محاضرة في الذكرى الثالثة لاستشهاد المفتي خالد - اللواء 18 أيار 1992
ألقى محاضرة في الذكرى الثالثة لاستشهاد المفتي خالد الصابونجي: أنشأ علاقات مع مسلمي لبنان ومختلف الفئات والشعوب في العالم الإسلامي
لمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد ألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ طه الصابونجي في دار الفتوى محاضرة بعنوان "حسن خالد، سيرته ومآثره" بحضور ممثل رئيس المجلس النيابي النائب رفيق شاهين قائمقام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ممثل البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير والسفير البابوي، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران خليل أبي نادر، ممثل متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، المطران بولس وهبة، الرئيس الدكتور سليم الحص، الرئيس شفيق الوزان، النواب بيار دكاش، منيف الخطيب، وعثمان الدنا، إضافة إلى عدد من الشخصيات الروحية والسياسية والدبلوماسية ورؤساء الجمعيات الإسلامية والتربوية والثقافية وعائلة المفتي خالد. أفتتح المحاضرة الشيخ عبد اللطيف دريان متحدثا عن مزايا الشهيد ثم ألقى نجل المفتي خالد سعد الدين كلمة تساءل خلالها عن الوعي الوطني المدرك والمبادرة اللبنانية في الداخل وفي بلاد الاغتراب التي يجب أن تواكب مسيرة الإنقاذ، ودعا إلى خوض غمار معركة لبنان ودوره الحضاري على كل الجبهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ثم ألقى المفتي الصابونجي محاضرة استهلها بصفات الشيخ خالد واهتمامه بالحوار الإسلامي – المسيحي على الصعيد الديني والوطني، وكتابه الذي أصدره في أخر أيامه بعنوان موقف الإسلام من الوثنية واليهودية والنصرانية، ودعوته للحوار الوطني والتي هي من أسس تفكيره الوطني فلا يعتبر الحوار بنظره مدخلا لإنهاء الأزمة فحسب بل قاعدة يجب أن تبنى عليها كل قضايا الوحدة الوطنية والتقدم الوطني، من أجل ذلك كان يشترك بنفسه في اللقاءات والاجتماعات التي تضم رجل دين وسياسة وفكر لدفع عملية الحوار إلى أرفع المستويات. وأشار المفتي الصابونجي إلى أن المفتي خالد كان دائماً يقول لا بد من إلغاء الطائفية السياسية من النظام السياسي والنظام التوظيفي في الدولة وفي الإدارة والقضاء والجيش فإما أن يكون النظام الديمقراطي الحر كاملاً أو لا يكون... وقال: لقد أنشأ الشيخ حسن خالد شبكة علاقات وثيقة مع مسلمي لبنان وشبكة علاقات مع مختلف الفئات اللبنانية ومع اللبنانيين المنتشرين في بقاع العالم والشعوب الإسلامية والمؤسسات والمراكز والجامعات المنتشرة في العالم الإسلامي، إلى جانب الاهتمام بالأوضاع الإسلامية في لبنان.. وأكد أن لبنان يقف اليوم على مشارف مرحلة يكتنفها الغموض وتؤذن بتحولات مجهولة المسار والعواقب معتبرا مصادر تلك المخاوف هي العدو الإسرائيلي والنظام الدولي الجديد والتحركات المريبة التي تصدر عن جهات لم تتمكن من تجاوز التفكير الطائفي، ولم تتخلص من عقد الرواسب والمكاسب. وشدد على أنه آن للشعب اللبناني أن يستريح ويريح وأصبح من حقه أن تكون له دولة ترعى شؤونه وتحرر جنوبه وتصون أمنه وتثبت وحدته ورأى أن اتفاق الطائف ليس في بدايته إلا مدخلا للحل، وليس في تطبيقه إلا مرحلة للتوافق وليس في نهايته إلا اختبارا للمواقف، أما غايته فهي أبعد من النصوص لأنها روح الصدق في الالتزام بما هو حقيقة تاريخه لهوية الشعب وقناعة نهائية بوحدة الوطن وتصميم آخر على انتزاع الحذر من النفوس واقتلاع الخلل من النصوص واندفاع جازم في مسيرة التطور والتطوير. وأكد أن الشعب اللبناني الذي تحمل وصبر سيقاوم ويصبر حتى ينتظر دون مبالاة بالضغوط الدولية والحالة الإسرائيلية التي تتمدد وبسرعة لتبسط هيمنتها على الشرق الأوسط بأكمله.