بمناسبة ذكرى استشهاد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد أدلى المطران الياس عودة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارذوكس بما يلي: سنتان مليئتان بالأحداث مرتا على غياب سماحة الشيخ حسن خالد وأمور كثيرة تغيرت أو هي في طور التغيير، لكن النظرة إلى سماحته ما زالت هي هي وما زال يحتل مكانته في القلوب، رغم مصرعه. فمثله لا تنساه ذاكرة وان ظنت أيدي الغدر أنها أزالته، ولا يغيب عن بال وطن وان غاب وجهه. فالأوطان وفية لأبنائها وللأوفياء منهم بشكل خاص، والمفتي خالد كان أميناً لوطنه محباً لمواطنيه، عمل جاهداً حين كان العمل بطولة، على توحيد نظرتهم للبنان وعلى توحيد لبنان الذي ساهمت أيد كثيرة في تمزيقه وندرت تلك العاملة على توحيد الأشلاء. كان داعية خير وعدل وسلام، تخطى انتماءه الديني إلى الانتماء الوطني الاشمل، وداعية حوار انطلق من تعاليم كتابه طالبا لقيا كل من آمن بالله. بالاعتدال بشّر وبه عمل وعلّم. أدرك إن التعصب لا يؤدي إلا إلى الزوال وان الحقد نتيجته الهلاك، فدعا إلى الانفتاح والتواصل وتخطي الأحقاد والخلافات واعتماد الحكمة ولغة العقل من اجل الخلاص. أكاد لا أنساه وهو يحاور الجميع حين اجتمع الرؤساء الروحيون في الكويت، ويحاول الوصول الى صيغة ترضي الجميع ولا تنتقص من حق أحد. حسبه ان لبنان بات على الطريق الذي تمناه له.
|