في الذكرى الثالثة لاستشهاد المفتي خالد سعد الدين خالد أعلن تأسيس مؤسسة المفتي للثقافة والتربية أعلن سعد الدين حسن خالد عن قيام "مؤسسة المفتي الشهيد حسن خالد للتربية والثقافة"، وتحدث عن أهدافها، ولفت إلى مجلس أمناء لها سيؤلف من شخصيات لبنانية وعربية، ودعا إلى دعمها، لافتاً إلى أن هذه المؤسسة كانت أمنية مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد. عقد نجل المفتي الشهيد خالد مؤتمراً صحافياً في منزله، أمس، حضره الدكتور الشيخ مروان قباني ممثلاً القائم بمقام مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، المطران بولس مطر ممثلاً البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، سعود المولى ممثلاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين، سهيل القصار ممثلاً الوزير عبد الله الأمين، رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ ناصر الصالح. وحضر أيضاً نقيب الصحافة محمد بعلبكي ولفيف من العلماء والقضاة ورؤساء الجمعيات الاسلامية والعسكريون وأصدقاء المفتي الشهيد ولجنة تكريمه. كلمة نقيب الصحافة استهل المؤتمر النقيب البعلبكي الذي قال: أخي العزيز الشيخ سعد الدين خالد نجل شهيدنا الكبير سماحة الشيخ حسن خالد، سماحة الشيخ ناصر الصالح رئيس المحاكم الشرعية، صاحب السيادة المطران بولس مطر ممثل غبطة البطريرك الماروني، سماحة الشيخ مروان قباني المدير العام للأوقاف، حضرة ممثل سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، أيها الأوفياء لذكرى شهيدنا الكبير سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الراحل الشيخ حسن خالد، قال تعالى: "ولا تقولوا لمن يقتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" صدق الله العظيم. اخواني، لقد حرصت على أن أشهد هذا المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه اللجنة التحضيرية لمؤسسة الشهيد مفتي الجمهورية اللبنانية الراحل الشيخ الأستاذ حسن خالد، وفاء لذكرى قائد روحي كبير بذل دمه فداء عن هذا الشعب وكان قد نذر نفسه لخدمة المواطن لخدمة الدين ولخدمة الوطن، لم يضن بدمه في سبيل رفعة هذه البلاد واعزاز شأنها وخير هذا الشعب. "ينقطع عمل بني ادم إذا مات إلا من ثلاث: "صدقة جارية، ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به". إن إقامة مؤسسة الشهيد الراحل حسن خالد للتربية والثقافة هي أكبر على أن عمل شهيدنا الكبير لم ينقطع ولن ينقطع بإذنه تعالى. أما هذه المؤسسة التي ستضع نفسها في خدمة التربية وفي خدمة الثقافة وفي خدمة أجيالنا الصاعدة ليكون لنا منها خير دعامة وطنية وأخلاقية وعلمية لهذا الوطن. هذه المؤسسة ستكون أكبر شاهد على وفاء هذا الشعب للرجل الذي نلتقي اليوم لتخليد ذكره، رحم الله الشيخ حسن خالد، نسأل الله أن يلهمنا إلى كل ما يرضي روح شهيدنا الكبير. ثم تلا سعد الدين خالد بياناً قال فيه "يسعدني أن أرحب بكم في هذا البيت العربي المسلم الذي كان وسيبقى بإذن الله رمزاً لوحدة المسلمين وللعيش المشترك بين اللبنانيين في هذا الوطن الذي يتطلع أبناؤه بشوق للخروج من النفق المظلم إلى رحاب الوطن والأمة. يسعدني في هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر إلى بيروت ولأهلها ولقياداتها على رعايتهم وعنايتهم ووفائهم للمفتي الشهيد حيث بادلوه العطاء بالعطاء، والذين كان على الدوام طلائع حضارية حاملي لواء المحبة والسلام والإخوة بين العرب جميعاً، وهم الساعون أبداً إلى غد عربي مشرق في هذا الزمن الصعب الذي تتداخل فيه المصالح والأنانيات الدولية والأطماع الأجنبية على أرضنا الطاهرة. فبقيت بيروت رغم جروحها النازفة رافعة لواء التصدي لكل مشروع معاد لهذه الأمة وبقيت هذه العاصمة خالدة أمينة على علاقتها وامتدادها التاريخ والجغرافي والحضاري مع محيطها العربي والإسلامي وعلى وجه الخصوص مع الشقيقة سوريا التي تشكل معها وبها شعباً واحداً ينتمي لأمة واحدة، فكان المفتي الشهيد حسن خالد ابناً وفياً لهذه المدرسة الوطنية العربية بكل عمقها وحضارتها وتاريخها، وعندما نشكر بيروت إنما نشكر لبنان بجميع شرائحه البشرية، لأن بيروت الدور هي الصورة المصغرة للبنان، كما أننا نتوجه بالشكر إلى أشقائنا في الوطن العربي والعالم الإسلامي الذين شعرنا بأنهم فقدوا وفقدنا بالمفتي الشهيد قائداً ومفكراً مصلحاً وموجهاً إسلامياً وإنسانياً. أيها الأخوة الأعزاء، لقد كان إيمان المفتي الشهيد بالمؤسسات كبيراً جداً لذلك فقد عمل كل ما بوسعه على تنشيط دورها في المجتمع الإسلامي، فساهم مساهمة فعالة المستوى العلمي والفني الكبير، ترعى من خلالها حاجات المسلمين التربوية والثقافية في مظلة من العيش المشترك التي يمتاز بها المجتمع اللبناني، في حين تتكامل مع مؤسساتنا الحالية وتعمل على تنشيط الدعوة الإسلامية وتعزيز الموقع الإسلامي في لبنان، انطلاقاً من سماحة الإسلام ورحابته وتواصله الإنساني والتي هي عنوان الحضارة العربية. وبمناسبة الذكرى السنوية الثالثة على استشهاد سماحة المفتي الشيخ حسن خالد وعربوناً للوفاء للمسلمين واللبنانيين الذين عاهدهم الشهيد على خدمة مصالحهم على أتم وجه ووفاء لذكراه الطيبة، قررنا بعونه تعالى وبالتعاون مع المخلصين والأوفياء من أبناء هذا الوطن، والوطن العربي والعالم الإسلامي تأسيس مؤسسة تربوية ثقافية تحمل هذه الرسالة النبيلة التي كان يحملها رحمه الله وتعمل إلى جانب المؤسسات الاجتماعية والإنسانية على بناء المجتمع، وقد استقر الرأي على تسميتها باسم "مؤسسة المفتي الشهيد حسن خالد للتربية والثقافة". وبعد التشاور مع أصحاب الرأي والاختصاص توصلت اللجنة التحضيرية المؤلفة من فضيلة الشيخ مروان قباني، الدكتور روحي البعلبكي، الأستاذ عصام حوري، الدكتورة زاهية قدورة، المحامي محمد أمين الداعوق، المهندس محمد قباني، الأستاذ محمد السماك، فضيلة الشيخ خلدون عريمط، الدكتور خالد قباني، الأستاذ منيح رمضان، الدكتور عبد الله عجوز، الدكتور يحيى عباس، إلى وضع الإطار العام لغاية المؤسسة وتحديد أهدافها ومهماتها للمستقبل القريب. وسيشرف على هذه المؤسسة مجلس أمناء مؤلف من شخصيات لبنانية وعربية مهتمة بالشأن العربي والإسلامي العام، غاية المؤسسة نشر العلم والثقافة والتربية بما يحقق خير ومصلحة المجتمع، وذلك من خلال مرحلتين. المرحلة الأولى، بناء مركز إسلامي أو مجمع ثقافي، ويتضمن قاعة للندوات والمحاضرات، مكتبة إسلامية عامة تكون نواتها مكتبة المفتي الشهيد والتي يربو عدد مجلداتها على عشرة آلاف، مركز إسلامي للتخطيط والمعلومات والتوثيق، مركز للتشخيص ومعالجة المشاكل التعليمية، تشجيع الدراسات الإسلامية والإنسانية وتقديم المساعدات والمنح التعليمية. المرحلة الثانية، بناء مدرسة مهنية في بيروت وذلك لتيسير سبل العلم والمعرفة للبنانيين، وستتضمن اختصاصات متعددة وواسعة في شتى المجالات. فلبنان عامة وبيروت بشكل خاص بحاجة إلى مدرسة كهذه تستوعب أبناؤنا وتوجههم التوجيه الصحيح للمساهمة في بناء هذا الوطن الذي عانى الكثير في السنوات الأخيرة. وختم بالقول: "يطيب لي في هذا اليوم الذي نشهد فيه ولادة هذه المؤسسة الثقافية أن أتوجه إلى إخواننا في لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي ان يكونوا الداعم لها في كل السبل لنتمكن معهم وبهم من الوصول إلى المستوى المطلوب في نشر العلم والثقافة والتربية لأجيالنا القادمة والعاملة في سبيل صناعة غدنا ودورنا في هذا الزمن الذي تحاول القوى الكبرى أن تعيق مسيرة بلادنا وأمتنا، وهي أمنية المفتي الشهيد التي نحرص على تحقيقها من قيمة الإنسان بالعلم والمعرفة الحقة. ومن أجل ذلك كان قول المفتي الشهيد "إن حقنا في وطننا إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة، وأن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل والعلم والمعرفة، لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار، لا شريعة الخصام والدمار.
|