الصوت التوحيدي لن يسكت عن الظلم والصهينة - الأخ كمال شاتيلا
سألت وكالة الأنباء القطرية رئيس المؤتمر الشعبي للقوى الإسلامية والوطنية اللبنانية الأخ كمال شاتيلا عن أسباب استهداف سماحة المفتي الشيخ حسن خالد، وما إذا كان المقصود ضرب الطائفة الإسلامية السنية، فأجاب:
إذا طرح السؤال عن المستفيد من اغتيال سماحته ولمصلحة من تم هذا الاغتيال، فالجواب إن هناك أكثر من فريق له مصلحة في القضاء على الدور التوحيدي لدار الفتوى. وإذا كان الهدف من اغتيال سماحته هو إلغاء الدور التاريخي للطائفة الإسلامية السنية، فأن الجواب على هذه الرسالة كان بخروج مائة وخمسين ألف مواطن تحت ظروف القصف لتشييع صاحب السماحة يهتفون: "الله اكبر والموت للظالمين"، "وبدنا الوحدة الوطنية إسلام ومسيحية". ولقد كانت تظاهرة رائعة تجاوب معها كل لبنان، وكانت استنفاراً لكل التوحيديين الذين أكدوا انتماءهم للبنان الواحد وتمسكهم بالوحدة الوطنية. أضاف: إن الطائفة الإسلامية السنية ليست وجوداً عابراً في لبنان، بل هي موجودة منذ الفتح الإسلامي للبنان عام 635 ميلادية، أيام الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح. لذلك ليس سهلاً على أصحاب المخططات السوداء ضرب هذه الطائفة العميقة الجذور في لبنان، وكل ما يجري من إساءات ضدها إنما يشحذ الهمة ويضاعف عوامل التحدي. واذكر انه من المستحيل قيام تسوية في لبنان على حساب السنّة حتى ولو سقط ألف شهيد قيادي. وقال: ان حل المشكلة اللبنانية بوجهها الداخلي، لن يكون إلا بمشاركة متكافئة بين كل أطراف المجتمع اللبناني في القرار الوطني العام. وإذا كان الهدف من اغتيال سماحته إسكات الصوت الإسلامي التوحيدي فان هذا الصوت لن يسكت عن الظلم. ولن يسكت عن المشروع الإسرائيلي، ولن يسكت عن مؤامرات الشعوبيين، ولن يسكت حتى تتحقق حرية الوطن وحرية المواطن وتعم العدالة السياسية والاجتماعية كل لبنان. وكان الأخ كمال شاتيلا قد قال في حديث لوكالة الأنباء الكويتية "كونا": إذا كانت المؤامرة تستهدف تحويل المسلمين السنة إلى حالة شعوبية، كما حصل بالنسبة للمليشيات الطائفية فهذا لن يحصل وأحيلكم إلى منطقة العرقوب، حيث الانتفاضة الشعبية ملتهبة ضد المحتلين الصهاينة في حين تحرس المليشيات الطائفية عمليات التطبيع مع العدو في الجنوب وغير الجنوب. المصدر: مجلة الموقف التاريخ: تشرين الثاني 1989