بسم الله الرحمن الرحيم معالي الأستاذ ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية معالي الدكتور زكي المزبودي ممثل دولة رئيس مجلس النواب معالي الدكتور جميل كبي ممثل دولة رئيس مجلس الوزراء أصحاب الدولة والمعالي حضرات النواب أصحاب السماحة والفضيلة والسعادة والسيادة أيها الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... الحياة جهاد وصراع وقمة الجهاد والصراع تقدمة الذات وذروة تقدمة الذات الاستشهاد في سبيل قضية وأية قضية أعظم وأجمل من قضية الإنسان المعذب في هذا الوطن المثخن بالجراح، من هذا المنظور الشمولي بإنسانيته وإسلامه وعروبته نفهم معنى الشهادة التي ارتقى لأعلى مراتبها المفتي الوالد والمفتي القائد والمفتي المجاهد في سبيل وطن عربي لبناني تسوده العدالة والمساواة والمحبة بين أبنائه جميعاً لا فرق بين مسلميه ومسيحييه إلا بمقدار ولائهم لله ومحبتهم لهذا الوطن ولهذه الأمة التي أرادها الله خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله... ومن هذا المنطلق الشمولي فإن كلمات المفتي الشهيد تلاقت مع كل المخلصين وهو يقول "إننا نريد لبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الابتزاز الديني وإن التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها فكم هو حري إذاً بلبنان أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. أيها الأخوة الأحباء عزاؤنا بالمفتي الشهيد وعزاءكم جميعاً بأن الشعارات التي رفعها والأهداف التي جاهد من أجلها واستشهد في سبيل تحقيقها أضحت مسلمات وأسساً وطنية ومواثيق عربية تكرست بوثيقة الوفاق الوطني لتكون دستورا للبنان عربي وحدوي بعلاقة مميزة مع العروبة الحضارية التي كانت وستبقى سوريا بوابتها الكبيرة. ومن أجل ذلك كله كانت كلماته الخالدة... "إننا ندرك أن التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف تماماً عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار نم قرير العين أيها المفتي الوالد فلبنان الذي أحببت والعروبة التي في سبيلها ناضلت ها هي تنهض من كبوتها وبيروت التي كبرت بك بدأ وجهها العربي الحضاري الوحدوي يشرق من جديد لتلتقي مع كل عاصمة عربية لتجسد أصالة وحضارة هذا الوطن مؤكدة بأن لبنان التعايشي والعربي جذوره ممتدة في أعماق التاريخ وفي أحضان هذا الشرق وفي وجدان هذه الأمة العربية من محيطها إلى خليجها نم قرير العين أيها المفتي الشهيد إن أنشودة السلام التي كانت أمنية لك ولكل المخلصين رغم النفق المظلم الذي عشت فيه ها هي تثمر أمناً وأمان يرفرف فوق تراب لبنان وتُطل علينا ذكرى استشهادك وبيروت التي حملتها بقلبك الكبير ولبنان الذي ناضلت من أجل وحدته وتعايش أبنائه يبدأ بمسيرة السلام بقيادة لبنانية عربية أصيلة متكاملة بعلاقات مميزة مع الشقيقة سوريا. سنتان مضت على رحيل المفتي الشهيد ولا زالت كلماته ومواقفه نبراساً لكل المخلصين والعاملين لوحدة هذا الوطن وتوحيد هذه الأمة وتحريرها من أولئك الكبار القادمين لاستغلال بلادنا والسيطرة على العباد سنتان مضت على رحيل المفتي الشهيد ولا زال الجنوب والعرقوب أسيرا لأطماع الصهاينة ومؤامرات الأعداء وها هو جيش لبنان يتجه جنوبا كما أردت لينقذ الأرض والإنسان أيها الإخوة، في ذكرى الاستشهاد تلتقي أسرة المفتي الشهيد مع أهلها في الطريق الجديدة ومع أهلنا في بيروت العربية ومع أهلنا في كل لبنان ودنيا العرب والمسلمين لنقول لهم بأن مسيرة المفتي الشهيد ولا زالت مستمرة بكل المخلصين من أبنائه وإخوانه ومحبيه لأنه رحمه الله لم يكن ملكاً لعائلة أو طائفة وإنما كان ملكا لوطنه ولامته العربية والإسلامية. نم قرير العين يا والدي فاليوم تذكُرك بيروت الوفية بأبنائها، الكبيرة بتعايشها ويذكرك الشمال ويذكر إقليم الخروب وتذكرك الجنوب والبقاع وها هم أبناء عكار قادمين في ذكرى استشهادك وها هو لبنان ممثل بقياداته الرسمية والشعبية لأن الشعارات التي رفعتها والأهداف التي ناضلت من أجلها أضحت واقعاً في لبنان فانطفأت المليشيات وفتحت الطرقات وتلاقى المواطنون وتراجعت الحالة الإسرائيلية الصهيونية. فنم قرير العين يا والدي إن الأمانة التي حملت والرسالة التي من أجلها ناضلت ندعو الله أن يحملها الأمناء الأمناء والأوفياء الأوفياء لأنك عشت للناس وبنيت لهم المؤسسات والمراكز والمستوصفات واستشهدت من اجل قضية الإنسان وأنشودة المحبة والسلام التي كنت دائماً ترددها رغم المحن والعواصف التي أصيب بها بلدنا لبنان. نم قرير العين يا والدي إننا نعاهدك ونعاهد بيروت ونعاهد لبنان بأسره بأن مشعل الحرية والسلام والعدالة والحضارة سيبقى مرفوعاً وسنبقى كما أردتنا جنوداً في سبيل عقيدتنا الإسلامية وعروبتنا الحضارية لتحرير الإنسان كل الإنسان من الظلم والقهر والمعاناة نم قرير العين يا والدي ففي يوم الوفاء هذا يفتتح شارع باسمك في بيروت ونحن نعلم بأنك موجود في كل بيت وفي كل مدينة وفي كل قلب مفعم بالمحبة والسلام موجود هنا مع الفقراء والمساكين وهناك في الجنوب وهنالك مع المقاتلين في قلب فلسطين وفي قلب كل مسلم وعربي في بلاد العرب والمسلمين لأنك أضحيت رمزاً جهاديا وقائدا رسوليا لكل المعذبين والمضطهدين في هذا العالم المليء بالظلم والعدوان. أننا بهذه المناسبة المؤلمة لفراقك والمفرحة بوجود أحبابك نشكر من كل قلوبنا صاحب الفخامة ودولة رئيس مجلس النواب وأخص بالذكر دولة رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لهذه المناسبة العظيمة ونشكر كل المسئولين على ما لقيناه من تعاون ومشاركة مخلصة في هذا اليوم. شكراً لكم جميعاً ولكل المخلصين الذين نعلم علم اليقين بأن المفتي الشهيد لا زال كما كان في قلوب أبنائه ومحبيه وإننا لنحيي من ساهم وشارك والتحية كل التحية للقادمين من كل لبنان للمشاركة في هذا اليوم وهذا اللقاء والذي يسعدنا أن نعتبره يوم الوفاء ونعاهدكم بأننا في القريب العاجل سنعلن بالتعاون مع كل المخلصين عن إنشاء المؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد لتجمع تراثه وتؤطر أهدافه لتكون كما كان ملكاً لكل المسلمين ولكل اللبنانيين، وشكراً لكم جميعاً على مشاركتكم والشكر كل الشكر للمؤسسات الكشفية وقوى الأمن ولإخواننا في القوات العربية السورية على الأمن والأمان الذي ساد لقاءنا هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|