• خصّ مفتي صيدا والجنوب سماحة الشيخ محمد سليم جلال الدين مجلة "الموقف" بهذه الكلمة في سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشهيد الشيخ حسن خالد: ـ بينما لبنان تائه في خضم المؤتمرات، رازح تحت وطأة الأحداث والتفجيرات، يبحث عن مخرج للخلاص. وبينما بيروت تتلقى القذائف العشوائية، وتعيش في ظلام دامس، لا نور فيها إلا بريق الرصاص والقنابل، ولا ماء إلا ما يسيل من دماء في الشوارع، وقد لجأ معظم أهلها إلى الطوابق السفلى والملاجئ، وهجر البعض منازلهم وتوزعوا على المناطق المجاورة اتقاء شر الصواريخ والقذائف.. فإذا بالشهيد الشيخ حسن خالد، يتحدى الأخطار، ويتخطى الحواجز، ويضرب المثل الأعلى في التضحية وإنكار الذات، ويواجه التفجيرات والمتفجرات، بعزيمة وجرأة، وإيمان متين بأن نفساً لن تموت قبل أن تستكمل اجلها، ويتابع جهاده، ماضياً في أداء رسالته المشهورة، وهي خدمة دينه والمسلمين، والإبقاء على وحدة لبنان واللبنانيين، والإصرار على عروبته، وتجنيبه خطر التقسيم، والحرص على التعايش الوطني المشترك ـ يواجه قدرهِ ـ ليموت ميتة الشهداء الأبرار، والقادة الأبطال، فتمتد يد الغدر والخيانة إليه وهو ماضٍ في جهاده، عابثة بالتعاليم السماوية، والقيم الإنسانية والأخلاقية. وغير مقدرة رسالته الروحية ولا علمه وأخلاقه وقيادته الرشيدة، وسياسته الحكيمة، ولا دعوته إلى الحوار البناء الذي يحقق الوفاق. لقد وقف الشهيد الشيخ حسن على خفايا الأزمة اللبنانية وتشعباتها، وسبر غورها، وعلى المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين ومنطقة الشرق العربي ومشاريع التقسيم وبسط النفوذ ومخططات إسرائيل ومن يؤيدها ويتعاون معها، وما تعده من تفجيرات واغتيالات بغية تحقيق أهدافها التوسعية، ومع ذلك، فقد امتدت إليه اليد التي حذر منها.. ففي ذمة الله يا شهيد الأمانة والإخلاص والتضحية يا حسن خالد رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جنانه. المصدر: مجلة الموقف التاريخ: تشرين الثاني 1989 |