مصرع الشيخ حسن خالد في حادث انفجار سيارة ملغومة 21 قتيلاً و80 جريحاً طبقاً للتقديرات الأولية • الرئيس السوري: عمل إجرامي شنيع ضد رجل فاضل • عون: الإرهاب وراء الجريمة البشعة وكالات الأنباء "بيروت – عواصم عربية وعالمية": أثارت جريمة اغتيال سماحة الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية ردود فعل واسعة واستنكاراً عربياً وعالمياً. وكان الشيخ حسن خالد قد لقى مصرعه أمس اثر انفجار سيارة ملغومة أثناء مرور موكبه في أحد شوارع منطقة عائشة بكار في القطاع الغربي من بيروت. وذكرت مصادر الشرطة اللبنانية أن سيارة مفخخة بخمسين كلجم من مادة (ت.ن.ت) شديدة الانفجار، قد انفجرت في الواحدة ظهراً أمس على مقربة من أحد المساجد الذي يقع على بعد أمتار من منزل رئيس الحكومة اللبنانية بالوكالة د. سليم الحص. وذكر شهود عيان أن بعض نوافذ منزل د. سليم الحص قد تهشمت من جراء الانفجار المروع وتشير التقديرات الأولية إلى مصرع 15 شخصاُ من بينهم أعضاء قوة الأمن المواكبة لسماحة مفتي لبنان وسائقه وحارسه الشخصي. وكان مفتي لبنان الراحل قد توجه إلى منطقة عائشة بكار لتقديم العزاء لأسرة صحفي لبنان قتل أثناء القصف الذي تعرضت له بيروت الغربية قبل يومين ولدى مغادرته المنطقة انفجرت السيارة الملغومة ولقى الشيخ حسن خالد مصرعه على الفور. وأعلنت محطات الإذاعة الإسلامية والمسيحية الحداد على مصرع الشيخ خالد الذي وصفته بأنه جريمة شنعاء. وكان الشيخ خالد قد نجا من محاولة اغتيال في عام 1985 عندما انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من موكبه في بيروت الغربية. صباح الأحمد يستنكر وفي رد فعل فوري على الجريمة النكراء استنكر الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي ورئيس اللجنة السداسية العربية المكلفة بإيجاد حل للأزمة اللبنانية اغتيال الشيخ حسن خالد مفتي لبنان. وقال الشيخ صباح الأحمد أنه لا يمكن أن تقدم يد لبنانية أصيلة على اقتراف مثل هذه الجريمة النكراء في الوقت الذي تسعى فيه الجهود العربية لإيقاف نزيف الدم والدمار مؤكدا ان هدف النجاة من وراء هذه الجريمة هو إبقاء لبنان ممزقا ومدمرا ومحاربة كل جهد يحاول ان يعيد للبنان دوره المعهود في البناء الحضاري. وأعرب الشيخ صباح الأحمد عن أمله في أن ينتبه اللبنانيون إلى هذا اللون المستجد من الجرائم التي تستهدف رجال الدين وحملة رسالته السمحة بقصد تكريس الفتنة وتعميق العداء بين الشعب الواحد. وفي دمشق أعرب الرئيس حافظ الأسد عن أحر التعازي القلبية في وفاة المغفور له الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية. ووصف العمل الذي أودى بحياة الشيخ حسن بأنه إجرامي شنيع ضد رجل فاضل نذر حياته لخدمة دينه وأمته ووطنه. وأدان الرئيس الأسد في برقية عزاء وجهها لابن الفقيد سعد الدين خالد أدان هذه الجريمة النكراء التي استهدفت زعيما وصفه بأنه تحلى على الدوام بالرأي الراجح والفكر النير. ووصف مدبري هذه الجريمة البشعة بأنهم استهدفوا في شخص الشيخ حسن خالد التوجه الوطني وأرادوا باغتياله ان يغتالوا المسعى المخلص لحل يقوم على الوفاق الوطني اللبناني. وفي بيروت استنكر رئيس الحكومة اللبنانية بالوكالة الدكتور سليم الحص الجريمة النكراء التي أودت بحياة الفقيد الراحل الشيخ حسن خالد والمواطنين الأبرياء. وأصدر الدكتور الحص بيانا أمس باسم الحكومة أدان فيه هذا العمل الإجرامي. ومن جهة أخرى شجب العماد ميشال عون رئيس الحكومة العسكرية جريمة الاغتيال وقال أن الإرهاب وراء هذه الجريمة الشنيعة. وأعرب اللقاء الاسلامي اللبناني خلال اجتماع عقده مساء أمس وحضره رئيس الوزراء اللبناني الدكتور سليم الحص وأعضاء اللقاء وعدد من الشخصيات الإسلامية عن استنكاره لعملية الاغتيال التي راح ضحيتها مفتي لبنان الشيخ حسن خالد وعدد من المواطنين اللبنانيين. وقد أصدرت دار الفتوى الإسلامية بيانا نعت فيه الشيخ حسن خالد ومرافقيه. وقال البيان ان جثمان الفقيد سيوارى الثرى ظهر اليوم الأربعاء. وأعلن الدكتور سليم الحص أمس الحداد الرسمي لمدة أسبوع بعد مصرع الشيخ حسن خالد. ومن جهة أخرى أصدر كبار الزعماء السياسيين والروحيين السنة الذين اجتمعوا في دار الفتوى مقر المفتي بيانا دعوا فيه إلى إضراب شامل لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على حادث الاغتيال. وستنكس الأعلام طوال فترة الحداد الرسمي. وطلب الحص من الإذاعات ومحطات التليفزيون تكييف برامجها مع "هذه الظروف الأليمة". وقرر الحص إجراء تشييع رسمي للشيخ حسن خالد. وفي الأمم المتحدة استنكر خافير بيريز دي كويلار سكرتير عام الأمم المتحدة اغتيال مفتي لبنان الشيخ حسن خالد. وقد جاء الاستنكار للحادث الذي راح ضحيته أبرياء آخرون في بيان صدر بالأمم المتحدة عن دي كويلار. وفي واشنطن نددت الولايات المتحدة أمس باغتيال الشيخ حسن خالد مفتي لبنان. ووصف ريتشارد بوتشر – المتحدث الصحفي باسم وزارة الخارجية – الشيخ حسن خالد بأنه كرس حياته لإنقاذ لبنان من الانقسام الذي يدمرها وصوتا قوياً يدعو للمصالحة والاعتدال". وأعرب عن اعتقاده بأن مدبري الحادث الذي وصفه بأنه عمل إرهابي يهدفون إلى نشر الفوضى وزرع الانقسام وتخريب الجهود التي تبذل لإعادة الاستقرار إلى لبنان. كما قدم المتحدث مواساة الحكومة الأمريكية للشعب اللبناني وأسرة الفقيد واسر الضحايا الآخرين الذين قتلوا في الحادث وحث كل الأطراف المعنية في لبنان على بذل أقصى جهد ممكن لتهدئة الوضع المتوتر في لبنان وتأييد المساعي التي تبذلها جامعة الدول العربية في هذا الشأن والالتزام بوقف إطلاق النار. ومن ناحية أخرى أصدرت بعثة جامعة الدول العربية في واشنطن بيانا نعت فيه الشيخ حسن خالد. وقال الدكتور كلوفيس مقصود – رئيس الوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة ورئيس بعثتها في الولايات المتحدة – ان الشيخ حسن خالد كان علما من أعلام الحكمة والوفاق والدعوة إلى الوئام وضرورة السمو فوق النزاعات الفردية والطائفية. ووصف البيان مصرع الشيخ حسن خالد بأنه "خسارة فادحة للبنان وأبنائه وللوطن العربي والعالم الاسلامي". |