بيروت في 16/5/1998 تسع سنوات مرت على رحيل شهيد لبنان الواحد الموحد ، مفتي الانصهار الوطني وحامل لوائه، شهيد العروبة الجامعة والإسلام المنفتح والسمح ، الشهيد الرافض للتقسيم واتفاقات الاستسلام للعدو الإسرائيلي ومخططاته . لقد كان يعلم رحمه الله نتيجة إيمانه هذا وخطورته في مواجهة كل المخططات التقسيمية، وكان دائماً يعلم ويؤمن بأن الحياة لا خير فيها بدون وقفة عزٍ وإيمان صلب ، فأبى إلاّ أن يقول كلمة الحق في زمن ضاع فيه الحق ، وأن لا يهادن المسيئين لوحدة لبنان وعروبته . وإذا كانت الغاية النيل من جسده فقد نجحوا إلى حد بعيد ، وإن كانت الغاية النيل من المبادئ والنهج فقد فشلوا فشلاً ذريعاً، لأن دوي الانفجار الذي هز الدنيا والمشاعر كان فرصة لاستنهاض العالم بأجمعه وخاصة كان فرصة لإستنهاض المواطنين والوطنيين حول النهج الذي بات اليوم من مسلمات العمل الوطني. إن ما ننعم به اليوم من استقرار أمني وتكاتف وطني ما هو إلاّ ثمرة من هذا الجهاد الطويل الذي ذكي بدمه الطاهر وبدم الشهداء الأبرار الذين قدموا أجل ما عندهم من أجل وطنهم وأمتهم . وتعود الذكرى اليوم آملين أن يستلهم منها كل القيمين على هذا البلد، الذي تتقاذفه الرياح من كل صوب وجنب ، بأن يرجعوا إلى الحق والصواب، وأن يعملوا على تكريس الوفاق الوطني، الذي هو أساس لبنان وأساس وجوده واستمراره ، فلا لبنان من دونه ، ولا ديمومة له من دون مشاركة أبنائه كل أبنائه ، في إعادة بناء لبنان القوى القادر على مواجهة التحديات القادمة . لقد كان الشيخ حسن خالد علماً من أعلام لبنان والعالم العربي والإسلامي ، سجله حافل بالإيمان والخير والعطاء والمحبة والعمل الوطني، خاصة خلال الحرب العبثية التي عصفت بلبنان . والمفتي الشهيد كان مفتياً للجمهورية اللبنانية ومن حقه على هذه الجمهورية أن تكرمه كما كرمها وحافظ عليها وعلى وحدتها ودفع حياته ثمناً لوحدة المسلمين واللبنانيين جميعاً . إن التكريم الأعلى والأسمى الذي ناله الشهيد هو في قلوب الناس وعند رب الكون ورب العرش العظيم . |