الجالية اللبنانية في سان باولو والبرازيل راعها خبر استشهاد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية المغفور له الشيخ حسن خالد والد اللبنانيين جميعاً. وهي التي كانت قد عرفته في مناسبات عديدة زارها في مدينة سان باولو، وتحققت في شخصه النبالة والشيم والأصالة العربية، وسمعت منه الكلمة الصادقة كلمة الحق والتي تنسمت في وجوده وسائر المراكز الدينية أملاً لخلاص لبنان، وطن الأديان السماوية السمحاء. إذ تستهجن هذه الجريمة البشعة النكراء التي امتدت، يداً لتنال شخص المغفور له، وتخريبا لتطال ما يفكر وما يعمل له من مبدأ سياسي وفكر وطني أصيل. هذه اليد الأثيمة التي صرعت سماحته وصحبه امتدت لتطعن لبنان بكافة أبنائه وطوائفه وامتدت أيضا لضرب مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة اللبنانية. وقد استعمل المغفور له وصحبه رسالة تصل إلى مسامع العرب. وأية رسالة؟ وأي جريمة؟ لقد دفع سماحته بدمه فداء لمواقفه اللبنانية الشجاعة، فكان ضحية جديدة تقدم على مذبحك يا لبنان. بالأمس كان المغفور له الوزير كمال جنبلاط والرئيس القائد بشير الجميل والرئيس المرحوم رشيد كرامة والشيخ صبي الصالح وسواهم ونحن اليوم وغدا نقدم الضحية تلو الأخرى فلا من سميع ولا من رقيب وشر البلية أننا نعرف الجاني ونطالب المجني عليه ونحمله المسؤولية واعرباه "يا لسخرية القدر أما آن لهذا الليل ان ينتهي؟ أما آن لشمس الحقيقة ان تسطع؟ كفى دجالا وتجديلا، صراخنا إليكم والى العالم لمساعدتنا آما نستحق منكم تحركا صريحا وواضحا لخلاص لبنان؟ بالأمس واليوم نتلقى الطعنات من كل الجهات مئات الألوف من القنابل تنهال علينا حسبها لو وجهت إلى اسرائل لكانت قد أفنتها ولكنها وجهت إلى أرضك يا وطن الأرز والى أبنائك من مسلمين ومسيحيين، غيرة وحسدا وحتى أنت تنازع يحسدون وجودك وعنفوان شعبك العظيم. إخواننا العرب ان الجالية اللبنانية في البرازيل والتي تمثل ملايين المتحدرين من أصل لبناني في العالم تتوجه إليكم تناشدكم بحق كل ما نؤمن به ان ترفعوا سيف الشؤم المسلط على شعبنا وتعيدوا لبنان لكم ولنا ملاذا للحرية، للديمقراطية، للوجود الحر الشريف كما كان ابدا وسيبقى إلى الأزل. نطالبكم باحترام المادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية عبر وضع حد للزيف والتزييف، في استغلال الدفاع عن مصالح القومية العربية. أبحق المقاومة الفلسطينية نحافظ على التوازن الاستراتيجي مع العدو الإسرائيلي؟ أباحتلال لبنان وتقسيمه أرضا وشعبا ومؤسسات نحافظ على هويته العربية وقوميته ونستعيد المغتصب؟ أي قومية ندعى؟ وأي قضية ندافع؟ نطالبكم اليوم مسلمين ومسيحيين "وليسكت الدجالين" ان تعيدوا إلى لبناننا الحق كي يكون بينكم شقيقا فعالا أصيلا رائدا كما كان عبر شرعيته الواحدة لكل أبنائه تحافظ على الكيان الذي نؤمن وبه تعترفون، ليكن لدينا الجرأة الكافية لإسقاط الأقنعة ولقول الحقيقة وهي ليست خافية على أحد، نطالبكم بخروج كل الجيوش والقوى الأجنبية من لبنان وإعادة بسط الشرعية اللبنانية على كامل التراب اللبناني وبمبادرة عربية تعبر عن أصالة وشهامة العروبة التي بها نعتز. ان الجالية اللبنانية في البرازيل والتي تمثل زهاء ثمانية ملايين لبنان ومتحدر من أصل لبناني تتقدم من الشعب اللبناني البطل في الوطن الأم ومن مسؤوليه ودار الفتوى وأعضاء اللقاء الإسلامي ومن أهل الفقيد والضحايا بأحر التعازي راجية من الله عز وجل أن يكون المغفور له الشهيد وصحبه خاتمة قافلة الشهداء. وان يتغمده تعالى بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. انا لله وانا إليه راجعون
سان باولو في 16/5/1989 رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات والأندية اللبنانية البرازيلية (130 ناد وجمعية) جورج أنطوان. رئيس اتحاد مؤسسات الجمعيات الخيرية الإسلامية في البرازيل (36 جمعية ومؤسسة خيرية) حسين م. الزغبي. |