14/05/1991 * كلمة الرئيس الدكتور سليم الحص: مناسبة مرور سنتين على استشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد قال الرئيس الدكتور سليم الحص: « في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها وطننا، والتي تشكل مفصلاً هاماً في مسيرة الوفاق الوطني وعودة الأمان والاستقرار، فإننا نتذكر شهيدنا الكبير مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد رحمه الله، الذي نذر حياته من أجل مصلحة الوطن والمواطن وقضى شهيد الواجب الوطني، فقد بقي حتى آخر لحظة يعمل من اجل الوفاق والتقارب ووقف موجة العنف والقتل والتدمير. منذ سنتين استشهد الراحل الكبير وكانت البلاد والعاصمة خصوصاً هدفاً لوابل من القصف المدفعي الوحشي وقد رحل قبل أن يرى بأم العين ما عمل من أجله يتحقق ألا وهو عودة لغة العقل والحوار وإسكات المدافع. عندما نتذكر شهيدنا الكبير فإننا نتذكر وقفاته الوطنية المشرفة، نتذكره خطيباً في الملعب البلدي صبيحة عيد الفطر المبارك عام 1983م. حين ألقى تلك الخطبة الشهيرة التي أحدثت دوياً وطنياً ويقظة ضمير في وقت كانت البلاد تتخبط بأزمات وتعاني من خضات وتواجه تحديات كادت تؤدي بالشعب اللبناني إلى الهاوية. وعندما نذكر شهيدنا الكبير، فإننا نتذكر مواقفه الوطنية المشرفة في اللقاءات التي دعا إليها في دار الفتوى حين كانت البلاد والعاصمة خصوصاً ترزح تحت مشروع تفتيتي، نتذكره حين تمكن مع أخوة له من القيادات الروحية للطوائف الأخرى من التصدي لكل هذه المشاريع. مع شهيدنا الكبير، نتذكر المبادئ المسلمات التي أطلقت من دار الفتوى والتي أكدت على لبنان الوطن الواحد العربي الرافض شتى مشاريع الشرذمة والتقسيم والطائفية. في هذه المرحلة المصيرية وفيما تسير البلاد قدماً بخطوات ثابتة نحو تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، فإننا نتذكر شهيدنا الكبير، الذي كان له الفضل الأكبر في تجاوز الكثير من الأزمات والملمات. رحمه الله وسيبقى حياً بالمبادئ التي آمن بها، كانت خسارتنا باستشهاده كبيرة، لكننا إذ نرى أن لغة العقل هي التي انتصرت على لغة المدفع، ومشروع الوطن الواحد الموحد، هو الذي صمد،والدولة القادرة والعادلة هي التي يجري بناؤها، فإننا نشعر أن سماحته ما زال بيننا حياً بالخط الوطني البنّاء الذي التزامه».
|