وصف أحد السياسيين الموارنة المفتي الشيخ حسن خالد بأنه "إمام اللبنانيين" جميعاً. ولأول مرة تستخدم هذه العبارة بحق قيادة دينية مسلمة منذ عهد الإمام الأوزاعي الذي ناضل من أجل وحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين. وكان لقب "بطريرك لبنان والعرب" قد استخدم من قبل المسلمين بحق البطريرك المعوشي عام 1958. أما الآن فقد استخدم لقب "إمام اللبنانيين" من جانب المسيحيين بحق مرجع ديني مسلم. ولم تكن مجرد "مصادفة" أن يدفن "إمام اللبنانيين" الشيخ حسن خالد في مدافن الإمام الأوزاعي بل كانت التفاتة مدروسة وموفقة. وكان البعض قد اقترح ان تجري مراسم الصلاة على "الإمام" الشيخ حسن خالد في المسجد العمري الكبير في قلب العاصمة لكي تتحول مناسبة استشهاده إلى "خطوة" نحو إعادة توحيد البلاد، لأن "إحياء" الجامع الكبير إحياء لقلب العاصمة، بعد أن فشلت محاولة إعادة المجلس النيابي إلى المبنى القديم في ساحة النجمة، ولم يكن باستطاعة أية قوة في الشرقية أو الغربية أن تمنع الصلاة على مفتي الجمهورية في قلب العاصمة. لو تقررت... ولقد عوّض تجاوب اللبنانيين في الشرقية في الاشتراك بالحداد العام على الفقيد، هذه الخطوة الوحدوية التي لم تتم، بخطوة وحدوية أخرى، أكدت أن تعلق اللبنانيين بالوحدة أرسخ من الجبال.