إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
May 2024 02
الخميس 23 شوال 1445
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : يدعو لقيام مجلس أعلى للتنسيق الاسلامي
التاريخ : 1985-02-08
المرجع : جريدة أمل

أكد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد أن انتفاضة السادس من شباط "مفصل أساسي في تطور الحياة السياسية في لبنان اذا تمكن الموقف الاسلامي والوطني من الاستمرار في التلاحم الاسلامي الذي مهد لحركة 6 شباط، مؤكداً ان التلاحم الاسلامي بين الجبل والضاحية وبيروت أثبت من كل الدعوات المذهبية والتفتيتية".

ودعا في حديث شامل لجريدة "أمل" الى قيام مجلس أعلى للتنسيق الاسلامي بين القيادات الإسلامية السياسية من جهة والقيادات الإسلامية الدينية من جهة أخرى لتحقيق المزيد من التلاحم وتوحيد المواقف والصفوف في وجه أهداف العدو الخطيرة.

وحذر سماحة المفتي خالد من أهداف العدو الإسرائيلي الرامية إلى "تصديع المقاومة الإسلامية والوطنية وتفتيت وحدة الشعب" داعياً للرد بمزيد من المقاومة وبمزيد من أسباب الوحدة وأولها مقاومة الطائفية السياسية ومواجهة المذهبية السياسية التي تحاول إثارتها بين صفوف المسلمين" معتبراً أن هذه كلها أدوات وأسلحة إسرائيلية يحاول أن ينفذ العدو من خلالها الى صفوفنا لضرب بعضنا البعض وتفتيت قوانا وتحقيق أهدافه فينا.

وأبدى سماحة المفتي خالد استعداداً لتوسيع اللقاء الاسلامي عندما تتوفر الظروف الواضحة لتوسيعه بما يجعله يصب في وحدة المسلمين من جهة ووحدة اللبنانيين من جهة أخرى.

وأعتبر أن قضية المخطوفين قضية انسانية وهي لا تتحمل المراوغة، ولا يصح أن تصبح قضية سياسية أبداً.

وبالنسبة للتفجيرات التي طالت أحياء عديدة في بيروت قال إن الصراع في لبنان قائم بين مشروعين: المشروع الصهيوني والمشروع الوطني وأكد أن بيروت كانت وما زالت حاملة لواء الوحدة والتوحيد فبيروت الغربية هي بيروت العروبة وبيروت التعايش وبيروت المشروع اللبناني الوطني الموحد وبيروت المنتفضة على الهيمنة وتسلط الحزب الواحد وبيروت هي الوجه المشرق للعمل الديمقراطي وللنزعة التوحيدية على الرغم من السلبيات التي ترافق كل هذه المفاصل الايجابية".

وأبدى تقديره لمواقف الحكومة في دعم المقاومة الوطنية.

وفي ما يتعلق بالقمة الروحية أوضح أن بذل "جهوداً مكثفة من أجل انعقادها" وأنه "بانتظار جواب الطرف الاخر" خصوصاً "بعد أن دعيت اللجنة التحضيرية للاجتماع مرة واحدة وتوقفت بعد ذلك دون معرفة السبب".

وفي ما يلي النص الكامل للحديث الذي أجرته "أمل" مع سماحة المفتي خالد:

مزيد من المقاومة ومواجهة الطائفية والمذهبية

• العدو الإسرائيلي يسعى جاهدا لإثارة الفتنة في منطقة صيدا في أعقاب انسحابه منها كي ينفذ الى مراميه وأهدافه. فكيف برأيكم يكون الرد، وما هي دعوتكم لأهلنا في المنطقة لتفويت الفرصة على العدو؟

- مما لا شك فيه أن العدو الاسرائيلي يهدف الى شيء واضح هو العمل على جبهتين: الجبهة الاولى تتلخص في تصديع المقاومة الإسلامية والوطنية التي استطاعت ان تقض مضاجعه في الجنوب والبقاع الغربي والأرض المحتلة كلها، والجبهة الثانية هي التفتيت والتفرقة بين أبناء البلد الواحد ما استطاع الى ذلك سبيلاً، بغية السيطرة وبغية الابتزاز في كل ميدان وعلى كل صعيد، فإذا كان هذان المحوران لتصديع المقاومة وتفتيت وحدة الشعب يشكلان اهم اهداف ومرامي العدو الاسرائيلي كان من الواجب علينا وضع استراتيجية واضحة للتصدي لذلك.

وأننا لنرى انه بالنسبة للمحور الاول ينبغي أن يكون الرد بمزيد من المقاومة الإسلامية والوطنية نصعدها في وجه العدو المحتل وهي مقاومة مشروعة نصت عليها مواثيق حقوق الانسان، وأكدت عليها قبل ذلك تعاليم القرآن كما جاء في قوله تعالى:
"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وان الله على نصرهم لقدير".
"الذين اخرجوا من ديارهم بغي حق إلا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثير ولينصرَنّ الله من ينصره ان الله لقوي عزيز".

وهنا لا بد لنا من ان ننظر بإكبار وتقدير كاملين للمقاومة الباسلة في جنوبنا الصامد وفي البقاع الغربي وراشيا لمواقفها البطولية داعياً الله سبحانه وتعالى ان يأخذ بيدها لما فيه عزة الاسلام والمسلمين وان يتغمد شهداءها الأبرار بفيض من رحمته ورضوانه انه السميع المجيب.

وأما بالنسبة للمحور الثاني فإن الرد على التفتيت والتفرقة لا يمكن أن يكون إلا بالأخذ بمزيد من أسباب الوحدة نوفرها لأبناء هذا البلد على كل صعيد. ومن أول هذه الأسباب مقاومة الطائفية السياسية التي تذر بقرنها بين المسيحيين والمسلمين، والوقوف في مواجهة المذهبية السياسية التي تحاول "إسرائيل" إثارتها بين صفوف المسلمين، فهذه كلها أدوات وأسلحة إسرائيلية يحاول ان ينفذ العدو من خلالها الى صفوفنا لضرب بعضنا ببعض وتفتيت قوانا وتحقيق أهدافه فينا. علما بأن ديننا يعزز هذه الوحدة فيقول لنا رب العالمين "هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".

وإنني على يقين من أن المسلمين جميعا والقيمين على شؤونهم بشكل خاص يعون هذه الحقيقة ويعملون من أجلها بجد وإخلاص.

مجلس أعلى للتنسيق الاسلامي

• "وحدة الموقف الاسلامي" موضوع مطروح بالحاح في مواجهة محاولات الجهات المشبوهة لتشويه هذه الوحدة وإيجاد الفرقة. فما هي اقتراحاتكم وخطواتكم لتحصين هذه الوحدة بصفتكم المرجع الأول للمسلمين في لبنان؟

- ان وحدة الموقف الاسلامي لا بد أن تكون منبثقة عن وحدة الإسلام. فقرآن المسلمين قرآن واحد ونبيهم نبي واحد ورسالتهم هي رسالة التوحيد، وعلى ذلك فإن وحدة الموقف الاسلامي ليست مظهرا من المظاهر ولا شكلا من الأشكال، إنما هي فريضة دينية تنطلق من العقيدة وتستند إليها. وإذا كانت هناك ظروف تاريخية وأسباب سياسية وفترات استرخاء اجتماعية حتمت ظهور إشكال من الفرقة فإن ظرفنا اليوم لا يحتمل هذا بأي صورة من الصور، فالعدو قد أحاط بالمسلمين من كل حدب وصوب واستنفر الاستعمار قواته من كل جانب، واستكلب على هذه المنطقة وشعبها وعلى الإسلام وأبنائه بشكل تحقق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تنبأ بذلك من خلال معنى قوله "تداعى عليكم الأمم كم تداعى الأكلة الى قصعتها"، قالوا أو من قلة نحن يؤمئذ يا رسول الله؟ قال: لا بل انكم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".
صدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فها هي الأمم تتكالب اليوم علينا تستهدف ديننا وعقيدتنا وترمي الى ضرب وحدتنا والى تفرقة صفوفنا واستنزاف ثرواتنا.

فعلينا اذن ان نعرف هذه الحقيقة حق المعرفة ونتصرف وفاقاً لما تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية من حرص على الوحدة وتدعيم انطلاقة التوحيد التي تقوم اليوم بين صفوف المسلمين. وانني ارى ان يكون هناك مجلس اعلى للتنسيق الاسلامي بين القيادات الإسلامية السياسية من جهة والقيادات الإسلامية الدينية من جهة أخرى في الحقلين السياسي والديني معاً. ففي تصورنا ان هذا هو السبيل الأفضل لتحقيق المزيد من التلاحم وتوحيد المواقف والصفوف في وجه أهداف العدو الخطيرة.

توسيع اللقاء الاسلامي

• ثمة دعوات كثيرة مطروحة لتوسيع "اللقاء الاسلامي" وإعطائه طابعاً إسلامياً ووطنيا أوسع فما رأيكم؟

- لقد كثرت هذه الدعوات من مواقع كثيرة نحترمها وفي أوقات وظروف متعددة نقدرها، ولكنها كانت، في رأينا، مجرد دعوات لم تتوصل بعد الى طرح صيغة واضحة بهذا الشأن. وهنا أجيب بأننا مستعدون لتوسيع هذا اللقاء الاسلامي عندما تتوفر الصيغة الواضحة لتوسيعه. ولا اخفي عنك أننا مررنا بظروف تشاورنا فيها مع كثير من اخوتنا القادة حول هذا الموضوع وكان لكل رأيه في ذلك والذي يصب في ضرورة التوسيع التي نرجو ان تتحقق عندما تتوفر هذه الظروف التي أشرت إليها.

المهم ان يصب اللقاء الاسلامي الذي يعقد اسبوعياً في دار الفتوى باتجاه وحدة المسلمين من جهة، وباتجاه وحدة اللبنانيين من جهة اخرى. فإذا كانت هذه هي استراتيجيته وهي كذلك اليوم فمعنى ذلك ان اللقاء الاسلامي يلتقي مع كل المحاور الإسلامية اذا صحت تسميتها بهذا الشكل وهي التي تعمل جميعاً وبوعي بالاتجاه الذي يتحرك نحوه اللقاء الاسلامي.

قضية المخطوفين

• قضية المخطوفين والمحتجزين قضية إنسانية ووطنية كانت موضع اهتمام ورعاية من قبلكم. فماذا جرى حتى الآن؟ ومتى تنتهي هذه القضية؟

- عندما فتحنا أبواب دار الفتوى لاحتضان قضية المخطوفين كان السبب في ذلك ان الحكومة كانت تشيح بوجهها عن هذه القضية الإنسانية فلم يجد أهالي المخطوفين من ملجأ لهم يطرحون فيه قضيتهم إلا دار الفتوى وهذه ثقة نعتز بها ونحرص عليها. أما اليوم فإننا نجد في الحكومة الحالية حكومة وطنية تحتضن كل القضايا بتوازن ومسؤولية واعتقد ان معالجة هذه القضية الإنسانية على هذا الصعيد الحكومي ومن خلال اللجنة التي ألفت لهذا الغرض بالذات هو بمثابة وضع الأمور في نصابها الطبيعي ومن هنا فإنني أهيب بالمسؤولين في اللجنة ان لا يتعنت احد منهم في الحقد وأن يحكم ضميره ولا يجعل الإنسان اللبناني موضع مساومة أو مقايضة أو بيع أو شراء. فالمعروف انه هناك مخطوفون ما زالوا موجودين ومحتجزين هنا وهناك من هذا البلد.

القضية هنا لا تتحمل المراوغة بأي شكل من الأشكال فالانسان اللبناني اصبحت قيمته هي المحك ولا يجوز ان تنحدر اكثر مما انحدرت اليه حتى الان. وقضية المخطوفين لا يصح ان تصبح قضية سياسية ابداً انها قضية اخلاقية وعلى الجميع أن يكونوا عند مستوى الاخلاق التي نؤمن بها جميعاً. ونقول انها قضية اخلاقية وتتطلب الجرأة التي أصبحت تعوز الأطراف جميعاً فتقر بواقع المخطوفين وتفرض على الجميع تقبل هذا الواقع ثم إطلاق سراح جميع المخطوفين بجرأة وشجاعة ومسؤولية.

بيروت كانت وما زالت بيروت الوحدة والتوحيد

• التفجيرات التي طالت أحياء عديدة في بيروت الغربية كانت موضع تفسيرات عدة، فمن هي برأيكم الجهات المستفيدة منها؟ وما هو المطلوب لإنهائها؟

- لنقل بصراحة ان الصراع في لبنان قائم بين مشروعين: المشروع الصهيوني ومن خلاله مشروع لبنان المتصهين، والمشروع الوطني ومن خلاله المشروع اللبناني الموحد الأول يعتمد على إستراتيجية التفتيت والثاني يعتمد على استراتيجية التوحيد وللإجابة عن السؤال المطروح ينبغي ان نعرف أولا ماذا تمثل بيروت الغربية؟ هل تمثل استراتيجية التفتيت أم هي تمثل إستراتيجية التوحيد كلنا يعتقد ان بيروت الغربية كانت وما زالت حاملة لواء الوحدة والتوحيد فبيروت الغربية هي بيروت العروبة وبيروت التعايش وبيروت المشروع اللبناني الوطني الموحد وبيروت المنتفضة على الهيمنة وتسلط الحزب الواحد هذه هي بيروت الغربية. إنها الوجه المشرق للعمل الديمقراطي وللنزعة التوحيدية على الرغم من السلبيات التي ترافق كل هذه المفاصل الايجابية، فإذا كانت بيروت الغربية هي في هذا الموقع التوحيدي فإن الذي يهمه ضربها هو المشروع المعادي وهو بالتالي المشروع الصهيوني أو مشروع لبنان المتصهين المتحالف معه. انه ينبغي علينا إذن ان نفهم هذه الحقيقة ونعالجها من خلال حرصنا الوطني وذلك لا يكون إلا بالمقاومة على صعيدين على صعيد مواجهة إسرائيل من جهة، وعلى صعيد مواجهة التفتيت والطائفية بالوحدة بين المواطنين من جهة أخرى.

• المقاومة الوطنية اللبنانية في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا أجبرت العدو على الاعتراف بتأثير عملياتها البطولية على وجوده الاحتلالي ولكنها في الوقت نفسه بقيت ظاهرة شعبية دون دعم رسمي فما رأيكم؟

- لا يمكن في الحقيقة أن نقول ان المقاومة الوطنية هنا ظلت ظاهرة شعبية دون دعم وتبنٍ رسمي جدي من الحكومة ذلك إننا نسجل بتقدير كلي مواقف الحكومة في دعم المقاومة الوطنية ذلك أن المقاومة الوطنية اكثر من وجه فإذا كانت المقاومة الوطنية المسلحة وجها مشرقا للمواجهة مع العدو الإسرائيلي فالمحادثات التي أجرتها الحكومة الوطنية مع العدو الإسرائيلي هي الوجه الآخر المشرق لهذه المواجهة والدليل ان العدو الإسرائيلي قد انهزم أمام هذه المحادثات وذلك بايقافها من طرف واحد.

الأزمة الاقتصادية

• الأزمة الاقتصادية وإحدى مظاهرها ارتفاع سعر الدولار أقضت مضاجع الناس واتسعت لدائرتها لتطال فئات اجتماعية واسعة. فما هي برأيكم الأسباب؟ وما هو المطلوب من الحكم لمواجهتها جدياً؟

- أن هناك أسباباً قريبة جداً وأسباباً بعيدة ويبدو ان السبب القريب هو سبب اقتصادي كما يقال فالخزينة خاوية والاحتياطي من النقد لم يعد موجوداً والسبب في ذلك يرجع الى الحالة الأمنية المتردية التي وصل إليها لبنان والسبب الذي يكمن وراء هذا السبب الأمني هو سبب سياسي وانني اعتقد الى جانب ضرورة المعالجة الفورية للمشكلة الاقتصادية لا بد من ان نذهب في الوقت نفسه الى السبب الأبعد الذي أدى الى هذا التدهور الأمني والاجتماعي والاقتصادي وهو السبب السياسي فإن لم يكن هناك من وفاق سياسي بين الأطراف اللبنانية المتصارعة فانه لن يكون هناك حل على الإطلاق لا للمسألة الأمنية ولا للعقدة الاجتماعية ولا لهذا الانهيار الاقتصادي. وقد كفانا المبالغة في معالجة النتائج من دون التفكير يوما في معالجة الأسباب والمطلوب من الحكم ان يعرف هذه الحقيقة ويعمل على ضوئها.

انتفاضة شباط

• انتفاضة السادس من شباط شكلت مفصلاً في الحياة السياسية اللبنانية وغيرت الكثير من المعادلات السابقة فكيف تقيمون هذه الانتفاضة ونتائجها ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لها؟

- ان هذا التاريخ يمكن ان يعتبر مفصلاً أساسياً في تطور الحياة السياسية في لبنان اذا تمكن الموقف الاسلامي والوطني من الاستمرار في التلاحم الاسلامي الذي مهد لحركة السادس من شباط وذلك بتأكيد قدرته على التمسك بوحدة موقفه في عملية الصراع السياسي والعسكري القائمة في هذا البلد منذ فترة طويلة ولعل أهم ما يمكن ان نحقق في هذا الإطار من النتائج هي:

أولاً: ارتفاع القدرة على التلاحم الاسلامي الوطني على مستويات المواجهة العسكرية والسياسية في وقت واحد وذلك باتجاه المشروع الوطني التوحيدي الذي يحرص عليه المسلمون والوطنيون في لبنان.

ولقد تمثلت هذه القدرة في التلاحم الاسلامي الحقيقي في ما ظهر في الأحداث التي مهدت للسادس من شباط سواء في حرب الجبل أو في وقوف الضاحية الى جانب هذه الحرب أو في وقوف بيروت الى جانب الضاحية عندما تعرضت للتدمير. ويبقى التلاحم الاسلامي بين الجبل والضاحية وبيروت الغربية رمزاً لوحدة الموقف الاسلامي أثبت من كل الدعوات المذهبية التفتيتية.

وكما تمثلت أيضاً بسقوط آخر رموز الارتهان الاسلامي للمشروع المتصهين.

القمة الروحية

• القمة الروحية لعبت دوراً كبيراً في الفترات السابقة في إطار تعزيز وحدة الصف الوطني. فما هي أسباب انقطاعها؟ وهل هناك دعوات ومساع جديدة لإعادة إحيائها؟

- نحن من جهتنا بذلنا جهوداً مكثفة من اجل انعقاد القمة الروحية ولقد سمينا مندوبين عنا في اللجنة التحضيرية لانعقاد هذه القمة إلا أننا لا نعرف السبب الذي من اجله توقفت أعمال هذه اللجنة على الرغم من أننا أسهمنا بتقديم ورقة عمل من شأنها ان تساعد على جلاء كثير من الأمور. وعندما انقطعت اجتماعات هذه اللجنة تحدثنا مع غبطة البطريرك هزيم وتمنينا على غبطته ان يحرك هذا الموضوع فقام بهذا العمل مشكوراً ودعيت اللجنة للاجتماع فاجتمعت مرة واحدة ثم توقفت ولا نعرف السبب.
لذلك أرجو أن تسأل الطرف الآخر ونحن بالانتظار.

• الخطط الأمنية التي وضعت لبيروت والطريق الساحلي كثيرة والتنفيذ لم يخرج الى حيز الضوء بعد بشكل فعلي. فما هي برأيكم الأسباب؟

- هذا السؤال يجب توجيهه للحكومة.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة