفتي السادة: سعد الدين، عمار، محمد، هاني، هشام ومازن خالد، وعدد من كبار رجال الدين. وبعد تقديم التعازي صرح السفير الكحيمي بالقول: لقد أمرني مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد الله أطال الله بقاءه، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، بأن أقوم بتعزية عائلة الفقيد وأولاده وأعضاء اللقاء الاسلامي وهذه هي بالحقيقة مصيبة للجميع، وقد تأثر جلالته أبلغ التأثر بهذه الفاجعة الكبيرة، ونسأل الله الكريم أن يتغمد الفقيد الكبير، وهو فقيد الجميع بواسع رحمته، واسكنه فسيح جنانه، وانا لله وانا إليه راجعون. وسئل الكحيمي: هل ستقومون بزيارات إلى القيادات اللبنانية؟ فأجاب: أنا مكلف فقط بتقديم التعزية وليس لي أي مهمة ثانية. وسئل: ما هو تعليقك على الأوضاع الجارية حالياً على الساحة اللبنانية؟ فأجاب: في الحقيقة أنا الآن أقوم بالتعزية فقط. ثم انتقل الموفد السعودي إلى منزل المفتي خالد في الاونيسكو، وقدم التعازي إلى حرم المفتي خالد وأفراد الأسرة. وعند الأولى والنصف بعد الظهر انتقل السفير الكحيمي إلى منزل الرئيس الحص الذي استقبله في حضور المحامي محمود حطب والمدير العام لدار الفتوى الدكتور حسين القوتلي، وقال الموفد السعودي بعد اللقاء: الحقيقة، جئت فقط للتعزية باسم جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين وباسم سمو ولي العهد الأمير عبد الله، وباسم سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسمو الأمير سعود وزير الخارجية، وليس أي مهمة فعلية. استمرار الحداد إلى ذلك، استمر الحداد الرسمي في البلاد لليوم الرابع على التوالي. كما استمر توافد المعزين إلى دار الفتوى للتعزية بالمفتي خالد من محبيه وأصدقائه ومعارفه. وتلقت الدار أمس سيلاً من برقيات التعزية من عدد كبير من الملوك والرؤساء في الدول العربية والإسلامية، ومن شخصيات عربية وعالمية. كذلك تلقى الرئيس الحص برقيات تعزية بالمفتي خالد من العاهل السعودي الملك فهد، ومن أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهد الكويت رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، ومن رئيس وزراء دولة البحرين الشيخ خليفة بن سلطان آل خليفة، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية الشريف زين بن شاكر، ووزير الحج والأوقاف في المملكة العربية السعودية ورئيس المؤتمر الرابع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية عبد الوهاب بن احمد عبد الواسع، ومن وزير التربية والتعليم البحريني الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، ومن وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية في الأردن الدكتور عبد العزيز الخياط، ومن رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية والأوقاف السوداني عبد الرحمن عبد الله نقد الله، ومن المفتي العام للجمهورية العربية اليمنية احمد زبارة، ومن مدير مؤسسة الثقافة والفنون والمجمع الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة محمد أحمد السويدي ومن الواعظ في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ مالك الشعار، ومن محكمة أبو ظبي الشرعية الشيخ محمود الجيشي ومن عميد المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد في دمشق محمود كفتارو. وزار دار الفتوى أمس لتقديم واجب التعزية الملحق الثقافي في المستشارية الإيرانية الشيخ محمد سعيد النعماني. وتلقت دار الفتوى برقية تعزية من «جبهة التحرير الفلسطينية – قيادة لبنان»، هنا نصها: الأخوة في دار الفتوى الإسلامية المحترمين، أبناء وأصدقاء الفقيد الشهيد المغفور له سماحة الشيخ حسن خالد رحمه الله. يحزننا أن يفقد لبنان أحد أبرز موحديه في هذه الظروف العصيبة والمؤلمة التي يمر بها لبنان. لقد عرفنا الفقيد الشهيد رجل دين وسياسة وعلم. عرفناه محبا للوطن وإنسانا في القضايا الإنسانية والوطنية على المستويين العربي واللبناني، وتعرفنا عليه بقضية العرب أجمعين، قضية فلسطين محبا لشعبها ومخلصا لها كقضية عربية مقدسة. لقد آلمنا الحادث المفجع كما بكم المصاب أعظم وقضية الوطن أكبر لتسدد الخطى من بعده في الطريق الذي ناضل من أجله، واستشهد من أجله. إننا في قيادة لبنان – جبهة التحرير الفلسطينية نرفع باسم مقاتلينا وجماهيرنا العزاء كل العزاء بالفقيد الكبير سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد رحمه الله وجعل الله من قلوب ذويه والمؤمنين جميعاً سكينة تخمد الجرح الذي أحدثه غياب الفقيد. ولكم من بعده طول البقاء. قنصل السنغال يشيد بالشهيد وأدلى قنصل السنغال العام في لبنان السيد أنطوان عقيقي بالتصريح الآتي: إن فاجعة لبنان باغتيال الشهيد الكبير سماحة مفتي الجمهورية، لا يمكن وصفها بكلمات أو تحديدها بعبارات، ولا تعزية للبنانيين بخسارتهم هذا القائد الروحي الوطني. إلا بالاعتصام بخطه الوطني خط الاعتدال والعقل والتعقل، خط لبنان العيش المشترك، والوطن الواحد الموحد. انني بصفتي قنصلا عاما لدولة السنغال في لبنان هذه الدولة التي عرفت مفتي الجمهورية، وكان لها شرف استقباله وتكريمه واستضافته، أتقدم بالتعزية الصادقة من سماحة المفتي بالنيابة ومن أنجاله الكرام، سائلا الله ان يتغمد الشهيد الكبير في فسيح جناته، وان يعوض لبنان خسارته، بعودة الوفاق والسلام إليه، على خطى الراحل الكبير الذي نأمل أن يكتب اللبنانيون بمداد من دمه، ميثاقا جديدا لوحدة وطنهم ومصيرهم الواحد.
|