إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 03
الجمعة 24 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : لا لليهمنة، لا للفئوية، لا للتسلط من فئة أو حزب على كل اللبنانيين
التاريخ : 1984-02-27
المرجع : مجلة الشراع

• خائن من يضرب وحدة المسلمين
• لا سياسة شد حبال أبداً بين أتباع المذاهب الاسلامية أو بين رؤسائها
• لا هيمنة لأي حزب من الأحزاب على السلطة وعلى المرافق العامة وعلى أمن الوطن والمواطن
• الدور السعودي ليس دوراً وسيطاً بل انه دورٌ تقريري

بعد أحداث بيروت والضاحية وامتداد القتال الى الجبل، ودحر منطق الهيمنة والتسلط، كان لا بد من العودة الى الرجل الذي فجّر في خطبة عيد الفطر الماضي عبر رسالته المشهورة ولاءاته الشهيرة (لا للهيمنة، لا للفئوية، لا للتسلط من فئة أو حزب على كل اللبنانيين)، كان مهماً أن تلتقي الشراع صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، والذي ما فتئت دار الفتوى تشهد جهوده باتجاه تصليب الموقف الاسلامي الموحد.

وفي ظل التوافد على دار الفتوى لكل القيادات الإسلامية في بيروت والتحضير للقمة الروحية الإسلامية/ المسيحية، وفي ظل المطالبة المستمرة من قبل "جبهة الخلاص الوطني" وحركة "امل" بضرورة استقالة رئيس الجمهورية كمقدمة لأي حل سياسي، كان ضرورياً أن يكون سماحة المفتي واحداً من القيادات التي تطل عبر لقاءات "الشراع" المستمرة حول القضية اللبنانية.

مفاجأة اللقاء أن يتحدث مفتي الجمهورية اللبنانية وبدون مقدمات عن أسئلة الشارع الاسلامي والمعارضة الوطنية حول إمكانية إقالة الرئيس أو استقالته، ورأي الشرع في أن يحكم مجتمعا أكثريته إسلامية، رئيس غير مسلم.

وهذه وقائع الحوار:

• ما هو تعليق سماحتكم على ما حدث في بيروت الغربية مؤخراً؟

- الذي حدث لبيروت الغربية أمر مذهل وهو متعدد الجوانب. ويمكن حصره بالجوانب التالية:
الجانب العسكري – الجانب الأمني – والجانب الاجتماعي.

اما ما يتعلق بالجانب العسكري فإن انقسام الجيش اللبناني بالشكل الذي أدى بقسم كبير منه الى ملازمة ثكناته بدون أي دور محدد، حتى ولو كان دوراً توفيقياً، هو أمر صعب من غير شك، وقد كان نتيجة لسياسة فقدت الكثير من عمق النظرة، فكانت توكل الى الجيش مهمات سياسية وعسكرية داخلية، كان الرئيس اللواء فؤاد شهاب اكثر وعياً في ادراك نتائجها الخطيرة عندما كان قائداً للجيش في احداث عام 1958، اذ قصر دور الجيش على الفصل بين المتقاتلين تمهيداً لاتاحة الفرصة امام القرار السياسي المناسب، فحافظ بوعيه الكامل لمهمات الجيش الأساسية على وحدة الجيش وسلامة بنيته ومهمته، ولو قصر المسؤولون اليوم مهمة الجيش على هذه الناحية لما وقع لبنان في ما وقع فيه من مآسٍ.

أما الجانب الأمني فقد أصبح في أيدي التنظيمات المسلحة التي انتشر أفرادها المسلحون في الشوارع انتشاراً عفوياً، لا نملك ان نصفه بأنه منظم. ولذلك فقد كان منهم من ساعد قوى الأمن الداخلي في حفظ مهماته، وكان بعضهم وسيلة من وسائل الإخلال بالأمن والإساءة الى المواطنين، إلا ان وعي قيادات التنظيمات الإسلامية المسلحة السنية والشيعية والدرزية التي كانت تعالج هذه المشكلة بحكمة ومسؤولية كبيرة على قدر المستطاع، جعل بيروت الغربية تحافظ على أنها تظل باستمرار نموذجا للتعايش الحقيقي المسلم والمسيحي بالرغم من كل ما حصل.

أما الجانب الاجتماعي فهو اكثر الجوانب مأساوية في بيروت الغربية التي هي في الواقع اليوم صورة عن لبنان بأسره. فقد ألجأت الاحداث اللبنانيين ليكونوا في هجرة دائمة ينتقلون من منطقة الى منطقة، ومن بيت الى بيت ويفقدون الأهل والطعام والمأوى بين الحين والحين في مكان ليبحثوا عنها في مكان آخر. وبيروت الغربية وقعت في ما وقع فيه كل لبنان في الفترة الأخيرة، فالمهجرون الذين هربوا من الجحيم الذي انصبّ على الجنوب ثم على الضاحية وعلى الجبل وعلى اقليم الخروب وطرابلس من قبل باتجاه بيروت، اصبحوا يعانون مشاكل عدة لتأمين حاجاتهم جميعاً من السكن الى الغذاء الى التطبيب الى الرعاية الاجتماعية اللازمة الى ايواء الايتام وتأمين العاطلين عن العمل. ولقد حاولت دار الفتوى بالتعاون مع كل الهيئات الاجتماعية، وبمساعدة المملكة العربية السعودية تأمين الحاجات الغذائية وتوزيع الأغطية والفرش والأدوية وما الى ذلك من حاجات حياتية ضرورية، لتلبية بعض حاجات السكان المهجرين.

ولكني اعتقد ان كل ذلك هو من باب معالجة المصائب بالمواساة... ولا يمكن لهذه المشاكل جميعا ان تنتهي الا عن طريق الحل السياسي للأزمة اللبنانية، فاللبنانيون سوف يظلون يواجهون الموت والعذاب حتى يستقر المسؤولون على حل سياسي عادل يعيد التوازن الى لبنان واللبنانيين.

لا لجنة سياسية

• قيل أنه تألفت لجنة سياسية لقيادة العمل السياسي والأمني في بيروت الغربية، انبثاقا من اجتماع دار الفتوى، الى اين وصلت هذه اللجنة في عملها؟

- ان هذه اللجنة بكل أسف لم تتألف بعد، وإن كنا لا نزال نعمل على تأليفها بدون كلل أو ملل، الا ان القيادات الإسلامية تقصدنا من حين لآخر في دار الفتوى فنتداول في الأوضاع الراهنة، لنتخذ مجتمعين أو منفردين المواقف السياسية والأمنية المناسبة. غير أن هذا في اعتقادي لم يعد يكفي في هذه الظروف العصيبة، والمطلوب هو إيجاد هذه القيادة السياسية الجامعة، مسقطين كل الحساسيات التي ما زالت تذر قرنها حتى الآن بكل أسف، للوصول بالمسلمين، وبالتالي باللبنانيين الى ما يعيد إليهم وحدة الشعب والأرض ويواجه العدو الإسرائيلي المواجهة الحقيقية الموحدة لأنه هو العدو الوحيد للبنان، وما هو قائم الآن بين بعض اللبنانيين والبعض الآخر هو نزاع ويجب حسمه وإنهاؤه بفضل حكمة قياداتهم الحكيمة، ولا يجوز بشكل من الأشكال ان ينقلب الى عداوة.

مستقبل بيروت

• كيف ترون الوضع في بيروت الغربية في المستقبل القريب؟

- بيروت الغربية ليست كل لبنان وان كانت تعطي صورة منه، ولبنان ليس كل المنطقة العربية، بيد أن بيروت الغربية تتأثر بالوضع اللبناني العام، والوضع اللبناني العام يتأثر بأحداث المنطقة العربية كلها، لذلك فإن مستقبل بيروت الغربية مرهون بمستقبل لبنان، ومستقبل لبنان مرهون بمستقبل المنطقة العربية، وفي مقدمتها المسألة الفلسطينية، من هنا فإن أي موقف في لبنان لا يجوز ان يأخذ بالاعتبار بيروت الغربية وحدها، وانما عليه أن يأخذ بالاعتبار تطور أحداث المنطقة العربية بأسرها، وبأبعادها الدولية المتسمة بالصراعات المستمرة، ومن هنا تأتي ضرورة الغاء اتفاق 17 أيار لأنه لا يعني بيروت الغربية وحدها بل يعني سوريا وكل العرب، ومن هنا نرى أن مستقبل بيروت ستظل الرؤية فيه محكومة بغياب الأحداث في الشرق العربي.

علاقة المسلمين

• في ظل سياسة شد الحبال الحالية كيف يمكن رسم العلاقة بين المذاهب الإسلامية الثلاثة السنية والشيعية والدرزية حالياً ومستقبلاً؟

- بين اتباع المذاهب الإسلامية، أو بين رؤسائها لا توجد سياسة شد حبال أبداً، فالمسلمون يأخذون بقوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" والمسلمون يمثلون وحدة متكاملة متضامنة يسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم، وكل من يخرج عن مضمون تلك الآية وهذا المفهوم هو خارج عن امر الله والمصلحة الإسلامية العليا خروجا صريحا، وهو بالتالي خارج عن الإسلام وخائن لأمانته، وان المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
لذلك فإننا نحن المسؤولين في المذاهب الإسلامية على تفاهم دائم وتنسيق متصل، ولا نقطع بأمر دون مشورة بيننا، وسوف نبقى كذلك، وما اجتماع الثوابت الإسلامية الذي انعقد في دار الفتوى بين المسلمين سنة وشيعة ودروزاً إلا خير دليل على ما نقول.

الموقف من الاستقالة

• ما هو موقف سماحتكم الصريح من المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية وبالتالي موقف الطائفة السنية؟

- لبنان هو البلد الفريد الذي يتميز أبناؤه بطرح الآراء الديمقراطية بحرية وبوضوح كاملين، وبالنسبة لهذه المسألة فإنه يبدو أن الآراء ما زالت مختلفة حول موضوع استقالة رئيس الجمهورية.
فالسيد وليد جنبلاط يطرح هذا الموضوع طرحا نهائياً وصريحا، ويعلن انه لن يفاوض احداً من اهل الحكم الا بعد استقالة رئيس الجمهورية. أما السيد نبيه بري فله رأي بالاستقالة يقول أنها ينبغي ان تتم بالطريقة الديمقراطية عن طريق مجلس النواب، حتى رئيس الجمهورية نفسه يجيب عن كل ذلك، بطريقة غير مباشرة بالقول "ان الوطن هو فوق رئيس الجمهورية ومن حق كل مواطن ان يبدي رأيه بالصورة التي يراها مناسبة". أما "جبهة الخلاص"، التي يمثل فيها الجانب السني دولة الرئيس رشيد كرامي، فإنها في بياناتها لم تدع الى استقالة رئيس الجمهورية حتى الآن.
ورأينا في هذا الموضوع ان أي مشكلة لا يمكن أن تحل إلا عن طريق الإجماع وليس عن طريق الخلاف في الرأي، وهذا أمر مهم في تكوين موقفنا في هذا الموضوع الذي يشكل حجر الزاوية في العمل الديمقراطي والدستوري، بل هو التعايش الوطني في لبنان.

• هل ترى سماحتكم إمكانية ان تستطيع القيادات الروحية في ظل الواقع الموجود في بيروت الغربية أن تقود الموقف السياسي؟

- القيادات الدينية في بيروت الغربية سواء أكانت إسلامية أم مسيحية تلعب في هذه الظروف دور صمام الأمان. إننا نلتقي مع القادة السياسيين، والمسؤولين عن القيادات العسكرية لطرح الأفكار عليهم والتي من شأنها معالجة مشاكلنا الكبرى بل والصغرى بالعقل ولا بالقتل، وبالحوار لا بالدمار... وان التجاوب الكبير الذي نلقاه من كل هؤلاء، يجعل لمواقفنا الأثر الكبير في إعادة التوازن والأمن الى المنطقة.

• ما هو موقف سماحتكم من اللقاء الذي بدأت أوساط الصرح البطريركي في بكركي تهيئ له حول الدعوة لاجتماع روحي إسلامي – مسيحي؟

- لقد شرعنا بالإعداد لتبادل أوراق العمل بيننا وبين الصروح البطريركية، ونحن مستعدون للذهاب الى أي مكان من اجل إحلال السلام في لبنان، ومن اجل إعادة الوحدة الى الوطن والمواطنين. ورجاؤنا من الله تعالى ان تكون قراراتنا السياسية هذه المرة ذات فاعلية على الأرض بين المسلمين وعند السياسيين...

تقويم العهد

• في ظل مواقف سابقة لسماحتكم مع تكتلات إسلامية باتجاه معارضة هيمنة حزب الكتائب منذ العام 1975، وصولا الى خطبتكم في عيد الفطر الماضي. كيف تقومون فترة حكم الرئيس أمين الجميل والذي ينتمي الى حزب الكتائب؟

- لقد أعلنا مرارا عديدة إننا نرفض هيمنة حزب الكتائب، بل وأي حزب من الأحزاب كائنة ما كانت على السلطة وعلى المرافق العامة وعلى أمن الوطن والمواطنين. لأن ذلك يعني عندنا مصادرة الدولة بكاملها مصادرة حرية الشعب ومصالحه وكرامته وحريته في صنع قراره، وهذا أمر مرفوض، خاصة وأن حزب الكتائب بالذات وهو موضوع السؤال يتعامل صراحة مع العدو الإسرائيلي، الذي يعتبر في النظم والقوانين وعلى الرغم من اتفاق 17 أيار، عدواً صريحاً للبنان. وانه من خلال ذلك التعامل بل وفي ضوء هذا الاتفاق الذي أصبح في مهب الرياح، فإن مصادرة حزب الكتائب للدولة وللشعب يعني عندنا مصادرة اسرائيل نفسها للدولة اللبنانية وللشعب الأمر الذي ترفضه كل فئات الشعب. هذه هي مشكلتنا مع حزب الكتائب، والتي عبرنا عنها في خطبة عيد الفطر الماضي، وفي مناسبات كثيرة، بل هذه هي، على الأرجح مشكلة رئيس الجمهورية مع حزبه طيلة مرحلة حكمه وهي العقدة التي تؤزم ظروفه وتزيد في متاعبه وتفشل مساعيه وتدفع به في شبه نية الى المصاعب والأزمات.
هل ما زالت الثوابت الإسلامية العشر التي وضعت بقيادتكم في دار الفتوى تمثل بنظر سماحتكم الأساس الصالح لتخليص لبنان من محنته؟
الثوابت الإسلامية العشر ما زالت صالحة، إلا أنها بطبيعة الحال تحتاج إلى تفصيلات، ولا يمكن ان يبين هذه التفصيلات الا الحوار المخلص العاقل، وليس الدمار القاتل.

• هناك من يطالب حالياً باستبدال منصب رئيس الجمهورية المسيحي بمرشح مسلم استناداً الى أحكام الشريعة الإسلامية، والتي تقضي بعدم جواز حكم غير المسلم للمسلمين في المجتمع الذي تتواجد فيه أكثرية من المسلمين، حلاً للمسألة اللبنانية بشكل جذري حتى لا تبقى التناقضات القائمة حالياً؟

- نعم رشح بعض المسلمين نفسه لهذا المنصب سابقا كما فعل الأستاذ عدنان الحكيم، وكما طالب به البعض ومن حق كل مسلم في بلد ديمقراطي أن يكون له هذا التطلع، والأزمة اللبنانية اليوم التي بلغت أشدها قد جعلت مثل هذا المطلب مرهونا بالاتفاق اللبناني – اللبناني الذي لا محيد عنه لحلها. والاتفاق بين اللبنانيين هو الذي ينبغي أن يبقى معياراً لأي موضوع.

الدور السعودي

• برأي سماحتكم متى سينتقل الدور السعودي في لبنان من الوساطة الى التقرير؟

- حتى الآن الدور السعودي على ما أعتقد ليس دوراً وسيطاً، أنه منذ البداية دور تقريري، ونذكر بهذا الصدد موقف جلالة الملك فهد من أميركا وتهديده لها إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وهذا موقف قرار وليس موقف وساطة، ومن هذا المنظار ننظر الى كل المواقف السعودية على أنها مواقف تقريرية، ولكن السعودية لا تستطيع أن تقرر عن اللبنانيين أنفسهم، كإيقاف القتال، أو الاتفاق على أصول الحكم أو ما الى ذلك من أمور، لا سيما وأنني كنت قد أشرت الى أن الأزمة اللبنانية مرتبطة بأشد الارتباط بأزمة المنطقة التي أوجدتها اسرائيل، وجعل الدول العربية وخاصة الدول المحيطة بفلسطين شركاء في مثل هذا القرار، وفي مقدمة هؤلاء الشركاء هم أخوتنا السوريون الذين قدموا من الضحايا والأراضي المحتلة الكثير الكثير، لذلك فإن المملكة العربية السعودية التي كانت لها مواقف تقريرية بالنسبة للصراع اللبناني – اللبناني في بعض الأحوال، والتي هددتها اسرائيل في الفترة الأخيرة اذا ما حصلت على السلاح من ألمانيا الغربية، لا تستطيع، أن تأخذ قراراً منفرداً بشأن الصراع العربي – الاسرائيلي. فالمشكلة هي مشكلة العرب جميعا مع هذا العدو الشرس.

• لوحظ أن سماحتكم لم تقوموا بأي زيارة إلى العاصمة السورية منذ زمن طويل، هل نسمي ذلك قطيعة أم غير ذلك وما السبب؟

- اذا كنت شخصيا لم أقم بزيارة الى العاصمة السورية منذ زمن طويل، فإن ذلك لا يمكن أن يفسر على أنه قطيعة بأي حال من الأحوال، وإذا كان دورنا الحقيقي في معالجة الأزمة اللبنانية يبقى في لبنان، إلا أننا نتأخر أبداً عن الذهاب إلى العاصمة السورية عندما تسنح الفرصة بذلك، لا سيما وأن جلساتنا السابقة مع سيادة الرئيس حافظ الأسد، ومعالي الوزير عبد الحليم خدام، ورئيس الوزراء الدكتور عبد الرؤوف الكسم ومعالي وزير الأوقاف الدكتور محمد الخطيب كانت كلها جلسات أخوية مشجعة على استمرار التواصل الضروري بيننا وبين أخوتنا في سوريا المناضلة. هذا مع العلم بأننا نوفد من حين لآخر الوفود لذلك، وبخاصة السيد مدير عام شؤون الإفتاء الدكتور حسين القوتلي ليجتمع بالسادة المسؤولين في دمشق ويضعنا في أجوائهم الحريصة على وحدة لبنان وسيادته وعروبته.

الكانتونات

• هناك من يتحدث عن أن مطلب تحييد اقليم الخروب وربطه بصيدا توطئة لاعلان غير مباشر عن الكانتون السني، رداً على الوضع في الجبل والضاحية ما رد سماحتكم على هذا الموضوع؟

- ليس من منطقة في لبنان اليوم يمكن أن تعتبر منطقة محايدة. فالحرب والخراب والدمار يعم لبنان بأسره، والاختلاط البشري الموجود بين اللبنانيين من جميع الطوائف يجعل موضوع الكانتونات أمراً مستحيلاً في نظري من الناحية اللبنانية الصرف ومن ناحية المصلحة العامة، أما قصة الكانتون السني، فإنني أعتقد أن المسلمين جميعا هم وحدهم الذين لم يتحدث احد منهم عن قبوله بقضية "الكانتونات" بل يحرص على وحدة لبنان وعروبته ونزع الهيمنة الحزبية عنه واحلال العدل والمساواة بين بنيه جميعا.

• كيف يمكن الخروج من الوضع الحالي في لبنان برأي سماحتكم؟

- انني لست منجما ولا كاهنا، والتشابك الدولي والعربي واللبناني والطائفي، بالإضافة الى المفاجآت والمتغيرات اليومية لا يمكننا من أن نرى منافذ الخروج من المأزق. وعلى كل حال فإننا اذا استعملنا عقولنا وضمائرنا ومخالفتنا لله سبحانه وتعالى، فإن الحوار الجاد المخلص وحده هو الذي يخرجنا من هذه الأزمة. فكل شيء يمكن الحوار حوله حتى مسألة اللقاء، ومسألة الفراق.

• ما هو تعليق سماحتكم على قصف منطقة رأس النبع بشكل مستمر دفع بعض السكان الى النزوح من المنطقة التي حوصرت أمنياً واجتماعيا؟

- لقد تعرضت منطقة رأس النبع الى قصف شديد جداً بشكل دمر مساكنها وألحق الأضرار الفادحة بأهلها بين قتلى وجرحى، بالإضافة الى الحصار الذي ضرب حولها، وكان ضرره أيضاً كبيراً واستطعنا والحمد لله بفضل المساعي الخيرة الى إعادة شيء ما من الأمن الى المنطقة. ولكن لاحظنا عودة القصف والتدمير الى المنطقة بشدة أجبرت الكثيرين منهم على التفكير بالنزوح والهجرة من المنطقة لو استمرت الأمور في التصعيد أكثر من ذلك، ونحن نعمل الآن على عودة رأس النبع الى حياتها الطبيعية كبقية أحياء العاصمة.

• إلى أين وصلت مساعي سماحتكم في هذا الشأن؟

- المساعي التي جرت بين الأمس واليوم وقبل ذلك طبعاً، سواء بين القادة السياسيين أم العسكريين أم رؤساء المنظمات، كانت كلها تصب في هذا الإطار. واليوم اجتمعت مع الأستاذ أنور الفطايري واتفقنا على ان تلتقي لجنة من أهل رأس النبع ورؤساء المنظمات بهدف العمل بكل الوسائل لإخراج المنطقة من الخطر المحدق بها، بالإضافة الى ان هناك مساعي جميع قادة الجيش والتنظيمات لمحاولة تسليم بعض المراكز الهامة الى قوة عسكرية تفصل في المنطقة كما حدث في منطقة بناية العجي.

• سماحة المفتي، ماذا تنتظرون بخصوص القمة الروحية، وماذا يمكنها أن تسفر عن نتائج؟

- نحن ننتظر ان يلتقي هؤلاء القادة الروحيون تحت مظلة من التفاهم والتعاون والجدية، وكلنا أمل في أن يحققوا ما يطمح اليه كل اللبنانيين في العيش بسلام وتفاهم وأمان وفي مظلة من العدالة والمساواة ورفع الهيمنة عن كل الفئات، بحيث يعيش الجميع تحت سقف من دستور يحفظ للجميع حقوقهم وكرامتهم وحرياتهم ومصالحهم، ولا يكون هناك تسلط من فئة على فئة.

   القسم السابق رجوع   

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة